مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2005, 06:35 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي قطاع غزة يكسر قيد الاحتلال

Man9ool
Felesteen Almoslemeh
www.fm-m.com

قطاع غزة يكسر قيد الاحتلال:
مسيرة 38 عاماً من المقاومة
يتأهب قطاع غزة بمدنه ومخيماته لفصل جديد من فصول الحرية والتحرير بعد أن نجح المجاهدون والمقاومون في ((كيّ الوعي الإسرائيلي وأقنعوه بفكرة عدم جدوى المشروع الاستيطاني، والاعتراف بقصور القوة ومحدوديتها)). وقالت صحيفة ((هآرتس)) في مقال كتبه مراسلها السياسي ألوف بن معلقاً على الإجلاء القسري لآلاف المستوطنين اليهود وبدء انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية بعد أن أنهكتها 38 عاماً من العمليات الفدائية والمقاومة المتواصلة: ((مع إخلاء المستوطنين من قطاع غزة صار تقويم الوضع مسألة ضرورية وملحة: من الذي أحرز النصر في سنوات المجابهة الخمس ومن الذي كوى وعي من؟ الجواب البسيط هو أن الفلسطينيين قد أحرزوا النصر بالنقاط. وهم يعدون مسيرات النصر بينما يجلل الحزن (إسرائيل) بسبب التصدع الداخلي، وفقدان الحلم، ويخشون من مخاض ما بعد تنفيذ خطة الانسحاب)).
ورغم كبريائه عبّر شارون نفسه في عبارة مقتضبة أن المقاومة العسكرية هي التي أجبرته على اتخاذ قرار فك المستوطنات وترحيل المستوطنين وسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة حين قال بأن قطاع غزة يمتاز بكثافة السكان والكراهية ضد دولة (إسرائيل).
إذن هو انسحاب إجباري بفضل المقاومة وليس منّة من شارون وأركان دولته، وأهميته غير ناجمة عن حجم مساحة القطاع، وإنما عن دلالة هذا الانسحاب كونه سابقة لم تتم بفعل تسوية وإنما بفعل المشروع الفلسطيني القائم على المقاومة على الرغم من تفوق العدو العسكري والتكنولوجي والضربات التي تلقتها الفصائل الفدائية.
احتضن أبناء قطاع غزة المقاومة وقدموا لها خيرة أبنائهم رغم المعاناة الشديدة. ولا تكاد توجد عائلة واحدة لم تتضرر أو تقاسِ مباشرة من نتائج الاحتلال بفقدان فرد من أفرادها شهيداً أو سجيناً أو مبعداً أو موقوفاً. ولقد حال التفاف الأهالي حول رجال المقاومة في القطاع دون نجاح المحاولات الإسرائيلية في احتواء المقاومة هناك.

جاهزية سريعة
في الأسبوع الثاني من حزيران/يونيو 1967 وجد أبناء قطاع غزة أنفسهم وللمرة الثانية تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحوا من جديد وجهاً لوجه أمام سلطات الاحتلال في تجربة تباينت أطرها المحلية والإقليمية والدولية عن التجربة السابقة إبان حملة السويس عام 1956. ورغم الصدمة التي تلقاها الفلسطينيون بسبب الاحتلال إلا أن نشاطاً فدائياً بدأ ينتظم في قطاع غزة بسرعة كبيرة، ولم يكن قرار البدء في المقاومة المسلحة بالقرار السهل بالنسبة لكافة القوى، إذ كان يتطلب الكثير من الاستعدادات المتعلقة بالتنظيم والتسليح، وتوفير شبكات الاتصال والمخابئ والتمويل. وكذلك الأمر فيما يتعلق بالتعبئة أو التهيئة الجماهيرية.
