مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 31-08-2005, 10:21 PM
عنتر الهوني عنتر الهوني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: libya
المشاركات: 123
إفتراضي قنوت النوازل

السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم المرسلين


سنن البيهقي الكبرى ج2/ص200
2921 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبي حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو سلمة حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العتمة في الركعة الأخيرة بعد ما قال سمع الله لمن حمده شهرا يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف

2922 وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن أبي بكرحدثنا أبو داود حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد هو بن مسلم حدثنا الأوزاعي فذكره بإسناده قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته فذكره بمثله إلا أنه لم يذكر عياش بن أبي ربيعة وزاد في آخره قال أبو هريرة وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك فقال وما تراهم قد قدموا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران الرازي عن الوليد بن مسلم وذكر عياشا وقال في آخره قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا

2923 أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو أحمد بن عيسى وأبو عبد الله بن يزيد قالا أنبأ إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم فذكره إلا أنه لم يذكر العتمة وقال في صلاته شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقول في قنوته ورواه حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير بمعنى رواية الأوزاعي وفي آخرة لم يزل يدعو حتى نجاهم الله ثم ترك الدعاء لهم وفي رواية أخرى عن حرب في هذا الحديث قال فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله مالك لم تدع للنفر قال أو ما علمت أنهم قد قدموا

2924 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ وهب بن جرير حدثنا هشام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى

2925 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن موسى الصيدلاني حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال سمعت أبا قدامة يحكى عن عبد الرحمن بن مهدي في حديث أنس قنت شهرا ثم تركه قال عبد الرحمن رحمه الله إنما ترك اللعن

2926 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا


والحمد لله رب العالمين
  #12  
قديم 02-09-2005, 06:52 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين..وجزاك الله بالإحسان إحسانا وغفرانا أخي الفاضل عنتر الهوني..بارك الله فيك لحسن ظنك بي..

توكلت على الله..إن شاء الله أتحقق دائما من صحة الأحاديث التي تضع دائما بإذن الله تعالى لنتعاون على نشر السنة المطهرة بإذن الله تعالى..وإن شاء الله لي عودة..

وفقك الله وإيانا أخي الفاضل لما يحب ويرضى من صالح القول والعمل..جعله الله في موازين حسناتك..الله الله إن تقبل الله منك هذا العمل..الله الله بإحياء السنن الحسنة..

والسلام عليكم ورحمة الله..
  #13  
قديم 05-09-2005, 12:56 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
Smile توكلنا على الله

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أخي الفاضل عنتر الهوني..أحسن الله إليك يا أخي..فلقد استفدت كثيرا ولله الحمد والشكر حمدا وشكرا كثيرا من خلال البحث الذي قمت به لأتأكد من صحة الأحاديث..فجزاك الله عنا خيرا برحمته وجعله في موازين حسناتك برحمته آمين..أما بعد،

فالحمد لله الأحاديث التي وضعتها أخي الفاضل كلها ولله الحمد لا غبار عليها لأن لها أصلا في صحيح البخاري عدا الحديث الأخير هذا..أو بالظيط العبارة الملونة بالأحمر :

إقتباس:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا

فقد قيل فيه هذا:

إقتباس:
ونوقش بأن هذه الجملة وردت في بعض الأحاديث لكنها ضعيفة لأنها من طريق أبي جعفر الرازي وقد قال فيه عبد الله بن أحمد ليس بالقوي، وقال علي بن المديني: إنه يخلط، وقال عمرو بن علي الغلاس: صدوق سيئ الحفظ..

وقد جاء أخي بيان هذا مفصلا في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لإبن قيم الجوزية..وورد الكثير أيضا من أقوال العلماء في هذا الأمر..ماشاء الله..سأضع لك كل ذلك بإذن الله تعالى..

كما أريد الإشارة إلى ان هذه السنة الأصل فيها أن لا نداوم عليها..أحسن أضع لك مباشرة قول العلماء رحمهم الله تعالى برحمته..فلا قيمة لكلامي ولا لشخصي امام كلامهم وشخصهم ولا حتى من بعيد تبارك الرحمن..وأتمنى أن تقرؤوا كل شيء بتأني لأنه فعلا مهم معرفة هذه الأشياء إن شاء الله..

آخر تعديل بواسطة muslima04 ، 05-09-2005 الساعة 01:01 PM.
  #14  
قديم 05-09-2005, 01:05 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


القنـــوت

القنوت في صلاة الفرض

الفتوى رقم (902)

س: إن كثيرا من أئمة المساجد بمدينة القنفذة يقنتون في صلاة الفجر مستندين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت حتى فارق الحياة فهل ذلك جائز ونتابعهم، أم هذا شيء غير جائز ومباح عند النوازل فقط في كل فرض؟

