مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-05-2006, 03:30 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي لقاء الموقـع الدوري مع فضيلة الشيخ..حامد بن عبدالله العلي



لقاء الموقـع الدوري مع فضيلة الشيخ

حامد بن عبدالله العلي





السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الشيخ ، ومساك الله بالخير ،



وعليكم السلام ورحمة الله ،، ومساكم الله بالرضا والعافية ..



نبدأ بتوفيق الله بالسؤال عن أضواءعلى المشهد العالمي والإقليمي؟




الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :



المشهد العالمي له ثلاث فصول :



صورة تخبط المشروع الأمريكي وبوادر انهزامه ، وهذا بفضل الله تعالى، ثم الجهاد العالمي ، وسنشرح هذا إن شاء الله .



وصورة التجاذب بين المشروع الصفوي الإيراني الذي يوظف التشيع ، والمشروع الصهوصليبي ، تجاذبهما على الأطمــاع في العراق والخليج ،



وصورة المؤامرة الصهوصليبية ، بالتعاون مع الأنظمة العربية الخائنة، تآمرهم على حقوق الأمة في فلسطين



وأقول حقوق الأمّة لأن الحقوق في قلسطين ، هي حقوق أمتنا ، فالشعب الفلسطيني جزءمن أمتنا ،



والأرض جزء من أرض الإسلام ،



ولها خصوصية وجود المسجد الأقصى ، حيث إرث الإسلام عبر التاريخ كله ، منذ إبراهيم عليه السلام الذي هاجر إلى بيت المقدس ، ثم صار مهاجر الأنبياء ، حتى صار مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وصلّى هناك بالأنبياء لبيان وحدة الرسالة الإسلامية ، منذ أن نزل بها آدم عليه السلام ، إلى بلوغها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكوننا نحن ، بعد ذلك ورثتها ، وعلينا مسؤوليتها التاريخية ، فليست هي مسؤولية الفلسطينيين وحدهم ، وإن كان لهم شرف المقدمة ، والإنجازات والتضحيات ، وقد أبلوا في ذلك بلاء حسنا جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .



طيب فضيلة الشيخ : دعنا نستعجل ـ قبل أن ننسى ـ موضوع دور الجهاد العالمي في هزيمة المشروع الأمريكي؟



هذا المشروع أخطر مشروع مــرّ على أمتنا ، حتى إنه صرح بعزمه تغيير مناهج التعليم ، وأنماط الثقافة ، وهدد الهوية تهديدا مباشرا ، بل فرض على بعض الدول تغيير تفسير القرآن فأطاعته! وتدخل حتى في خطب الجمعة ، ودروس المساجد ، ليفرض ثقافته بقوة السلاح والتهديد ، وقد حشد من قواته ، وعتاده، وجيوشه في بلادنا ، ما ظن أنه يرهبنا فينجح في هزيمتنا عن عقيدتنا !



وقد أنعم الله تعالى على أمتنا بهزيمة هذا المشروع في العراق على يد المجاهدين الأبطال ، وهذا واضح جدا ، ولا يحتاج إلى بيان ، فعندما جاءت الجيوش الصليبية ، أطلق زعيم الحملة الصليبية بوش خطبته الصليبية المشهورة ، معلنا أنها حرب صليبية ،



وسماها العدالة المطلقة ، مستعيرا نفس الإسم ، للحملة الصليبية ، الـــتي هزمها الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله جزاه الله عن أمتنا خير الجزاء ،



ثم انطلق أركان حكومته البروتستانتية المتصهينة ، في التجوال حول العالم ، و التبشير بتغيير عالمي على وفق نظرية ( الدومينو ) الـــتي ستبدأ بإرساء نموذج ( موديل ) للمشروع الأمريكي في العراق ،



ثم إشاعته في المنطق كلها ، ثم يكتسح العالم ، وقد نُشر هذا المشروع على الملأ ، وبدأت العصابة الصهيوصليبية متفاءله، بغرور طاغ ، للسيطرة على العالم في إمبراطورية غربية جديدة ، متشبعة بالروح الصليبية ، والمكر الصهيوني .



وأذكر أن بوش قال ( سنقاتل العدو بكل قوتنا وعظمتنا ) ، وانطلقت الآلة الإعلامية الأمريكية توزع صور الجيوش الأمريكية بصورة مهيبة ، لإظهار صورة القوة العظمى الـــتي لاتهزم .



ولا يخفى أيضا ما وراء ذلك ، من هاجس الرغبة الجامحة في إعادة الهيبة الإمبراطورية ، بعد حادث الحادي عشر من أيلول .



لكن ما إن تهاوى جيش البعث العلماني ، كما تهاوت كلّ الشعارات العلمانية من التأثير في الأمة ،



حتى أذن الله تعالى برفع راية الجهاد ، فأثبتت وجودها ، كما أثبت الخطاب الإسلامي أيضا قوته في الأمة ،



واستطاع الجهاد الإسلامي في العراق ، أن يمرغ أنوف الصليبيين في التراب ، ويذيقهم كؤوس الذل ، ويضرب للأمة أروع الأمثلة في التضحيات الجهادية ، الــتي تثمر النصر ، مهما كانت الظروف قاسية، والعدو هائلا في العدد ، والقدرات .












لكن ما مفهوم النصر هنا ، فالقوات الأمريكية لازالت تحتل العراق ، وتسيطر عليه ، وتشكل الحكومات فيه ؟



أي سيطرة ؟!



الأمريكيون كانوا أكثر سيطرة على العراق أثناء الحصار في زمن البعث منهم الآن ، يكفي أن نتذكر جنودهم استغاثوا أمام رامسفيلد لزيادة تحصين المدرعات ، الــــتي تحمل الجنود فهم لا يشعرون بالسيطرة حتى وهم داخل دروعهم ،



إنهم أشد ما يكونون خوفا وذعرا في العراق ، من أي مكان آخر في العالم ، ونزف القتلى والجرحى من الجيش الأمريكي لايتوقف ، والشوارع في المدن العراقية مليئة بالموت يتربص بهم .



وثانيا الحكومات الـــتي نصبها المحتل كلها كانت ولازالت فاشلة وخائنة ،لان المحتل لايهمه سوى تحقيق أطماعه ، والدليل واضح للعيان ، الفساد مستشر في العراق إلى حـد لايمكن وصفه ، حتى لقد تمت فيه أكبر عملية نهب في التاريخ ، بدأت من بريمر ولم تنته حتى الآن ، وأما متطلبات الحياة فتكاد تكون معدومة ، وكذلك الأمن ، وكل ذلك بسبب المحتل وأولياءه ، فقد سجل الفشل على جميع الأصعدة بامتياز .



وثالثا أعظم نصر هو إيقاف هذا المد الصليبي ، وتحطيم المشروع الصيهوصليبي ، وإفشاله ، لاسيما إذا نظرنا إلى أن قدرات المقاومة لهذا المشروع متواضعة جدا في موازين الحياة الدنيا ، فلهذا كان تعثر المشروع الأمريكي في العراق بعدما احتلتها أشبه بالمعجزة ، وهو كذلك آية من آيات الله تعالى لمن تدبر .



ورابعا أعظم من هذا كله فضح شعاراته ، وإظهار إفلاسه الحضاري ، فالحرب ليست غاية ، إنها وسيلة والحرب الحقيقية هي حرب المفاهيم والعقول ، تماما كما قال وزير الدفاع الأمريكي ذات مرة .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #2  
قديم 15-05-2006, 03:35 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

لو تشرح لنا فضيلة الشيخ هذه النقطة بإسهاب بارك الله فيك .



معلوم أن المشروع الأمريكي انكشفت سوءته ، وظهرت أكاذيبه ، وتبين كم هو زائف ما يزعمونه عن حملهم قيم الحرية ، وحماية حقوق الإنسان للعالم ، هذه هي الهزيمة الحقيقية .



وأما الجهاد في العراق ، فانتصر، فقد حقق جميع أهدافه ، لقد أوجد أرضا جديدا للجهاد فكريا وعسكريا ، ورموزا جديدة ، وجند أعدادا كبيرة جدا ، ونشر أهدافه في العالم ، وأثبت قدرته الباهرة على النجاح في أحلك الظروف ، لقد أثبت ذلك عمليا وليس بالخطابات الــــتي ملت منها الأمة ، فهم يتكلمون قليلا بألسنتهم ، ويتحدثون عاليا وبقوة وإنجازات باهرة بأفعالهم ، وهذا هو سر النجاح الأكبر ،



وهم مستمرون في زخم النصر ، وتتابع الإنجازات بحمد لله تعالى رغم قلة الأنصار ، وكثرة الخاذل والمتخاذل ، وضعف الإمكانات ، وعظم الإخطار حولهم ، وشدة الحصار عليهم ، إعلاميا وماديا ومعنويا ، ومع ذلك ماضون لايقف أمامهم شيء بحمد لله تعالى



وأما المشروع الصليبي، فقد فشل في جميع أهدافه ، بل تحول مشروعه إلى هزائم متتابعة لإدارة بوش ، وكوابيس لا تنتهي ، وسقط مع بوش بلير ، وبدأ بوش يحصد بدل المكاسب من العراق ، المصائب ، حتى غوانتنامو تحول إلى مصيبة على أمريكا ، وفضيحة الخسائر في العراق ، والتعذيب ، وفضائح الفساد في حكومات المحتل ، وفضائح الفشل العسكري ، وفضائح الفشل الاستخباراتي ، والفضائح السياسية كبيرة جدا ،



ولهذا فقد أصبح هم الإدارة الأمريكية الحالية هو إنقاذ بوش والجمهوريين من وراءه ، من سلسلة الهزائم السياسية فيما لو نجح الديمقراطيون في انتخابات الكونغرس القادمة ، فهم سيفتحون كل ملفات إدارة بوش ، ويحققون فيها وربما يطلبون عزله ، وهذا ليس ببعيد من رئيس وصل مستوى شعبيته إلى 31% فقط .