كان قطاع غزة حقلاً مناسباً لنمو التنظيمات الفدائية بسبب الامتداد التاريخي لبعض التنظيمات، ووجود خبرات بالعمل السري والعلني في مراحل الكفاح الفلسطيني بالقطاع منذ عام النكبة. ومن أهم القوات الفدائية التي باشرت نشاطها المقاوم منذ احتلال القطاع العناصر التابعة لقوات التحرير الشعبية، وفتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. غير أن العمل الفدائي بكل أشكاله لم يكن قاصراً على القوى المنظمة، وكما ذكر مصدر إسرائيلي ((أنه من غير الممكن الفصل بين السكان والفدائيين، فالسكان في القطاع هم فدائيون محتملون – ليس هناك حاجة للانضمام إلى تنظيم فدائي لكي يصبح الشخص فدائياً في القطاع، بل يكفي العثور على قنبلة من تلك التي خبئت بكثرة، وإلقائها على واسطة نقل عسكرية مرة كل بضعة أشهر لكي يغدو الشخص فدائياً- وهذا هو السبب في بروز خمسة فدائيين مكان كل فدائي يقتل أو يلقى القبض عليه)).
وفي الحقيقة، فإن القطاع –على صغر مساحته– كان مكاناً تجمعت عليه اتجاهات وتيارات سياسية عديدة، كالإخوان المسلمين والبعثيين والقوميين العرب الذين تصاعد نشاطهم أو هبط في الفترات السابقة على احتلال القطاع نتيجة عوامل مختلفة. فلم يكن القطاع إذن، عند بداية الاحتلال، خالياً من التشكيلات أو التنظيمات السياسية أو بقاياها.

حالة فدائية متقدمة
نجحت فصائل المقاومة في القطاع في جمع كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتروكة على مسرح الحرب قبل أن يتمكن العدو الصهيوني من مراقبة هذه الناحية. كما استفادت حركة المقاومة من عوامل عدة كان في طليعتها اتساع مسرح العمليات الفدائية باتساع مساحة الأراضي المحتلة (في كل فلسطين) وعدم كفاية الترتيبات الإسرائيلية الأمنية لمواجهة الواقع الجديد في ذلك الحين. ولقد تدعم أثر هذين العاملين بوجود العناصر المدرسية على استخدام السلاح حتى أنه يمكن القول بأن تدرب الكثير من أبناء القطاع في مرحلة ما قبل الاحتلال، قد أفاد حركة المقاومة بعد الاحتلال بأكثر مما أفاد في التصدي للهجوم الإسرائيلي في الخامس من حزيران/يونيو 1967.
تستر الأهالي على رجال المقاومة في بيوتهم وحقولهم وبين جدران الشوارع والأقبية، وكان التواجد الفدائي بين المخيمات وأحياء المدن ووسط بيارات البرتقال يتنقل وبشكل منتظم وسري، وبيسر شديد في الحركة اعتماداً على مساندة الجماهير العريضة في القطاع.
ويساعد كل ذلك على تكيف العمليات العسكرية وتنظيم الخلايا السرية بالقطاع وتدريبها وتسليحها. ويلخص هذا الواقع التسليحي أحد الضباط الإسرائيليين حين قال ((إن غزة مستودع ولكن عليك أن تبحث في كل شبر حتى تعثر على شيء من هذه الأسلحة)).
شكل قطاع غزة منذ الاحتلال وحتى نهاية العام 1971، حالة فدائية متقدمة وأضحى معقلاً لفصائل المقاومة حيث تعززت قوة المجموعات الفدائية من شهر إلى آخر. وتخبطت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهتها لتلك الحالة، واستمرت العمليات الفدائية في تصاعد حتى وصلت إلى خمس عشرة عملية أسبوعياً. وفي أرشيف اليوميات العسكرية الإسرائيلية، بلغ تعداد الإسرائيليين القتلى في قطاع غزة عام 1968 تسعة جنود ومستوطنين، وفي عام 1969 قتل أحد عشر إسرائيلياً، وفي عام 1970 بلغ عدد العمليات (456) عملية أسفرت عن مقتل ثمانية عشر إسرائيلياً.
لقد أدت المقاومة خلال أعوام 1967 وحتى 1971 دورها على أكمل وجه، وحققت أهدافها في أنها عزّزت من الثقة بالذات وتعبئة جماهير القطاع ضد الاحتلال ونجحت في مشاغَلة قوات الاحتلال وإيقاع الخسائر بها، بل وفي بقاء القطاع نظيفاً من المستوطنات اليهودية لأكثر من ثلاثة أعوام عقب الاحتلال.