ج: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل، يدعو على المعتدين من الكفار ويدعو للمستضعفين من المسلمين بالخلاص والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم، ثم ترك ذلك ولم يخص بالقنوت فرضا دون فرض، يدل على ذلك ما رواه أنس أن النبيصلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من العرب ثم تركه(24) رواه أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وفي لفظ (قنت شهراً حـــين قتــل القراء، فما رأيته حــزن حزناً قط أشد منه) (25) رواه البخاري، وما رواه البراءبن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة المغرب والفجر(26) رواه أحمد، ومسلم والترمذي وصححه، ومارواه أحمد والبخاري من طريق ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء...} إلى قوله: {...فإنهم ظالمون}(27) وما رواه البخاري من طريق أبي هريرة قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: «اللهم نج عياش بن ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف»(28) وما رواه البخاري ومسلم من طريق أبي هريرة قال: لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبوهريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار(29) وفي رواية لأحمد: «وصلاة العصر» مكان: صلاة العشاء الآخرة، وما رواه أحمد وأبوداود عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قنت رسول اللهصلى الله عليه وسلم شهراًمتتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو عليهم، يدعو على حي من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه(30).وقد استحب مالك القنوت في الركعة الأخيرة من الصبح قبل الركوع، وذهب الشافعي إلى أن القنوت سنة بعد الركوع من الركعة الأخيرة من الصبح، وقال بذلك جماعة من السلف والخلف، واستدلوابما تقدم من حديث البراء ونحوه، ونوقش بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في النوازل فقط ثم ترك، وبأن الحديث لم يخص القنوت بالفجر بل دل على مشروعيته في المغرب والفجر في النوازل ودلت الأحاديث الأخرى على تعميمه في سائر الفرائض، وهم يخصون القنوت بالفجر ويقولون بالاستمرار، واستدلوا أيضا بما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا(31). ونوقش بأن هذه الجملة وردت في بعض الأحاديث لكنها ضعيفة لأنها من طريق أبي جعفر الرازي وقد قال فيه عبد الله بن أحمد ليس بالقوي، وقال علي بن المديني: إنه يخلط، وقال عمرو بن علي الغلاس: صدوق سيئ الحفظ، وإنما أخذ به من أخذ من الأئمة لتوثيق جماعة من أهل الجرح والتعديل أبا جعفر الرازي ولشهادة بعض الأحاديث له لكن في سند الشاهد عمرو بن عبيد القدري وليس بحجة، وبالجملة فتخصيص صلاة الصبح بالقنوت من المسائل الخلافية الاجتهادية، فمن صلى وراء إمام يقنت في الصبح خاصة قبل الركوع أو بعده فعليه أن يتابعه، وإن كان الراجح الاقتصار في القنوت بالفرائض على النوازل فقط .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة،
عبدالله بن منيع، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،

الفتوى رقم (2222)

س: قراءة القنوت في صلاة الصبح وقراءة القنوت في صلاة الوتر هل هو جائز أم لا؟

ج: أما القنوت في الوتر فمستحب لحديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت)(32) رواه الخمسة، أما القنوت في الصبح وفي غيرها من الصلوات الخمس فلايشرع بل هو بدعة إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة من عدو أو غرق أو وباء أو نحوها فإنه يشرع القنوت لرفع ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قنت في الصلوات يدعو على أحياء من العرب قتلوا بعض أصحابه رضي الله عنهم، والأكثر أن ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر بعد الركوع من الركعة الثانية، أما اتخاذه دائماً في الصبح فهو بدعة، وإن قال به بعض أهل العلم؛ لأن ذلك لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في أحاديث ضعيفة، وروى أحمد وأهل السنن بإسناد جيد عن سعد بن طارق الأشجعي قال قلت لأبي: إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: (أي بني: محدث)(33).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

الفتوى رقم (2452)

س: هل يجوز الدعاء بعد الرفع من الركوع الأخير من صلاة الصبح، لأنني أصلي بمجموعة من المسلمين وعندما أدعو بعد الرفع من الركوع قيل لي: لايجوز الدعاء في صلاة الفجر وأنا محتار الآن وأريد الجواب عن سؤالي؟

ج: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خص الصبح بالقنوت ولا أنه داوم عليه في صلاة الصبح وإنما الذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت في النوازل بما يناسبها، فقنت في صلاة الصبح وغيرها من الصلوات يدعو على رعل وذكوان وعصية لقتلهم القراء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ليعلموهم دينهم، وثبت في صلاة الصبح وغيرها يدعو للمستضعفين من المؤمنين أن ينجيهم الله من عدوهم، ولم يداوم على ذلك، وسار على ذلك الخلفاء الراشدون من بعده، فخير لك أن تقتصر على القنوت في النوازل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلمفيما ثبت عن أبي مالك الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: (أي بني محدث) رواه الخمسة إلا أبا داود، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الثالث من الفتوى رقم (3137)

س3: على ضوءالسنة، يقرأ القنوت هل قبل الركوع أم بعده؟

ج3: السنة أن القنوت يكون بعد الركوع لمجيء الأحاديث الصحيحة بذلك، هذا في قنوت الوتر أما القنوت في صلاة الصبح فإنه يشرع عند النوازل، أما القنوت فيها دائما فبدعة، ويكون بعد الركوع ولا يختص بالصبح بل هو مشروع في جميع الصلوات عند الحاجة إليه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الرابع من الفتوى رقم (6983)

س4: ترديد المؤمنين كلمات: حقا - نشهد - وأحيانا يا الله، بعد دعاء الإمام في القنوت هل هو جائز شرعاً وهل يجوز رفع اليدين في القنوت للفجر أو الوتر، وهل يجوز رفع اليدين والتكبير جهراً وراء الإمام في كل تكبيرة في صلاة الجنازة وكذا في التكبيرات السبع والخمس في صلاة العيدين؟

ج4: يشرع التأمين على الدعاء في القنوت، وعند الثناء على الله سبحانه يكفيه السكوت وإن قال سبحانك أوسبحانه فلابأس، ويرفع يديه في دعاء القنوت وتكبيرات الجنازة والعيدين، لأنه قد ورد ما يدل على ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

السؤال الثاني من الفتوى رقم (7268)

س2: هل يجوز القنوت في النازلة في الصلوات الخمس أكثر من مدة شهر؟

ج2: يجوز ذلك أكثر من شهر تبعاً لحال النازلة شدة واستمراراً.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز،

آخر تعديل بواسطة muslima04 ، 05-09-2005 الساعة 01:15 PM.
  #15  
قديم 05-09-2005, 01:18 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

قوله: ويكره قنوته في غير الوتر ... إِلخ.

