خرجت فخالفت
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين
اورد هنا مقالة اهديها للاخت مسلمة لنصائحها الفذة، و الى كل الاخوات و الاخوان في الخيمة
شريط " خرجت فخالفت " للشيخ / خالد الصقعبي / حفظه الله تعالى
.. المقدمة الحمد لله نحنده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أم محمداً عبده ورسوله ... ( يا أيها الذين آمنوا تقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ) أما بعد ... عنوان هذا اللقاء هو ( خرجت فخالفت ) معاشر الإخوة والأخوات : إن الأصل هو قرار المرأة في البيت ، وخروجها منه رخصة تقدر بقدرها ، ولنتأمل آي القرآن الكريم ( وقرن في بيوتكن ) ( لا تخرجوهن من بيوتهن ) ( واذكرن ما يتلى في بيوتكم ) ثلاث آيات كريمات تبين لنا بجلاء ، شدة رسوخ المرأة في بيتها ، المسكن في الغالب إنما يملكه الزوج ، ومع ذالك أضافه الله إلى المرأة في هذه الآيات الثلاث ، وما ذالك إلا للتأكيد على أهمية لزوم المرأة في بيتها ، لأنه هو المكان اللائق بها ، ليس بسجن كما يدعيه أدعياء الحظيرة لا الحضارة ، بل لأنكِ ملكة فيه لتخرجي لنا من خلال ذالك البيت الأبطال من الرجال ، والعفيفات من النساء ، ولأنكِ جوهرة مصونة حينما يكثر خروجك ، تكثر خدوشك ، نظرة من فاسق ، وحديث من ساقط ، ورقم من ساخر وهكذا ، يكثر خدشك ، يزينك الشيطان في أعين الغادين والرائحين ، وصدق نبي الهدى عليه الصلاة والسلام حينما قال ( إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان حتى ترجع ) لقد كان أمر المرأة بالقرار في البيت مع احتشامها إذا خرجت ، فكيف الحال الآن !! ، تبرج وسفور ، تتجمل المرأة لخروجها أكثر من تجملها لزوجها ، إي وربي إنهن ليفعلن ذالك ، وإنهم أي معاشر الرجال ليرضون بذالك .. أختي المسلمة : تعالي أحدثكِ عن كنزكِ المفقود ، ذالكم الكنز الذي فقدتيه حينما أكثرتِ الخروج ، أتعلمين ما هو ؟ إنه الحياء ، نعم ، رفع الله به ذكر المرأة التي جاءت تمشي على استحياء ، خلد ذكرها في القرآن ، تتعبد الأمة إلى قيام الساعة بقراءة حياءها ، من خلال قوله تعالى ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) قال سيد قطب رحمه الله تعالى عند هذه الآية " تمشي مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال على استحياء في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء ، جاءت لتدلي إليه دعوة بأقصر لفظ وأذله ، يحكيه القرآن في قوله ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ويقول رحمه الله تعالى عند قوله تعالى ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره ) إنها وأختها تعانيان من رعي الغنم ومن مزاحمة الرجال على الماء ومن الاحتكاك الذي لابد منه للمرأة التي تزاول أعمال الرجال ، وهي تتأذى وأختها من هذا كله ، تريد أن تكون امرأة تأوي إلى البيت ، امرأة عفيفة مستورة ، لا تحتك بالرجال الغرباء في المرعى والمسقى ، المرأة العفيفة الروح النظيفة القلب السليمة الفطرة لا تستريح لمزاحمة الرجال ، ولا للتبذل الناشئ من هذه المزاحمة ، انتهى كلامه رحمه الله تعالى الحياء تسربلت به المرأة على مر التاريخ ، فزادها عزاً وشرفاً وتلك بعضاً من مواقفهن : فاطمة رضوان الله تعالى عليها لما سئلت : أي شيء خير للمرأة ؟ قالت " ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال " أما أم سلمة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق ثياب الرجال ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) قالت : النساء ماذا يصنعن بذيولهن ؟؟ قال ( يرخينه شبرا ) ولأنها امرأة تبحث عن الستر والعفاف ، لا اعتراضاً على حكم النبي صلى الله عليه وسلم قالت : إذاً تنكشف أقدامهن يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام ( يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه ) لا تقولي أخية : أولئك عشنا في زمن النبوة والسلف ، بل تعالي أحدثكِ عن حياء امرأة من الخلف ، صاحبة الثوب المرصع بالجواهر ، فدونكِ قصتها ... ضرب أحد الولاة الجزية والخراج على البلدان ، فذهب عماله إلى القرى والأمصار ، فأتوا إلى قرية فلم يجدوا إلا ثوب امرأة مرصع بالجواهر فأخذوه ، فلما قدموا به على الوالي سأل عنه : فلما أخبروه الخبر ، كأنه عز عليه أن يأخذه ، فأمر بإرجاعه إلى المرأة ، فلما علمت تلك المرأة التقية الصالحة العفيفة قالت : أو رآه رجل غير محرم لي ، قالوا نعم ، قالت : والله لا ألبس ثوباً قد رآه رجلاً غير محرم لي ، فأمرت ببيعه وجعلت ثمنه في مسجد
يتبع...
__________________
و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
قال صلى الله عليه وسلم:
ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل ً
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
|