ماذا يحدث لو؟؟؟

[مصرية مسلمة]

بسم الله الرحمن الرحيم

تابعت فيمن تابع فى الأيام القليلة الماضية ما حدث ويحدث فى الأرض المحتلة من مجازر وتصفيات جسدية للمجاهدين الفلسطينيين من خلال شاشات التلفزيون والانترنت والصحف المحلية وغيرها..وبكيت ولعنت وسببت وشجبت..شأنى شأن كل العرب والمسلمين ابتداء من الحاكم حتى عامل النظافة مابين ذراعى المحيط و الخليج..وقرأت من المقالات والتعليقات ما لا يعد ولايحصى..تكلمت فى محاور عديدة..فمنها التاريخية…ومنها السياسية..ومنها الاقتصادية..والإسلامية..بل وأحيانا التطبيعية…وسمعت الدعاة فى البرامج الدينية وهم يدعون الناس للجهاد ويرغبونهم فيه ويحثونهم على بذل النفس والمال فى سبيل الله ..ويدعون للإسلام والمسلمين بالنصر على عدوهم الصهيونى ومن والاه ..فأمنت وتمنيت من أعماق قلبى أن يعجل لنا الله النصر والعزة بعد الذل والهوان..لكننى فجأة وجدت نفسى أمام سؤال حائر..فبرغم كل مانراه من استبسال المجاهدين الفلسطينيين ذوى الإمكانات المحدودة..والطاقات الرهيبة الممدودة…ماذا يحدث إن انتصر العرب الآن؟؟؟هل نصلح نحن بحالتنا تلك لقيادة الأمة الإسلامية وحمل مشعل الهداية ورفع كلمة لا إله إلا الله…؟؟وهل لو مُكِّنَّا فى الأرض سنكون أهلا للخلافة فيها كما أراد الله لنا من قديم الأزل..؟؟ تعالوا معى نلقى نظرة على مايمكن أن يحدث لو حدثت المعجزة وانتصرنا..ولكن قبل الموعد ..أى الآن..
1- فى الأيام الأولى ستقام الاحتفالات الفنية الرائعة كأول دليل على الانتصار ..وستخرج الفتيات والفتيان للرقص والمرح واللهو على أغانى الانتصار ..تماما مثلما يحدث عندما نكسب مباراة كرة قدم أمام فريق أجنبى ولكن بشكل أوسع وأقوى..
2- تبدأ الصحف والفضائيات العربية كل على حدة فى تفنيد أسباب الانتصار وفى سرد ما بذلته حكوماتها من مجهودات وأموال كانت هى الدافع الرئيس لتفجير الانتصار من قلب الهزيمة..
3-نتيجة لذلك ..تولد الضغائن من رحم الأكاذيب والمبالغات وندخل فى دائرة تراشق الاتهامات ومن الذى هب للنجدة؟؟ ومن تقاعس عنها؟؟..وتتوالى التحذيرات شديدة اللهجة على ألسنة السفراء من دولة عربية لأخرى للكف عن القذف والتعريض ببعضها البعض بلا طائل..
4-تبدأ حملة شعواء ضد الدين الذى استأسد فى الأيام الماضية لتعيده إلى قمقمه وقوقعته مرة أخرى وتلقى بهما إلى قاع أعمق المحيطات..فللأسف لقد أصبح اللجوء إلى الله أمرا وقتيا مرتبطا ارتباطا محدودا بالأزمات فإن انتهت الأزمة أقفلنا بابه وجعلناه وراء ظهورنا حتى لا ينغص علينا حياتنا..ويثنينا عن أهوائنا التى لا تنتهى..
5-يدخل الشباب فى مرحلة جديدة من الضياع والدوران فى حلقة الفراغ المقفلة..بلاهدف ولا غاية ..فقد انتهت القضية وأغلقت ..وتحولت إلى ذكرى نحتفل بها كل عام تماما مثلما حدث مع حرب أكتوبر ..وننسى أن القضية لم تكن فقط الأرض والعرض والحق المغتصب لكنها وبالأساس قضية الدعوة إلى الله ورفع كلمة الإسلام وشأن المسلمين فى العالم أجمع..
6-التكالب على جمع الأموال أكثر من ذى قبل ..فالحرب علمت أصحاب السلطات والثروات من خلال شاشة التلفزيون وأسهم البورصة وربما بعض المشاركات الفعلية( بفرقة جيش أو بأموال مجهود حربى) أنها لا تيقى ولاتذر..فيزداد اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء ليس على المستوى الشخصى فحسب بل على المستوى الدولى ايضا وربما عاد عهد الرق مرة أخرى..فالفقراء لن يبقى لهم ما يبيعوه ليكسبوا قوت يومهم سوى أنفسهم…

7-ظهور ألف عدو جديد بدلا من الصهيونية..أو ربما هى نفسها فى زى جديد كما ألفناها على مر العصور ..ففى ظل مانحن مصرون عليه من بعد عن حكم الدين وتغليب العلمانية التى خلقتها هى ونفخت فيها من روحها.. لا أعتقد أبدا إنها ستموت إلا أن يشاء الله..ولكنها هذه المرة ستكون أعنف من ذى قبل..لأنها ستذبح الطاووس وهو فى قمة خيلائه وغروره..خصوصا وهى تعلم أنه لا أساس لما كسب من انتصار إلا تفوق وقتى وقدرى..
وهكذا كما ترون معى..مازلنا لا نستحق النصر ..ومازالت بواطننا على ماهى عليه من انجذاب للدنيا ونفور من الآخرة..وسنة الله ألا يأتى النصر إلا عندما تنقى الظواهر والبواطن من الخور والجور والكفر…وإلى أن يحدث هذا..سنظل نغنى..ونكتب…ونشجب..وننتظر عين جالوت قطز..و حطين صلاح الدين وننسى قول الله تعالى: (إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)…صدق الله العظيم…

[نور العين]

اختي الكريمة .

اسمحي لي ان اقول لك بانه لو حدث و تحررت فلسطين فلن يحدث اي شيء مما ذكرتيه ..

لن يحدث الا شيئا واحدا فقط.



































































قيام الساعة

[مصرية مسلمة]

نور العين
على رأيك