مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-06-2000, 02:29 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post عندما يلبس الحَكَم جلد الذئب

استبقت تصريحات ومواقف الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي أنان) من مسألة التزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ القرار 425 والقاضي منذ عقدين كاملين بانسحاب جيش الاحتلال من لبنان بلا قيد ولا شرط، وصوله إلى بيروت، وربما كان لذلك فائدة لأهل الحكم حتى يرتبوا أوراقهم ويقدموا احتجاجهم على الرجل الذي يفترض أن يمثل العدالة الدولية في فض النزاعات وتجميد الحروب.
والقضية كما أثرناها في مقالات سابقة هي التالية: ما من قرية على الحدود اللبنانية الفلسطينية إلا ومنها جزء محتل، تحتله القوات الإسرائيلية، لأسباب أمنية واستراتيجية وسياسية، بحيث تمثل سلسلة من المسامير المزعجة التي ستستدعي – يوماً ما – جلوس الطرفين المتنازعين إلى طاولة المفاوضات، وستكون الخرائط المطوية، والأخرى المختلف عليها جنباً إلى جنب مع خرائط مطالب الإسرائيليين البارعين في المراوغة والمراهنة على الوقت لفرض الأمر الواقع. وهو ما صرح به أهم قطب سياسي عالمي نصح العرب (الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين حالياً، والمصريين والأردنيين سابقاً) ألا يجعلوا من بضعة أمتار عقبة في وجه مسيرة الحل السلمي التي يرعاها، ومثل هذا الكلام لم يوجهه قط إلى الإسرائيليين الذين يتحركون وهم ملء الثقة أن خيوطهم مع الدولة النافذة، ومع المؤسسات الدولية كفيلة بإسماع صوتهم عالياً ومدوياً في عواصم الطوق.
فالأمن الذي يبحث عنه أهل السلطان الدولي هو الأمن الإسرائيلي، والاستقرار الذي يقلق مضاجع بيوت القرار الدولية هو استقرار مزيد من المحتلين اليهود من جميع أنحاء العالم فوق مزيد من أرضنا المستباحة، والمقدسات التي تُرفع شعاراً بين فينة وأخرى هي مقدسات التوراة وحدها لا الإنجيل ولا القرآن. وهو منطق نتج عنه كل مظاهر العنف واستخدام القوة في منطقة كانت مستقرة منذ نهاية الحروب الصليبية وحتى بروز المشروع الصهيوني المتحالف مع الاستعمار الأوروبي في الحرب العالمية الأولى أوائل القرن الماضي.
لم تخفف إجابات كوفي أنان المطاطة من غضب اللبنانيين وهم يرون الالتفاف على انتصارهم لتفريغه من مضامينه الوطنية الهادفة، فالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي كانت أكبر بكثير من حمل بندقية وإطلاق نار، المقاومة مشروع يواجه ملفات الاحتلال البغيضة التي تطال كل ما يتعلق بشخصيتنا وهويتنا الدينية والثقافية والقومية وحقوقنا الوطنية، التي يفترض بالأمم المتحدة وبالدول النافذة أن تكون راعية لها، على الأقل في الجانب الشكلي المعلن من ميثاق الأمم المتحدة، ومن الإعلانات المتكررة للدبلوماسية الغربية في رعاية الحرية السياسية للأفراد، والاستقرار للدولة، وحقوق الإنسان.
وكل هذه الشعارات تشكل أضاحي مظلومة على المذبح الإسرائيلي الذي لم يتورع منذ زرعه في المنطقة عن استخدام كل ما من شأنه انتهاك هذه الشعارات وتبديد أي حلم باستقرار حقيقي في الشرق العربي، ضمن سياسة تضيق هذه المساحة عن التعرض لها جملة واحدة، وإن كنا نسلط الضوء على مفرداتها كلما سمحت الفرصة، والذي يعنينا في هذه العجالة خطورة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة لأنها تصدر من طرف يفترض فيه الحياد إلى درجة النزاهة التي تؤهله ليكون حكماً ، بينما يشعر اللبنانيون بانحيازه إلى جانب العدوان الإسرائيلي تحت حجج غير مقنعة.
وإليكم نموذج من أقواله: (الأمم المتحدة ليست في صدد تحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل، أو بين لبنان وسوريا، وإن تثبيت الحدود مسألة تقوم بها الدولتان المعنيتان) و(الأمم المتحدة هي المسؤولة الوحيدة عن تحديد خط الانسحاب والأطراف أعلنوا أنهم سيحترمون هذا الإعلان) وعن الخط الذي رسمته الأمم المتحدة واعترض عليه اللبنانيون قال: (منذ أنشئ هذا الخط فإن أي تخط له يعتبر خرقاً). فهل يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن ترسيم الأمم المتحدة هو الحدود التي يعتبر تجاوزها اختراقاً؟ أم أنه خط هدنة جديد يدفع الأطراف المعنية إلى طاولة التفاوض حول التفاصيل؟ مع أنه سمع في القاهرة نفس التحفظات التي سمعها في بيروت، فتجربة العرب مريرة مع المنظمة الدولية ومع العدوان الإسرائيلي، وما يتم الاستيلاء عليه يعتبر حقاً طبيعياً للمحتل، بل إن الإسرائيليين يطالبون بضم مدينة صيدا لأنها تحوي ضريح (زبلون) الآرامي، الذي تحول في الدعاية الإسرائيلية إلى (شمعون) الإسرائيلي؟
إن التدافع بين الأمم يفتح متنفساً للمستضعفين الذين يبحثون عن موضع قدم في عالم عمالقة السياسة والاقتصاد، ولبنان لم يجد إلى جانبه سوى روسيا تتحفّظ على بيان مجلس الأمن، وتطلب إرجاءه حتى يتم التحقق من الشكوى اللبنانية.
ولا شك أن الأمين العام (أنان) رأى عناصر الأمم المتحدة تختبئ من نيران جود الاحتلال في أراضينا الجنوبية المقضومة، وتذكّر يوم وقفت عاجزة بين يدي مجزرة قانا، كما تذكر الثمن الذي دفعه الأمين العام السابق (بطرس غالي) ثمن بيان ضبابي يشتم منه أن القصف الإسرائيلي كان مقصوداً، ولكنه - مع ذلك – لا يحرك ساكناً، لأنه يدرك حجم النفوذ الإسرائيلي، وطول يده في كشف الملفات المغلقة، وقد شاهد بأم العين الإشكاليات التي أحاطت بالمستشار النمساوي (كولت فالدهايم) الأمين السابق للأمم المتحدة، في الوقت الذي لا يرى فيه في الطرف العربي سوى ضيافة عريقة. للأسف لم يستح مسؤول الأمم المتحدة من ارتداء جلد الذئب، فالنعاج لم تكن في يوم من الأيام مصدر تهديد.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م