بينما في المقابل رموز الجهاد المعادين لأمريكا ، يحصدون أعلى نسب للشعبية في الدول العربية ، فشتان بين قادة صاروا أبطالا في قلوب الناس ، من غير أن يدفعوا رواتب للناس ولا يرهبونهم بهروات الأمن ، ولايحملون نياشين ، ولا تصفق لهم وسائل الإعلام ، وبين قائد استحوذ على كل ذلك ثم فشل !



والخلاصة إن أمريكا أعلنت إفلاسها الحضاري في هذه الحرب ، وانكشفت أمام الناس كلهم أنها لاتستحق قيادة العالم ، وأنها سبب تعاسته أصلا ،



وهذا هو النصر لنا ، و الهزيمة لأمريكا ومشروعها بحمد الله ،



ولهذا كنت أقول ولازلت تقريبا لقد وصلنا إلى نهاية المهمة في المعركة ضد الغرب ، وألحقنا به الهزيمة المعنوية ، وبقي فقط حفل الإعلان ،وهذا قريب بإذن الله تعالى .



هذا تفاؤل كبير فضيلة الشيخ ، وسأسالك عن حكم الذهاب للجهاد لمناسبة الحديث ؟



التفاؤل مطلوب وإيجابي ، الخطر من التشاؤم فهو هزيمة نفسية مبكرة.



والجهاد حكمه معروف ، لايحتاج إلى فتوى جديدة، هو فرض عين على بلد غزاها الكفار ، وعلى من يليهم ما تقوم به الكفاية ، وهذا اتفق عليه الفقهاء ، وإن أراد مسلم أن يقوم بفرض الكفاية ، أو يتطوع بالجهاد ، فهو على ذروة سنام الإسلام ، والحدود السياسية لا عبرة لها ولاتنبني عليها أحكام الشريعة ، فالمسلمون جميعا أخوة ، يد على من سواهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم .



دعنا ننتقل إلى عنوان آخر فضيلة الشيخ ، وهو المشهد الفلسطيني.



الأفضل ننهي الملف ثم ننتقل إلى آخر، فإذا كنت جمعت الأسئلة في الملف العراقي والإيراني وما يتعلق بهما فقدمها ؟



حسنا ، ما هي حقيقة النزاع الإيراني الأمريكي ؟



هو نزاع إقليمي ، فالمشروع الإيراني الإمبريالي مشروع قديم ، والنظام السياسي الحالي في إيران ، الذي يطلق على نفسه الثورة الإسلامية ، له أطماع توسعية إمبريالية معروفة ، وهو يوظف التشيع لها أعظم توظيف ، حيث تمتزج العنصرية الفارسية وعقيدة الرافضة ، وهذا لايخفى على أحد فهو منشور ومعلن وواضح وكتب فيه كتاب كثيرون .



عفوا فضيلة الشيخ حول موضوع تكفير الشيعة ؟



لو تركتنا نكمل ثم نعود لهذه النقطة ، على أية حال هنا نقول إن الأمّة تعايشت مع الفرق التـي ضلت في تأويل التنزيل ، وكان العلماء يفرقون بينهم وبين الذين ضلوا في إنكار التنزيل وهم الزنادقة ، ولهذا لم يحدث قط أن المسلمين ـ وإن كانوا يمنعون البدع من الظهور ـ استأصلوا الفرق الضالة التـي تعيش بينهم ، وإن كان بعض الفرق فعلت بأهل السنة جرائم عظيمة ، في أزمنة مضت فالصفيون قتلوا مئات الآلاف من السنة في إيران حتى حولوها إلى التشيع ، واليوم في العراق يحدث ذلك لأهل السنة ،



أقصد إن الأمة تعايشت مع الشيعة فرقة عقائدية ، وتكفير كل من منتسب إليهم غلط ، كما تكفير الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة والقدرية ، غلط أيضا ، ولكننا هنا نتحدث عن واقع آخر ، نتحدث عن عدوان ، وخيانة ووقوف مع المحتل ، ونتحدث عن أحقاد لاتوصف ، وإبادة لأهل السنة ، وجرائم شنيعة يرتكبها نظام صفوي عنصري حاقد يوظف التشيع ، وينبغي أن ننتبه إلى أمر مهم هنا ، وهو أن في الشعب الإيراني ، وفي النخب الثقافية أيضا ـ في الاغلبية الشيعية ـ من يرفض توجه السلطة الحاكمة ، ويتطلع إلى تواصل ودّي مع الجيران ، ويدعو إلى كبح جماح عنصرية النظام ، لكنهم مضطهدون وملاحقون من قبل النظام .



طيب يا شيخ نرجع إلى النزاع الإيراني الأمريكي ؟



نعم ،، الأمريكيون يرون في النظام الإيراني أو إيران نفسها من جهة ، أنه رقم قوي ، ومفيد في معادلة إدارة الأزمات ، لصالح الأطماع الأمريكية في المنطقة .



ومن جهة أخرى ، هو منافس لاينبغي تجاهله ، ولا يصح تركه ، حتى يتمدد ، ويتضخم ن فيصبح أكبر من قدرة الأمريكيين على استعماله في تلك المعادلة .



وقد تقاطعت المصالح الأمريكية مع النظام السياسي في إيران في إسقاط الإمارة الإسلامية في أفغانستان بقيادة حركة طالبان ، وإسقاط النظام البعثي في العراق ،



وكل منهما كانت إيران تكن له عداوة شديدة ، وقــد استفادت إيران من الآلة العسكرية الأمريكية ، وكانت تظن أنها تستثمرها لصالحها ، كما كانت الأمريكيون يرون أنهم يستثمرون الإيرانيين أيضافي مشروعهم ، وكذلك فعلوا .



ولكن لايخفى أن من عادة الأبالسة المتآمرين أن يتآمرون مع بعضهم ، ثم على بعضهم ، بل أثناء تآمرهم مع بعضهم يحيكون المؤامرات على بعضهم أيضا ، كل يعــدّ للفصل الأخير من المؤامرة ، يريد أن يرسمه لصالح أطماعه.



وهكذا عالم السياسية غير الشرعية ، سياسة الأطماع والمصالح الدنيوية ، قائمة على الدسائس ، وفقدان الثقة، والخيانة، والتآمر، والكذب ، والخداع .



وهذا لايعنينا منه سوى أننا يجب أن نردك أن الإمبريالية الصفوية ، لاتقل خطورة عن المشروع الصهيوصليبي .



وهنا يجب أن نتوقف وقفة مهمة وخطيرة جدا ، فهنا مفصل استراتيجي يجب أن نعيه جيدا .



تقصد وقفة ضـد الإمبريالية الفارسية الصفوية ، وكيف ؟


أقصد أن الأزمة الحالية بين الشيطانيين ، الصفوي والصليبي ، ستنتهي إلى مواجهة كبيرة ، وهذا مؤكد لا ريب فيه ، وستكون حربا عظيمة ، هدفها تحجيم النظام الإيراني ، تمهيدا لتغييره ، وتغيير النظام السوري ، وعزل الجيوب الشيعية وإبقاءها كما كانت دائما مادة احتراق لمشاريع أمريكا .



فأمريكا بقدر ما تريد دعم الجيوب الشيعية في دول أخرى ، بشرط إحراقها في مخططات سياسية تصب في صالح أمريكا ـ كما يفعل المحتل بالأقليات دائما ـ تريد أن تبقي إيران في حدود نفوذ ، وهيمنة ، تفرضها هي عليها .



لأن لكل دولة حدود سياسية ، وحدود مصالح ، وحدود نفوذ ، وحدود هيمنة ، وحدود أمن .



والمشروع الإمبراطوري الأمريكي ، معناه أن يكون لأمريكا اليد العليا في تحديد هذه الحدود لكل دول العالم ، وفي إبقاءها تدور في فلكها ، ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا ،



والمقصود أن المواجهة ستؤدي إلى سقوط النظام الإيراني ومعه حلفه عبر سوريا و(حزب الله )، ولكن ذلك سيمر عبر فوضى كبيرة ، وأحداث دامية ، تؤدي إلى تغيير في خارطة المنطقة ،، ونحن هنا لانتمنى الفوضى ولا الفتن ، غير أن كل المؤشرات تدل على أن عنوان المرحلة القادمة الكبير هو الفوضى والله المستعان .



