وبعد سنوات ... صدق ( جروان ) وكذب الحماسيون في مسألة لقاء الزهار مع بيريز
وبعد سنوات .. .. .. صدق ( جروان ) وكذب الحماسيون والحزبيون ... في مسألة لقاء الزهار مع بيريز
ــــــــــ
بتاريخ 12 / 7 / 2003 م .. .. .. نشرت مقالة معنونة تحت اسم : ( لا تنخدعوا بالشيخ / أحمد ياسين و " حماس " فهذه هي الحقيقة !!! ) .. .. .. في المنتديات الحوارية .
فنلت من الطعون والسباب والشتائم والاتهامات والتعبيرات المشينة الهابطة إلى درجة لا توصف من دناءة أؤلئك الكتاب ( الحماسيون والبنائيون والقطبيون السرورية )
وكانوا نماذج كثيرة لا تقيم للصدق والنقاش وزنا ولا اعتبارا .. .. ..
ولكن بحمد الله تعالى اليوم كشف المستور وبان المخفي ... فلله الفضل والمنة من قبل ومن بعد .
وها أنا اليوم السبت 8 / 1 / 1427 هـ ت 27 / 1 / 2007 م .. ..
أي بعد ( 3 سنوات و6 شهور و10 أيام )
أعيد بعض النصوص من تلك المقالة المذكورة :
(
الحوار مع الكيان الصهيوني
أثار موضوع اتصالات حركة " حماس " مع إسرائيل ضجة كبيرة عندما كشف الملك حسين في أكتوبر 1997 م ، عن الرسالة التي وجهها نتنياهو بخصوص آفاق الحوار مع حماس .
ورغم أن قيادات " حماس " التزمت الصمت ، ولم تعط أي توضيح للمسألة ، فقد أعلن الشيخ أحمد ياسين بعد الإفراج عنه عن " استعداد حماس لعقد هدنة مع إسرائيل " .
قصة الاتصالات بين حماس وإسرائيل أثارت تساؤلات دائمة ، وأثارت جدلاً وخلافات مستمرة بين التيارات المختلفة في " حماس " .
والدكتور محمود الزهار ، أحد مؤسسي حركة حماس ، كشف عن اتصالات سرية تمت في غزة ، وشارك فيها مع شمعون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك .. .. ثم لاحقاً مع إسحاق رابين .. .. واستمرت تلك الاتصالات عامين 1988 ـ 1989 !!! .
فما هي حقيقة الحوار والاتصال ؟ ..
الحوارات والاتصالات
المحاور : المعروف أن الدكتور محمود الزهار رجل حوار من التيار المعتدل في " حماس " فما هي حقيقة الحوار والاتصال الذي قمت به مع شــــمعون بيريز عام 1988 ؟ وهل كان بتكليف من حركة " حماس " ؟
محمود الزهار : التصنيف معتدل ومتطرف غير موجود في " حماس " ، ولكن الوسطية منهج الإخوان المسلمين ، وبالتالي تصنيف أبناء " حماس " ، حمائم وصقور ، متطرف ومعتدل هي عبارة عن تصنيفات لا تخص " حماس " .
أما موضوع الاجتماع مع شمعون بيريز ، ففي مارس " آذار " 1988 استدعيت إلى السرايا في غزة ، من أجل مقابلة لا أعرف مضمونها ، وعندما دخلت مقر الإدارة المدنية الإسرائيلية ، وجدت ما يقرب من عشرة أشخاص من الجانب الإسرائيلي ، بينهم ربما رجال مخابرات ومنهم دان شمرون .
طرح شمعون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك في الاجتماع فكرة الخروج من غزة كاملاً ، فسألته عن مصير الضفة الغربية ، فقال بيريز بعد ستة أشهر من الخروج من غزة .
وكذلك سألته عن القدس فقال : القدس يجب أن تغضوا النظر عنها ، لأن هناك إجماعا إسرائيليا يتعلق بها ، فقلت له : القدس أولاً . وشرحت له مكانة القدس لدى المسلمين .
