تعقيبات على حوار الجزيرة عن الاختلاط:

[ahmednou]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله....أما بعد فقد وجدت قصورا في المناقشة التي تمت في قناة الجزيرة عن موضوع الاختلاط وهذه بعض وجهات النظر الغائبة:
أولا: لم ينتبه أحد إلى عامل الزمن في الكلام عن الاختلاط في العصر النبوي، ففي العصر المكي لم تكن التشريعات قد نزلت بعد، وكذلك في أوائل العصر المدني، فكان بعض الصحابة يشربون الخمر ويأكلون الربا ولم ينزل تحريم ذلك كله بمقدماته إلا في أواخر العصر المدني. ففي العصر المكي وأوائل المدني كانت الآيات تحذر من الكبائر دون التفصيل في مقدماتها:" ولا تقربوا الزنى"{الإسراء32} "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"{النساء43} "وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله"(الروم39)… فكل هذه الآيات لم تتعرض باللفظ المباشر إلى مقدمات تلك الكبائر. ولكن في أواخر العصر المدني نزل التحريم للكبائر بمقدماتها…: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" (المائدة90) فالاجتناب هنا يذكر مقدمات المعصية إجملا…وفي الحديث "إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبايعها، وساقيها، ومسقيها).(المستدرك) وفي الربا"وربا الجاهلية موضوع. وأول ربا أضع ربانا. ربا عباس بن عبد المطلب. فإنه موضوع كله"(رواه مسلم وأبو داوود وابن ماجه) وكان ذلك في خطبة الوداع أي قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء"(رواه مسلم وأحمد)
وكذلك فيما يخص الزنا: تدرج التشريع :"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"(النور30) "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهم ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن……" الآية(النور31). ثم تدرج التشريع بعد ذلك ليكون آخر العصر النبوي في حالة مختلفة تماما عن أوله، فكان في أوله لا يحرم الاختلاط بل كان كثير من قصص السيرة تدل على عدم تحريم الاختلاط حتى آخر العصر النبوي، وهي الأحاديث التي يستدل بها من يبيح الاختلاط في هذا العصر ولم يراع تدرج التشريع وزمنه. أما في آخر العصر النبوي وفي أواخر السور وفيها الآيات التي تحدد العلاقة بين الرجل والمرأة، فنرى الأمر يختلف تماما:" وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب"(الأحزاب53)،" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"(الأحزاب59) انظر تفسير ابن كثير.
والحديث" إياكم والدخول على النساء"(البخاري ومسلم والترمذي وأحمد) وأمر المرأة ألا تخالط الرجال في الطريق وأن تسير على جانبي الطريق. والأحاديث في السيرة وحياة الصحابة تدل على عدم وجود المخالطة بين الرجال والنساء إلا في حالات معينة كالبيع والشراء والفتوى والتدريس ورواية الحديث كالمرأة التي اعترضت على عمر في المسجد.. وهي حالات للضرورة والحاجة على خلاف القاعدة، فلا يجوز أن نأخذ هذه الاستثناءات من القاعدة ونضعها في مكان القاعدة الأساسية التي دلت عليها نصوص الأحاديث وحياة الصحابة وهي عدم الاختلاط بين الرجال والنساء إلا لضرورة.
وظل هذا الحال منذ نهاية العصر النبوي وحتى بداية الغزو الفكري وتحلل المسلمين من آداب دينهم وتشبههم بالغرب. وظهرت بروتوكولات بني صهيون وأصبحت تطبق في بلاد المسلمين بما فيها من نشر الانحلال الخلقي الذي يرتكز على قاعدتين أساسيتين: السفور والاختلاط. وعن طريق المحافل الماسونية ظهرت فتاوى وأفكار لم تكن موجودة طوال القرون الثلاثة عشرة الماضية. وهي قرون الازدهار الخلقي والنمو الفكري والتقدم العقلي. ثم دخل هذا العصر -عصر التغريب- وهو عصر الانحطاط الفكري والانحلال الخلقي والتخلف العقلي ليعلن بعض المسئولين في بعض البلاد الإسلامية بأن نسبة الزواج العرفي بين الطلبة والطالبات في الجامعة قد تعدت 30%.
وسواء كانت النسبة صحيحة أو مبالغا فيها إلا أنه يلزم الاعتراف بوجود انحلال خلقي في الجامعات المختلطة.
ونقطة أخرى يستند إليها المبيحون للاختلاط وهو الحاجة في هذا العصر للمرأة للعمل، فلذلك يمتنع الكلام عندهم في رفض الاختلاط. وعلى الحقيقة يجب أن تقدر الضرورة بقدرها. يعني إذا كان الفصل التام في العمل لا يمكن في هذا العصر فليس معناه أن نأتي بالطالبات المراهقات ونضعهم بجانب الطلبة المراهقين بحجة أن المرأة يجب أن تعمل في هذا العصر. أقصد أنه يجب الاتفاق على خطورة الاختلاط في الجامعة والمدارس أي في سن المراهقة ويلزم تحريم هذا وتجريمه. أما عمل المرأة بعد ذلك فيمكن ضبطه بضوابط الشرع على قدر الإمكان. والاختلاط في الجامعة والمدارس يختلف حكمه وصفته وخطورته عن الاختلاط في العمل للمرأة المتزوجة مع الرجل المتزوج. فاحتمال الفتنة في الجامعة بين الشباب لا يقاربها احتمال الفتنة في العمل بين من تعدى فترة المراهقة من الرجال والنساء. فالاختلاط في الجامعة بمثابة وضع مواد مشتعلة بجانب النار ثم نرجو ألا يحصل الحريق.

[القوس]

احميدو تبي الصدق ..مثل هالموضوع يجب ان يناقش بس شكلنا بالخيمة ما عندك احد

[على المعاش]

موضوع جميل
بس ماأدرى وش يقصد أخونا القوس بقوله " بالخيمه ماعندك أحد"

[ابو حمد]

أنا بالنسبة لي أقول جزاك الله خير
القوس فيه ناس في الخيمة كثير فيهم الخير والبركة (لاعاد تعودلها)