ولكن هل ستقدم أمريكا على هذه الخطوة بعد فشلها في العراق ، كأنه انتحار ؟!! وهل الفوضى هذه ستكون مفيدة للإسلام أم لا؟



لاريب السياسية الأمريكية قـد تلجأ إلى الفوضى لجوء اليائس ، ولهذا تسميها الفوضى الخلاقة ، أعني أنها تريد الفوضى إذا فشل مشروعها ، وتريد أن تبقي الفوضى والصراعات الإقليمية بديلا يحقق مصالح أخرى بديلة ،كما يريد الصهاينة ذلك ، فإن اليهود يفضلون إدخال المنطقة حولهم في حروب ليبقوا آمنين .



كما أن الأمريكيين يدركون جيدا أن إيران استغلت ظروف أمريكا القاسية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، في إيجاد دور إقليمي قوي ، فلهذا لم تعد قادرة على الانسحاب ، تاركة وراءها هذا الدور يتعاظم .



ولكن الحقيقة أن أمريكا ستقدم من خلال حماقتها ، خدمات جليلة لأعدائها وهم المجاهدون ، وهكذا لقد صدق من قال إن أكبر داعم (للإرهاب ) ـ أرجو أن لاتنسى الحاصرتين ـ هو إدارة الرئيس الأمريكي .



والحقيقة أن هذا ليس مختصا بهذه الإدارة، بل أمريكا أصلا مشهورة بالفشل السياسي الخارجي ، ولها تاريخ طويل بامتياز بهذا الفشل ،



وهي تقع في أخطاء تولد أخطاء أكبر هكذا ، وهذا ما حدث لها في العراق ، ولهذا هم أكثر الناس جهلا بما سيفعلون فيه الآن.



ولكنهم سيجدون أمامهم اتجاها جبريا لحرب جديدة ، فالخيار الثاني هو ترك المحور الإيراني السوري يتمدد وينتصر بعد خطاب المواجهة والتحدي ، ويحصد كثيرا من ثمار الحملة الأمريكية في العراق .



وهذا شيء لاتقبله العقلية الأمريكية بنعرتها الصليبية وحمق رعاة البقر ،



لكنه سيكون مفيدا هذه المرة .



والخلاصة أن إتساع دائرة الفوضى إلى خارج العراق ، بحماقات أمريكية جديدة ، أشبه بتخبطـات الغريق في المستنقع ، سيكون لصالح الإسلام بإذن الله تعالى ، فالله تعالى يجعل تدبير أعداء هذا الدين تدميرا عليهم .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #3  
قديم 15-05-2006, 03:43 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

هل هذا يؤكد التحليل الذي يقول إن القاعدة أدخلت أمريكا في حرب استنزاف طويلة ستنتهي بإضعافها وطردها من الهيمنة على النظام العالمي ؟



نعم هذا هو الطريق الذي تسير فيه أمريكا شاءت أم أبت ، تسير فيه كما سار فرعون في البحر الذي شقه موسى عليه السلام ، وهو يرى بأم عينه أنه يسير إلى هلاكه ، فالذي شق البحر قادر أن يطبقه عليه ، ومع ذلك سيق إلى حتفه وهو يراه ، وهكذا الطغاة يضرب الله تعالى بهم المثل في الغباء وهم في أوج كبرهم وغرورهم .



لكن متى تتراجع القوة الأمريكية العملاقة ؟



والله أعلم ،، والأمر كلّه بيد الله ، لكن المتوقع فيما بين عشر إلى عشرين سنة ، وقد بدأنا نرى كيف أن العالم بدأ يبرز فيه قوى أخرى تنازع أ مريكا ، حتى طغاة روسيا بدؤوا يفكرون بإعادة الحرب الباردة، وكذلك الصين ،



وثمة تحالفات تتمرد على واشنطن في أمريكا اللاتينية، وهذاما سيأذن برجوع الإسلام قوة عالمية بإذن الله ؟



متى ؟



عندما نتكلم على الصراع الحضاري فهذا يعني أننا سنعبر جيلا أو أكثر .



دعني أصارحك فضيلة الشيخ : إن هذا أشبه بالحلم ؟!



سبحان الله ! أنظر هذا الدين أول ما بدء ، كانت عوامل نجاحه لاشيء ، غير أن الله تعالى تكفل بنصره ، فانتشر حتى حكم نصف الكرة الأرضية في أقل من نصف قرن ،

وكانت الظروف أشد قسوة ، فنبينا صلى الله عليه وسلم كان لوحده ، وكلّ العالم ضده ، فانتصر ، وكذلك اليوم سينتصر لان النصر كان لرسالته ، ورسالته موجودة بيننا ، كما كانت في عهده صلى الله عليه وسلم ،



واليوم نرى إرهاصات النصر ، الجهاد ماضي وقوي ويزداد كل يوم ، ويحقق انتصارات باهرة عظيمة أشبه بالآيات والمعجزات ، وقادته يتصدون لأعداء الأمة بقوة وعزيمة وعزة الماضين ، والخطاب الإسلامي يكتسح الآمة ، والصحوة تنتشر انتشار النار في الهشيم ، حتى لاتوجد نشرة أخبار ليس فيها أنباء الإسلام ، إما انتصارات أو أنباء معركته ،



هذا كله لايعني سوى أن الأمة في طريق النهضة ؟



طيب فضية الشيخ ، النهضة ما هي متطلباتها ؟



الإخلاص لله ، والتمسك بحيل الله تعالى ، كما قال العلماء ، الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .



فلابد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ( واعتصموا بحبل الله جميعا) والانقياد لشريعته ، ولابد من التخلص من حظوظ النفوس ، وإخلاص العمل لله تعالى ، ( ولاتفرقوا ) ، والتفرق يأتي من حظوظ النفس ، ويأتي من ترك طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإخلاص علاج الداء الاول ، والتجرد لإتباع الشريعة علاج الثاني



هذا على سبيل الإجمال ، ولكن ماذا عن التفصيل ؟



على مستوى التفصيل لابد من الإعداد الإيماني، والعسكري ، والسياسي ، والفكري ، وعلى جميع المستويات ، وكله يرجع إلى سبيلين :



العلم والجهاد ،



والعلم يشمل كل ما تحتاجه الأمة اليوم من علوم بدينها الذي هو هويتها ، وما يلزم من علوم النهضة كلها ، بما فيها من وسائل العصر ، حتى السياسية منها ، فالإسلام حركة تغيير عالمية تواجه الواقع وتغييره بوسائل مكافأة ، فهو إذا عجز عن فهم الواقع الذي يعيشه سيفشل ، وإذا عجز عن تحصيل ما يلزم من معارف النهضة اللازمة للمنافسة مع الأمم الأخرى سيفشل أيضا .



ومن أسباب النهضة المهمة أيضا استثمار الإسلام معطيات الواقع المعاصر لصالحه .



والجهاد يشمل كل أنواع الجهاد ، وتحصيل السلاح ، وفهم الحروب المعاصرة كلها ،وأنواعها ، وكيفية استثمارها لصالح معركته .



فضيلة الشيخ قلت استثمار معطيات الواقع لصالحه ؟ كيف يكون هذا ، لأن بعض الناس يرون في هذا تنازلا أو أنه لايمكن إلا بتقديم التنازل ؟


ثم فرق كبير بين استثمار الوضع القائم ، ودعنا نقول : البيئة السياسية ، والاجتماعية ، مثلا بما فيها من قوانين وأعراف ،لصالح الإسلام ، وبين السماح للوضع السياسي بتوظيف الإسلام ، في خدمة شعارات الجاهلية .



الذين سمحوا لأنفسهم أن يتم توظيف حركاتهم الإسلامية سياسيا لصالح شعارات جاهلية ، قـد جنوا على أنفسهم ، وعلى الإسلام ، وانتهى أمرهم إلى الإفلاس والفشـــل ، وقد كتبت في هذا كثيرا ،



فعالم السياسية فيه من المكر ، والخبث، ووسائل الكيد ، ما يعجز الواصف له عن وصفه ، وقد قال تعالى ( وقد مكروا مكرهــم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) لكن من توكل على الله تعالى ، واستعان به ، وصدق ينصره الله تعالى وعد الله لايخلف وعده ، ولهذا قال بعد الآية السابقة ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام ) .



وفي عالم المكر السياسي ، ومنه : السماح للحركة الإسلامية بدخول اللعبة السياسية ، حسب شروط الجاهلية ، لأن طبيعة اللعبة أحيانا تستلزم وجود رقم إسلامي فيها! ليتم توظيفه فقط ، فالمشهد الشعبي يتطلب ذلك أحيانا .



وتجد الحركة الإسلامية نفسها في النهاية ، تماما مثل موضع تلاوة الآيات القرآنية في عمل الساحر!! فهي جزء من عمله كما يقال عندنا في العامية : ( لزوم الشغل ) ، يقرأها لخداع الناس ويعمي أبصارهم عن عمل السحر .



وهنا تكمن الخطورة ، وللأسف وقعت فيه بعض الجماعات إلى العظم ، أنظر مثلا إلى تجربة الحزب الإسلامي في العراق ، مأساة بل كارثة بمعنى الكلمة !! فقــد حولت خطاب الحركة الإسلامية إلى أحد العازفين في لحن المشروع الصهيوصليبي الذي جاء لإستئصال الأمة !



