مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-07-2003, 09:20 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
Post جسد بلا روح

السلام الى الأحبة جميعا ..
هنا وبين صفحات الخيمة .. أود أن أبث لكم تجربتي الأدبيه .. وهي عبارة عن قصة من عدة حلقات أتمنى أن تنال إعجابكم جميعا ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 07-07-2003, 09:55 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

مرحبا بك
وكم يسعدنا أن نشاركك في تجربتك
مع أني لست من أهل الإختصاص في مجال القصة
لكني أعتبر نفسي قارئا جيدا

ونحن بالإنتظار
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 07-07-2003, 03:30 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

اوراق الخريف..


في تلك الحديقة الواسعة .. وفي أحد أيام الخريف .. جلست على ذلك المقعد الحجري.. تحت ظلال الشجرة الكبيرة.. وأوراق الاشجار الصفراء..تناثرت على الأرض من حولي.. فكست الأرض بلونها .. وكان النهار قد شارف بالزوال.. والشمس.. على أهبة الاستعداد النوم .. فلقد ارتدت لباس نومها وشارفت في الذهاب لفراشها.. ليحل محلها القمر..
علقت بنظري في السماء وأخذت أفكر ..أسرح بمخيلتي والأفكار تعصرني وتجول بعقلي.. سألت نفسي .. ألا زال فيصل يذكرني ؟؟ ألازال باقيا على عهدنا؟؟
ويحي وكيف لا أظن ذلك.. أنا خطيبته .. أوينسى المرء خطيبته ؟؟
أحكمت الوشاح الذي كان على كتفي فلقد أحسست برعشة تسري في اوصالي.. لم يكن الجو باردا.. ولكن الرعشة..كانت ناجمة من أفكاري..
تذكرت كل شيء.. كيف كنا أنا وفيصل.. تذكرت الحب الذي بيننا.. تذكرت يوم خطوبتنا.. تذكرت وعودنا.. تذكرت يوم رحيله.. وكيف أخبرني أنه بمجرد عودته من الدراسه سنتزوج..تذكرت الحوار الذي دار بيننا في ذلك اليوم.. ونحن تحت ظلال هذه الشجرة.. هذه الشجرة التي شهدت مولد حبنا..
- فيصل.. أرجوك .. لاتتركني وحدني
- روز عزيزتي.. هوني عليك.. أنا لن أغب كثيرا.. إنها مجرد 5 اعوام
قاطعته بحزن: خمسة أعوام ؟؟أوهذا قليل؟؟
جثا على ركبيته وأمسك بكفي بحنان قائلا: حبيبتي روز .. انت خطيبتي.. وستكونين زوجتي ما أن أعود حاملا شهادتي التي تفخرين بها ..
طفرت دمعة من عيني فقال ناهرا بلطف: روز ..لا تبكي.. ساعود.. لأجلك أنت سأعود ..
قطع شرودي صوت العصافير فرفعت رأسي وقلت بنفسي.. اتراه لازال يذكرني؟؟
وبعد دقائق كثيرة أحسست بشيء يهز كتفي.. نظرت.. فإذا هي نورة ابنة خالتي.. أخت فيصل.. ابتسمت لي وقالت: روز!! أنت هنا؟؟ هيا أدخلي إلى المنزل واستعدي..فيصل في الطريق.. ولاتنسي حجابك..فيوسف معه..
- حسنا حسنا.. سأدخل الآن ..
نهضت من مكاني ..مضيت خطوتين ثم عدت والتفت خلفي ونظرت إلى الشجرة..تنهدت بارتياح وقلت بنفسي .. أجل .. سيعود فيصل ويبدد مخاوفي كلها ..
دخلنا انا ونورة إلى المنزل.. لم يكن المنزل منزلي أنا بل منزل خالتي.. حيث توفيا أمي وأبي وأنا في الثانية من عمري.. فانتقلت إلى السكن معهم حيث لاأحد لي غير أخوة شباب.. سعود وفهد .. سعود الذي يبلغ من العمر 30 سنة محامي ..أما فهد البالغ من العمر 23 فكان يدرس الهندسة بالجامعة .. ولكني لم أحس يوما بأني لست ابنتهم أو بتفرقة في المعاملة ..بالعكس.. الكل كان يعاملني بأفضل معاملة .. وكنت أنا ونورة مقربتان ولكأننا أختان من بطن واحد .. وخالتي الحبيبة كانت تعاملني كما تعامل نورة.. بل إنها في أحيان كثيرة تفضلني عليها ..
إنشغل الجميع في الترتيب.. فاليوم يأتي فيصل .. وأخيرا سيأتي بعد غياب دام 5 سنين!! يالله !! 5 سنين مرت كالدهر علي.. كان فيصل هو الشاب الوحيد الذي أحبه قلبي.. أورأت عيناه غيره؟؟ لا طبعا.. ولكني رغم ذلك لم أحبه لأنه الوحيد..بل لأنه الحبيب..
وبينما أنا أعد عصير الليمون الذي يحبه فيصل.. وكان المطبخ يطل على الصالة.. التي تطل بدورها على الباحة الخارجية.. سمعت الجرس.. هتفت بفرح وكاد العصير أن يقع من يدي: فيصل..
ركض الجميع نحو الباب.. وعدلت انا غطاء رأسي وتأخرت ثوان ثم لحقتهم ..وبالفعل أطل علينا فيصل..الهي لقد تغير كثيرا.. لم يعد ذلك الفتى الصغير الذي أحببته.. لم يعد له ذلك الجسد الأسمر النحيل وتلك العينان الذابلتين التي أعشق.. لم يعد له ذلك الشعر الأسود الطويل الذي يعجبني.. فلقد أصبح رجلا.. بجسده العريض القوي.. وعينيه الحادتين.. وشعرة القصير.. ولكنه يعجبني أيضا.. لكم أتمنى ان يكون هذا التغير مظهريا فقط.. فلا أتمنى ان يتغير فيصل من الداخل.. لا اتمنى أن تكون الغربة قد سلبته خفة ظله ورجولته وحنانه..ولكن يظهر أن ظنوني كانت في محلها..
اقتربت منهم وكنت أجر قدماي جرا خلفي.. لا أدري ولكن من سعادتي التي اجتاحتني لرؤيته لم أستطع الاقتراب..الجميع كانوا يضمونه ويقبلونه..خالتي تبكي..ونورة تضمه بقوة.. وأحمد الصغير يهتف باسمه فرحا.. تشجعت قليلا ثم اقتربت..وليتني لم اقترب.. فما أن حاولت ان اقتربت منه حتى علمت المفاجأة.. المفاجأة التي دمرتني.. زلزلت كياني..فيصل لم يكن وحده.. تنحى عن الباب قليلا وبدى شبحا خلفه.. شبح امرأة.. أجل كانت امرأة.. قال بخفة وكأنه يجيب عن تساؤلات الجميع:أعرفكم على زوجتي ..
زوجته !! قفزت هذه الكلمة في ذهني.. أحسست وكأنها صفعة قوية هوت على صدغي.. هكذا تقولها ببساطة يافيصل؟؟وكأنها لا شيء.. زوجتك؟؟ وأنا؟؟من أنا يافيصل.. أحسست بأن الأرض تدور حولي.. وأني أسقط .. أسقط في حفرة عميقة لا قرار لها ولا قعر.. تعلقت الأبصار عليه ثم التفت الجميع إلي.. ترقرت الدموع في عيني.. وركضت.. خرجت من المنزل واتجهت إلى الشجرة.. جلست على الأرض.. ووضعت رأسي على المقعد الخشبي.. ارض الدمع بحرقة وألم