فسألني شمعون بيريز ، من سيدير المنطقة بعد الانسحاب منها ؟ لقد عرضنا الفكرة على مصر و الأردن فرفضتا ذلك .
فقلت له : ونحن نرفض أيضاً ، نحن نريد أن نتولى شؤوننا الدينية بأيدينا ، وننسق علاقاتنا مع الدول العربية كافة .
فسألني بيريز : ومن سيديرها إذن ؟ فقلت له : سنشكل لجنة من الفصائل الفلسطينية الوطنية واليسارية والإسلامية ، فقال لي بيريز : " في هذه الحالة ستذبحون بعضكم بعضاً " !
فأجبته : وعندها قد تقول للعالم بأن الشعب الفلسطيني لا يستحق أن يحكم نفسه بنفسه ، ولكن ليس لكم حق الاعتراض على هذه القيادة التي سنختارها فقد نختار من الداخل والخارج أو بالمشاركة ، أو قد نكلف غيرنا .
المحاور : لقد قدمت لشمعون بيريز مبادرة سياسية لحل القضية الفلسطينية ، ما هي عناصر المبادرة ؟
محمود الزهار : لقد قدمت لشمعون بيريز مبادرة سياسية ، اعتبرت في ما بعد بأنها أول مبادرة إسلامية سياسية للحل المرحلي بيننا وبين إسرائيل ، وهي أن تعلن إسرائيل علناً الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبالتالي تهدأ الأمور ثم تأتي جهة دولية موافق عليها من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للفصل بين القوات حتى يتم اختيار الشعب الفلسطيني لمن يمثله ، وليش لإسرائيل الحق في الاعتراض على قيادتنا ، إلا إذا أعطينا حق الاعتراض نفسه في هذا الموضوع ، ثم تبدأ قيادة الشعب الفلسطيني المتفق عليها بوضع قضية الحوار موضع التنفيذ .
هذا الطرح لم يؤخذ به ، ولكن شاركت بلقائين ضمن الفصائل الفلسطينية الأخرى مع إسحاق رابين في عام 1989 .
هذا الطرح والمبادرة كان محاولة لتجنيب الشعب الفلسطيني اتفاقية أوسلو ، فالحديث هنا لم يكن عن اتفاقية سلام ولكن كان عن اتفاقية فصل قوات ، ولم يكن عندها الحديث عن اعتراف الشعب الفلسطيني بإسرائيل ، بل كان عن تهدئة الانتفاضة بالحد الأدنى المطلوب ، والحديث عن عدم انفراد جهة فلسطينية بالقرار لأن القضية الفلسطينية تخص الجميع ، وكذلك قطع أي إمكانية لإسرائيل في التدخل بتشكيل الوفد الفلسطيني بعكس ما حصل في مؤتمر مدريد . وجاء طرحنا ليكون شعبنا الفلسطيني موحد القرار ، وموحد القيادة وفي الوقت نفسه بدعم عربي ولا يكون في قطاع غزة مستوطنة واحدة ، وأن يكون هنالك انسحاب من الضفة الغربية ، ولم يكن هنالك مرحلية التفاوض ، ولكن كان يوجد مرحلية التنفيذ ، فأولاً غزة ثم بعد 6 أشهر الضفة الغربية ، ثم نبدأ بموضوع القدس .
لم أفاوض شمعون بيريز و إسحاق رابين نيابة عن الشعب الفلســـــطيني أو بتكليف من حركـة " حماس " ! ولكن وضعت رأيي الشخصي في هذه المبادرة ، وحينها كتبت في هذه المبادرة تقريراً للجهات المعنية في " حماس " وبالتالي كانت رؤيتنا في هذه القضية تلافي الأخطاء التي حدثت في أوسلو والتي أدت إلى هذه التداعيات التي نعاني منها الآن .