مهلا يا شيخ هنا خطر على بالي سؤال قبل أن نكمل ما رأيك في استفادة بعض القنوات الفضائية الفاسدة من جهود شخصيات إسلامية بارزة ؟



القضية متشابهة ، فنحن نحمل رسالة ، يجب أن ننتبه إلى أن تكون استفادتنا من وسائل العصر لخدمة رسالتنا في الإصلاح ، أرجح من استفادة غيرنا منا في الفساد ،



بعض القنوات الفضائية فاسدة ، ومفسدة ة ، قد أسست لهدف خبيث ، فهي ليست مجرد قناة إخبارية ، وأحيانا تكون بحاجة إلى وجه ديني لكي تنجح ، فيكون الشيخ كأنه أحد (البراغي) أو ( التروس ) الذي لزم لإدارة هذه الماكنة الإعلامية ، فيسارع بعض الشيوخ لسد موضع هذا (البرغي )، أو يتحول إلى ترسك في آلتهم الإعلامية ، يجذب بعض المشاهدين ، دعاية للقناة فحسب ، مع أنه ليس بحاجة إليها لينقل رسالته ولاصوته ، فالبدائل متوفرة بحمد الله .



وللأسف هذا ينطلي على من همّه الظهور الإعلامي ، فهذا إضافة إلى كونه غير مشروع هو أيضا نوع من السذاجة ، بينما لوكان العكس أعني أن الدعاة يسخرون القناة لمصلحة رسالتهم ، فهو مشروع في الجملة ،



مع ملاحظة ـ كما ذكرت قبل قليل ـ أن توفر البدائل الإعلامية ، الـــتي يمكن أن يستغلها الخطاب الإسلامي ، بدون تقديم خدمة لمنابر الفساد ، يجب أن يستفاد منه ، أقصد هذا التوفر مع ثورة الاتصالات ، يجب أ ن يستفاد منه لمحاضرة منابر الفساد وكشفها بمقاطعتها ، هذاهوالموقف الشرعي في الجملة ،



ولكن الالتزام به مع تشتت الآراء صعب جدا على أية حال .



نرجع إلى القضية الأولى الاستفادة من الأوضاع السياسية في المشروع الإسلامي ؟



نعم أقصد أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، قد خطت منهجا واضحا ، فرّق بين استثمار الواقع السياسي لصالح الإسلام ، وبين التنازل عن قيم الإسلام من أجل أن تقبله الجاهلية ،



فكان في الثانية شديد الحزم ، كما حذره الله تعالى عن أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه .



وكان صلى الله عليه وسلم في الأولى أعظم قدوة لأمته ، في توفير جميع أسباب نجاح الدعوة ، حتى لو كانت من وضع بيئة تعيش فيها الدعوة ،



ولهذا استفاد من نصرة عمه الكافر ، ومن نهوض عشيرته للدفاع عنه حتى كافرهم ، واستفاد من جوار المطعم بن عدي ،فيما هو أشبه بالحلف السياسي ، وأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مستفيدا من عدالة ملك لم يدخل في دينه بعد فيما هو أشبه باللجوء السياسي.



وعلى مستوى التنازل الشكلي الذي يحقق مصالح أكبر مع الحفاظ على الثوابت ، سمح بديباجة عقد صلح الحديبية أن لاتحول دون تحقق ثمار العقد ،



ودخل في عقده ذالك من خزاعة من لم يكن مسلما ، فاستفاد من ذلك في الفتح ،



واستثمر النظام القبلي في الجزيرة ، وكان يعطي رأس القبيلة من سهم المؤلفة قلوبهم ليسلم طمعا في المال ، فيتغاضى عن نيته ترجيحا لمصلحة إسلام قبيلته باسلامه ،



كما استفادت دعوته من صراع فارس والروم ، وإنهاك بعضهما بعضا في الحروب ، وكان ذلك الصراع العالمي مهما لصعود الإسلام ، حتى فرح المسلمون بهزيمة الفرس كما في مطلع سورة الروم



والخلاصة أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سخـّـر كل هذه الأوضاع القائمة لرسالته ، ولم يتجاهلها ، ولم يضرب حول نفسه عزلة عن البيئة ، فأثمر نهجه النصر والعزة لها ، والغلبة لأمته ،



والسبب أنه تمسك بما أنزل الله تعالى إليه، وثبت عليه ، ولم يحد عنه، في أحلك الظروف ، وكان يصدع بالحق ويجاهد به جهادا عظيما ، حتى قال للكفار وهو في ذلك الحين مستضعف مع المؤمنين ، قال لهم : لقد جئتكم بالذبح ، وصدع بما أمر الله تعالى أن يصدع به ، وثبت على الحق الذي أرسله الله به ، ولهذا نصره الله تعالى



أما ما يفعله بعض الناس اليوم من الافتراء على الله تعالى لإرضاء الطواغيت ، والكذب على الدين لئلا يغضبوهم ، وتوظيف الدعوة لفائدة سلطات محاربة للإسلام ، ووضع الفتوى الشرعية في خدمة بطش البوليس في الدعاة والمجاهدين ، وكل ذلك باسم المصلحة الشرعية ، فهذا هو منهج بلعم بن باعوراء عينه نسأل الله العافية والسلامة
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)

آخر تعديل بواسطة قناص بغداد ، 15-05-2006 الساعة 04:08 PM.
  #4  
قديم 15-05-2006, 03:49 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

ودخول البرلمانات ؟



نفس الحكاية ، وإضافة إلى كون هذه البرلمانات مبنية على ما يناقض الشرع ، هؤلاء أيضا يكرسون الواقع السياسي المزيف ، ويلبسونه رداء الشرعية ، ثم في النهاية يخرجون بمكاسب وهمية، مع أنها تزيد خلافاتهم ، وانقساماتهم ، وصراعاتهم ، لأنها في الحقيقة مكاسب حزبية شخصية ، وليست للأمة ، ولهذا وجدت السلطات إن إقحام الحركة الإسلامية في اللعبة السياسية الــــتي خيوطها بيد السلطة ، يشغلها أولا عن مشروعها ، ويوقع بينها العداوة والبغضاء ثانيا ، ويفقدها الصدقية عند الناس ثالثا ، ويحولها إلى (لحى مستأجرة ) في خدمة أطماع السلطة رابعا ،



وهذا واقعها واضحا لاتخفى منه خافية .



حسنا يا شيخ بالنسبة لمشروع النهضة ، يأتي دائما الحديث عن السلاح سبيلا للوصول إلى نهضة الامة؟



لن تنهض الأمة من غير السلاح ، الجهاد هو سبيل عزها ، لكن السؤال هو متى وأين ؟ وقد ذكرت سابقا غير مرة أنه يجب أن نفرق بين نهج التعامل مع الاحتلال ، ونهج التعامل مع السلطات المنحرفة الـــتي ابتليت بها أمتنا .



الخلط بين النهجين خطـأ بل خطر ، وضابط الأمر أن الجهاد وسيلة تغيير في مشروع أمة تحمل رسالة رحمة وإصلاح وخير ، ولهذا كانت عناوين الإسلام كلها عناوين السلام ، والإيمان ، والإحسان ، والرحمة، والخير ، والجهاد وسيلة لتحقيق هذه الغاية ، ولهذا إذا تحول مشروع الجهاد إلى مستنقع دم لامخرج منه ، فهذا مؤشر يجب أن يحدث يقظة ، ولاعيب في استيقاظ الاجتهاد بعد اكتشاف الانحراف.



ويجب أن ننتبه إلى أن العدوّ قد يكون قتاله مشروعا لكن يترجح نقل المعركة عن البيئة ، كما في مؤتة مثلا ، فالجهاد ليس خبط عشواء ، إنه مشروع لاينجح إلا بتوفر عومل النجاح .



والمقصود أنه لابد له من بيئة تحتضن الجهاد ليحقق تلك الغاية ، الصلاح ،والرحمة ، والخير ،والسلام ، والأمن ، ودخول الناس في الدين ، وإعلاء كلمة الله تعالى .



،وهذه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم دلالتها واضحة على هذا ، فقد أُمر بكف الأيدي في العهد المكي ،



واستنصر أهل المدينة فنصروه ، وبث الدعاة فيها ، حتى قال جابر رضي الله عنه ، عن ذلك العهد ، لم يبق دار من دور الأنصار إلا ودخله الإسلام ،



فلما أعد المحضن وهاجر إليه ، انطلق الجهاد من بيئة تتبناه ، ولو انطلق في العهد المكي لم ينجح .



بل أخطر من هذا قد يتحول إلى فائدة للعدو يستثمره ، وقد يكون أعظم هدية تقدم له !



وأنا هنا لا أتكلم عن واقع ارض معينة ، فأهل مكة أدرى بشعابها، وأهل الجهاد في كل بلد أعرف بأحوالهم ، ونحترم إجتهادهم ، ونقدر تضحياتهم .



