( الــــمــــقــــامــــــــة الرائــــديـــــــة )

[issam]

المـــــقــــامـــة الـــعــــــصــامـــيــــة

هذه مقامة المقهور لمعاينة الامور و ما جاء فيها من سعي مشكور في ذكر معاناة الجمهور في الخيمة و تدبير الادارة و اختيار الاستشارة لنجاح منتدانا المسخرة ..

للفقير الى الله أبي عبد الله الصوفي ، سليل العابد العلوي الذي هام كالحيران بين مدائن المهرجان و قرى البهتان حيث استوطن العربان في أوائل القرن الواحد و العشرين الميلادي ، لطف الله به ...

تنبيه مقامي : إن أي تشابه بين شخصيات الرواية الخيالية و المواقع و أي واقع و اشخاص حقيقيين احياء مولودين ، ميتين أو محتضرين ، حاضرين أو غائبين هو من محض الصدفة و لا عتاب على الراوي و لا على الكاتب الغائب ، فتنقلب عليه القفة و يصبح بنفسه رواية من كان يا ما كان ، و به الاعلام و السلام ..

حدثنا صلاح الدين القاسمي عن رجل يسمي نفسه ابا رائد السلفي و في رواية السفلي ..من عذب نفسه و للغة استدان و أراد أن يكتب نصان في المقامة و هجاء صلاح الدين و ذهب بعقله ما في الخيمة من سكان بكثرة الهذيان و البهتان فبقي على الرصيف فاجتمعت و تعددت عند رأسه البلاوي ، فبعد الحصافة و اللباقة خرج علينا بالكلام الفاضي ، و جاء الضياع في هذيان القهاوي ، تهاطلت عليه المجارف و المخاوف و انهالت عليه الشكاوي و الدعاوي حتى اصبح كالغصن اللاوي فأصابه الدوران و حل به الغثيان فساءت حالته و تدهورت صحته و قربت منيته و دامت قهرته إذ خرج علينا بمقامته..

فمن قائل إنك يا رائد جوعان أو سخفان و قائل إنك غضبان فاقصد المستشفى و ما خاب من استشفى و خذ معك الثمن الأوفى و ليعطيك الطبيب ما أخفى ، شوف ليك الواسطة التي تعرفها فإن كنت نكرة و أنت كذلك تقاذفوك كالكرة و خضعت للسمسرة و هم يتساءلون من أحضره أو تطبق عليك المسطرة فتقيم دهرا في الكولوار ممتدا على الطروطوار و لك بين بونجور و بونسوار عزاء الابرار حتى يأخذ أجلك القهار و بعدها يقولون لك : أديو و ليس أوروفوار ...

فتقاذفت أبا رائد الهواجس و الافكار عما سيحدق به من أخطار و ما سيدخل فيه من شجار و هام في الاسفار و ركب الى شهار عساه يجد الدواء و العزاء ، و قالوا اسيادنا زمان ( اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفو العين ) .

و قد أتى المقهور للاستشفاء في مدينة شهار الحمقاء و دخل على تخوف من أهلها تائها بين احيائها و دروبها و هي مدينة عجيبة بها كل غريبة جاء ذكرها في الرحلات و سائر الجولات و مر منها ابن بطوطة فقرسته بعوضة فلم يذكرها في كتبه و لا تعرض لها في خطبه فبقيت مغمورة مطمورة إلى أن جاء علم الاعاجم و شيدوها و على أسس علم النفس اعطوها صورة و و اسكنوا كل مجنون فيها مقصورة .

و قالوا اسيادنا الاولين ( الله ينعل اللي ما يحشم ) ..

و حين كثر الداء و الادعياء و عز الدواء على ابي الراء و ضاق بالمقهور السلفي على سعته الفضاء و تقلصت الارجاء و عصفت الانواء و ذهب مع الريح الرجاء وقع ما به الحذر من غلو البشر فتراجع الطبيب المداوي مشرف الخيمة الارهابي من هول فراغ عقل هذا الخاوي فطرده شر طردة و نعته بابن قردة و أتبعه من حذائه بفردة تلقاها على الرأس و كأنها بردة حتى أنسته سننه و فرضه و كاد أن يقع من شدة الخصام في الحرام من الردة و سوء الختام .
و قالوا اسيادنا زمان ( آش داك تداوي و أنت زاوي ؟ ) .

لكن الله لطف و غير ذلك أراد و صرف مرض عقل هذا السلفي بالمجان و لكل فرج آن ، وحقق المراد و أنقذ العباد و كيف لا و ليس للمقهور عتاد و لا لعقله عدة و لا لعلمه عماد و يتسكع في منتديات الخيمة منذ مدة و آماد باحثا عن موضوع في عناد تائها بين السهول و الوهاد فما ترك لا الاسلامية و لا المفتوحة و لا الساخرة و لا السياسية، و لا ضير إن دمره المرض في عقله و هده و لا لوم على مستشفى المجانين إن هو رده بسبب فقدان الأمل في الشفاء و عدم وجود الدواء، و ماذا لو مات و أراح البلاد و العباد حتى يقل هذا السواد و يصفى الود و الوداد؟

و ينشرح الفؤاد بتقنين الكتابة و زيادة الافادة لانشراح السواح و إطلاق السراح و توالي الافراح و الليالي الملاح و تصريف الرياح بما تشتهي السفن و المدن و تكفي المؤن و يجمل الزمن و تخمد الفتن بتربية أبناء هذا الوطن على العلم ذي الفوائد الحسن و رفع الجهل من عقول أذحفاد أبي جهل .

و قائل يقول : الحاصول ، ما ينفع غير المعقول ، و أنى لهذا المعقول بالوصول ليحافظ على الاصول و يطور التواصل و يشجع الموصول و يدمج المفصول لينمي المحصول و رب انتظار يطول لا يقصره قرع الطبول و لا ترقب الهطول .. الله يرحمنا بالشتا .. فيا مشرفنا و يا مراقب ، قلل من كثرة الموضوعات الخارجة عن التعقل فإنها للناس مكلفة عدلها و امسحها بسرعة خاطفة، فقد كانت نتائجها مجحفة و لاوقاتنا متلفة فأحسن التفكير من أجل التعديل ، و قالوا اسيادنا زمان : ( فلوس اللبن كيديهم زعطوط ) ..


يتبع حسب ....