خوارج على العلماء السلفيين والحكام ، ومرجئة للمبتدعة وأهل الأهواء
.
--------------------------------------------------------------------------------
فهؤلاء الخوارج العصريين إتبعوا مع التكفير أمر آخر لا يقل عنه خطورة ، وهو من الغش والتدليس على المسلمين ، وقد أعده العلماء من صفات المرجئة ؛ وهو تقرير عدم جواز ذكر أخطاء المبتدعة والمخالفين للسنة ؛ بدعوى عدم شق الصف والتجميع ، وفلان خدم الإسلام وغيرها من الدعوى الباطلة ، فأدخلوا في صفوف الدعاة كل متكلم بغض النظر عن أخطائه العقدية ، بل الأدهى من ذلك تلميع هؤلاء المخالفين ، فوقعوا فيما حذر منه السلف .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : رحمه الله تعالى بعد كلام له عن أهل التكفير : ( وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوامٌ لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب ، أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه ، وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه (1) ، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة (2) ، ولا يذمون أهل البدع ويعاقبونهم (3) ، بل لعلهم يذمّون الكلام في السنة وأصول الدين ذماً مطلقاً .. (4) ، أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة … وهذه الطريقة قد تغلب إلى كثير من المرجئة وبعض المتصرفة والمتفلسفة … وكلا هاتين الطريقتين منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة ) (5) .
فهاهم قد جمعوا بين التكفير والأرجاء ، فأصبحوا خوارج على العلماء السلفيين والحكام ، ومرجئة للمبتدعة وأهل الأهواء .
نسأل الله العافية
______________________
الهوامش :
1. كبعض ( الحزبيين السائرين على منهج الإخوان المسلمين ) الذين تربوا في بيئة سلفية ، لكن حزبيتهم تنهاهم عن بيان العقيدة السلفية وتأمرهم بالتمذهب الأخرى من السنة ، لأن ذلك يفرق الصف حسب فلسفتهم !
2. متبعين في ذلك مقولات البنا التي سبق ذكرها ومنها ما ورد في " مذكرات الدعوة والداعية " ص ( 64 –65) حول ضرورة السكوت على الخلاف المعروف في المسائل العقدية مثل حلقات أهل الطرق الصوفية والتوسل بالصالحين ودعاء المقبورين … ! ليقول في آخرها : ( وهذه المسائل اختلف فيها المسلمون مئات السنين ، وما زالوا مختلفين !! والله تبارك وتعالى يرضى منا بالحب والوحدة !! ) .
3. كالإخوان المسلمين الذين قالوا : نذم البدعة ولا نذم صاحبها !! ونكره البدعة ، ولا نكره صاحبها !! ( مذكرات الدعوة والداعية )
4. كجماعتي الإخوان والتبليغ التي تجمع الصوفي والأشعري والماتريدي والرافضي والجهمي والمعتزلي ] تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّىَ [ (الحشر /14 ) .
5. الفتاوى 12/467 .