مكروه ذلك، وبدعة. وذهب طائفة من أَهل العلم إِلى أَن القنوت في الفجر سنة، وهذا القول مشهور من قال به(307)، وفيه أَحاديث استدلوا بها عليه. إِلا أَن القول الآخر أَصح وأَظهر، وأَدلته لا تحتمل التأْويل بخلاف الأَول فهي غير صريحة أَو غير صحيحة وقد بسط ابن القيم ذلك في ((زاد المعاد)) ووضح ضعف القول الآخر ووجه دلالة الأَحاديث وأَن ما استدلوا به لا استقامة له أَبدا(308). الحاصل أَن الراجح أَنه لا يقنت في الفرائض إِلا في النوازل مثل دعائه صلى الله عليه وسلم على رعل وذكوان وعصية، ومثل دعائه على صفوان بن أُمية وسهيل، وكدعوته لواحد معين كقوله ((الَّلهُمَّ أَنج الْوَلِيْدَ ... )) فهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول به الأَصحاب مذهب أَحمد وغيره. وأَما اتخاذ ذلك في الفجر كل يوم فهذا لا أَصل له ولا يصح عن النبي أَبدا. (تقرير)

(307) هذا قول الشافعي حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قنت وروي عنه ((أنه مازال يقنت حتى فارق الدنيا)).
(308) انظر جزء (1) ص 69، 70 وبسط ابن تيمية ذلك جـ 23 ص 98- 112 .


ملحوظة: أود الإشارة إلى انه تختلف الصفحة بحسب الطبعة لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد..فانا لم اجدها عندي في نفس الصفحة المشار إليها فوق لكن نعم هو في الجزء الأول..
  #16  
قديم 05-09-2005, 01:24 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


ابن قيم الجوزية (زاد المعاد في هدي خير العباد)