الاندفاعة الذاتية للمقاومة
منذ منتصف عام 1971 تضعضع الوضع التنظيمي والتسليحي للمقاومة العسكرية في قطاع غزة، وذلك بفعل اشتداد الهجمة الصهيونية الأمنية في تزامن مع خروج المقاومة وقواعدها الارتكازية من الساحة الأردنية ووقف إطلاق النار على الجبهة المصرية، مما دعم من عملية ((شبه التفرغ)) للمقاومة في قطاع غزة بالنسبة لقوات الاحتلال. وقد ربط شلومو غازيت رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي بين كل ذلك وذكر ((أن وقف إطلاق النار يمكّننا من تخصيص قوات عسكرية ووسائل مادية نحو القطاع وهذا لم يكن بالإمكان قبل عام. كما اعتبرت (إسرائيل) أن قطاع غزة في ذلك الحين هو الجبهة الوحيدة الباقية مما مكن (إسرائيل) من حشد قوات كبيرة به مكنتها من مباغته السكان المحليين في أوقات وأماكن غير متوقعة)).
أخذت المقاومة في القطاع نتيجة لذلك وضعية المدافع أكثر من وضعية المبادر والمهاجم وخصوصاً فيما يتعلق بالعمليات الفدائية. وخسرت تنظيمات المقاومة خيرة عناصرها وقياداتها ومساعديهم تحت ضغط الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، ففي نوفمبر من عام 1971، أعلن عن وفاة زياد الحسيني قائد قوات التحرير الشعبية في حادث أحاط به الكثير من الغموض، ثم استشهد قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد محمود الأسود الملقب ((بجيفارا غزة)) مع مساعديه في آذار/مارس 1973 بعد معركة كبيرة مع قوات الاحتلال في حي الرمال بمدينة غزة. وقد توالى استشهاد أو اعتقال قيادات وكوادر المقاومة مما أثر على فعاليتها إلى حد كبير، وقتلت قوات الاحتلال في غضون عام 1971 لوحده 95 مقاوماً، ومع حل وحدة الاغتيالات الإسرائيلية الخاصة التي عرفت بـ((ريمون)) عام 1974، بقي على قائمة المطلوبين (20-30) مقاوماً فقط من أصل 220. طرأ انخفاض بنسبة 85% على العمليات الفدائية، إذ تفيد الإحصاءات أن 222 عملية وقعت في قطاع غزة عام1971 قتل خلالها 9 إسرائيليين، في حين وقعت 46 عملية فقط في عام 1972 قتل خلالها 3 إسرائيليين فقط.
أصبحت المقاومة في ضوء الوضع السيئ بدءاً من عام 1973 من حيث التمويه والأمن والإمداد في وضع صعب، وهي أمور استهلكت طاقة المقاتلين لحماية أنفسهم وحرمت التنظيمات في الداخل من طاقات إضافية كانت تزودهم بها عمليات التنظيم والتدريب في الخارج.
لقد أدى تشديد قبضة السلطات العسكرية الإسرائيلية على القطاع والعمل على قطع سبل إمداده بالأسلحة وملاحقة جماهير القطاع بالسياسة الاستيطانية وسياسة الاعتقال والإبعاد إلى دفع المقاومة إلى التكيف مع هذا الواقع واعتماد طرق جديدة للحصول على السلاح بصفة أساسية وتطوير أسلوب العمل التنظيمي. ففيما يتعلق بسبل التسليح اعتمد جيل المقاومة الثاني على الوسائل التالية: شراء الأسلحة من جنود العدو والتصنيع المحلي للعبوات الناسفة والحارقة وتفكيك الألغام التي يزرعها العدو حول المستوطنات واستخدام الطرق البدائية مثل رش المسامير على الطرقات، وقطع السكك الحديدية وتخريب الطرق العسكرية، واستخدام الخناجر والسكاكين في مهاجمة المستوطنين أو الجنود.
