بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،وبعد،
أحسن الله إليك اختي الحبيبة وجزاك عني خيرا لكلماتك الطيبات وحسن ظنك بي،بارك الله فيك يا اختي،وانا سعيدة بك وبصراحتك ورحابة صدرك ايضا.
قلت حفظك الله يا اختي:
إقتباس:
لو كنت متزوجة اترضين ان يتزوج زوجك عليك؟؟؟
بالنسبة لي جهنم اقرب له من التفكير بالموضوع حتى.
|
بكل صراحة لا،لن احب ولن اتمنى ولو للحظة ان يتزوج علي بإذن الله،بل سأدعو الله ليل نهار بإذن الله تعالى ان يقر عينه بي في الدنيا والآخرة برحمته آمين.
إقتباس:
2- لو لم تكوني متزوجة وفاتك قطار الزواج اتقولين يارب اي رجل المهم الزواج؟؟
أنا مستحيل أعملها وربنا يبعد عنا المشاكل
|
أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان لا يحصل هذا الأمر،لكن نفترض والعياذ بالله انه حصل معي،فجوابي بإذن الله تعالى لا،بالعكس سادعو أكثر من أي مرة بان يرزقني الله زوجا صالحا تقيا طيبا يقر عينه بي ويقر عيني به ويعوضني عما فات برحمته آمين.
إقتباس:
3- وهل الزواج سترة يا اختي حتى المراة ترضى بأي كان حتى لو كان على دين وخلق؟؟
4- فقد اشرت لاكثر من مرة انه ستر وهل المرأة الغير متزوجة لاتكون مستورة لانها لم تتزوج؟؟
|
في نظري يا اختي نعم،الزواج سترة للمرأة،ولكي تفهمي المسألة اكثر اختي الحبيبة،ضعي نفسك في مواضع كثيرة واقعية،فمثلا ضعي نفسك في مكان تلك المراة او الفتاة التي تعيش بين أسرة فقيرة جدا وإن كانت تعمل لكن لا يكفيها مهرها لتستر به نفسها وعائلتها،ألا تظنين انك كنت ستتمنين ان يسترك زوجك بان ينفق عليك ويكسيك ويهتم بك فقط لأن الله فرضه عليه لتتفرغي انت لعائلتك فقط؟؟أو انك مثلا كنت امية،جالسة في بيت والديك ألن تتمنين إذن أن يرزقك الله برجل يسترك بإذنه تعالى؟؟ فوالديك وإن طال الزمان فسياتي يوم ليتوفاهما الله فمن لك حينئذ أختاه؟؟ أو نفترض انك من عائلة أبناؤها متخاصمين والعياذ بالله وتضظرين للعمل لكي تستري نفسك ألا تظنين انك ستتمنين حينها أن يرزقك الله بزوج يسترك ويهنيك بإذن الله؟؟ و..و..و..فالحالات كثيرة يا اختي،و هي الغالبة،فما أظن أن لو كان أغلب الناس بهذا العالم اغنياء كان سيكون بهذا الشكل الذي نحن عليه،ثم إن الرجل الذي يكون على دين وخلق ليس هو رجل أي كان بل هو الرجل المرغوب فيه يا اختي،على الأقل بالنسبة لي.يعني أختي الغالية انظري إلى هذه المسألة من عدة جهات لا من جهة واحدة.
إقتباس:
ثم تعدد الزوجات له أصول، بمعنى انه لايحق للزوج ان يتزوج فقط من اجل الزواج او لانه أعجبته امرأة اخرى، لابد ان تكون هناك عيوب مقنعة بزوجته لكي يلجأ للزواج بأخرى
أتركك بأمان الله
|
اختي الحبيبة قال الله تعالى:
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3) (سورة النساء)
أقول وأعوذ بالله ان أقول ما ليس لي به علم،اما الزواج يا اختي فلم يربط إلا بشرطين ألا وهما العدل بينهن والقدرة،وما عدا ذلك فللرجل ان يتزوج من أثنتين او ثلاث او أربع إن طاب له، وإن كانت زوجاته سليمات جميلات تلدن ولا يشوبهن نقص،لأن الله أحل له ذلك،فلا نأتي نحن نحرم عليه ذلك ونضع له شروط.
هذا ردا على أسئلتك إن شاء الله،الآن دعينا نتصارح أكثر بإذن الله تعالى يا اختي الحبيبة.