وقنت في الفجر بعد الركوع شهراً، ثم ترك القنوت ولم يكن مِن هديه القنوتُ فيها دائماً، ومِنْ المحال ان رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان في كل غداة بعد اعتداله من الركوع يقول‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ وَلَّيْتَ ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏)‏ الخ ويرفعُ بذلك صوته، ويؤمِّن عليه اصحابُه دائماً الى ان فارق الدنيا، ثم لا يكون ذلك معلوماً عند الامة، بل يُضيعه اكثرُ امته، وجمهورُ اصحابه، بل كلُهم، حتى يقولَ من يقول منهم‏:‏ انه مُحْدَثٌ، كما قال سعد بن طارق الاشجعي‏:‏ قلتُ لابي‏:‏ يا ابتِ انَّك قد صليتَ خلفَ رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم، وابي بكر، وعمر، وعثمان،وعلي، رضي اللّه عنهم ها هنا، وبالكُوفة منذ خمس سنين، فكانوا يقنتون في الفجر‏.‏‏؟‏ فقال‏:‏ اَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ رواه اهل السنن واحمد وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ وذكر الدارقطني عن سعيد بن جبير قال‏:‏ اشهد اني سمعت ابن عباس يقول‏:‏ ان القنوتَ في صلاة الفجر بِدعة، وذكر البيهقي عن ابي مِجلز قال‏:‏ صليتُ مع ابن عمر صلاة الصبح، فلم يقنُت، فقلت له لا اراك تقنُت، فقال‏:‏ لا احفظُه عن احد من اصحابنا‏.‏
ومن المعلوم بالضرورة ان رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم لو كان يقنت كلَّ غداة، ويدعو بهذا الدعاء، ويؤمِّن الصحابة، لكان نقلُ الامة لذلك كُلِّهم كنقلهم لجهره بالقراءة فيها وعددها ووقتها، وان جاز عليهم تضييعُ امر القنوت منها، جاز عليهم تضييعُ ذلك، ولا فرق، وبهذا الطريق علمنا انه لم يكن هديُه الجهرَ بالبسملة كلَّ يوم وليلةٍ خَمسَ مرات دائماً مستمراً ثم يُضَيِّعُ اكثر الامة ذلك، ويخفى عليها، وهذا مِن امحلِ المحال بل لو كان ذلك واقعاً، لكان نقلُه كنقل عدد الصلوات، وعدد الركعات، والجهر والاِخفات، وعدد السجدات، ومواضع الاركان وترتيبها، واللّه الموفق‏.‏
والاِنصاف الذي يرتضيه العالم المنصف، انه صلى الله عليه وسلم جهر، واسر، وقنت، وترك، وكان اسرارُه اكثَر من جهره، وتركه القنوتَ اكثر من فعله، فانه انما قنت عند النوازل للدعاء لقوم، وللدعاء على اخرين،ثم تركه لما قَدِمَ من دعا لهم، وتخلَّصوا من الاسر، واسلم من دعا عليهم وجاءوا تائبين، فكان قنوتُه لعارض، فلما زال تَرَك القنوت، ولم يختصَّ بالفجر، بل كان يقنُت في صلاة الفجر والمغرب، ذكره البخاري في ‏(‏صحيحه‏)‏ عن انس وقد ذكره مسلم عن البراء وذكر الاِمام احمد عن ابن عباس قال‏:‏ قنت رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصُّبح في دُبُرِ كل صلاة اذا قال‏:‏ سَمعَ اللَّهُ لِمنْ حَمِدَه من الركعة الاخيرة، يدعو على حيٍّ من بني سليم على رِعل وذَكوان وعُصية، ويؤمِّن من خلفه، ورواه ابو داود‏.‏
وكان هديُه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة، وتركَه عند عدمها، ولم يكن يخصه بالفجر، بل كان اكثر قنوته فيها لاجل ما شرع فيها من التطويل، ولاتصالها بصلاة الليل، وقربِها من السَّحَر، وساعةِ الاِجابة، وللتنزل الاِلهى، ولانها الصلاةُ، المشهودة التي يشهدها اللّه وملائكتُه، او ملائكةُ الليل والنهار، كما رُوي هذا، وهذا، في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اِنَّ قُرْانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً‏}‏ ‏[‏الاسراء‏:‏ 78‏]‏‏.‏ واما حديثُ ابن ابي فُديك، عن عبد اللّه بن سعيد بن ابي سعيد المقبُري، عن ابيه، عن ابي هُرَيْرَة قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم اذا رفع راسَه مِنَ الرُّكُوعِ من صلاة الصُّبح في الرَكعة الثانية، يرفع يديه فيها، فيدعو بهذا الدعاء‏:‏ ‏(‏اللَّهمَّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِني فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِك لي فِيمَا اَعْطَيْتَ، وَقِني شَرَّ مَا قَضَيْتَ، اِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضى عَلَيْكَ، اِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتعالَيْتَ‏)‏ فما ابين الاحتجاج به لو كان صحيحاً او حسناً، ولكن لا يحتج بعبد اللّه هذا وان كان الحاكم صحح حديثه في القنوت عن احمد بن عبد اللّه المزني‏:‏ حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا احمد بن صالح، حدثنا ابن ابي فديك فذكره نعم صحَّ عن ابي هُرَيرَة انه قال‏:‏ واللّه لانا اقربُكم صلاةً برسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فكان ابو هريرة يقنُت في الركعة الاخيرة مِن صلاة الصبح بعدما يقول‏:‏ سَمعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِده، فيدعو للمؤمنين، ويلعنُ الكُفَّار ولا ريب ان رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، ثمَّ تركه، فاحبَّ ابو هريرة ان يُعلِّمهم ان مِثلَ هذا القنوتِ سنة، وان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعله، وهذا رد على اهل الكوفة الذين يكرهون القنوت في الفجر مطلقاً عند النوازل وغيرها