يتبع ....
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 13-07-2003, 12:12 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

دموع على الوسادة



لا أدري كم أمضيت هناك .. ولكني سمعته ينادي بإسمي فالتفت إليه وعيناي مليئة بالمدمع .. نظرت إليه بحدة.. فقال لي: روز .. أنا ..
وسكت ولكأنه يبحث عن عذر أو مبرر لما حدث.. صرخت فيه بحرقة:أنت ماذا يافيصل؟؟ أخبرني.. أنت ماذا ؟؟ أنت تزوجت ؟؟ وممن !! من امرأة أجنبية؟؟ أنت نكثت العهد الذي بيني وبينك ؟؟ أنت لم تعد خطيبي بل أصبحت زوج لأخرى؟؟ أنت خنتني وطعنتني بالظهر ؟؟ أليس كذلك؟؟ أليس هذا انت ؟؟
أطرق رأسه ولم يجبني.. أجبته انا ساخرة: أجل يافيصل.. هذا أنت وبكل بساطة.. أعلم لم أنت ساكت الآن لأنك حائر.. بل تائه.. لا تعلم أي عذر ستقدمه لابنة عمك الغبية .. خطيبتك التي رفضت الدنيا كلها لأجلك .. لأجلك وحدك .. فعدت إليها ومعك أعظم هدية .. عدت لها وبيدك خنجر طعنتها به.. أهديتها كفنها بدل أن تهديها فستان زفافها ..
قاطني وقد طفرت من عينه دمعه: روز .. ارجوك كفى..
- تريدني أن أسكت؟؟ أن أصمت ؟؟ أما تألمت أنا وأنت تطعنني؟؟ أما تأوهت وأن تغتالني بكل قسوة ؟؟ إذن لماذا لم تتوقف؟؟وما الذي يحملني على ذلك..أخبرني!! لماذا لم تسقني السم على دفعات؟؟ لم سقيتني اياه مرة واحدة؟؟ أرجوك أجبني ما الذي فعلته لك؟؟ لك احببتك وبكل صدق.. بكل اخلاص ووفاء.. أفهذا يكون جزائي؟؟ تتزوج من أخرى ومن.. أجنبية ؟؟
نهضت من على الأرض..جسلت على المقعد..أخفيت وجهي بين يدي وانهرت باكية..بكيت جرحي.. بكيت كرامتي النازفة.. اقترب مني.. وضع يده على كتفي.. أبعدتها بسرعة وقلت بحدة: إياك أن تفكر أن تلمسني مرة أخرى.. فأنا لم أعدك خطيبتك .. أرجوك .. إنسى أني كنت خطيبتك في يوم من الأيام.. وتمتع بحياتك الجديدة .. ياخطيبي..
نهضت وقد جفت دموعي في مقلتي.. رفعت رأسي بشموخ وسرت متجهة إلى الداخل..
جلس فيصل على المقعد مكاني وأغمض عينيه..فسالت منها دمعة حارة ..ربما كانت دمعة ندم.. ولكن ..مافائدة الندم الآن ؟؟
دخلت غرفتي .. أغلقت الباب وألقيت بنفسي على سريري.. شردت بفكري بعيدا بعيدا .. ولكني صحوت على صوت الباب قلت بشرود: تفضل ..
فتح الباب .. وأطلت نورة .. نظرت إلي نورة بخوف فابتسمت لها .. اقتربت مني.. جلست على السرير أمامي.. ثم ..ضمتني بقوة .. وسالت عيناها.. قلت لها:
نورة عزيزتي لم تبكين ؟؟
- روز .. أنا آسفة .. أعلم أنك تتألمين فأنا أحس بذلك في قلبي.. إن أخي أحمق.. أقسم لك اني لم أكن أعرف.. لم يكن أحد منا يعرف.. فلقد فاجأنا بذلك نحن أيضا.. أرجوك روز لا تغضبي مني..
- نورة عزيزتي ماذا تقولين ؟؟ لا تتأسفين غاليتي على شيء لم تفعليه أنت..أنا لا أتهم أي أحد منكم.. ولا أرمي اللوم على عاتقكم.. اللوم عليه وحده هو فقط.. وليس عليكم أحبتي..
سكتت قليلا ثم قالت: روز .. ألن يؤثر هذا على صداقتنا؟؟
اتسعت عيناي فقلت لها مطمئنة:بالطبع لا يانورة..نورة أنت أختي وخالتي هدى هي أمي.. وعمي حسن هو أبي .. حتى يوسف وأحمد هم اخوتي.. فعلاقتي بكم لا دخل لها بما حصل بيني وبين فيصل.. وفيصل رغم كل شيء ابن خالتي وأخي أيضا.. وليس أي شيء آخر منذ هذه اللحظة ..
- أتعنين أنه لا يضايقك وجوده مع زوجته ؟؟
- أبدا يانورة.. لا أدري ولكني رغم أني بكيت كثيرا .. وتألمت كثيرا.. إلا أنه لم يكن لأني فقدت حبيبي.. بل لأن كرامتي جرحت.. لأنه تزوج غيري دون علمي.. فجعلني أضحوكة الجميع.. أتعلمين.. أحس وكأني كمن كان نائما يحلم..وفجأة أفاق من حلمه.. كنت أعيش في وهم كبير.. ألحق سراب .. ولكني عدت للواقع أخيرا.. فشكرا لفيصل ..
- روز .. أتعنين انك لا تحبينه ؟
- لا أدري يانورة.. لا أقدر أن أصف شعوري في هذه اللحظة .. ولكن.. آه يانورة لا أدري ..
ربتت نورة على كتفي وقالت: سأدعك الآن ترتاحين ففكرك مشوش بسبب ماحدث.. هيا اخلدي للنوم حسنا؟
ابتسمت لها وقلت: حسنا يا اختي ..
وخرجت نورة واقفلت الباب خلفها..دسست نفسي في فراشي وأحكمت الغطاء علي .. ونمت ..


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 13-07-2003, 12:15 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

وقررت الرحيل !