ولكن في الجملة ، يجب الأخذ بعين الاعتبار ، هذه القضية ، وهي أن البيئة، التــي تحتضن مشروع الجهاد هي سر نجاحه ،



وهي لاتحتضنه إلا إذا آمنت بمشروعه السياسي ،هذا واقع لايجوز إغفاله ، ولهذا يجب أن تعتني الحركة الجهادية بتقديم مشروع سياسي شرعي واضح المعالم ، مستبين الخطوات ، وتكون قادرة على دعوة الناس إليه .



ولهذا تكون عوامل نجاح المشروع الجهادي في مقاومة المحتل أوفر ،



ومن هنا نرى جهاد المحتلين استمر ناجحا في فلسطين ، والشيشان، وكشمير، والفلبين والعراق ..إلخ ، بينما كانت ولازالت مشاريع التغيير المسلح الذي يصصدم بسلطة قابضة على شعوب مغلوب على أمرها ، ينتهي إلى طريق مسدود .



وما الحل إذن ؟



أولا يجب أن نعلم أنه لايمكن للأمة أن ينطلق توجهها الحضاري ، من غير نظام سياسي شرعي سليــم ، يقوم على أنقاض هذه الأنظمــة الحالية ؟



بمعنى ؟



بمعنى أن طاقات الامة الحضارية تتحول إلى أصفار من غير نظام سياسي مرشد ، يوظفها ويجمعها ، ويصهرها في بوتقة التوجه الحضاري لها ،



وسبب تخلف أمتنا وتحول الشعوب حتى العلماء والمفكرين إلى تأثيرهامشي ، أن نظامنا السياسي المتعفن ، قائم على جاهلية تحارب الإسلام ،



ومع ذلك فليتها جاهلية تحمل شيء من العدالة تفيد شعوبها مثل الغرب ، بل النظام السياسي العربي العفن كله قائم على ركنين فقط : ـ



نظام يسرق ، وينهب ، ويسخر ثروة الأمة ، ومكتسباتها له ، وللأجنبي ، والضمير في له يعود إلى العوائل الحاكمة حتى لو كانت جمهوريات في الظاهر ، فإنها سرعات ما تتحول إلى عوائل ومن يدور في فلكها !



ومنظومة أمنية ، متوحشة ، وقاسية على شعوبها ، تحقق له هذا الهدف .



ألا يوجد استثناء ؟



ياليت !



لكن بعض الدول لديها مؤسسات تقول إنها تحمي المواطن والرقي بالشعوب ؟



كل شيء مزيف ، الحقيقة هي ما ذكرت ، لكن لانه لابد من مظاهر خداعة تستر هذه الحقيقة ، ولهذا تأتي الديكورات التي يسمونها دولة المؤسسات ، وفصل السلطات ، والمجالس النيابية ،وحرية الصحافة !



حتى المفــتي الرسمي ، وهيئات الفتوى الرسمية ، وشيخ الديار! كلهم ديكورات في الحقيقة ، فلايمكن للمفـــتي أن يصدر فتوى إلا بعدما يأذن رئيس جهاز الأمن ، حتى لو كان في حال سكر أو عهر ـ عفوا ـ تلك الليلة ينتظرونه حتى يفيق فينظر في الفتوى!!



هذا هو واقعنا شئنا أم أبينا ؟



هل سمعت بمفــــتي حصل بينه وبين رئيس الدولة صدام مثلا ، ثم أصبحت مشكلة سياسية ، مثل ما يحدث في مثلا بين بعض الحكومات والمعارضة على سبيل المثال .



ياليت



هــا ،، أنت الآن تقول ياليت؟



ليس المقصود طبعا مجرد المعارضة ، لكنه واقع مرير مشاهد .



لكن يوجد تفاوت في الانظمة في الظلم وهامش الحرية للشعوب ؟



نعم يوجد تفاوت هذا لاينكر ، لدينا مثلا يوجد ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني تعيق يد الظلم قليلا ، وتمنح هامشا من الحرية ، كما يوجد أعراف أجتماعية تفرض نوعا من العدالة النسبية ، وتحامي الظلم ، وثمة قوانين تمنح حقوقا ما ، تخفف كثيرا من التعسف في استعمال السلطة .



بعض الناس يقولون هذا الظلم في النظام العربي من الشعوب نفسها هي السبب ؟



لانخليها من المسؤولية بلا ريب ، لكن لاينبغي أن ننسى أمرا مهما ، إن إبقاء الشعوب لدينا في (ثقافة الرق للحاكم ) ، أعني تكريس شعور الإنسان بأنه مجرد رقيق للدولة ، مراقب في كل تحركاته ، ومعاقب إذا خالف ( ولي الأمر ) على معنى أن ( الأمر ) هنا هو أمر المواطن التابع ، كما الطالب في المدرسة ، وليس أمر الأمة ولا الإسلام!، وللأسف نقول حتى إن النظام ليس وليا لأمر من جعلهم رقيقا له ، بل صار وليا لأمر الأعداء !



ولهذا حتى لو دمّر الحاكم أمر الأمة والإسلام ، يبقى (ولي أمر ) ! فما أدري عن أي (أمر) يتحدثون ؟!!



أقصد إبقاؤه الشعوب في هذه الحالة مقصود ، ومدروس ، حتى من الغرب نفسه ، فهم يريدون أن تبقى شعوبنا تعيش ( ثقافة الرق للدولة ) لأنها بذلك تتحول إلى أصفار ، ولايمكن لها أن تتحرك إلا كالقطيع .



فاذا تمت السيطرة على رأس السلطة ، فإن الشعوب تسير كالقطعان .



هذه الشعوب، صارت هكذا ، لأنها ضحية ، فيجب أن لاننسى هذا فنقسو عليها في الحكم ؟



ضحية ؟!



نعم ضحية للسلطات بقبضتها الأمنية ، الـــتي ربتها على طاعة الهراوات وانتظار المعاشات وشكر طويل العمر!



وضحية أيضا للعلماء والمفكرين المزيفين الذين يقولون لها : هكذا هو المواطن الصالح ، أو هذا هو الدين المنزل !
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #5  
قديم 15-05-2006, 03:53 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

لكن قلت لانخليها من المسؤولية ؟



نعم ، الشعوب إذا سكتت عن الظالم ، وطأطأت رأسها ، كانت من الظلمة ، فعوقبت بدوام الظلم عليها ، كماقال تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ) .

ولكي تخرج من حالة الرق التـــي هي فيها ، يجب أن تثور في وجه الظلم ، فحينئذ تستحق أن تصبح حرة .



ويذكر الناس قصة معبرة عن هذا ، أن أحد بطانة ملك طاغية اقترح عليه أن يضع على الناس ضريبة للمرور في طريق ما ، فخشي أن يثور الناس ، فقال : فلنجرب ونرى ، وأقامت الشرطة حاجزا ، وشرعوا في أخذ الضريبة ، فبذلها الناس ومضوا ، فحينئذ فرح الملك بنشوة السيطرة .



فقال الوزير : مارايك أن نضرب كل واحد منهم صفعة ،، مع أخذ الضريبة !!



فقال : لا ،، إنهم سيثورون حتما علينا ،



قال : نجرب ، فنجحت الخطة ،



فكان المواطن يمر فيعطي درهما ، ويأخذ صفعة على رقبته من وراء ،، ويمضي ،



ثم قال الوزير : لنطأ على رقبة كل واحد منهم ،، فوق الدرهم والصفعة ،



فقال الملك أما هذه ، فسيثورون حتما،



قال : ما أرى ذلك أيها الملك ،، إنهم قد استمرءوا الذل ،



ففعلوا ما رآه الوزير ، فلم يفجأهم إلا وأحد الناس يأتي مسرعا إلى الملك ، فخشي الملك أنها أول الثورة ، فلما وصل اللاهث تعبا منهكا ، إلى الملك، حياه وطأطأ ، ثم قال أيها الملك المعظم ، لقد ازدحم الناس بسبب قلة الشرطة الذين يطؤون رقابهم عند أول الطريق ، فلو زدتم عدد الشرطة !



وهكذا إذا سكت الشعب عن الظلم ، واستنصره المظلوم فخذله ، سلط الله عليهم الظلمة .



فضيلة الشيخ ـ قبل أن أنسى ـ النصوص الـــتي تحرم الخروج على الحاكم ألا تفيد أن هذه القصة الطريفة يعني في سياق ـ عفوا تحمّلني يا شيخ ـ مقبول على الأقل ؟



معاذ الله ، لايمكن أن يكون الإسلام الذي جاء لإكرام الإنسان ، يعلمه الذل والخنوع والمهانة ، تلك النصوص جاءت في سياق واضح ، وهي دفع المفسدة الأعظم باحتمال الأدنى ، فظلم السلطة الجزئي فساد يتحمل في جانب فساد شق وحدة الامة بالثورة المسلحة، فهذا معنى شرعي واضح، ومقبول عقلا ،



لكن إذا كان النظام نفسه تحول إلى مفسدة عامة ، وأعظم مفسدة تبديل الشريعة ، وهو كفر أكبر مخرج من الملة ، فكيف إذا أضاف إلى ذلك الظلم العام ، وإسلام الأمة لأعدائها ، والسعي في إفسادها، فهذا الفساد ليس أمرا جزئيا يتعلق بالأفراد ، فالنصوص لاتتناول هذه الصورة لا بمنطوقها ، ولا بمفهومها ، ولا بمعقولها .