وفيما يتعلق بالتنظيمات الفدائية، لاحظت الإحصاءات الإسرائيلية في عام 1979 أن أكثر من 30% من الفدائيين المقبوض عليهم لا ينتمون إلى أي تنظيم. وهذه النسبة المرتفعة لغير المنظمين ذات دلالة، فهي تعني أن قسماً من العمل الفدائي ينطلق باندفاعة وطنية دينية. كما لاحظت الإحصاءات أن ما يقرب من 75% من الفدائيين يقعون في شريحة عمرية تتراوح بين 17-24 سنة، وإن 7% هم بين 15 و17 سنة من أعمارهم. ولعل في هذه الإحصائيات ما يؤكد تواصل مسيرة العمل الفدائي رغم الضغوط الإسرائيلية، فأصحاب هذه الشرائح العمرية كانوا أطفالاً في عام الاحتلال الأول.
وإذا كان متوسط العمليات الفدائية التي تمّت بمبادرة فردية تصل إلى 50% من مجموع العمليات في السنوات (1985 - 1986) فإنها وصلت في قطاع غزة إلى 65% من مجموع العمليات الفدائية. وهذه الظاهرة (العمل الفردي غير المنظم) وكذلك (الاندفاعة الذاتية للمقاومة) تقودنا إلى قاعدة بسيطة في جوهرها عظيمة في مغزاها وهي أنه بمرور الوقت تكتسب المقاومة في قطاع غزة (الطابع العفوي) مما يعني أنها صارت ظاهرة بوجود الاحتلال. وأن جيل الرواد من المقاومين قاد كراهية الاحتلال وضرورة مقاومته، وأن عشرين عاماً من محاولات تمييع المواقف والتحايل على الواقع والقمع قد باءت بالفشل.

يتبع
__________________
abu hafs
  #2  
قديم 04-09-2005, 06:43 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

الحركة الإسلامية
انخفض معدل العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني في نهاية السبعينيات، وتراجع الى حدود متواضعة جداً في الثمانينات، غير أن هناك عدداً من العمليات النوعية التي تجدر الإشارة إليها مثل عملية اختطاف الحافلة الإسرائيلية قرب عسقلان في نيسان/أبريل 1984 من قبل أربعة مقاومين من سكان قطاع غزة، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنهم من أفرادها، وعملية قتل قائد الشرطة العسكرية في قطاع غزة الكابتن روزن طال، وعملية قتل ضابط ((الشاباك)) في تشرين الأول/أكتوبر 1987 وغيرها من عمليات الطعن بالسكاكين التي استهدفت المستوطنين. وهي العمليات التي قام بها مقاومون من الحركة الإسلامية التي انتقلت من مرحلة انتشال الجيل وتربيته على الإسلام إلى دفعه في وجه الاحتلال والقيام بعمليات جهادية بطولية.
وفي هذه المرحلة أيضاً بدأ الإسلاميون في جمع السلاح وتخزينه لمواجهة المحتلين في اللحظة المناسبة، ومع تنامي الصحوة الإسلامية بدأت بعض التنظيمات السرية بأعمال عسكرية ضد قوات الاحتلال. فقامت حركة الجهاد الإسلامي بتوزيع منشورات في قطاع غزة دعت فيها الشباب إلى حمل السلاح وضرب العدو الصهيوني. وأسس الإخوان المسلمون في قطاع غزة تنظيماً عسكرياً جديداً عام 1984 بقيادة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، غير أن سلطات الاحتلال اكتشفت هذا التنظيم وحكمت على مؤسسيه بالسجن لمدد متفاوتة.
ومع الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين عام 1985 في صفقة تبادل الأسرى آنذاك، أعاد الإخوان المسلمون في قطاع غزة تأسيس جهازهم العسكري باسم ((المجاهدون الفلسطينيون))، ليباشر هذا الجهاز عمليات عسكرية من طعن الجنود وإلقاء القنابل على دوريات ومعسكرات الاحتلال، وقتل عدد من العملاء والمتعاونين مع الصهاينة، وزرع العبوات الناسفة وحرق آلاف من الدونمات والمحاصيل الزراعية للمستوطنين، وتوّج المجاهدون الفلسطينيون عملياتهم يوم عيد الأضحى المبارك 2/8/1987 حين استطاع القائد عدنان الغول قتل قائد الشرطة العسكرية روزن طال، وأعطى هذا العمل الثقة في نفوس الأهالي وحظي بالإعجاب والارتياح. كذلك قصة قتل ضابط الشاباك ((فيكتور أورجنال)) والتي نفذتها مجموعة المغراقة بقيادة عدنان الغول أيضاً، وهذا العمل أعطى نفوس الجماهير الحماس والشجاعة.