لا أدري كم نمت .. ولكني سمعت صوتا اعتقدت في بادئ الأمر أنه حلما.. ولكن هذا الصوت كان مصرا.. ولم يصمت.. فتحت عيني بتثاقل .. نظرت فإذا به محمولي يدق.. إنه سعود .. أجبت : ألو .. السلام عليكم .. أهلا سعود ..
- أهلا صغيرتي .. هل انت نائمة ؟؟
فركت عيناي وقلت : آه أجل كنت نائمة .. ماذا هناك يا أخي؟؟ هل أنت بخير ؟؟هل فهد بخير ؟؟
- أجل أجل نحن بخير .. روز أنا بالأسفل.. بدلي ملابسك وانزلي لي ..
- حسنا يا أخي ثواني ..
اغلقت السماعة .. نهضت بسرعة وارتديت ملابسي .. وقبل أن أخرج .. استوقفني مظهري بالمرآة..كنت مروعة .. زينتي التي كنت أضعها احتفالا بعودة خطيبي.. سالت وعبثت بوجهي.. فأصبح ككتاب تلوين لطفل صغير .. خط بأقلام التلوين خاصته خطوطا هنا وهناك .. أخذت المنديل ومسحتها.. مسحت وجهي وعدلت مظهري .. أخذت غطاء رأسي من على الكرسي وضعته على رأسي وخرجت ..
نزلت إلى المجلس.. فوجدت هناك سعود وفهد .. ابتسمت بريبة .. فما الذي اتا بهم معا والآن ؟؟
نهض إلي سعود وضمني بحنان .. فلطالما شعر سعود تجاهي بعاطفة أب لابنتة.. ضممته بقوة ولكأني أبث إليه بكل مافي نفسي .. ترقرقت الدموع في عيني دون أن أشعر .. انتزعت نفسي من بين أحضانه لأرميها في أحضان أخي فهد .. وهنا.. لم أتمالك نفسي .. فلقد انهرت باكية ..
مسح فهد على رأسي وقال: هوني عليك يا أختي.. لا تخافي نحن هنا معك.. لا تخافي حبيبتي..
جلست على الكرسي .. وجلس بجانبي سعود .. وفهد جلس على الأرض أمامي.. قال سعود: صغيرتي.. لقد علمت من نورة ماحصل.. علمت ان ذلك الأحمق تزوج .. لا تهتمي له صغيرتي .. فأنت لست بحاجة إليه ..
نظرت إليه وسالت عيناي مرة أخرى.. نظر إلي فهد بحنان وقالأ: روز..كفاك دموعا.. فهو لا يستحق ..
أجبتهم بصوت أبح: اعلم .. فهد..سعود.. أنا .. وقطع حديثي استرسالي بالبكاء..
قربني سعود بيديه القويتين إلى صدره وقال: أعلم ياصغيرتي شعورك والله.. ولكن لا تحزني فالحياة امامك جميلة.. وأنت لازلت صغيرة.. كم تبلغين من العمر؟؟ احدى عشرة؟؟ ام اثنتي عشرة؟؟
ضحكت وقلت: انا في العشرين من عمري يا اخي
ضحك سعود وقال: اعلم ولكني كنت أمازحك فقط ..
قال فهد: هيا ياروز.. وضبي أمتعتك فستعودين معنا إلى البيت ..
قفزت من مكاني كالملسوعة وقالت: أعود إلى البيت؟؟
أجاب سعود مؤيدا: أجل ياصغيرتي.. معنا إلى بيت والديك .. إلى حيث اخوتك..
أجبتهما: لا لا أقدر.. كيف أرحل؟؟ وإلى أي بيت؟؟ هذا هو بيتي.. وهؤلاء هم اخوتي.. كيف أرحل؟؟ سعود لقد عشت عمري كله هنا.. ثمانية عشر عاما في هذا البيت .. لم أفارقه يوما.. اتودون أن تبعدوني عنه الآن؟؟ تبعدوني عن خالتي هدى؟؟ عن أمي التي لم أحظى بغيرها؟؟ تريدون ان تبعدوني عن اختي نوره؟؟ عن أبي حسن .. عن اخوتي احمد و يوسف؟؟ وحتى عن الأحمق فيصل؟؟ أنا لا أكترث له أقسم لكم .. فأنا أحس بالحرية الآن وبعد أن تركته.. أحس وكأني عمياء وأبصرت ..فلا تحسباني غاضبة منه .. بالعكس.. فلقد أراحني من غلطة كنت سأدفع ثمنها عمري.. أنا لم أختر فيصل لأني أحبه .. بل لأني اعتقدت أني أحبه .. ولكنه لا يعني لي شيء الآن .. أقسم لكم..
اشتعلت عينا فهد وقال: وماذا يعني هذا؟؟ اذا كانوا هم اخوتك.. فم نحن؟؟ أبناء جيرانكم؟؟
قال له سعود ناهرا: دعها يا فهد .. فهي لا تقصد ذلك..
رد بغضب: وما الذي قصدته أجل؟؟ أنها تفضلهم علينا؟؟
اجبته أنا وقد أمسكت بيديه بحنان: فهد.. أنت أخي الحبيب المميز.. وسعود. هو أخي الرائع .. أنتما أخوي.. أنتما سندي في هذه الحياة.. أنتما ما بقي لي من ذكرى والدي.. فكيف لي أن أفضل أحدا عليكم حتى ولو من كان !!
صمت برهة ثم قال: إذن لم لا تأتي معنا؟؟ نحن نحتاج إليك ياروز.. نحتاج إلى وجود أختنا بقربنا.. لقد تركناك ترحلين عنا لأنك كنت صغيرة ومحتاجة للرعاية.. أما الآن.. فنحن من نحتاج لرعايتك.. نريد أن نعيش معك ولو قليلا.. فابقى معنا.. فلا ترحلي عنا إلا لبيت زوجك..
لا أدري كيف أرد عليه.. فانا أعلم أن رحيلي عن هنا هو العذاب بعينه.. ولكن هل أرد أخي خائبا؟؟
قال لي سعود: أجل ياروز.. نحن بحاجة ماسة إليك.. أرجوك لا تتخلي عنا..
ابتسمت لها وقلت: أجل .. سأعود معكما ..
قفز فهد فرحا وقال يسمح دمعة طفرت من عينه: وأخيرا تعود روز ؟؟أخيرا تعود البسمة لبيتنا؟؟ سأذهب لأخبر خالتي ونورة ليساعدانك في تحضير حقيبتك ..
مددت يدي ولكاني أحاول أن امنعه ولكني عدت وضممتها إلى صدري.. وابتلعت غصة في حلقي .. رمقت سعود فوجدته غاية الفرح.. يكاد يطير من أنسه .. لذلك قررت أن أصمت.. وأدوس على مشاعري .. لأجل اخوي..
جلسنا نتحدث قليلا أنا وسعود .. ثوان وإذا بنورة تدخل إلينا ودموعها تسبقها.. وكذلك الحال عند خالتي.. اقتربت مني نورة وقالت: أصحيح انك راحلة؟؟ أصحيح أنك ستتركينني وتذهبين لتعيشي مع اخوتك؟؟
أومأت برأسي مجيبة فقالت باكية: لم ياروز؟؟ لم تتركيني وترحلين؟؟ ألست أختك؟؟ إذا لماذا ترحلين؟؟ وعدتني أن ما حصل لن يغير بيننا.. ولكني أراه قد باعد بيننا كثيرا حتى بتي تريدين أن ترحلي عنا.. ألسنا عائلتك ياروز؟؟ ألست أنا أختك ؟؟ وأمي أمك ؟؟ واخوتي هم اخوتك ؟؟ إذا لماذا ترحلين ؟؟
وانضمت لها خالتي قائلة: روز بنيتي .. إن كان وجود فيصل يضايقك فمن الغد.. ولم الغد .. فمن الآن يخرج هو وزوجته من هذا المنزل.. فهذا منزلك أنت..
قاطعتها قائلة: لا يا خالتي.. لا تقولي هذا .. فيصل ابنك ومكانه بين أحضانك..
التفت إلى نورة وقلت: نورة.. أنت أختي و لازلتي أختي.. وطول عمري سأظل أحبك لأنك أختي العزيزة التي ليس لدي سواها.. أنسيتي أن لدينا أم واحدة؟؟ أنسيتي الحجر الذي كنا ننام عليه ؟؟ أنسيتي البيت الذي ضمنا معا ثمانية عشر عاما؟؟ أنت أختي التي لم تلدها أمي الحقيقية.. ولكنها ابنة أمي التي ربتني.. ولكن يانورة.. سعود وفهد هم اخوتي أيضا.. فلا أستطيع أن أتركهم وهم بحاجة إلي.. لذا يجب أن أذهب معهم.. لأرى ماهم بحاجة إليه.. لأعيش معهم ولو القليل من حياتي.. ولا تقلقي.. فأزورك كل يوم .. وأنام عندك في بعض الأحيان.. وستزورينني أنت أيضا.. فالبيت ليس بالبعيد .. بضع خطوات من هنا.. هيا يا أختي لا تبكي.. لأننا لن نفترق.. لا يوجد أي شيء بالدنيا يستطيع أن يفرقنا ..
نظرت إلي بعينين داميتين.. قذفت نفسها بين ذراعي وانهارت باكية .. لم أطق رؤية دموع أختي فأجهشت أنا بالبكاء معها.. امتزجت أصوات دموعنا وشهقاتنا.. وعبق المكان برائحة عبراتنا.. ضمتنا خالتي إليها وبكت هي الأخرى..
وبعد زمن.. نهضت خالتي وقالت بعد أن لملمت نفسها: هيا يا روز.. هيا لنعد حقيبتك استعداد للعودة..
أمسكت بيد نورة وابتسمت.. وقلت: ألن تساعديني يا أختي؟؟
مسحت دموعها الكثيرة بكفها وقالت: بلى.. بالطبع سأساعدك ..
ونهضنا سوية متجهين إلى غرفتي.. لأعد أمتعة الرحيل !!


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 14-07-2003, 06:04 PM
al-5ayal al-5ayal غير متصل
الخـــيال
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: :: Fantasy World ::
المشاركات: 14,050
إفتراضي

سؤال
هل هذه القصه مثل قصه الوافي (قصه لا مثيل لها)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________

للتواصل .. ((al_5ayal@hotmail.com ))


الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 15-07-2003, 02:14 AM
محمد الشيعي محمد الشيعي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 23
إفتراضي ممتاز

بسمه تعالى



كويس يا دلوعة ............ تجربة حقرا ممتازة بل انها ممارسة .
لكني اعتقد انك قبل كتابت هذه القصة اطلعتي على قصة (( امراتان ورجل ))
للكاتبه المشهورة بنت الهدى , وهذا مجرد تخمين لوجود بعض اللمسات المشابة لماكتبته في قصتك الرائعة وما قراته في قصة (( امراتان ورجل ))
واخيرا سؤال هل تاقراين لبنت الهدى الكاتبه المشهورة ؟؟


نحن معجبين بالقصة
__________________
مكتبة على باب الجنة هذه الكلامات ... اللهم اجعلني اراها بعيني : لا اله الا الله , محمد حبيب الله ,علي ولي , فاطمة امة الله , الحسن والحسين صفوة الله , على اعدائهم لعنت الله .
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 23-07-2003, 01:44 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

رغم أني لست بصحة جيدة .. إلا أني أحببت أن أعود وأكتب في الخيام ..
لعلي أنسى ألمي بوجودي بقربكم أحبتي ..

الأخ الجارح ..
أتمنى أن تكون قصتي عند حسن الظن ..
ولكنها لن تصبح أبدا كما قصة (أنت لي) لأنها قصة رائعه لا مثيل لها بحق..