لن اخفي عنك اختي الحبيبة أنه كانت لي تقريبا نفس أفكارك قبل تقريبا سنتين بما يخص هذا الموضوع،ويمكن اكثر،إلى درجة انني كنت لما أصل إلى آيات الزواج والطلاق والآيات التي تتكلم عن النساء بصفة عامة والرجال كان يضيق صدري جدا،وكلما سمعت احدا يدافع عن قضية الزواج المتعدد اترصد له،إلى ان اتى اليوم الذي كنت اتصفح فيه منتدى نسائي،وقرات موضوعا عن هذا الأمر،وقرات ردا لأحد الأخوات أسال الله أن يرحمها في الدنيا والآخرة برحمته حية كانت او ميتة،كتبت ردا على إحدى الأخوات،أنه لا اعتراض على مشيئة الله،فأثرت في نفسي تلك الجملة،أبدا ما رأيت الموضوع من هذه الجهة،ثم تذكرت ضيق صدري عندما أصل إلى تلك الآيات،فخفت جدا،ثم بعدها وكأن هذا الموضوع بدأ يلاحقني،كلما أسمع محاضرة او أقرا شيء يكون فيه هذا الأمر،كنت أشعر بضيق في صدري يا اختي،ما تتصورين،ثم زاد الحال علي كلما تذكرت تلك الجملة،إلى ان قرات يوما قول الله تعالى:
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84(سورة الأنبياء)
إن لم انسى والله اعلم أظن كان ذلك في موضوع قصص الأنبياء لأخينا الفاضل الوافي،كان تفسير الآية ان الله كشف عنه ما به من ضر وأرجعه لشبابه حتى أن امراته دخلت عليه ولم تعرفه فسألته وقالت له أنها لم ترى احدا يشبه زوجها وهو شاب مثله،سألته وكانت خائفة ان يكون قد اكله الذئب أو شيء،فابتسم وقال لها انه هو،قرأت ذلك وشعرت بضيق أعظم في صدري،بكيت وبكيت ورفعت يدي ودعوت الله ان يطمئن قلبي ويفهمني وأن يرضى عني ويهديني،هذه الآية ثم تلك الجملة ثم ضيق الصدر عند قراءة تلك الآيات شعرت انني ساهلك إن لم أسلم نفسي لحكم الله،قلت يا رب لما هو يصبح شابا وامراته لا؟؟ لما يا رب تفضل الرجال عنا؟؟ وانفجرت بالبكاء،ثم مسحت الدموع وأكملت القراءة فقرأت أن تفسير الآية لم اتممه،فمعنى قوله تعالى: (وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا)،ان الله تعالى أرجع زوجته لشبابها أيضا،حينها شعرت باطمئنان وانشراح للصدر عظيم واللهم لك الحمد،ففهمت شيئا،أن الآيات وإن كانت بعضها سهلة في المظهر أن تفهم إلا ان التفسير لابد لنا من أن نعرفه من العلماء بإذن الله،فرجعت لسورة البقرة وبدأت أستمع لتفسيرها من محاضرات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين ثم سورة النساء،وكلما أتذكر آية لم اكن أرتاح لها أستمع لتفسيرها،فوالله إني لم اعد اجد ضيقا في صدري بعد ذلك بل العكس تغيرت أفكاري تماما ب 360 درجة،و كنت أقضي ساعات وساعات أستمع للشيخ،وعندما تنقضي المحاضرة أشعر بفراغ تام في قلبي وكأن الدنيا بدأت تدور من تلك اللحظة،فقد كنت فعلا أشعر وكأنني في عالم آخر يا اختي صدقيني وأنا أستمع لتفسيره خصوصا وأن طريقة شرحه ما عرفت ولا سمعت أعظم منها،يفسر لطلبة العلم في مسجد ولما تحضر الصلاة يقف،والله كنت أشعر وكأنني معهم،بل حتى لما يطرح عليهم أسئلة اجيب على نفسي لوحدي ولما أصيب الإجابة كنت أفرح وأضحك لوحدي،الحمد لله يا رب، بدأت أفقه وأفهم أشياء أبدا ما فهمتها بذلك الشكل،أشياء كثيرة ما نعرفها وما تخطر على بالنا،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،نسأل الله ان يزيدنا علما،ويجعل القرآن العظيم لصدورنا ضياءا برحمته آمين.