ويقولون‏:‏ هو منسوخ، وفعله بدعة، فاهلُ الحديث متوسطون بين هؤلاء وبين من استحبه عند النوازل وغيرها، وهم اسعدُ بالحديث من الطائفتين، فانهم يقنُتون حيثُ قنت رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم، ويتركُونه حيث تركه، فيقتدون به في فعله وتركه،ويقولون‏:‏ فِعله سنة، وتركُه لسنة، ومع هذا فلا يُنكرون على من داوم عليه، ولا يكرهون فعله، ولا يرونه بدعة، ولا فاعِلَه مخالفاً للسنة، كما لا يُنكِرون على من انكره عند النوازل، ولا يرون تركه بدعة، ولا تارِكه مخالفاً للسنة، بل من قنت، فقد احسن، ومن تركه فقد احسن، وركن الاعتدال محل الدعاء والثناء، وقد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ودعاء القنوت دعاء وثناء، فهو اولى بهذا المحل، واذا جهر به الاِمام احياناً لِيعلِّم المامومين، فلا باس بذلك، فقد جهر عمر بالاستفتاح ليعلم المامومين، وجهر ابن عباس بقراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ليعلمهم انها سنة، ومن هذا ايضاً جهر الاِمام بالتامين، وهذا من الاختلاف المباح الذي لا يُعنَّف فيه من فعله، ولا مَنْ تَركه، وهذا كرفع اليدين في الصلاة وتركه، وكالخلاف في انواع التشهدات، وانواع الاذان والاِقامة، وانواع النسك من الاِفراد والقِران والتمتع، وليس مقصودُنا الا ذكر هديه صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعله هو، فانه قِبلَةُ القصد، واليه التوجُّه في هذا الكتاب، وعليه مدارُ التفتيش والطلب، وهذا شيء، والجائز الذي لا يُنكر فعلُه وتركُه شيء، فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز، ولما لا يجوز، وانما مقصودُنا فيه هديُ النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يختاره لنفسه، فانه اكملُ الهدي وافضلُه، فاذا قلنا‏:‏ لم يكن مِن هديه المداومةُ على القنوت في الفجر، ولا الجهرُ بالبسملة، لم يدلَّ ذلك على كراهية غيره، ولا انه بدعة، ولكن هديُه صلى الله عليه وسلم اكملُ الهدي وافضلُه، واللّه المستعان‏.‏
واما حديث ابي جعفر الرازي عن الربيع بن انس، عن انس قال‏:‏ ما زالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا وهو في ‏(‏المسند‏)‏ والترمذي وغيرهما، فابو جعفر قد ضعفه احمد وغيره وقال ابن المديني‏:‏ كان يخلط وقال ابو زرعة‏:‏ كان يهم كثيراً‏.‏ وقال ابن حبان‏:‏ كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير‏.‏
وقال لي شيخنا ابن تيمية قدَّس اللّه روحه‏:‏ وهذا الاِسناد نفسه هو اسناد حديث ‏{‏وَاِذْ اَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ادَم مِنْ ظُهُورِهِمْ‏}‏ ‏[‏الاعراف‏:‏ 172‏]‏‏.‏ حديث ابي بن كعب الطويل، وفيه‏:‏ وكان روحُ عيسى عليه السلام من تلك الارواح التي اخذ عليها العهدَ والميثاقَ في زمن ادم، فاَرسلَ تلك الروحَ الى مريم عليها السلام حين انتبذت من اهلها مكاناً شرقيا، فارسله اللّه في صورة بشر فتمثل لها بشراً سوياً، قال‏:‏ فحملت الذي يخاطبها، فدخل مِن فرجها، وهذا غلط محض، فان الذي ارسل اليها الملك الذي قال لها‏؟‏ ‏{‏اِنَّمَا اَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لاهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِياً‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 19‏]‏ ولم يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى بن مريم، هذا محال‏.‏
والمقصود ان ابا جعفر الرازي صاحبُ مناكير،لا يَحتج بما تفرد به احدٌ من اهل الحديث البتة، ولو صح، لم يكن فيه دليل على هذا القنوت المعين البتة، فانه ليس فيه ان القنوتَ هذا الدعاءُ، فان القنوتَ يُطلق على القيا م، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَهُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ كُلُّ لَهُ قَانِتُون‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 26‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ اناءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الاخِرَةَ وَيَرْجُو رَحمَةَ رَبِّه‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 9‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 12‏]‏ وقال صلى الله عليه وسلم ‏(‏اَفْضَلُ الصلاةِ طُولُ القُنُوت‏)‏‏.‏ وقال زيد بن ارقم‏:‏ لما نزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقُومُوا للَّهِ قَانِتِينَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 238‏]‏ امرنا بالسُّكُوتِ، ونُهينا عَنِ الكَلامِ‏.‏ وانس رضي اللّه عنه لم يقل‏:‏ لم يزل يقنُت بعد الركوع رافعاً صوته ‏(‏اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديت‏.‏‏.‏‏)‏ الى اخره ويؤمِّن من خلفه، ولا ريب ان قوله‏:‏ ربَّنا ولكَ الحمدُ، مِلءَ السماواتِ، وَمِلءَ الارضِ، ومِلءَ ما شئت من شيء بعدُ، اهلَ الثناء والمجد، احقُّ ما قال العبدُ‏.‏‏.‏‏.‏ الى اخر الدعاء والثناء الذي كان يقوله، قنوتٌ، وتطويلُ هذا الركن قنوتٌ، وتطويلُ القراءة قنوت، وهذا الدعاءُ المعيَّن قنوت، فمن اين لكم ان انساً اِنما اراد هذا الدعاء المعين دون سائر اقسام القنوت‏؟‏‏!‏
ولا يقال‏:‏ تخصيصُه القنوتَ بالفجر دونَ غيرها مِن الصلواتِ دليل على ارادة الدعاء المعين، اذ سائر ما ذكرتم من اقسام القنوت مشترَك بين الفجر وغيرها، وانس خصَّ الفجر دون سائر الصلوات بالقنوت، ولا يمكن ان يُقال‏:‏ انه الدعاء على الكفار، ولا الدعاء للمستضعفين من المؤمنين، لان انساً قد اخبر انه كان قنت شهراً ثم تركَه، فتعيَّن ان يكون هذا الدعاء الذي داوم عليه هو القنوتَ المعروف، وقد قنت ابو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والبراء بن عازب، وابو هريرة، وعبد اللّه بن عباس، وابو موسى الاشعري، وانس بن مالك وغيرهم‏.‏
والجواب من وجوه‏.‏ احدُها‏:‏ ان انساً قد اخبر انه صلى الله عليه وسلم كان يقنُت في الفجر والمغرب كما ذكره البخاري، فلم يخصص القنوت بالفجر، وكذلك ذكر البراء بن عازب سواء، فما بالُ القنوت اخص بالفجر‏؟‏‏!‏
فان قلتم‏:‏ قنوتُ المغرب منسوخ، قال لكم منازعوكم من اهل الكوفة‏:‏ وكذلك قنوتُ الفجر سواء، ولا تاتون بحجة على نسخ قنوت المغرب الا كانت دليلاً على نسخ قنوت الفجر سواء، ولا يُمكنكم ابداً ان تُقيموا دليلاً على نسخ قنوت المغرب واحكام قنوتِ الفجر‏.‏ فان قلتم‏:‏ قُنوتُ المغرب كان قنوتاً للنوازل، لا قنوتاً راتباً، قال منازعوكم من اهل الحديث‏:‏ نعم كذلك هو، وكذلك قنوتُ الفجر سواء، وما الفرق‏؟‏ قالوا‏:‏ ويدل على ان قنوت الفجر كان قنوتَ نازلة، لا قنوتاً راتباً ان انساً نفسه اخبر بذلك، وَعُمدَتكم في القنوت الراتب انما هو انس، وانس اخبر انه كان قنوتَ نازلة ثم تركه، ففي‏(‏الصحيحين‏)‏عن انس قال‏:‏ قنَتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على حي مِن احياءِ العرب، ثم تركه‏.‏