وما رأيك بمن قال تبديل الشريعة ليس كفرا أكبر حتى يستحل ؟



أولا هذا في غاية الضعف ، وقد بينت هذا في فتوى سابقة ، ولم يزل العلماء يوضحون هذه المسألة ودلائلها واضحة في الكتاب والسنة ، وثانيا عامة هذه الدساتير الوضعية تستحل التحاكم إلى غير الشريعة أصلا هذا منطوقها الواضح ،



فالقول بأن الدساتير الوضعية الحالية لاتستحل التحاكم لغير الشريعة ، كمن يغطي الشمس عن عينيه ، إضافة إلى أن معايير الشريعة الإسلامية أصلا استبعدت من نظام الدول اليوم ، في علاقاتها الخارجية ، وتحالفاتها ، وموقفها من الأمة ، وفي أنظمتها وقوانينها الداخلية ، لاتكاد تذكر الشريعة أصلا ، بل ذكرها يستغرب عندهم ،


وهذا الواقع لاتخفى منه خافية ، وهو يزداد سوءا ، يوما بعد يوم ،



حتى أجازت بعض القوانين الشذوذ الجنسي أو هي في طريقها إلى ذلك ،



فالذي ينكر أن هذه الأنظمة لاتنظر أصلا إلى الشريعة ولا تعبأ بها ، إما جاهل ، أو يقول كلاما يريد به التزلف للسلطات فحسب ، فلامعنى لشرط الإستحلال أصلا في واقع هذه الدساتير الوضعية الطاغوتية .



كثيرا ما نسمع كلمة ( التكفيريين ) لو توضح الموضوع فضيلة الشيخ ؟



هذا أقرب إلى المصطلح السياسي منه إلى المفهوم الشرعي ، فالقرآن فيه مئات الآيات الـــتي تذكر الكفر ، وتذمه ، وتبين احكامه ، وتحذر منه ، وتأمر بجهاد الكافرين ، وتذمهم ، وتلعنهم ، وكذلك مئات الأحاديث ، فهل يطلق على القرآن كتاب (تكفيري) ، من قال هذا فهو زنديق ،



بل يبدو أن هذا هو الهدف أصلا من إشاعة هذا المصطلح ، فالهدف منه إزالة الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ، وتمييع تميز المسلمين عن غيرهم ، ولهذا يقولون ( نحن والآخر ) مثلا ، لايريدون استعمال اللفظ ا لقرآني، ولا يخفى أن دوائر علمانية مرتبطة بالسفارات الأمريكية وراء هذه الشعارات المشبوهة . فإنا لله وإنا إليه راجعون .



والتكفير منه فرض وهو تكفير من كفره الله ورسوله ، بل لايصير المسلم مسلما إلا إذا كفر من كفره الله ورسوله وإلا يكون مكذبا للقرآن.



ومنه محرم وهو تكفير المسلم الذي لم يتركب ناقضا .



فكيف يصح إطلاق وصف (التكفيري) على أحد ؟!



فهو مثل إطلاق وصف المصلي ، والصائم ، والمزكي ، فكما أن كل مسلم يجب أن يصلي ، ويصوم ، ويزكي كما أمره الله ، ثم إذا صلى خلاف ما أمره الله ، أو صام ، أو زكى خلاف ما أمره الله ، يكون مبطلا واقعا في محرم ،



كذلك يجب عليه أن يكفر من كفره الله ورسوله ، وإذا خالف ذلك كان مبطلا واقعا في محرم .



غير أن المقصود بإطلاقه إعلاميا إنقاذ الكفار وأذنابهم من حكم الله تعالى عليهم بالكفر ،



وأيضا محاصرة من يريد حماية الدين والعقيدة ، محاصرتهم نفسيا وعزلهم ، وهي خدعة مزيفة ساقطة .



والعجب أن أمريكا الـــتي تشجع مثل هذه المصطلحات هي اكبر دولة (تكفيرية) ، فهي أول دولة استعملت مصطلح الدولة المارقة للدول الـــتي تخرج عن سيطرتها ، وهي استحلت دماء ، وأعراض ، من يخالفها في سجونها ،



وهي الــتي تقتل الأبرياء وتسفك دماء الشعوب إرضاء لأطماعها ،



وكذلك الطواغيت العربية وغيرهم ، يكفرون المخالفين السياسيين لهم ، ويسومونهم أشد العذاب ، ولا يرحمون من يعارضهم وينزلون به أقسى العقوبات ويعاملونه اشد من معاملة الكفار ،



بل الكفار عندهم محترمون ،والمعارضون السياسيون في منزلة أشد من الكفار،



هذا شأن كل الأنظمة العربية فهم أكبر تكفيريين أصلا إذا سلمنا بهذه الإطلاق ،



والعلماء الخونة الذين صاروا أبواقا لهم ، يعلمون ذلك ، لكنهم يصمتون كالشياطين الخرساء ، يصمتون عن هذا الظلم من الانظمة ، ويطلقون ألسنتهم المريضة في إخوانهم الذين يحكمون بما حكم الله تعالى به ، في تكفير من كفره الله ورسوله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .



لئلا يتشعب فينــا الكلام فضيلة الشيخ كنا نتحدث عن النهضة ؟ ثم عن النظام السياسي الذي يبرز وجه الامة الحضاري؟



نعم أقصد لايمكن أن تتوجه الأمة حضاريا نحو المنافسة العالمية إلا إذا أوجدت لها نظام سياسيا شرعيا صالحا ، فهو الذي يفجر طاقتها ، ولهذا حرص المحتلون منذ القرن الماضي إلى منع كل أسباب بروز هذا النظام.



وماهو بالتفصيل فضيلة الشيخ ؟



أولا عودة نظام الخلافة تحكم بالشريعة، فهذه الأمة لايصلح لها ، ولن تنهض ، إلا أن تكون أمة واحدة بخليفة واحد ، وولاء واحد بينها ، يحكمها بشريعة الله تعالى .



فيجب أن تكسر كل هذه الأصنام، الـــــتي هي النظم السياسية القائمة على فكرة الدولة المعاصرة بالمفهوم الغربي العلماني ، ونبنى نظام الخلافة القائمة على مفهوم العقيدة الملي الإسلامي ، فهذه من أعظم الفروض التـي تأثم الامة بتضييعه ، وتضييعه سبب ذلها أصلا .



ثانيا يجب أن يكون هيكل النظام الإسلامي ، مبنيا على أساس حفظ رسالة الامة ، وحقوق أفرادها ،



وأن النظام السياسي نائب عن الأمة ، إن حاد عن خدمة رسالتها إلى خدمة عدوها يزاح ولو بالقوة .



ثالثا أهم أهداف هذا النظام السياسي إيجاد الأمة القائدة للبشرية العالية بدينها على كل الأمم الأخرى ، و المسلم المجاهد المعتز بدينه المحفوظة كرامته .



وكيف السبيل إلى هذا الهدف فضيلة الشيخ ؟



نبدأ بالوعي ، لنخرج الامة من أزمة الوعي ، يجب أن يحصل إنفجار ثقافي هائل يوعيها بما هي عليه من التردي ، ويكسر كل الأغلال ، ويحطم كل المحرمات التـــي وضعتها السلطات الأمنية في النظام العربي برمته ،



يجب أن يعرف المسلم في بلاد الإسلام حقوقه كلها ، وحقوق امته عليه ، ويثور على كل نظام سياسي يحول بينه وبين حقوقه ،



والآن في ثورة المعلومات والاتصالات أصبحت ثورة الحقوق في متناول اليد ، بل هذا هو المتوقع ، ولهذا السبب نجد الشعوب بدأت تتحرك ، فالمعرفة قوة ، وإذا اتصلت الشعوب الاسلامية مع بعضها ، وأمكن المفكرون الأحرار أن يصلوا إلى أدناها ، وأقصاها ، فينيرون الطريق ، فستنهض .



ثم بعد ذلك ؟



ثم لاتسأل عما بعد ذلك ، فهي إذا أدركت الطريق الصواب ، وأرادت الحرية، فلن يقف في وجهها شيء ، وسيتساقط هذا النظام الجائر الذي جثم على أمتنا .



متى تتوقع ذلك ؟



قريبا إن شاء الله تعالى.



مع تراجع الهيمنة الأمريكية الـــتي تحمي هذا النظام لانه يحقق أطماعها والصهاينة .



بالنسبة لوسائل التغيير السلمية فضيلة الشيخ، أو وسائل الاحتجاج مثل المظاهرات ما حكمها؟



الوسائل لها حكم المقاصد ، أصلها مباحة فإن أفضت إلى مشروع ، فهي مشروعة والعكس بالعكس، والمهم أن تنضبط بالشرع إن ترجحت مصلحتها وأثمرة نتيجة مفيدة للدعوة .



وكل بيئة تقدر فائدة هذه الوسائل بقدرها .



ما رأيك بمن يحرمونها مطلقا ؟



لاوجه له ، ولايجري على قواعد الفقهاء ، واضح أن تحريمها من اجل إرضاء السلطة فقط ، والعجب أن بعض السلطات تسمح ، ومع ذلك يفتـي من يفتـي بالتحريم ، فهذا أدنى من مستوى النقاش أصلا .