الأخ محمد الشيعي ..
ألف شكر لك على ردك الرائع ..
أما الخت بنت الهدى فللأسف لم أقرأ لها يوما.. إلا أنه لي الشرف أن أقرأ لها..
وربما التشابه في الأحداث بسبب توافق الأفكار
والحمدلله أن القصه أعجبتكم ..
وإليكم بقية ما كتبت
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 23-07-2003, 01:53 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

فراق الروح


أخذت أجمع كل شيء.. ملابسي.. كتبي.. صوري .. شهاداتي.. كل شيء.. وكانت خالتي ونورة تساعداني رغم ألمهما وحزنهما على فراقي.. كنت أحس أني أموت تدريجيا.. كيف لا وأنا أفارق أعز من سكنوا قلبي؟؟ أمي وأبي واخوتي؟؟
كنا نجمع أغراضي بابتسامة ودمعة.. تأتي الابتسامة فتمحي الدمعة.. ثم تعود الدمعة فتطعن الابتسامة وتظهر مرة أخرى..
انهيت أغراضي .. فاستدعيت اخوتي لحمل أمتعتي ... أتوا .. حملوها وأخذوها إلى السيارة ..
وأخيرا.. حانت اللحظة المنتظرة .. حانت اللحظة المؤلمة.. حانت لحظة الوداع .. وقف الجميع بالباب لتوديعي .. عمي حسن ..وبقربه خالتي هدى التي كانت تبكي على كتفه.. نورة واقفة أمامي تنتحب بصمت.. وأحمد الصغير بين ذراعي .. ويوسف واقف بقربي .. أما فيصل .. فقد كان واقفا بعيدا هناك.. فلم يلمحه غيري ولكني تجاهلته .. بدأت الوداع بأخي يوسف.. قلت له مازحه رغم دموعي المنسابة التي كانت تغرق وجههي حتى بدا وكأنه يسبح فيها: الى اللقاء يا يوسف.. سترتاح الآن من طلباتي ومشاويري.. سترتاح من صراخي وأوامري.. لن تجد من يصرخ بك لتنظف غرفتك.. أو تمسح بقعة المشروب الغازي التي سكبتها على الأرض.. لن تجد من يقلب القناة في التلفاز ليضع فلما رومانسيا أو عرضا من عروض الأزياء او أحد البرامج العلمية أو الثقافية .. لن تجد من يمازحك ويغضبك في أحيان كثيرة ..
سالت عبرات يوسف فقال: ابقي يا روز وساتحمل كل ذلك.. ابقي وسأترك لك التلفاز لتري ماتريدين ولن أناقشك بشيء حتى ولو اخترت الرسوم المتحركة.. ابقي يا أختي وأعدك أني لن أهمل ترتيب غرفتي.. ابقي وساتحمل أي شيء تأمرين به ولكن ابقي!!
ازددت في البكاء ولم أجبه.. إنما ابتسمت له بألم .. ضممت أحمد الصغير بقوة وقد بللت دموعي شعره ووجهه الجميل فقال لي متسائلا ببراءة:روز أين تذهبين ؟؟ هل ستسافرين مثل فيصل؟؟ ألن نراك مرة أخرى ؟؟
قلت له بأسى: بلى ياحبيبي.. ستروني كثيرا.. حتى تملون مني.. ولكني سأذهب لمنزل اخوتي لفترة من الزمن ثم أعود.. حسنا؟؟
قال مرة أخرى: روز نحن لن نمل منك.. أنت اختنا.. فلم ترحلين عنا؟؟ ابقي فنورة لا تصنع لي الحليب كما تفعلين.. ولا تلعب معي كما تلعبين أنت معي.. أرجوك يا روز ..
كانت كلماته كطعنات سددت إلى قلبي فبكيت دما بدل الدموع.. آه ياصغيري لكم أود ان لا أفارقكم ... ولكن ما باليد حيلة ..
اقتربت من أبي حسن .. قبلت رأسه وقلت : أبي .. لطالما كنت أبي الحبيب.. أبي الذي لم يقصر بشيء عني.. أبي الذي عاملني بكل لطف وحنان .. أبي الذي يخاف علي من النسمة الطائرة .. أبي الذي لم يجرح أحد منا.. أحبك يا أبي.. أرجوك سامحني.. سامحني إن كنت قد أهملت يوما في صنع قهوتك.. أو احضار صحفك .. اعذرني إن لم أسمع ندائك يوما.. فلربما كنت مشغولة بشيء ما..ولم أسمع ندائك .. اغفر لي زلاتي الكثيرة وغلطاتي .. أرجوك يا أبي..