النص الكامل للمبادرة السياسية للدكتور محمود الزهار التي قدمها إلى شمعون بيريز في غزة
في مارس " آذار " 1988 م وبعد إعلان تأسيس حركة " حماس " بثلاثة شهور ، وبعد اندلاع الانتفاضة ، طلب رئيس الإدارة المدنية في قطاع غزة ، الاجتماع مع الدكتور محمود الزهار ، أحد قادة حركة " حماس " ، وتطور الاجتماع إلى لقاء بين د . الزهار وشمعون بيريز وزير خارجية الكيان الصهيوني ـ آنذاك ـ وذلك لمناقشة دوافع الانتفاضة ورؤية " حماس " بشأن سبيل إنهاء المشكلة .
وفي يونيو " حزيران " 1988 م ، جرى اجتماع آخر بين شمعون بيريز والدكتور الزهار بحضور الدكتور ابراهيم اليازوري " أمين عام المجمع الإسلامي في غزة " ، والدكتور رياض الآغا ، وزهير الريس .
وخلال هذا الاجتماع طرح الدكتور محمود الزهار ، مشروع حل سياسي قدمه لشمعون بيريز وزير الخارجية الصهيوني ، هذا نصه :
ــ إعلان إسرائيل نية الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 م ، بما فيها القدس .
ــ توضع الأراضي المحتلة وديعة في يد الأمم المتحدة .
ــ يسمى الشعب الفلسطيني ممثليه في الداخل والخارج بالطريقة التي يرتأيها ، من دون أن يكون لإسرائيل أي حق في الاعتراض ، إلا إذا أعطي الشعب الفلسطيني حق الاعتراض على ممثلي إسرائيل .
ــ تبدأ المباحثات بين الممثلين بشأن النقاط المتعلقة بالحقوق كافة في الوقت الذي يوافق الطرفان عليه .
ــ إخراج طبيعة الصراع من الدوائر الضيقة إلى الدوائر الأوسع ، وهي إسلامية الطرح ، وربط قضية فلسطين بالشعوب المسلمة ربطا عقائدياً ) إ . هـ
ـــــــــ
الدكتور محمود الزهار ـ وزير خارجية فلســــطين في حديث خاص بـ " كل العرب " : " التقيت بشمعون بيرس ورابين اكثر من مرة ولم أوافق على طرحهما بإقامة دولة فلسطينية بدون القدس " !
ـــ محمد دحلان اتهمك بمفاوضة الإسرائيليين بمعنى أن التفاوض مع إسرائيل ليس نقيصة تسجل بحق فتح ؟
ــ هذا كلام صحيح ، أيام ما كان يلعب الأطفال في الشارع كنت استدعى لمقابلة مسؤولين ليس فقط إسرائيليين وإنما من غيرهم ، والآن أقول وما أقوله وقلته عليه شــــهود ، التقيت في آذار ( مارس ) 88 مع شمعون بيرس بناء على طلب ليس مني وعرض علي الانسحاب الكامل من قطاع غزة وتحدث عن ستة اشهر أخرى يتم الانسحاب فيها من الضفة ، وكان طرحي ماذا عن القدس ولأنه اجل موضوع القدس قلت له لن تجد من الشعب الفلسطيني من يرضى بهذا الطرح ، وبالتالي من المفروض أن يتعلم محمد دحلان ماذا كان في مارس ( 88 ) وما الذي قيل.
ثم التقيت بعد ذلك برابين اكثر من مرة بمشاركة قيادات من فتح والجبهة الشعبية وغيرها والكل يشهد ماذا كان يقال وما هي مطالب الشعب الفلسطيني .
ـــ وبمبادرة من من كانت تعقد هذه اللقاءات ؟
ــ بمبادرة من إسرائيل .
جريدة " كل العرب " .. .. العدد 998 ـــ 7 / محرم / 1428 هـ ـ 26 / 1 / 2007 م