لكن ياشيخ الأمة في شتات وتفرق وحتى الحركات الإسلامية متفرقة ومختلفة وتتناحر أحيانا ؟ والمجاهدون لوحدهم لايمكنهم النهوض بكل الامة ؟



يجب أن نغرس روح التعاون ، والتسامي على حظوظ النفوس ، فلايمكن لحمَلَة هـــمّ الأمة أن يتفرد كل منهم بنهضتها ، فالمجاهدون هم حربتها ، والعلماء والمفكرون فكرها وعقلها ، والدعاة لسانها ، وعامة المسلمين مادتها وجسدها ، وهكذا لايمكن إلا باجتماعهم أن تنهض الأمة ،



وإذا توجه الجميع إلى هــمّ الأمة الواحدة ، وتركوا وراءهم تعصباتهم الحزبية والشخصية سيجتمعون بإذن الله



، وهذا إنما يحدث في المحن ، والشعور باستهدافهم جميعا ، من عدو يشركهم جميعا بحقده وعداوته ،



وهذا ما سيحصل بإذن الله ، ولهذا قلت قبل قليل ستمر أهوال ،ومحن ستكون في صالح الأمة بإذن الله .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #6  
قديم 15-05-2006, 04:03 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

ننتقل الآن فضيلة الشيخ إلى قضية الأمة المركزية وهي قضية فلسطين ؟ كيف ترون المشهد هناك ؟


المشهد كذلك واضح ، فالصهاينة لايهمهم سوى أمنهم ، وابتلاع حقوق الامة في فلسطين ، ولما أعيتهم السبل في قمع الجهاد الفلسطيني المبارك ،وانتهى الأمر بأشجعهم وقائدهم شارون إلى الموت كمدا ، بينما الجهاد يتنامى ،وأفواجه تزداد ، وعزيمته تقوى يوما بعد يوم .



لجأ اليهود إلى الخداع السياسي كعادتهم ، بعد أن فشلت خدعة أوسلوا ،بل اثمرت تصاعد الجهاد



جاءت خدعتهم الجديدة ، وهي التخلص أولا من الجناح الذي يسمونه متشددا ، فتمت إغتيالات كثيرة في القيادات الجهادية ، لتبقى قيادات فيها ليونة ، تقبل بالحلول السلمية ،



ثم المرحلة الثانية الحصار والدفع إلى الإقتتال الداخلي ، وتجويع الشعب الفلسطيني.



ثم المرحلة الثالثة القبول بالحلول اليائسة وما يلقى من فتات والتنازل عن الثوابت والحقوق



وثمة شخصيات فتحاوية خبيثة تلعب دور الصهاينة في الدفع بالمشهد الفلسطيني الداخلي إلى الفوضى والاقتتال ، ودحلان على رأس قائمة الخونة ، وعباس أكبر منه في الخيانة والمؤامرة ، ودول عربية تدفع أيضا استخباراتها بهذا الاتجاه ، فالمؤامرة اجتمع عليها عدة أطراف .



لكنك في بعض المقالات تمنيت لو ان حماس لم تدخل الانتخابات ؟



نعم ، ولازلت ، لقد وضعت نفسها في مأزق والله يستر ،والله إني ادعو أن ينجيهم الله تعالى مماهم فيه .



وما واجبنا ؟



يجب فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ، واتخاذ كافة التدابير الفاعلة لإغاثتهم ، فالمحنة الــتي يمرون بها ليست بأقل من مأساة النكبة ، يجب أن يتحرك العلماء للضغط على وسائل الاعلام والمؤسسات حتى الحكومية للتحرك ، يجب أن نتذكر أن مؤسسات الأمة ومالها حتى الذي بيد الحكومات ليست إرثا لهذه السلطات المنحرفة ، فهي ملك للأمة ، ويجب علينا استثمارها مع القدرة .



ماذا تتوقع يحدث للمشهد الفلسطيني ؟



رجوع إلى المواجهات مع الصهاينة بقوة وارتفاع وتيرة العمليات الجهادية ، فكل شعب يحصار يزداد شراسة .



لكن المهم أن تفتح الامة طريقا للإمداد ، يجب فعل ذلك فهو من أعظم الواجبات ، الإمداد بالسلاح والمال والرجال والعتاد .



طيب فضيلة الشيخ نسألك بعض الاسئلة الشخصية ؟




بالنسبة لمقالاتك كيف تكون منهجيتها لديكم .



أكتب وفق الخطة التالية ، منذ أكثر من عشر سنين تقريبا حتى عندما كنت أكتب في الصحافة:



1ـ مناهضة المشروع الفكري الصهيوصليبي بردود فكرية على أهدافه تبين خطورتها وحول هذه القضية كتبت كثيرا جدا حتى تاريخ المحافظين الجدد كله كتبت عنه ، وعن اليهود وخططهم ، وعـن السياسات الأمريكية في الخليج ، وهنا نتابع هذا المشروع أول بأول ، ونكتب عن آخر مستجداته .



2ـ وضع الكتاب والمفكرين وطلب العلم والمهتمين تحت الإضاءة الفكرية نحو الحل الإسلامي لخروج الأمة من محنتها



فنكتب عن الحل الثقافي ،والحل السياسي ، بشكل عام،وهنا ننقد الأوضاع العامة للأمة والنظم السياسية ،



وننقد أفكار الإصلاح الخاطئة الاخرى ، ونقدم المنهج الإصلاحي الصحيح ، ونربطه بالجهاد، ونقدم للمجاهدين باعتبارهم جزء مهم من مشروع الإصلاح إرشادات وتحميس ، وتطمين على سلامة الطريق ، حتى يتشجع اللاحق فيدرك السابق.



3ـ نشر المنهج الصحيح في فهم الإسلام من خلال نهج السلف ، والانتصار للكتاب والسنة ، والتحذير من الشرك والبدع ، وتقديم البديل الإسلامي للشباب حتى في كل شيء ، حتى في أمور العواطف ، و الحب ، والزواج نقدم شيئا مما يحتاجونه ، نقدم لهم البديل الإسلامي لما نرى من فساد عريض في الساحة يستقطبهم ، فنقدم لهم معنى الحب في الإسلام ، وكيف تحدد علاقة الرجل بالمراة في إطار شرعي ، حتى نقدم للفتيات في قالب شعري محبب إلى النفوس ، النموذج الإسلامي للفتاة المسلمة ، وكذلك نكتب عن كل حاجاتهم اليومية ، إجابة على أسئلتهم وتبصيرهم في دينهم ، في كل شيء ، وحاجة طلبة العلم كذلك نكتب لهم إرشادات وتوجيهــات .



مع الحرص على أن يكون التقديم منهج متكامل ، عقدي ، وفقهي ، وأخلاقي ،وأيماني ، وسياسي ، ومواكبة الأحداث ، وكشف خطط الاعطاء ، وهكذا



فنكتب المقالات موزعة على هذا المنهج ، بحيث تغذي المستويات الثلاثة ، إن طغى واحد على الثاني ، فبسبب الحاجة الملحة ، ثم نعود إلى التوازن ، واحيانا اجعل بعض الفتاوى مقرونة بمقال سياسي صرف ، حتى نوازن بين هذا وهذا ، وهكذا



وما هو اكثر ما يشغلك يوميا ؟



بعد ما يجب على النفس للنفس ، الأسئلة ، أستفتاءات الناس ، فهي تأخذ وقتا لأن بعضها أسئلة لطلبة علم أقوياء ، واستشكالات دقيقة .





وكيف أحوالك وصحتك ؟




الحمد لله بخير حال ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .



هل تراجعت عن بعض ما كنت تقول ؟

لا إلا في مسألة واحدة؟



ماهي ؟



تحريم قراءة الحائض للقرآن فقد تبين لي جوازه .



والعمليات الإستشهادية ؟




ماازددت فيها إلا بصيرة ، فهي إنجاز عظيم لأمتنا ، ومن الناحية العسكرية تحمي الجنود ، لأن الإشتباكات تستهلك الجنود في حرب العصابات ، والعمليات الإستشهادية تحمي الأرواح ، وتحدث أكبر قدر من النكاية في العدو ، وقد شرحت دلائل مشروعيتها في فتاوى منشورة على الموقع .



يا شيخ أنا أقصد تحليلاتك وآراءك السياسية المخالفة للتوجه العام والنظام ؟



ما ازددت فيه إلا بصيرة والحمد لله ، وأرى أن القضية في وضوح الشمس ، فهي حرب صليبية توظف الدول لأهداف خبيثة على رأسها حماية الصهاينة ، وتحقيق الهيمنة الغربية على الأمة ،



وأما وضع النظام العربي كله ، فهو وضع بائس ، ومزيف ، وعقبة في طريق الأمة وتجب إزاحته ،



والمجاهدون أبطال يجب أن تمجدهم الامة ، وتحترمهم ، ولو كانوا عند غيرنا لحملوهم على رؤوسهم ، ولكن للأسف أنه زمن الإنهزام النفسي !!




لكن هذا الطريق فيه أذى ؟



من لايريد التعرض لأذى فليترك هذا الطريق ، وإذا لم يتعرض لأذى فهو على غير الطريق.