  #17  
قديم 05-09-2005, 01:26 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

الثاني‏:‏ ان شَبابة روى عن قيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان قال‏:‏ قلنا لانس بن مالك‏:‏ ان قوماً يزعمُون ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنُت بالفجر، قال‏:‏ كذبوا، وانما قَنتَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شهراً واحداً يدعو على حيٍّ من احياء العرب، وقيس بن الربيع وان كان يحيى بن معين ضعفه، فقد وثقه غيره، وليس بدون ابي جعفر الرازي، فكيف يكون ابو جعفر حجة في قوله‏:‏ لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا وقيس ليس بحجة في هذا الحديث، وهو اوثقُ منه او مثلُه، والذين ضعفوا ابا جعفر اكثرُ من الذين ضعفوا قيساً، فانما يعرف تضعيفُ قيس عن يحيى، وذكر سببَ تضعيفه، فقال احمد بن سعيد بن ابي مريم‏:‏ سالت يحيى عن قيس بن الربيع، فقال‏:‏ ضعيف لا يُكتب حديثه، كان يحدِّث بالحديث عن عبيدة،وهو عنده عن منصور، ومثل هذا لا يوجب رد حديث الراوي، لان غاية ذلك ان يكون غلط ووهم في ذكر عبيدة بدل منصور، ومن الذي يسلم من هذا من المحدثين‏؟‏
الثالث‏:‏ ان انساً اخبر انهم لم يكونوا يقنُتون، وان بدء القنوت هو قنوتُ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على رِعل وذَكوان، ففي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عبد العزيز بن صهيب،عن انس قال‏:‏ بعثَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم سبعين رجلاً لحاجة، يقال لهم‏:‏ القُرَّاءُ، فعرض لهم حَيَّانِ من بني سليم رِعل وذَكوان عند بئر يقال له‏:‏ بئر مَعونة، فقال القوم‏:‏ واللّه ما اياكم اردنا، وانما نحن مجتازون في حاجة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقتلوهم، فدعا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم عليهم شهراً في صلاة الغداة، فذلك بدءُ القنوت، وما كنا نقنُت‏.‏
فهذا يدل على انه لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم القنوت دائماً، وقول انس‏:‏ فذلك بدءُ القنوتُ، مع قوله‏:‏ قنت شهراً، ثم تركه، دليل على انه اراد بما اثبته من القنوت قنوتَ النوازل، وهو الذي وقَّته بشهر، وهذا كما قنت في صلاة العتمة شهراً، كما في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن يحيى بن ابي كثير، عن ابي سلمة، عن ابي هريرة ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة العَتَمَة شهراً يقول في قنوته‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَّ اَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ اَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَام، اللَّهُمَّ اَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ اَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اَنْجِ المُسْتَضعفِينَ مِنْ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْاَتَكَ عَلَى مُضرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني يُوسُف‏)‏‏.‏ قال ابو هريرة‏:‏ واصبح ذاتَ يوم فلم يدعُ لهم، فذكرتُ ذلك له، فقال‏:‏ او ما تراهم قد قَدِمُوا، فقنوتُه في الفجر كان هكذا سواء لاجل امر عارض ونازلة، ولذلك وقَّته انس بشهر‏.‏
وقد روي عن ابي هريرة انه قنت لهم ايضاً في الفجر شهرا، وكلاهما صحيح، وقد تقدم ذكر حديث عكرمة عن ابن عباس‏:‏ قنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ شهراً متتابعاً في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصبح، ورواه ابو داود وغيره، وهو حديث صحيح‏.‏
وقد ذكر الطبراني في ‏(‏معجمه‏)‏ من حديث محمد بن انس‏:‏ حدثنا مُطرِّف بن طريف، عن ابي الجهم، عن البراء بن عازب، ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُصليِّ صلاةً مكتوبة الا قنت فيها‏.‏
قال الطبراني‏:‏ لم يروه عن مطرِّف الا محمد بن انس‏.‏ انتهى‏.‏
وهذا الاِسناد وان كان لا تقوم به حُجة، فالحديث صحيح من جهة المعنى، لان القنوت هو الدعاء، ومعلوم ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم يُصل مكتوبة الا دعا فيها، كما تقدم، وهذا هو الذي اراده انس في حديث ابي جعفر الرازي ان صح انه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا، ونحن لا نشك ولا نرتاب في صحة ذلك، وان دعاءه استمر في الفجر الى ان فارق الدنيا‏.‏
الوجه الرابع‏:‏ ان طرق احاديث انس تُبين المراد، ويصدق بعضها بعضاً، ولا تتناقض‏.‏ وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عاصم الاحول قال‏:‏ سالت انس بن مالك عن القنوت في الصلاة‏؟‏ فقال‏:‏ قد كان القنوت، فقلت‏:‏ كان قبلَ الركوع او بعده‏؟‏ قال‏:‏ قبله‏؟‏ قلتُ‏:‏ وان فلاناً اخبرني عنك انك قلت‏:‏ قنت بعدَه‏.‏ قال‏:‏ كذب، انما قلت‏:‏ قنتَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهراً‏.‏ وقد ظن طائفة ان هذا الحديث معلول تفرد به عاصم، وسائر الرواة‏.‏ عن انس خالفوه، فقالوا‏:‏ عاصم ثقة جداً، غيرَ انه خالف اصحابَ انس موضع القنوتين، والحافظ قد يهم، والجواد قد يعثُر، وحكوا عن الاِمام احمد تعليله، فقال الاثرم‏:‏ قلتُ لابي عبد الله - يعني احمد بن حنبل -‏:‏ ايقول احد في حديث انس‏:‏ ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع غيرَ عاصم الاحول‏؟‏ فقال‏:‏ ما علمتُ احداً يقوله غيرُه‏.‏ قال ابو عبد اللّه‏:‏ خالفهم عاصم كُلَّهم، هشام عن قتادة عن انس، والتيمي، عن ابي مجلز، عن انس، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قنت بعد الركوع، وايوبُ عن محمد بن سيرين قال‏:‏ سالت انسا‏.‏ وحنظلة السدوسي عن انس اربعة وجوه‏.‏ واما عاصم فقال‏:‏ قلت له‏؟‏ فقال‏:‏ كذبوا، انما قنتَ بعد الركوع شهراً‏.‏ قيل له‏:‏ من ذكره عن عاصم‏؟‏ قال‏:‏ ابو معاوية وغيره، قيل لابي عبد اللّه‏:‏ وسائر الاحاديث اليس انما هي الركوع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى كلها عن خُفاف بن ايماء بنِ رَحْضَة، وابي هريرة‏.‏