ما أريد ان أقوله اختي الحبيبة ان كل هذه المسائل صدقيني لو رجعنا للقرآن العظيم لنفهمها من خلاله لا من خلال مشاعرنا كنساء،لكنا نفسيا بخير بإذن الله،طبعا لا أتمنى ولا أريد ان يتزوج علي زوجي يوما ،وإن حصل فسأكون حزينة لأنني امراة والمراة يغلب عليها قلبها ومشاعرها فهذا شيء عادي،لكن على الأقل بإذن الله تعالى ساكون مستسلمة لأمره ولا أعترضه بإذن الله،فهو الله وانا الأمة،هو الحكيم الخبير بعباده ولست انا وأستغفر الله،هو العدل ولست انا وأستغفر الله،فالمسألة اعظم من انني أريد او لا أو متفقة ام لا،المسألة هي مسألة ان أستسلم لحكم الله،يا حبيبتي،الله خلق الرجل على هيئة والمراة على هيئة اخرى،فالرجل من طبيعته ان نفسه تميل إلى التعدد وإن لم يكن هناك دافع من جهة الزوجة،لأن الله خلقه هكذا،عكس المرأة خلقها الله ونفسها تطمئن وترضى برجل واحد،يعني يا اختي هذا شيء ما ذنبه هو فيه إن كان يشعر به؟؟ لما نأتي نحن ولا نفهمه؟؟ بل ونجعل حياته جحيم بهذه المسألة؟؟ليس عدل يا اختي،لما نشفق على الحيوانات ولا نشفق على من هو من جنسنا؟؟ثم فعلا ما كتبه الشيخ حفظه الله جعلني انظر إلى هذه المسألة بشكل آخرأيضا لم أنظر به قبل،لذلك وضعته هنا،فعلا أختي حاولي أن تشخصي هذه الأمور بوضع نفسك فيها:
إذاً لتفترض المـرأة أن زوجها مات أو قُتل أو أنها طُلّقت .. فكيف يكون مصيرهـا ؟
أترضى أن تكـون قعيدة بيتها ؟
إقتباس:
فهذه من الشواهـد على أن هنـاك مـن ترمّلت في أوج سعادتها ، وأول أيامها ، وعـزّ شبابها ، فَـلَـمْ تبقَ مـع زوجها سوى ليلة أو ليالٍ
فمن لها بعد ذلك ؟؟
ماذا لو كانت ابنتك ؟
أو أختك ؟
أو قريبتك ؟
مـاذا كنت تتمنّى لها ؟
ألست تطلب لها الستر ، ولو في ظل رجل مُعدِّد ؟
وأنتِ أيّتها المرأة ماذا لو كنت أنت المترمّلة ؟
أما كنت تبحثين عن ستر الله ، ولو مع مُسنٍّ معـدِّد ؟
|
فهذا واقع يا اختي ممكن أن يحصل لي أو لك او لأي امراة ونسأل الله سعادة الدارين برحمته آمين،فمن لنا يا اختي الحبيبة حينها بعد الله تعالى؟؟ اتظنين فعلا أنك ستسعدين لوحدك؟؟ ما اظن والله اعلم على كل حال.
فيا اختي الحبيبة،نحن نساء وسنبقى نساء مهما كان الأمر،لن نحب أن يتزوج علينا أزواجنا ولا أن يبذلونا بغيرنا والعياذ بالله،لكن لا نعترض عن حكم الله،هذه مشيئة الله وحكمه،فسمعا وطاعة،إن هو أراد ان يتزوج بغيري،سأحاول ان أعرف الأسباب،اتحدث معه بلطف وبعقل وبقلبي أيضا،أحاول أن أرضيه،غن كان سببه شيئا مني فساحاول أن أغير نفسي من اجله كي يحبني،سأشعره بذلك وأقول له ذلك،سأظهر له مدى تمسكي به ومدى حزني لو فعل،لأن هذه طبيعتي ولا حرج،لكن أن أعترض وأمنعه وأهدده و..و..فلا،لأن ذلك اعتراض على حكم الله اولا،وما ينبغي لي ذلك غن كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالنسبة لي اولى من نفسي،ثم من يعرف؟؟ ممكن إذا هو تزوج غيري فسيحبني ويقدرني أكثر،أو ممكن انا أستطيع ان اتفرغ لنفسي اكثر أو او..المشكلة الكبيرة احيانا ليست هي في الزوج بل في الزوجة،غن هي تركتنا بخير واتقت الله فينا فالحمد لله يا رب،ثم إن أجدادنا يا اختي أغلبهم كانت لهم زوجتان او ثلاث ومع ذلك كن يعشن بسلام ولا ينقصهن شيء، كن مستسلمين لحكم الله،فلما الآن لا؟؟ لأن الآن نجد مشاكل كثيرة لتأثير الغرب فينا وبعدنا عن الدين،نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويجنبنا اتباعه برحمته آمين آمين يا رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.والحمد لله رب العالمين.
هذا باختصار رأيي المتواضع يا اختي والله اعلم.وجزاك الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب غليك.