الانتفاضة الكبرى
تميزت المرحلة الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987 بالمواجهات الشعبية الواسعة والإضرابات، والمظاهرات، ومقاطعة الإدارة المدنية الصهيونية، وتنظيف المجتمع من العملاء ومروجي الفساد والمخدرات. وقد تلازمت بداية الانتفاضة مع إنشاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واعتبرت من أكثر الأطراف فاعلية في قطاع غزة تحديداً. ورغم الملاحقة والمطاردة من قبل الكيان الصهيوني، استطاعت حركة حماس تطوير جهازها العسكري الذي أصبح ((كتائب الشهيد عز الدين القسام)) وقوي هذا الجهاز واستطاع تنفيذ عشرات العمليات النوعية بدءاً من أسر جنود من داخل العمق الصهيوني، مروراً بنصب الكمائن التي اشتهر بها الشهيدان عماد عقل وجميل الوادي وانتهاء بالعمليات الاستشهادية النوعية في القدس، وتل أبيب، وبيت ليد، وكفار داروم، ونتساريم وغيرهم.. كما استطاعت بقية الفصائل الفلسطينية استنباط أشكال جديدة لأجهزتها العسكرية (كصقور فتح، والنسر الأحمر - الجبهة الشعبية، والنجم الأحمر - الجبهة الديمقراطية، والقوى الإسلامية المجاهدة - الجهاد الإسلامي) شاركت كل حسب إمكانياتها في المواجهات العسكرية ضد قوات الاحتلال.
لم يعد مشهد اللثام والحجر أو حتى المقلاع يثير المشاعر بالشكل الذي كان عليه الحال في السنوات الخمس الأولى من الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، فقد باتت العمليات الفدائية الجريئة التي ينفذها المقاومون في قطاع غزة تشكل أكثر المشاهد إثارة للمشاعر في أوساط الجمهور الإسرائيلي حتى أصبح حديث الصحافة الإسرائيلية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية ينص على ((حرب العصابات)) الموجهة ضد الدولة العبرية. وارتكز هذا الحديث على جملة من التصريحات لشخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية تفيد بأن ((كتائب الشهيد عز الدين القسام)) و((سرايا القدس)) قد طورتا فعاليتهما الجهادية إلى مستوى لم يكن يتوقعه أحد في ظل خروج الفصائل الفلسطينية الرئيسة من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني وقبولها بالحكم الذاتي الهزيل.
ولعل المَعْلم الأكثر تميزاً في قدرة كتائب الشهيد عز الدين القسام وجرأة مجاهديها، ما اعتبره المؤرخ أوري ميسلشتاين المتخصص في التاريخ العسكري الإسرائيلي حين قال: ((إن حرب العصابات ليست ظاهرة جديدة فقد وقع الكثير من الهجمات في السبعينات، أما هذه المرة فإن العمليات تنجح وأصبح الشبان الفلسطينيون يتغلبون على الإسرائيليين، من الناحية التقنية المحصنة)). كما علق الجنرال يهوشع ساغي الذي كان يشغل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية على المواجهة الشاملة التى خاضتها كتائب القسام بالقول: ((إنها لم تعد انتفاضة، إنها حرب عصابات جامحة بلا حدود)).
ولكن سعي أطراف م.ت.ف. لاستثمار سياسي سريع للانتفاضة ودخول موتمر مدريد ثم توقيع اتفاق أوسلو وبدء مشروع الحكم الذاتي عام 1994 زاد من صعوبات عمليات المقاومة في قطاع غزة، وأصبحت المقاومة تتعرض لضغط فلسطينى وصهيوني مشترك. ورغم ذلك، فقد شهدت الفترة 1994-2000 عدداً من العمليات النوعية القوية انطلاقاً من قطاع غزة، وكان مسرحها القدس وبيت ليد وتل أبيب والطيبة، هزت الكيان الصهيوني واستدعت عقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ بحضور الدول الكبرى ((لمكافحة الإرهاب)).
__________________
abu hafs
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م