سبب الجريمة.. الحلقة (19)
دلالة أن الكفر هو منبع الإجرام..
ومما يدل أن الكفر هو منبع الإجرام وأساسه أمران:
الأمر الأول:
غلبة إطلاق المجرمين على الكفار في القرآن الكريم والآيات في ذلك كثيرة جداً..
منها قوله تعالى: ((
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )) [الأنفال:8].
وقوله تعالى: ((
وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )) [يونس:82].
هاتان الآيتان تدلان على المطلوب من وجهين:
الوجه الأول:
تسمية الكفار مجرمين..
الوجه الثاني:
كونهم يكرهون إحقاق الحق ويحبون انتصار الباطل..
ومن إجرام الكفار صدهم عن الإيمان ودعوتهم إلى الكفر..
كما قال تعالى عنهم: ((
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ )) [الشعراء: 91-98].
ومن إجرامهم إتيان الفاحشة التي تقلب بها الموازين وتخالف بها الفطر بإتيان الرجال وترك النساء..
كما قال تعالى: ((
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا ءَالَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ )) [النمل: 54-58].
ولقد أصبح للجرائم اليوم منظمات عالمية، لم ينج منها بعض من ينتسبون إلى الإسلام، ومن ذلك الشذوذ الجنسي، وهو زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، الذي عقدت له مؤتمرات، بعضها عقد في دول عربية!!
"فقبل ثلاث سنوات تقريباً لعب الإنترنت دوراً محورياً في تأسيس منظمة تطلق على نفسها اسم (الفاتحة) من خلال قائمة نقاش بريدية إلكترونية..
وتمكنت هذه المنظمة الدولية التي تعرّف نفسها بأنها (منظمة الشواذ المسلمين) من تسجيل نفسها رسمياً في نيويورك (أميركا) وتورنتو (كندا) لكي (تدافع عن حق الشذوذ في الإسلام)..
وتمكنت المنظمة من عقد مؤتمرها الدولي الثاني في لندن قبل أسبوعين تقريباً، وبالتحديد في السادس والعشرين من شهر مايو الفائت رغم الاعتراضات الواسعة التي أثارتها منظمات وشخصيات إسلامية متعددة هناك بدعوى أن (الفاتحة) منظمة تخالف الشرع الإسلامي الذي يحرم الشذوذ الجنسي".
http://www.khayma.com/khotta/arabe/marji_ia.htm
http://www.almuoaly.8m.net/monadamat.html
http://www.annabaa.org/nba64/osrah.htm
ومن إطلاق لفظ المجرمين على الكفار قوله تعالى: ((
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )) [الأنعام:123].
وقوله تعالى: ((. .
فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )) [الروم:من الآية47].
وقوله تعالى: ((
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ )) [المطففين:29].
وقوله تعالى: ((
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ )) [المعارج:11].
والأمر الثاني:
هو اعتداء الكافرين على دعاة الحق بالقتل والقتال والصد عن دعوتهم، وإيذائهم؛ لأن طبيعة دعوة الحق لا تتفق مع إجرامهم، ولذلك يحاربون الدعوة والدعاة حتى يتمكنوا من مزاولة إجرامهم بدون نكير..
كما قال تعالى عنهم: ((
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ )) [ابراهيم:13].
وقال تعالى: ((
وَإذا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا.. )) [الحج:72].
وقال تعالى: ((
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )) [آل عمران:21].
ويكفي أن يعلم العاقل أن المجرمين الشاذين جنسياً، تضيق صدورهم بالمتطهرين من شذوذهم، فيهددونهم بالإخراج من أرضهم، بسبب تطهرهم من رجسهم.
كما قال تعالى عن قوم لوط: ((
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )) [الأعراف (82)]
يظهر من النصوص القرآنية السابقة..
أن الكفر هو الجريمة الأولى وأنه أساس بقية الجرائم..
كما أن الإيمان هو الطاعة الأولى وأساس بقية الطاعات، كما مضى..
موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start