ماهـــي توقعاتك ؟



ما كتبه الله تعالى لن يخطئنا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبينا ، ونسأل الله الثبات والصبر والعاقبة الحسنة آمين.



بالنسبة للموقع هل إشرافك عليه كامل شامل ؟




لايمكن هذا ، أما المقالات والقصائد منها ، والفتاوى كذلك ، فنعم أنا مسؤول عنها الله يعيننا ويتقبل ، وأما غيرها فنحاول قدر الاستطاعة ، ولكن في النهاية كل مسؤول عما يقول .



ما الذي تتمناه ؟



أن أموت شهيدا ، وألقى الله راض عني .



ونصر أمتنا ، وأرى المسلم مرفوع الرأس في بلاده ، وأمام اعداءه، والاسلام عزيزا مهيب الجانب



وامنية قريبة ؟



أن يعقد مؤتمر عاجل لإغاثة أهل السنة في العراق ، فإن هذه القضية تحتاج إلى حل عاجل ، وإغاثة سريعة ، وهي لاتقل أهمية من القضية الفلسطينية ، بل أهل السنة في العراق هذه الأيام ، يعانون بسبب الصفويين ، أعظم من معاناة الفلسطينيين على يد اليهود ، ولكن قضية أهل السنة في العراق مهملة ، فالواجب أن يسلط الضوء عليها سريعا .



مارأيك بالمنتديات الإسلامية هل تزورها ؟



نادرا جدا ، وهي مفيدة لعلها في الإخبار ، والفوائد، وكذلك التائب إذا أراد اللجوء يلجأ إلى من يهديه ، والسائل المستفيد ، وكذلك المنتديات الجهادية مفيدة في الإعلام الجهادي ،



أما طلب العلم من مجهول فهذا لايصح ، وكذلك لايقبل النقد والردود بين مجاهيل ، وقد أخبرني بعض الإخوة أن كثيرا من الأوقات تضيع في هذا بغير فائدة ، يتناقش مجموعة لايعرف احد منهم بعلم ، كلهم أسماء نكرات، ثم يحصل بينهم تباغض ، وهذا شيء عجيب !!



كذلك حدثني بعض الإخوة أن بعض المنتديات تسمح لمجهول أن يطعن في العلماء والدعاة، وهو آمن من الملاحقة ، فهذا تقع تبعته على صاحب المنتدى فهو آثم ، لان من أربى الربا الإستطالة في عرض المسلم .



على أية حال هي مفيدة لنشر الأخبار ، والإعلام الجهادي ، والفوائد ، والتواصل بالخير ،



أما العلم فيؤخذ عمن هو معروف به علما ، وعملا ، وحالا وهذا لاخلاف فيه ، لايصح من إنسان مجهول الهوية ، وكذلك الخبــر لايجوز تصديق المجهول فيه .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #7  
قديم 15-05-2006, 04:04 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي


ونصحيتك لطلبة العلم ؟




أن يتقوا الله ، فالعلم بغير تقوى لابركة فيه ، ووبال على صاحبه ، ورأس التقوى الإخلاص ، ومما حفظته عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله أخبره ، أن يزيد بن عميرة ـ وكان من أصحاب معاذ بن جبل ـ أخبره قال : كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال الله حكم قسط هلك المرتابون



فقال معاذ بن جبل يوما : إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ، حتى يأخذه المؤمن، والمنافق ، والرجل ، والمرأة ، والصغير، والكبير، والعبد، والحر



فيوشك قائل أن يقول : ما للناس لا يتبعوني ؟! وقد قرأت القرآن؟



ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره.



فإياكم وما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة ، وأحذركم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم.



وقد يقول المنافق كلمة الحق.



قال قلت : لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة.



وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟!



قال بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات ، الــــتي يقال لها ما هذه ولا يثنينك ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ، وتلق الحق إذا سمعته ، فإن على الحق نورا. صحيح موقوفا.



وطلبة العلم اليوم قد كثر فيهم الحفظ ، ولكن لما قل الإخلاص ، صار بعضهم يطلب بالعلم الدنيا ، ولهذا إذا لم ينلها صار يطلب به رضا السلطان ليعطيه الدنيا ، ومن ذلك أن يسمح له بالخطابة ليرى الناس حوله ، فيكتم الحق لئلا تذهب لذة الرئاسة ،



فليتقو الله تعالى وليقوموا بأمانة العلم بتبليغه للناس ، فهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكفى بذلك أمانة ، وأيّ أمانة هي



، فاللهم أعنا على تحملها وأداءها ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم



وأنصحهم أن يُبعدوا العلم ، ومكانة العلماء عن توظيف السلطات ، وأن يتحملوا قلة ذات اليد ، ويصبرا على مرارة الحرمان بسبب ذلك ، فإن ما عند الله خير وابقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .



ونصحيتك للمجاهدين ؟




االمجاهدون هم خيرة هذه الامة وصفوتها ، وأثرهم على الأمة أفضل الأثر بحمد الله ، ولكن العجب ، ما أحسن أثرهم على الناس ، وأما أقبح أثر بعض الناس عليهم ، وحتى العلماء المزيفين ، والدعاة المتملقين للسلطات المنحرفة ، الذين يتقربون إلى السلطات بذم المجاهدين ، ما نفقوا عند السلطات إلا بسبب تضحيات المجاهدين وإنجازاتهم ، وإلا لما احتاجت السلطات إلى نفاق أولئك الحثالة ، ومع ذلك ينال المجاهدون منهم السوء ومن الملاحظ أن كل من ينصب لأهل الجهاد العداوة يبتلى والعياذ بالله باستعماله في مساخط الله ، نسأل الله العافية والعاقبة الحسنة ،



والمهم أنني أوصي نفس وأهل الجهاد العالمي المبارك بالإخلاص فهو روح النصر ، وبالتعاون فيما بينهم ، وحفظ الشريعة في الدماء ، والأموال ، وأن يكونوا أذلة على المؤمنين ، أعزة على الكافرين ، وأن يتفهموا خلاف غيرهم لهم إن كان صادقا مخلصا ، ولا يتهموه إن نصحهم مادام في قالب الإخوة ولم تثبت عمالته وخبثه ، وأن يشدو الحملة على الأعداء ، ويواصلوا المسيرة ، وينيروا الدرب للأمة فهم سرجها الوضاءه ، وهم طليعتها الفاتحة ،



وأن لايستعجلوا الثمرة ، ويركزوا على المعركة الإعلامية فهي لاتقل أهمية عن سلاح الميدان ، ، وعن الزهري قال : أن كعب بن مالك حين أنزل الله تبارك وتعالى في الشعر . أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله تبارك وتعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت ؛ وكيف ترى فيه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لحسان : إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل.



ونصحيتك للدعاة والصحوة ؟



الرفق بالناس ، والإشفاق عليهم ، والتناصر والتواد ، وترك التنافر والتباغض ، وإعانة المجاهدين بتوفير المدد البشري للمشروع الإسلامي الكبير ، والتركيز على بناء مؤسسات الدعوة والخير ، فالأفراد يذهبون والمؤسسات تبقى ، وتوسيع دائرة الإعلام الإسلامي وتنويعه واستعمال وسائله الحديثة المنضبطة بالشرع ، فهو سلاح العصر



وأنصح شباب الصحوة أن يفرقوا بين الواعظ الموهوب في تحريك العواطف فقد يكون ـ مع أهميته وفائدته ـ قليل العلم بعيداعن واقع الامة ، وبين العالم والمفــتي الذي ينير الطريق بالعلم ، فينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه ،



وأذكر الجميع وأذكر نفسي قبلهم ، أن الحساب الإلهي قائم على فردية التبعة ، فكل المشاريع في الحقيقة ، ترجع إلى مشروع شخصي ، وكل إنسان يسأله ربه عن عمره ، وعمله ، وعلمه ، وماله ، وينفرد به ، ويرجع إلى ربه وحيدا ، ولاينفعه إلا عمله ، ولا يلقى إلا ما قدم لنفسه ، ولا يُنظر يوم القيامة إلا في صحيفة أعماله ،



ولهذا يجب أن نتذكر كل يوم وليلة هذه الحقيقة ، فنملأ صحيفة أعمالنا بالحسنات ، ونعمر أوقاتنا بالطاعات ، ونكثر من الأعمال الصالحات ، ونجعل الآخرة على بالنا ، ونكثر من ذكر الله تعالى ، ونستمسك بالتقوى فهي أعظم واجب ، وأول وصية ،وخير الزاد ، فنسأل الله تعالى أن يزرقنا التقوى ، ويكتبنا من المتقين ، ويجعل أعمالنا كلها في مرضاته ، وأن يرزقنا الإخلاص فيما آتانا ، ويستعملنا في طاعته ، ويفرغ علينا صبرا ويثبت أقدامنا ، وينصرنا وينصر أمتنا ، ويقر أعيننا بنصر المجاهدين ، وظهور أمر الإسلام ، وإعلاء كلمة الله تعالى ، وإذلال الشرك والمشركين ، واندحار جيوش الكافرين آمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل .
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م