مسألة محيرة ..!!
***
كثيرٌ من الناس يميّزون الخير عن الشر بسهولة ، ويحدثونك عن هذا وهذا في وضوح ويسر ، غير أنك تعجب غاية العجب حين تراهم في سلوكيات حياتهم ، يخوضون في الوحل حتى الركب ..! يتقلبون في دوائر الشر كأنهم مخمورون ، قد أفقدتهم سكرة الهوى ذلك التمييز الذي يعرفون ويصفونه بألسنتهم !! وأسأل نفسي كثيراً : هل هؤلاء عقلاء ..! مع ملاحظة كبيرة ومفزعة : أنني في أحيان كثيرة أكتشف أني واحد منهم ..!!
قال سفيان بن عيينه رحمه الله : ( ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر ، إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتّبعه ، وعمل به ، وإذا رأى الشر اجتنبه ، وفر منه .)
- الصغير غير المميز هو الذي قد يهجم بيده على جمرة متوهجة ، يحسبها قطعة حلوى حمراء اللون ..!! ولعل هذا الصغير معذور فيما أقدم عليه لعدم تمييزه ، ولكن ما عذر أولئك الذين يتقحمون النار وهم يعلمون أنها النار ..!؟ إنهم يعلمون بلا ريب أن هذه الدوائر التي يخوضون فيها تقودهم إلى حيث سخط الله عليهم ..!
أحسب أن السر كامن في قوله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) فبسبب تراكم الذنوب على هذا القلب لم يعد يرى أو يسمع أو يعي ..!!
رأيت الذنوب تميت القلوبَ **** فخيرٌ لنفسكَ عصيانها
وتركُ الذنوبَ حياةُ القلوبِ **** وقد يورث الذلَ إدمانها
aalawi@emirates.net.ae
|