الأسد يعلن الانسحاب السوري الكامل حتى البقاع

[الوافـــــي]

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد انسحاب القوات السورية بالكامل حتى سهل البقاع ثم إلى منطقة الحدود اللبنانية- السورية.

وقال الأسد إن المجلس الأعلى السوري- اللبناني سيجتمع هذا الأسبوع لتنسيق عملية الانسحاب.
وجاء ذلك في الخطاب المهم الذي ألقاه الأسد أمام مجلس الشعب السوري مساء السبت.

وحول ملف العلاقات اللبنانية - السورية الذي استأثر بالجانب الأكبر من الخطاب، قال الأسد إن انسحاب القوات السورية بدأ في أواخر عام 199، عبر خمسة انسحابات رئيسية، منها أربعة قبيل صدور القرار الدولي رقم 1559 حيث تم سحب 63 في المائة من القوات السورية في لبنان، وكان عددها لدى دخولها لبنان 40 ألفا، ويبلغ عددها حاليا 14 ألفا.
وأكد الأسد أن القوات السورية حققت مهمتها في لبنان عند توحيد بيروت وبعد توقيع اتفاق الطائف عام 1990، حيث كانت آخر طلقة للقوات السورية في لبنان في ذلك العام، مضيفا أن المكان الطبيعي للقوات السورية هو الأراضي السورية.

وأشار الأسد إلى أن وجود القوات السورية تحول إلى عبء مادي وسياسي، وأن عدم وجود دور واضح لتلك القوات أثر سلبا على جاهزيتها واستعدادها القتالي.

وقال الأسد إن تحديد الجناة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، مطلب سوري، منتقدا القوى السياسية اللبنانية التي سارعت باتهام سوريا، وسماهم تجار المواقف السياسية، وقال إن تلك القوى أبدت نكرانا لجميل القوات السورية التي بذلت دمائها في بيروت.
وتهكم الأسد على بعض السياسيين اللبنانيين الذين يقبلون بسيادة أية دولة أخرى على لبنان باستثناء سوريا.

وفي حين أكد الأسد أن سوريا ارتكبت أخطاء في لبنان بتحالفها مع بعض القوى السياسية وإهمالها قوى أخرى، ذكر أن انسحاب القوات السورية من لبنان لا يعني نهاية للدور السوري في لبنان، حيث شدد على تواصل العلاقات بين الجانبين، وعلى الحرية التي سيمنحها الانسحاب للجانب السوري في تعاطيه مع قضايا الملف اللبناني.

ودعا الأسد إلى رؤية جديدة للعلاقات مع لبنان، ترتكز على دعم العلاقات مع كافة شرائح المجتمع اللبناني.

وحول القرار الدولي رقم 1559، شدد الأسد على أن سوريا ليست ضد القرار الدولي، موضحا أنه يفتقد الآلية الملائمة للتنفيذ، وإن كان
وقال الأسد إن القرار يهدف للقضاء على المقاومة في لبنان، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وقبيل ساعات من خطاب الأسد، قامت قوات من الجيش اللبناني وعربات مصفحة السبت باتخاذ مواقع حول مقر الاستخبارات السورية في بيروت، ثم غادرتها في وقت لاحق.

وتعرضت حكومة دمشق إلى ضغوط دولية متزايدة لسحب قواتها من لبنان. فيما تسود الشارع اللبناني مظاهرات شعبية ضد الوجود السوري، وذلك منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، في انفجار سيارة مفخخة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس، في تصعيد للضغط على سوريا لليوم الثاني على التوالي، أن "الرسالة مسموعة وواضحة من الولايات المتحدة وفرنسا ودول كثيرة أخرى؛ إنه يتعين على سوريا أن تسحب الآن ليس فقط قواتها ولكن أيضا جهازها الاستخباراتي من لبنان."

وإلى ذلك، طالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع بمقر جامعة الدول العربية الخميس سوريا بتنفيذ اتفاق الطائف حلا لأزمة لبنان.

الوفاق