مسح على رأسي من فوق حجابي وقال: روز أنت ابنتي.. وأنا أحبك كما أحب نورة ويوسف وأحمد وفيصل.. وربما أكثر.. أنت لست ابنة أخي.. بل أنتي ابنتي.. ولا تعتذري مني يا ابنتي فأنت لم تفعلي ما يغضبني يوما.. بل كنت تسهرين على راحتي وتشترين رضاي دوما.. آه يا ابنتي.. لكم سأفتقد قهوتك في الصباح.. وابتسامتك العذبة الرقيقة..
أمسكت بثوبة بقوة وكأني أقول له لا تتركني يا أبي.. لا تدعني أذهب.. التفت إلى خالتي وقلت ممسحة دمعها بكفي: أمي الحبيبة.. سأفتقدك كثيرا.. كثيرا والله .. فأنا لا أعلم كيف سأعيش من دونك .. من دون نصائحك الغالية .. وأنت أيضا اماه.. أعذريني إن كنت أغضبتك في يوم .. أعذريني إن كان صوتي قد علا عليك .. أعذريني إن لم أستجب لندائك.. أو عصيت أوامرك في يوم ..
اعذريني إذا كنت قد أسهرتك بجانبي طوال الليل عندما أصابتني الحمّى .. اعذريني إن كنت قد جرحتك مشاعرك بكلمة طائشة مني .. أرجوك يا أمي ..
أجابتني والحزن يقطر من صوتها: حبيبتي روز .. أنت ؟؟ أنت تغضبيني؟؟ لم يحصل يوما.. روز .. أنت ابنتي.. ومهما حصل لن أغضب منك .. كيف أغضب منك وأنا لم أجد منك سوى كل خير ؟؟ أفتعتذرين مني على سهري بجانبك؟؟ ويحك يا ابنتي.. أكنت تريدين أن اتركك تعانين الحمى وحدك؟؟ كيف تظنين أني أستطيع النوم وأنت محمومة؟؟ آه يا ابنتي إن بعدك هو قطعة من العذاب لا تستطيع النفس تحملها.. ولكني سأصبر.. لأجلك أنت .. فلطالما فعلت لأجلنا الكثير الكثير ..
أجبرت الدموع أمي على السكوت .. فدفنت وجهها في صدر أبي تبكي بحسرة وألم.. ولكأنها ستفقدني للأبد .. قلت لها: أمي.. لا تبكي أرجوك.. سأكون قريبة منك.. سأزورك كل يوم .. وبيت اخوتي لا يبعد سوى خطوات من هنا.. فلا تحزني أماه..
وأخيرا.. حان دور نورة .. الهي كيف سأودعها؟؟ ليتني ذهبت دون أن أودعها..
اقتربت منها.. أمسكت بيدها..قلت لها: أختي الحبيبة.. أعذريني.. فأنا سأترك لك العمل كله.. سأترك لك عمل أشغال المطبخ التي تكرهين ..سأترك لك الوسادة الكبيرة لتنامي عليها.. هنيئا لك .. فلا أحد سيشاركك بها بعد اليوم.. إلا إن أتيت أنا لزيارتكم .. وأيضا سأترك لك المقعد الذي بجانب التلفاز.. وجهاز التحكم عن بعد.. كل ذلك تحت تصرفك وحدك.. لن تجدي من يسرق ادوات الزينة من درجك ويلبس ملابسك ويشاركك فيها.. اعذريني ولكني مضطره
صرخت بي: ويحك ياروز ..
وفتحت ذراعيها وطوقتني بهما.. كنت أرتجف من البكاء.. فلقد أحسست بأن روحي ستخرج.. أحسست بأني أموت.. وبكل بطء.. لم تجبني نورة بشيء سوى بالدموع.. ولكني فهمت كل ماتريد قوله.. حتى دون أن تنطق..
وأخيرا.. سحبت نفسي من بين أحضان أختي.. رفعت يدي باستماتة مودعة .. وعلى وجهي شبح ابتسامة.. وفي عيني.. جرت دموعي..
أمسك بيدي فهد بينما ذهب سعود ليشغل السيارة .. التي ستأخذني.. لبيتي الجديد !!



يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 23-07-2003, 01:56 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

في بيتي الجديد !

ونحن في السيارة..كان أخوي غاية في السعادة.. فهد ينشر الدعابات وسعود يبتسم ويضحك بكل فرح .. وأنا .. كنت أغتصب الابتسامة لأجلهما.. حتى لا يشعورا بأني لست سعيدة ..
وصلنا إلى بيتهم أقصد بيتنا .. دخل سعود حاملا حقائبي ودخلت أنا مع فهد..لا أدري ولكني أحسست بخوف شديد.. كان بي رهبة دخول مكان غريب.. ولكأني في بيت أغراب عني.. وليس في بيت والدي.. البيت الذي ولدت فيه وعشت به سنتين من عمري!!
قال سعود: مرحبا بك ياروز في بيتنا.. وأخيرا نورتي بيتك الذي كان مظلما لبعدك عنه .. أهلا بك يا صغيرتي ..
ابتسمت له وجلت ببصري أنظر إلى البيت .. بينما أكمل اخوي إحضار حقائبي من السيارة ..
إلهي كم هو جميل هذا البيت .. لم يكن بيتا بل كان أقرب إلى أن يكون قصرا.. فهو كبير جدا .. بالمقارنة مع بيتي .. كبير وله أبواب عريضة جميلة .. وشبابيك طويلة رائعة.. وغرفة الجلوس هنا .. إلهي لا أصدق أني سأعيش هنا!! كم هي فاخرة هذه الستائر.. وذلك الأثاث.. إنه أشبه بأثاث الملوك ..
أما السجاد .. كم هو ناعم .. فما أن تطأ قدمك به حتى تنغرس وتغوص به .. فتداعب شعراته رجلك.. وتشعره برقتها ونعومتها..إنها حقا رائعة..
أخذني أخوي في جولة حول القصر أقصد المنزل .. رأيت المطبخ ..ولكأنه المطابخ التي كنت أراها في الأفلام .. وأيضا رأيت غرف أخوتي .. بالفعل إنها جميلة.. وتنم عن ذوق رفيع .. سألت أخوتي : سعود.. فهد .. من صمم هذا البيت؟؟
ابتسم فهد بألم وأشاح وجهه فرد سعود بعذوبه: صممته أمي رحمها الله
أحسست أني تألمت لذكرها.. يالله لكم أتمنى لو أنها بيننا الآن.. لكم أتمنى أن أراها.. وأيضا أرى أمي هدى..
أكثر ما أعجبني في البيت هو الحديقه .. إنها كالخيال.. ساحرة آسرة .. جميلة جدا..
بها ممر طويل يحيط بجانبيه الورود الملونة الجميلة .. فتمشي به ويحفر شذاها في مخيلتك ذكرى لا تنسى!!
وأيضا أعبتني بركة السباحة.. فكانت صافية كبيرة واسعة.. لنقءها تنعكس صورتك على سطحها بمجرد أن تراها..
وأخيرا.. حان دور غرفتي ..
أجل كان لي غرفة خاصة بي في منزلي ولكنها لم تكن مثل هذه أبدا!!
هذه مختلفة.. فهي أشبه بغرف الأميرات التي أراهم بالأفلام.. بل هي تشبه الغرف التي كنت أملك أحدها في مخيلتي الواسعة.. والآن تحقق الحلم ..
غرفتي كانت كبيرة جدا.. وخلابة .. بمجرد أن تدخلها تخطف أبصارك لجمالها..
كان اللون (البنفسجي) هو اللون السائد في الغرفة.. فكانت الستائر الفاخرة تصطبغ باللون البنفسجي.. وكانت المفارش تحمل اللون ذاته.. والأرضيه كانت من الرخام الفاره ..والسرير قد احتل منتصف الغرفة .. وقد وضع على مستوى أعلى من الأرض.. فحين أنام أكون وكأني اطير ..بل وكأني ملكة والكل يحفني من حولي..
وبجانب السرير وضعت طاولة صغيرة عليها علبة صغيرة.. وبجانبها قصص للأطفال.. ومصباح للنوم ..
وهناك بالزاوية تلك توجد مرآة كبيرة وطويلة.. وبصراحة ذلك أكثر ما أسعدني.. فلكم أحب وجود المرايا في غرفتي..أما في الجانب الأيسر يوجد باب يؤدي إلى حمام خاص بي.. لي وحدي.. ضحكت بنفسي وقلت.. لن أضطر إلى أن انتظر نورة لتخرج من الحمام حتى أستحم.. الآن كل هذا لي وحدي..
أما بالجهة المقابلة توجد غرفة الملابس.. ذهبت اليها.. فتحت الباب ودخلت.. لم أصدق ما رأيت .. كانت الخزائن الكبيرة تملأ الغرفة.. وهي بدورها كانت مملوءة بالملابس.. ملابس رائعة جميلة.. لم أعتقد أني سأشتري مثلها يوما.. أعلم أني اعتدت أن ألبسها بسبب هدايا سعود وفهد..إنما لم أكن اشتريها بهذا الكم بسبب حالة ابي الاقتصاديه.. ولكن ايعقل ان كل هذا لي؟؟
إلهي لا أصدق هذا الكوم من الأحذية.. وكلها على مقاسي؟؟
سألت اخوتي والذهول اولفرحة باديان على وجهي: فهد.. سعود..من أين أتى كل هذا ؟؟ ولمن كل هذه الملابس والأحذية والحقائب؟؟
قال سعود: إنها لك يا صغيرتي..
اتسعت عيناي فقلت ذاهلة: لي أنا؟؟ ولكن كيف؟؟ أنا لم اشتريها.. ولم احضرها معي أيضا!!
قال فهد بمرح: بصراحة.. نحن اشتريناها لك.. كنا نود أن تنتقلي للعيش معنا منذ زمن.. لذلك كنا نذهب للسوق باستمرار فنشتري مايعجبنا لك.. ونخبأه هنا على أمل أن تعودي إلينا فترتدي كل ما أردتي.. لم نستطع ان نحضرها لك في بيت عمي.. لأنك تعلمين أن عمي لا يسمح.. فهو يعتبرك ابنته.. ولا يريد احد غيره أن يصرف عليك.. لذلك كنا نحضر لك القليل منها كلما كانت مناسبة..
ضممتهما وقلت: أشكركما يا اخوتي.. ولكني لا استطيع أن ارتديها كلها.. إنها تكفيني لقرن من الزمن..
ضحك سعود وقال: بالعكس إنها لا تكفيك أبدا.. وستثبت لك الأيام ذلك..إنك بأجمل سنين عمرك يا صغيرتي.. لذلك البسي وافرحي.. وتدللي وافعلي ما شئت.. أنت أمرينا ونحن نفذ.. اتفقنا؟؟
ابتسمت وقلت: اتفقت يا أخي ..
قال فهد : سندعك الآن لترتاحي .. وإن احتجتي لشيء.. فانا هنا بقربك.. وبالمناسبة.. لقد اشتريت لك جهاز كمبيوتر وسيصل غدا.. فلقد علمت من يوسف أنك من محبي شبكة الانترنت.. لذلك لم أود أن تشعري أن شيء تغير عليك او أنك حرمت من شيء تحبيه!!
- أشكرك كثيرا يا أخي.. أشكرك..
ابتسم وخرج هو وسعود ..
لففت حول نفسي .. تنهدت بارتياح ثم قلت : ليت أمي ونورة واخوتي مع الان!!
وطفرت دمعة من عيني لذكراهم .. أتراهم يشعرون كما أشعر؟؟

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م