الـــرد على الدكتور هداية .

[عمرو على محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله ، ثم أما بعد ،
لعل هناك من يعرف الإسم الذى قد ورد فى العنوان وبعض آخرين لا يعرفونه ، وإن القارئ مثلى من مصر فسيعرفه ، إنه ذلك الداعية الذى يستضاف فى البرامج التلفازية فى هذه الأيام خلفا للدكتور عبد الله شحاته غفر الله له ورحمه وكان على القناة الإولى فى التلفاز المصرى منذ أيام ومعه الشيخ محمد جبريل وكان اسم البرنامج ( الرحمن علم القرآن ) ووجه إليه المذيع بعض أسئلة فتعرض الدكتور لبعض التفسيرات العجيبة التى لم أدر هل أضحك أم أبكى ،ولم يسعنى سوى تذكرى للحديث فى آخر مسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالماً ، اتخذ الناس رءوساً جهالاً ، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) سأورد ما قاله من المآخذ التى أخذتها عليه :
1ـ فى تفسيره لقول الله تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) قال بالحرف ( إن جميع المفسرين والشراح أخطئوا حين فسروا هذه الآية، حيث قالوا أنها الروح البشرية ،فى حين قال سيادته أن كل هؤلاء المفسرين كانوا مخطئين وأن الحق أن الروح فى هذه الآية هو القرآن الكريم، بدليل قوله تعالى ( أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) .
2ـ فى تفسيره لقول الله تعالى ( الرحمن علم القرآن )، القرآن ليس الكتاب المنزل على النبى محمد فقط، بل هو مجاز مرسل عن المنهج السماوى لإصلاح البشرية بشكل عام .
3ـ أفتى سيادته أن قول الرجل أنى صليت على النبى باطل، لأنه لا أحد يصلى على النبى، بل الله فقط هو الذى يصلى عليه، بدليل قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبى ) .
4ـ قوله هو والدكتور ضيف ـ ذلك ظنى فى إسمه فالله أعلم ـ فى حلقة سابقة ضمته هو و هداية بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،أخذا يفسران الاسراء والمعراج، وأخذ الدكتور ضيف هذا فى الاستشهاد بأقوال العلامة أينشتين، أنه طالما لا يوجد مكان فى الفضاء إذا لا يوجد زمن ولذلك لم يأخذ المعراج أى وقت لأنه كان فى اللا مكان إذا فلا زمن، وكان الدكتور هداية يصدق وراءه ويستحسن ويطلب المزيد .
هذه بعض مآخذى على الرجل، وليعلم الجميع أنى لا أتحامل بل هذا الكلام هو ما قيل، وهكذا أصبح حال العلم والعلماء ، وليعلم الرجل أننى لا أتهجم عليه بل أنا أدافع عن الحق، وهذه ردودنا وإن كنتم فى غنى عنها لوضوح سذاجة الأقوال التى سردتها عليكم .
1ـ موضوع الروح من الثابت عند الإجماع المعتبر من علماء التفسير أن المقصود بالروح هو الروح التى نفخها الله فى الانسان وبها يحيا ، واستدلال الرجل بقول الله عن القرآن ( روحاً من أمرنا ) استدلال باطل ،لأن الرجل لم يعرف أنه من أصول الإجتهاد فى التفسير أنه لا يخالف النص الواضح الذى لا تأويل فيه ، وهو هنا قد أغفل سبب النزول وهو مهم فى تفسير الآية، وسبب النزول موجود فى كتب أسباب النزول ومختلف التفاسير وهو ( عن عبد الله قال إنى لمع النبى فى حرث بالمدينة، وهو متكئ على عسيب ، فمر بنا ناس من اليهود ، فقالوا سلوه عن الروح ، فقال بعضهم لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون ، فأتاه نفر منهم فقالوا له يا أبا القاسم ما تقول فى الروح ؟ فسكت ثم قام فأمسك بيده على جبهته فعلمت أنه ينزل عليه فأنزل الله عليه ( ويسئلونك عن الروح ......... ) ورواه البخارى ومسلم جميعا عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش . ) هذه واحده من عشرات الروايات ، كل هذا ثم يأتى الدكتور ويقول ما لم يقله أحد وما ليس بصحيح أصلا ،وليته قال هذا وسكت بل إنه غلط جميع المفسرين لأنهم فسروا الروح المذكورة فى الآية بأنها روح الناس التى يعيشون بها ، سبحان الله .