قلت لابي عبد الله‏:‏ فلم ترخص اذاً في القنوت قبل الركوع، وانما صح الحديثُ بعد الركوع‏؟‏ فقال‏:‏ القنوت في الفجر بعد الركوع، وفي الوتر يُختار بعد الركوع، ومن قنت قبل الركوع، فلا باس، لفعل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واختلافهم، فاما في الفجر، فبعد الركوع‏.‏
فيقال‏:‏ من العجب تعليلُ هذا الحديث الصحيح المتفق على صحته، ورواه ائمة ثقات اثبات حفاظ، والاحتجاج بمثل حديث ابي جعفر الرازي، وقيس بن الربيع، وعمرو بن ايوب، وعمرو بن عبيد، ودينار، وجابر الجعفي، وقل من تحمَّل مذهباً، وانتصر له في كل شيء الا اضطر الى هذا المسلك‏.‏
فنقول وبالله التوفيق‏:‏ احاديث انس كلها صحاح، يُصدِّق بعضُها بعضاً، ولا تتناقضُ، والقنوت الذي ذكره قبل الركوع غيرُ القنوت الذي ذكره بعده، والذي وقته غير الذي اطلقه، فالذي ذكره قبل الركوع هو اطالةُ القيام للقراءة، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اَفْضلُ الصَّلاَةِ طُولُ القنُوتِ‏)‏ والذي ذكره بعده، هو اطالةُ القيام للدعاء، فعله شهراً يدعو على قوم، ويدعو لقوم، ثم استمرَّ يُطيل هذا الركنَ للدعاء والثناء، الى ان فارق الدنيا، كما في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن ثابت، عن انس قال‏:‏ اني لا ازال اُصلي بكم كما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بنا، قال‏:‏ وكان انس يصنع شيئاً لا اراكم تصنعونه، كان اذا رفع راسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائلُ‏:‏ قد نسي، واذا رفع راسه من السجدة يمكُث، حتى يقول القائلُ‏:‏ قد نسي‏.‏ فهذا هو القنوتُ الذي ما زال عليه حتى فارق الدنيا‏.‏
ومعلوم انه لم يكن يسكُت في مثل هذا الوقوف الطويل، بلَ كان يثني على ربه، ويُمجِّده، ويدعوه، وهذا غيرُ القنوتِ الموقَّت بشهر، فان ذلك دعاء على رِعل وذَكوان وعُصيَّة وبني لِحيان، ودُعاء للمستضعفين الذين كانوا بمكة‏.‏ واما تخصيصُ هذا بالفجر، فبحسب سؤال السائل، فانما ساله عن قنوت الفجر، فاجابه عما ساله عنه‏.‏ وايضاً، فانه كان يطيل صلاة الفجر دون سائر الصلوات، ويقرا فيها بالستين الى المائة، وكان كما قال البراء بن عازب‏:‏ ركُوعُه، واعتداله، وسجودُه، وقيامُه متقارباً‏.‏ وكان يظهرُ مِن تطويله بعد الركوع في صلاة الفجر ما لا يظهر في سائر الصلوات بذلك‏.‏ ومعلوم انه كان يدعو ربه، ويثني عليه، ويمجده في هذا الاعتدال، كما تقدمت الاحاديث بذلك، وهذا قنوتٌ منه لا ريبَ، فنحن لا نشكُّ ولا نرتابُ انه يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا‏.‏
ولما صار القنوتُ في لِسان الفقهاء واكثرِ الناس، هو هذا الدعاء المعروف‏:‏ اللهم اهدني فيمن هديت‏.‏‏.‏‏.‏ الى اخره، وسمعوا انه لم يزل يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا، وكذلك الخلفاءُ الراشدون وغيرهم من الصحابة، حملوا القنوت في لفظ الصحابة على القنوت في اصطلاحهم، ونشا مَن لا يعرف غيرَ ذلك، فلم يشك ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم واصحابَه كانوا مداومين عليه كلَّ غداة، وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهورُ العلماء، وقالوا‏:‏ لم يكن هذا من فِعله الراتب، بل ولا يثبُت عنه انه فعله‏.‏
وغاية ما رُوي عنه في هذا القنوت، انه علمه للحسن بن علي، كما في ‏(‏المسند‏)‏ و ‏(‏السنن‏)‏ الاربع عنه قال‏:‏ علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ اقولهن في قُنوت الوترِ‏:‏ ‏(‏اللَّهُمّ اهْدِني فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِك لِي فِيمَا اَعْطيْتَ، وَقِني شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَانَكَ تَقْضِي، وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، اِنَّه لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ‏)‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن، ولا نعرف في القنوت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً احسنَ من هذا، وزاد البيهقي بعد ‏(‏وَلاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ‏)‏، ‏(‏وَلاَ يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ‏)‏‏.‏
وممّا يدل على ان مراد انس بالقنوت بعد الركوع هو القيامُ للدعاء والثناء ما رواه سليمان بن حرب‏:‏ حدثنا ابو هلال، حدثنا حنظلة امامُ مسجد قتادة، قلت‏:‏ هو السدوسي، قال‏:‏ اختلفت انا وقتادة في القنوت في صلاة الصبح، فقال قتادة‏:‏ قبل الركوع، وقلت، انا‏:‏ بعد الركوع، فاتينا انس بن مالك، فذكرنا له ذلك، فقال‏:‏ اتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فكبر، وركع، ورفع راسه، ثم سجد، ثم قام في الثانية، فكبر، وركع، ثم رفع راسه، فقام ساعة ثم وقع ساجداً‏.‏ وهذا مثل حديث ثابت عنه سواء، وهو يُبين مراد انس بالقنوت، فانه ذكره دليلاً لمن قال‏:‏ انه قنت بعد الركوع، فهذا القيام والتطويل هو كان مرادَ انس، فاتفقت احاديثُه كلُها، وباللّه التوفيق‏.‏ واما المروي عن الصحابة، فنوعان‏:‏
احدُهما‏:‏ قنوت عند النوازل، كقنوتِ الصديق رضي اللّه عنه في محاربه الصحابة لمسيلِمة، وعِند محاربة اهل الكتاب، وكذلك قنوتُ عمر، وقنوت علي عند محاربته لمعاوية واهل الشام‏.‏
الثاني‏:‏ مطلَق، مرادُ من حكاه عنهم به تطويلُ هذا الركن للدعاء والثناء، واللّه اعلم‏.
  #18  
قديم 05-09-2005, 01:28 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


شيخ الإسلام ابن تيمية :

وطائفة من أهل العراق اعتقدت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت إلا شهرًا، ثم تركه على وجه النسخ له، فاعتقدوا أن القنوت في المكتوبات منسوخ‏.‏ وطائفة من أهل الحجاز اعتقدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم مـازال يقنـت حتى فـارق الدنيا‏.‏ ثم منهم من اعتقد أنه كان يقنت قبل الركوع، ومنهم من كان يعتقد أنه كان يقنت بعد الركــوع‏.‏ والصـواب هو ‏[‏القول الثالث‏]‏ الذي عليه جمهور أهل الحديث‏.‏ وكثير من أئمة أهل الحجاز، وهو الذي ثبت في الصحيحين وغيرهما؛ أنه صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم ترك هـــذا القنــوت، ثم إنه بعد ذلك بمدة ـ بعد خيبر، وبعد إسلام أبي هريرة ـ قنــت، وكان يقــول في قنوتـه‏:‏ ‏(‏اللهم، أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، والمستضعفــين من المؤمنين‏.‏ اللهم اشدد وطأتــك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف‏)‏‏.‏ فلو كان قد نسخ القنوت، لم يقنت هـذه المــرة الثانية‏.‏ وقد ثبـت عنـه في الصحيح أنه قنت في المغـرب، وفي العشـاء الآخرة‏.‏
وفي السنن أنه كان يقنت في الصلوات الخمس‏.‏وأكثر قنوته كان في الفجر، ولم يكن يداوم على القنوت لا في الفجر ولا غيرها، بل قد ثبت في الصحيحين عن أنس أنه قال‏:‏ لم يقنت بعد الركوع إلا شهرًا، فالحديث الذي رواه الحاكم وغيره من حديث الربيع بن أنس عن أنس أنه قال‏:‏ مازال يقنت حتى فارق الدنيا، إنما قاله في سياقه القنوت قبل الركوع‏.‏ وهذا الحديث لو عارض الحديث الصحيح لم يلتفت إليه، فإن الربيع بن أنس ليس من رجال الصحيح، فكيف وهو لم يعارضه، وإنما معناه أنه كان يطيل القيام في الفجر دائما، قبل الركوع‏.‏
وأما أنه كان يدعو في الفجر دائمًا قبل الركوع أو بعده بدعاء يسمع منه أو لا يسمع، فهذا باطل قطعًا‏.‏ وكل من تأمل الأحاديث الصحيحة، علم هذا بالضرورة، وعلم أن هذا لو كان واقعًا، لنقله الصحابة والتابعون، ولما أهملوا قنوته الراتب المشروع لنا، مع أنهم نقلوا قنوته الذي لا يشرع بعينه، وإنما يشرع نظيره‏.‏ فإن دعاءه لأولئك المعينين، وعلي أولئك المعينين، ليس بمشروع باتفاق المسلمين، بل إنما يشرع نظيره‏.‏ فيشرع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين، ويدعو على الكفار في الفجر، وفي غيرها من الصلوات، وهكذا كان عمر يقنت لما حارب النصاري بدعائه الذي فيه‏:‏ اللهم العن كفرة أهل الكتاب ‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخره‏.‏
وكذلك على ـ رضي الله عنه ـ لما حارب قوما، قنت يدعو عليهم‏.‏ وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة، وإذا سمي من يدعو لهم من المؤمنين، ومن يدعو عليهم من الكافرين المحاربين كان ذلك حسنًا‏.‏
وأما قنوت الوتر، فللعلماء فيه ثلاثة أقوال‏:‏ قيل‏:‏ لا يستحب بحال؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر‏.‏ وقيل‏:‏ بل يستحب في جميع السنة، كما ينقل عن ابن مسعود وغيره؛ ولأن في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن بن على ـ رضي الله عنهما ـ دعاء يدعو به في قنوت الوتر‏.‏ وقيل‏:‏ بل يقنت في النصف الأخير من رمضان‏.‏ كما كان أبي ابن كعب يفعل‏.‏
وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة، من شاء فعله، ومن شاء تركه‏.‏ كما يخير الرجل أن يوتر بثلاث، أو خمس، أو سبع، وكما يخير إذا أوتر بثلاث، إن شاء فصل، وإن شاء وصل‏.‏
وكذلك يخير في دعاء القنوت إن شاء فعله، وإن شاء تركه‏.‏ وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت في جميع الشهر، فقد أحسن‏.‏ وإن قنت في النصف الأخير، فقد أحسن‏.‏ وإن لم يقنت بحال فقد أحسن‏.
  #19  
قديم 05-09-2005, 01:30 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

ما حكم القنوت في ركعة الوتر بعد الرفع من الركوع وكذلك في الركعة الثانية من صلاة الفجر أيضًا بعد الرفع من الركوع وأي الموضعين أفضل من الآخر‏؟‏

أما القنوت في الوتر فهو سنة ويراد به الدعاء بعد الركوع ولا ينبغي المداومة عليه بل يفعله أحيانًا ويتركه أحيانًا‏.‏ وأما القنوت بعد الركوع من صلاة الفجر فهذا عند الجمهور لا يجوز إلا في حال النوازل إذا نزل بالمسلمين نازلة فإنه يشرع لأئمة المساجد أن يقنتوا في الصلوات الخمس بأن يدعوا الله عز وجل أن يرفع عن المسلمين هذه النازلة‏.‏ وأما في حالة غير النوازل فإنه لا يشرع القنوت في صلاة الفجر عند الجمهور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل هذا دائمًا ولم يفعله خلفاؤه من بعده رضي الله عنهم والحديث والوارد في أنه كان يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الدنيا حديث فيه مقال لا يصلح للاستدلال وراجع كلام الإمام ابن القيم في زاد المعاد في هذه المسألة
  #20  
قديم 05-09-2005, 01:33 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وأخيرا..هذا مبحث طيب لأحد الإخوة قرأت منه شيئا يسيرا فقط..لمن أراد ان يستزيد بإذن الله تعالى..

فليتفضل من هـــنـــــا


والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م