2ـ الحقيقة لا أعرف كيف أرد على النقطة الثانية ، الرجل يقرأ كلمة ( علم القرآن ) ملء السمع والبصر ثم يقول فى ابتسامة الواثق ( ليس القرآن المقصود به هنا كما يتصور الناس ذلك الكتاب فقط ، لا بل هو المنهج بشكل عام كل الكتب كل الحلال كل الحرام ) ماذا أقول بالله عليكم ، إنه المشهور فى علم التفسير أن التأويل هو صرف معنى الآية من معنى قريب لمعنى بعيد ،مثل قوله تعالى ( انفروا خفافا وثقالاً ) قال بعضهم شباباً وشيوخاً، وقال بعضهم الآخر جماعات وفرادى، وقال أخرون مكثرى السلاح ومقلين فيه ، وهكذا وكل ذلك تأويل مقبول لأن النص يحتمله، كذلك الاختلاف فى قول الله تعالى ( والعاديات ضبحاً ) هل هى الخيل فى سبيل الله، أم هى الهدى يوم النحر، بل إن عبد الله بن عباس وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما اختلفا فيها ،ولكن ذلك تأويل معقول يحتمل الاختلاف، والنص لا ينفيه ،أما تأويل الدكتور هداية للقرآن بأنه المنهج لا أعرف من أين أتى به وكيف يحتمله النص ، الكلمة هى القرآن لم نأولها أصلاً ، هل سنفعل مثل الشيعة فى قول الله تعالى ( مرج البحرين يلتقيان يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان ) فقال الشيعة البحرين هما على وفاطمة واللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين ، عزيزى الدكتور لم نؤول الكلمة عن حقيقتها وهى لا تحتاج التأويل .
3ـ كيف لا يجوز للعبد أن يقول أنه يصلى على النبى ،وهل معنى قوله ذلك أن الله لا يصلى على النبى ؟ ، من قال هذا، إنه كما هو معروف أن الصلاة من العبد الدعاء والصلاة من الله رحمة ، إذا الله يصلى على النبى أى يرحمه، والعبد أيضا يصلى على النبى لأنه هو الذى يدعو، أليس يقول ( اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد ) إن الدكتور أخذ معنى القول بأن الرجل يصلى على النبى بمعنى أنه يرحمه، وهذا غير صحيح ،بل معناه أنه يدعو للنبى بالرحمة إذا العبد يصلى والله يصلى والصلاة مختلفة، والدليل الذى أخذه الدكتور( حين سأل الصحابة النبى كيف نصلى عليك فقال لهم قولو اللهم صلى على محمد ..) إلى تتمة الحديث، لا يشهد له بل يشهد عليه ، فالصحابة يسألون كيف يصلون على النبى ، إذا الفعل منسوب إليهم ، وليس معنى أنه قال لهم قولوا اللهم صل على محمد أنهم لا يصلون على النبى، بل أنهم يصلون بالدعاء والله يصلى بتقبل الدعاء والدليل فى قول الله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبى يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً ) فمعروف فى علم الأصول أن الأمر بالشئ يوجب الاستطاعة على الإتيان به ، وطالما الله أمرنا بالصلاة إذا نحن نستطيعها والصلاة تنسب إلينا ، حتى أنه ذكر أن الملائكة يصلون أيضاً على النبى ، وبعد أن أذيعت الحلقة سئلت من أكثر من شخص عن ذلك وقلت أن القول بأنى أصلى على النبى ليس فيها شئ ولله الحمد من قبل ومن بعد .
4ـ موضوع الإسراء ذلك يجب العلم أنه معجزة والمعجزة لا تفسر ، ولو أن الدكتور فسره ، إذا لخرج عن إعجازه وإلا فليفسر لنا الدكتور معجزة العصا أو إحياء الموتى بالمرة ، ثم من هو أينشتين هذا كى نفسر به معجزات الله الذى خلق الكون وكل شئ ، ثم فرضا جدلاً لو قلنا أنه لانه كان فى الفضاء فلا زمن فإن سيادته يكون قد فسر لنا المعراج ونسى أن يفسر الإسراء الذى كان على أرضنا تلك وبدون زمن أيضاً ، فليستشيروا لنا العلامة اينشتين وزملاؤنه عسى أن يجدوا عندهم الجواب ، إن ذلك الأمر نشأ نتيجة موضوع التفسير العلمى للقرآن الذى أصبح موضة العصر والناس لا يعلمون غثه من سمينه ، وإن كان فى بعضه صحة فيشهد الله أن بقية أبعاضه كلها باطل ، إن موضوع التفسير العلمى للقرآن هذا هو موضوع جلل وخطير وسأتحدث عنه فيما بعد إن شاء الله .
أعرف أنى أطلت ولكن الموضوع كان يستحق لأن خطأ العالم يسبب خطأ أمة ، إن كان فى ردودى ومآخذى على أقوال الرجل شئ فصوبونى غفر الله لكم ولى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد .

[المفتش]

أحسن الله إليك يا أخي -- فهذا من التحذير الواجب .

[عمرو على محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد ،
شكرا لك أخى فى الله وغفر الله لى ولك وجعل موعدنا الجنة آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد.