مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-09-2005, 01:32 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي قلت لهم "لن أقابل ملك مصر فقد رفض ترجمة القرآن وهذا يكفى" .. بكثول

هذا الموضوع وجدت أهميته ليعلم الجميع مدى الصعوبات التى لاقاها بكثول فى نشر ترجمته لمعانى القرآن الكريم ، فقمت بترجمته لكم ... لأنها تعطى صورة واضحة عن إصرار هذا المسلم على نشر عمله خدمة لغير الناطقين بالضاد ، وكان رأيه صائبا ، فقد كانت هذه الخطوة علامة على طريق الدعوة للإسلام ... كما يعطى فكرة عن تزمت البعض وتحجر الفكر ، واستنارة آخرين هم المصابيح المضيئة التى تنير الطريق المظلم .


كتب بكثول عن المعاناة التى لقيها مع الأزهر فى مصر فى سبيل نشر ترجمته لمعانى القرآن الكريم ، فقال :::


حطت بى الطائرة فى العاشر من نوفمبر 1929 فى مصر ، حاملا معى المسودة كاملة لترجمة معانى القرآن الكريم ، والتى أخذت منى سنوات فى إعدادها على فترات ، وقد زودنى صاحب السمو "نظام" الراحة الكافية والكرم ، اللذان ساعدانى على إتمام المهمة . كان هدفى الأساسى من هذه الزيارة لمصر ، أن أطلع العلماء عليها وأراجعها تفصيلا معهم وتحت إشرافهم ، حتى لا تحتوى على أخطاء لتجنبها ، أو تنافى تعاليم الإسلام . وكان معى خطاب توصية للشيخ "مصطفى المراغى" ، الذى كان فى هذا الوقت شيخا للأزهر ، ولكنه كان قد استقال من هذا المنصب مضحيا بالمرتب المرتفع الذى كان يتقاضاه . وقد كنت قد راسلت قبل شهور صديق لى تعرفت عليه فى مصر وكان رئيسا للوزراء ، طالبا منه المساعدة فى هذا الأمر ، ولكنى لم أتلق الرد على رسالتى ، وبذلك كان إعتمادى الكلى على خطاب التقديم للشيخ المراغى ، وتأكيدات صديقى "فؤاد بك الحجازى" والذى كان بالإسكندرية ووعوده لى حينما تلاقينا فى باريس من قبل بأنه سيساعدنى بكل قوته . وكان قد نما إلى علمى أن نسخة مترجمة للغة الإنجليزية قد أحرقت بصحن المسجد االأزهر ، كان قد ترجمها أحد المسلمين ، ومنع من تداولها بمصر ، ومن المفترض أن يكون السبب بأنها احتوت على البدع . وكان من "فؤاد بك " حينما سمع بوصولنا أن حضر إلينا وحملنا لنقضى أسبوعا فى محطة الرمل بالإسكندرية ، بجوار الحدائق الجميلة المطلة على البحر ، ومنه علمت بأن كل الترجمات حتى لو كانت مخلصة ، فهى مرفوضة من قطاع قوى من العلماء . كما أخبرنى صديقى ، بأنه على كل حال ، فإنه قد سمع أن هناك مجموعة أخرى من العلماء منهم "الشيخ مصطفى المراغى" يعارضونهم الرأى ، وقد فرح بأن كتاب التوصبة موجه إليه من "لورد للويد" .
تحركنا سويا للقاهرة ، حيث وجد لى فؤاد بك بنسيون قريب من قصر النيل ، وبعد يومين تحركنا فى طريقنا لحلوان عن طريق كورنيش النيل ، لمقابلة الشيخ المراغى . البلدة كانت حديثة ونظيفة وتطل على الصحراء ، وبها فنادق وفيلات . وقد علمت بأن الشيخ المراغى قد تقاعد بعد استقالته ، لأمور تتعلق بضميره ، رغم المرتب المغرى الذى كان يتقاضاه كشيخا للأزهر .
كان الشيخ رجلا طويلا ، ما زال فى نضرة الحياة ، يلبس لباس علماء الأزهر . ويضع وشاحا حول عنقه ، مرتفع فى ناحية عن الأخرى . وقد علمت سبب هذا ، فقد حكم لأيتام حينما كان قاضيا شرعيا ، بأحقيتهم فى ملكية مؤكدة ، مما لم يعجب الخصوم ، فانتظروه وألقوا عليه حامضا سبب له تشوهات فظيعة فى الرقبة ، ولكن والحمد لله لم يصب الوجه . وكما قال لى فيما بعد فؤاد بك بأنه لم يقبل يد أى عالم من العلماء إلا هذا الشيخ الجليل .
قابلنا الشيخ مرحبا ، وقدم لنا الشاى فى الفراندة التى تطل على تلال الصحراء . فؤاد بك واسماعيل بك شرين ، مساعد محافظ القاهرة ، والذى جاء معنا ، ناقشا برنامجى الذى جئت من أجله ، مع مضيفنا ، الذى قال أنه حينما كان شيخا للأزهر ، فقد كلمه رئيس الوزراء عن ترجمتى للقرآن الكريم . وأنه كان شغوفا على أن تعقد لجنة من جامعة الأزهر لمراجعة الترجمة ، ولكن الملك منع ذلك ربما لأنه كان يعتبر ترجمة القرآن إلى لغة أخرى عمل غير شرعى . ولهذا كان التوجه للأزهر رسميا لتبنى الموضوع غير مجدى ، لأن المهيمن فى هذه المؤسسة هو الملك . ولذلك أعطى الشيخ اسم ثلاثة علماء أزهريين يعملون فى الجامعة المصرية لفؤاد بك ليتصل بهم ليقوموا بالتنقيح تحت إشرافهم . وأبدى أسفه الشديد بأنه لا يعرف اللغة الإنجليزية ليشارك فى الموضوع . وقال لى ، إذا وجدت أى صعوبة ، فاكتبها لى وأنا أقوم ببحثها والرد عليها . تحركنا راجعين للقاهرة معتقدين أن الأمور قد حلت . ولكن حينما قابلنا هؤلاء الثلاثة الذين رشحهم الشيخ المراغى فى حضور عميد جامعة فؤاد "لطفى السيد" ، توقف كل المشروع . فقد دعى لطفى بك السيد عميد اللغة العربية طه حسين ، الأستاذ الضرير ، فقد أثار أن هؤلاء الثلاثة لو تعاونوا معى سيفصلون لأنهم من الأزهر ، والملك لا يريد ترجمة للقرآن الكريم للغة أخرى .
وللأسف فقد تابعه الأخرون فى رأيه قائلين بأنه مصيب . شعرت بمرارة وإحباط ، حينما اقترح طه حسين على بأن أقابل الملك شخصيا ربما يغير وجهة نظره تلك !!! فقلت له أنا لم أحضر لمصر للحصول على مقاطعة ملكية جديدة ، فقد حصلت عليها من قبل . وكذلك لم أحضر لاستصدار فتوى من العلماء المصريين ، فقد ناقشنا الموضوع مع علماء الهند ؛ جئت فقط لأجد من يساعدنى فى اللغة العربية فى بعض النقاط . وخرجت غاضبا مزمعا ترك مصر إلى دمشق . ولكن فؤاد بك أكد لى بأنه سيجد طريقة لينفذ من هذا الطريق المسدود ؛ وفى الحقيقة فبعد فترة قصيرة قدمنى إلى "الدكتور محمد أحمد الغمراوى" محاضر فى علم الكيمياء بكلية الطب بجامعة مصر ، وخريج جامعة لندن ، وذو صلة وثيقة بالقرآن الكريم ... عملنا سويا لمدة ثلاثة أشهر ، تخللها زيارات متقطعة من فؤاد بك ، واتصالات كتابية مع الشخ المراغى بحلوان .


يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 21-09-2005 الساعة 02:27 AM.
  #2  
قديم 21-09-2005, 03:02 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي من هو بكثول ؟

رحم الله «مرمادوك بكثول» أو محمد - كما أسمى نفسه بعد اعتناقه الإسلام (1875ـ1936) وقد كان نعم الأديب والمفكر ومن خيرة من أخرتهم إنجلترا على الإطلاق
__________________
معين بن محمد
  #3  
قديم 22-09-2005, 08:39 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي


( 2 )

استمرت الحياة هادئة جدا لفترة ؛ ومرة فى شهر ديسمبر دعيت للعشاء ؛ وللحظ جلست بجوار أكثر الكتاب المسلمين جرأة . وفى اليوم الثانى ، فى جريدة الأهرام ظهر مقال عن عملى تحت عنوان "ترجمة للقرآن" . بعدها بيومين فى نفس الجريدة وتحت نفس العنوان عمودين من الشجب للترجمة بقلم الشيخ محمد شاكر ، أستاذ متقاعد من علماء الأزهر "وكما علمت" كان من القادة الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالنسبة لترجمة "محمد على" . معلنا ، أن المترجم وكل من يقرأ ترجمته أو يؤيدها ، أو يظهر موافقة عليها ، مدان وفى الجحيم الأبدى حسب رأيه !!! ... وينصحنى بكل قوة ، أن أترك ما أقوم به كلية وأتفرغ لترجمة (كل البدائل القابلة للتخيل) كتفسير الطبرى !!! علما بأن تفسير الطبرى حاليا من الضخامة بمكان (وقد اختصره تفسير البيضاوى) ، ويحتاج لترجمته حواشى جانبية طويلة ، للمتكلم باللغة الإنجليزية لكى يفهم ما ترجم ، وهو لم يسبق له معرفة شئ عن تفاسير القرآن الكريم .
فور تلقى هذه الصدمة ، جلست لأدبج باللغة العربية ردا ، وعرضته على أحد أصدقائى المصريين ، الذى عدل فى كلماته ليصبح الخطاب رقيقا ، لا أعرف ما هو الذى عدله . وذهبت به إلى جريدة الأهرام بالنسخة المعدلة . وفى هذا الخطاب ، بعد المجاملات ، وبتواضع سألت ::: "هل من المشروع لرجل مسلم إنجليزى قرأ تفاسير الرجال الأول ، وله شهرة أنه من أصحاب القلم فى قومه ، أن يحاول شرح القرآن الكريم لهم بلغتهم فى أيامنا هذه ؟؟؟" .
وبعد فترة ظهر خطابى هذا ، ومعه تعليقات من آخرين ، كلها تقف فى صفى . وكتب أحد علماء الأزهر ، أن ذلك ليس مشروعا فحسب ، بل هو جدير بالتقدير ، وأنه على استعداد لمناظرة الشيخ محمد شاكر فى مناقشة عامة . وكان الشيخ محمد شاكر قد ذكر بأن هناك فتوى فى الموضوع . وقد أنكر المراسلون هذا بالقطع . وكان من الواضح أنه هناك رأيان متضاربان فى الأزهر الشريف . كما سمعت فى مناقشات خاصة ، أن كثيرا من المصريين المسلمين ، متعجبون ... كما أتعجب أنا كذلك ... من الجهل الغريب ممن يدعون أنهم العقول المفكرة ، لوضع العالم الآن - وأن هناك رجال يعتقدون أن العرب ما زالوا هم المسيطرون ، وأنهم هم "محرروا غير العرب" ؛ من هو الذى لا يرى أن الوضع قد انقلب ، وأن المسلمون من غير العرب يتحملون الآن عبء الجهاد لنشر الإسلام ، وأن مشاكل غير العرب ليست شبيهة بمشاكل العرب . وأن ترجمة القرآن الكريم هو لغير العرب ضرورة لهم ، وكما أن هناك بمصر الكثير ممن يفهمون الإسلام ويحرصون عليه ، فهناك أيضا بالهند من المتعلمين والمؤمنين به الكثير .
وكما ذكرت من قبل ، أن إحدى الترجمات للقرآن أحرقت فى صحن المسجد الأزهر علنا ومنع دخول أية نسخة لمصر ، فقد كنت أسير فى أحد شوارع القاهرة ، فوجدت بواجهة إحدى المكتبات الأوربية ، نسختين مترجمتين للقرآن الكريم ، ترجمها غير مسلمين ، وعلى غلاف أحدهما صورة للنبى محمد ومعها صورة أخرى لجبريل "عليهما السلام" !!! حيث سألت نفسى ، كيف تحرق الترجمات المحترمة ويمنع تداولها ، وتحت الإتفاقات السياسية ، تدخل الترجمات الغير محترمة بمنتهى الحرية ؟؟؟
تلقيت ردا من الشيخ محمد شاكر على صفحات جريدة الأهرام ، وهذه المرة لم يكن جافيا كمقالته السابقة ، بل كان مرحبا بأن أشرح القرآن الكريم لمواطنى بل ما أفعله جدير بالتقدير . ولكنه كان متحفظا على فقرة جاءت فى كلامى "عن نقل القرآن الكريم بطريقة يفهمهما مواطنى" . ربما ظن أن معنى ذلك هو أن أحور فى الكلام بالطريقة التى تلائم المفاهيم المودرن . كما أنى كنت أفكر أيضا ، فى اقتراحه بترجمة تفسير الطبرى الذى يحتوى على تعبيرات بعيدة كل البعد عن مفاهيم قومى .
حضر لى فؤاد بك من الإسكندرية ، وقد كان يتابع المساجلات ، وقال لى أنه انزعج أولا من هجوم الشيخ شاكر ، وعندما قرأ ردى عليه اطمأن . وهو سعيد الآن ، لأن هذه فرصة للوصول لحل نهائى ، وإلا لكانت فضيحة كبرى لمصر . وأعطانى نسخة من إحدى الجرائد بها رسم كاريكاتور ينتقد فيه وجهة نظر الشيخ محمد شاكر ، وبذلك علمت أن رأى الجماهير كانت لا تؤيده فضيلته .
فى هذه الأثناء ، جاء صديقى والآن معاونى ، دكتور غمراوى بدعوة من جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة على حفلة شاى ، ومع الدعوة طلب بأن ألقى خطبة بعد الحفلة . وكان هو نفسه مواظبا على حضور مقر الجمعية يوميا من منزله بهليوبوليس ، بعد عودته من عمله بكلية الطب ، وملحق بالجمعية ملعب للتنس . قال لى بأنه يعقد لقاءات منتظمة مع الشباب من كليته ، ولم تمنعهم دراستهم المدنية من أن يكونوا متدينين ، وبصفته عالم ، فقد كان يتكلم معهم عن الموضوع المثار ، ووصل إلى إقناع الكثير منهم بصحته . كان رجلا فاضلا ، وقد أمدنى بكثير من المساعدة بحيث لم أستطع رفض طلبه للدعوة لحفل الشاى .
وفى نفس الوقت ، وجدت أن الخطاب المطلوب منى ، سيعكر على الهدوء الذى أتوخاه لعملى الذى أقوم به . ولذلك وافقت بشرط أن يكون خطابى باللغة الإنجليزية ، فإعداد خطاب باللغة العربية سيأخذ الكثير من وقتى الذى أريد أن أوفره للمراجعة . وقد وافق مشكورا على أن يقوم هو بالترجمة الفورية لخطابى ، لمن لا يعرف اللغة الإنجليزية .
وبناء على ذلك ، طلبنى فى يوم قبل الغروب ، وذهبنا للجمعية حيث وصلنا فى موعد صلاة المغرب . ثم كان لقاء مع الأفاضل الذين كانوا مكلفين بلقائى ، ثم ذهبنا للحفل . وفى هذه الإثناء لاحظت الحضور ، فشعرت أن ما سأقوله لهم لن يكون مريحا .
فمن منظر العمائم وزى رجال الأزهر ، وجدت عددا كثيرا ، وقد كنت أعتقد أن الحضور سيكونون من طلبة غير أزهريين . وبشئ من الهلع ، شعرت أنه لكى أكون مؤئرا لهم ، لابد أن يتضمن خطابى جزءا باللغة العربية ، كما أنه يجب على تغيير محتوى خطابى باللغة الإنجليزية . ويكون الخطاب باللغة الإنجليزية متأخرا . أما الآن فيجب على تركيز أفكارى على النقاط التى يجب على ذكرها بالعربية ، وأترك الباقى للقدر . فترة تناول الشاى انتهت ، وانتقلنا لقاعة المحاضرات المكتظة . وجلست على المنبر ، حيث كان د. الغمراوى بجوارى وبالقرب من على اليمين الشيخ رشيد رضا ، ومن الذين أعرفهم فى منتصف القاعة محمد على بك كامل وبجواره ابن فؤاد بك يحملقون تجاهى بفزع . هؤلاء فقط هم الذين أعرفهم من الحضور .

يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 22-09-2005 الساعة 08:44 PM.
  #4  
قديم 24-09-2005, 09:15 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

( 3 )


قدمنى أحدهم للحضور - أعتقد أنه كان دكتور الغمراوى . ثم جاء دورى فى الكلام . شاعرا بمدى صغرى ، قلت : "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ، والإستجابة السريعة من الحضور أعطتنى بعض الشجاعة فى قلبى .
تكلمت لمدة خمس دقائق باللغة العربية ، معتذرا بأنى سأقوم بعد ذلك بالتكلم باللغة الإنجليزية ، شارحا السبب لماذا سأفعل ذلك ، مستشهدا بقصة قصيرة توضح السبب . هذه المقدمة لم تكن بالكثير ، ولكن الغرض منها أن أضم الجزء المعمم من الحضور . ثم بدأت الخطاب باللغة الإنجليزية وكان الدكتور الغمراوى بك يقوم بترجمة الفقرات واحدة تلو الأخرى . كنت أعنى أن أطلع الحضور على النشاطات التى تمت بالهند ، بحيدر آباد ، بخصوص ترجمة القرآن الكريم ، وكيف أن المسلمين الذين لا ينطقون اللغة العربية كانوا فى منتهى السعادة للفكرة ، وذكرت لهم أيضا تأسيس الجامعة العثمانية ، ووصفت لهم صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة ، وكيف أن سمو الأمير كان يحضر معنا كل جمعة بالمسجد ، "وبصوت مرتفع علق أحد الحضور قائلا : ياليت كل هذا النشاط حدث بمصر !!!" ... وحينما شعرت أنى قد قلت ما يكفى لبيان الموضوع ، وأنى لم آت من أرض جاهلية ، تكلمت معهم عن مستقبل الإسلام .
المسلمون فى يأس لأنهم مقهورون !!! هذا أمر طبيعى . ولكن هل هناك أى سبب لليأس ؟؟؟ أليس هناك نشابه بين موقفنا الآن وموقف رسول الله صلى الله عليه فى الحديبية ، حينما سأله المسلمون "أين هو النصر الذى وعدنا به ؟؟؟" ... حتى أن سيدنا عمر بن الخطاب علق على الموقف ، ولو أنه تاب بعد ذلك . وبالرغم من أن صلح الحديبية كان فى صورته مخز للمسلمين ، إلا أنه فى الحقيقة وبعلم الله كان فتحا مبينا أعز المسلمين ... (مداخلة : كان عدد المسلمين فى صلح الحديبية فى العام السادس من الهجرة ، أزيد بقليل من ألف مسلم ، وحين فتح مكة فى العام الثامن زاد عدد المسلمين بمن لحق بهم من القبائل عن اثنتى عشرة مسلم) ... وقد تم بعد ذلك غزو مكة وتحطيم الأصنام .
لقرون كثيرة ، نتيجة للحروب ، فهناك حاجز كثيف بين العالم الإسلام والعالم النصرانى ، ولقد تحطم هذا الحاجز الآن ، بالرغم من المرارة التى يشعر بها المسلمون . إنهيار هذا الحاجز ، هو نصر عظيم للإسلام ، ولكن هناك شرط ... وهو شرط قاسى ... وهو أن يظهر المسلمون جميعا قيم الإسلام فيهم ليكونوا قدوة لغيرهم . "أو هل تظنون" .. سألتهم !!! "أن الإسلام انتشر بالسيف ؟؟؟" ... حينما ترجم هذه الفقرة الدكتور الغمراوى ، ارتفعت الأصوات "لا لا لا ... الله لا يرضى بذلك" ... سألتهم "كيف لغير العرب من المسلمين أن يحترموا المسلمين العرب ، خصوصا مسلمى الهند ، كيف ننظر إليهم ... فكروا جيدا فى هذا السؤال !!!" ... وبذلك انتهت كلمتى ليعقب عليه الشيخ "رشيد رضا" ، وقد وافقنى فى كل ما قلته .
وحينما حضر "الشيخ رشيد رضا" فى زيارة للهند ، تزاحم الناس عليه يستقبلوا ذلم العربى القادم من بلاد النبى "يوسف عليه السلام" . وقد ردد كلمات الشيخ محمد عبده " بسلوكنا نحن المسلمين ، فنحن عقبة فى انتشار الإسلام فى الغرب . فهم يرون ديننا من خلال تصرفاتنا البائسة ، ويقيسون الإسلام عليها بالتالى " .
وقف بعد ذلك أحد رجال الأزهر ، وبعاطفة فياضة شكرنى باسم الأزهر الشريف على كل ماقلته . بعد هذا اللقاء ، لم يحدث أى اعتراض جماهيرى لترجمة القرآن الكريم .
انتقلت لهوليوبليس فى شهر رمضان لأكون قريبا حيث يقطن الدكتور الغمراو ، لنكمل المراجعة ، والحمد لله انتهت المراجعة فى هذا الشهر الفضيل .
حضر فؤاد بك للقاهرة من الإسكندرية ، فى أجازة العيد . وتحركنا نحن الثلاثة لحلوان لرؤية الشيخ مصطفى المراغى ، حيث لخص الدكتور الغمراوى لفضيلته ما أنجزناه من عمل . وكتب لى الشيخ المراغى ، كلمات معضدة ودافئة ، أعتز بها أيما أعتزاز ، فقد جاءت من رجل فاضل ، لا يكتب شيئا لا يؤمن به .
وفى لقاء سابق ، قرأ لى الشيخ المراغى ، ما يقول به بعض تلاميذ أبو حنيفة القريبين منه والذين يعتبرونه أستاذا لهم ، بأن ترجمة القرآن الكريم جائزة . وكان فضيلته حريصا على أن يبين لى موقعه العلمى ، وأنه ليس مجرد خصم للرأى الآخر دون تفكير . وفى هذه الزيارة الأخير ، شعرت أنه من واجبى أن أشرح له بأن ترجمتى للكتاب تنقصها شروط مما قال به الأحناف فى موضوع واحد : بأنى لن أظهر النص العربى بجوار الترجمة للغة الإنجليزية . سألنى لما لا ؟؟؟ شرحت له لم لا ، كرجل يعيش فى الغرب ، وأن ذلك لعدة أسباب ... أولا : هذا سيرفع من ثمن النسخة وربما أحجم البعض عن شرائها .. ثانيا : حينما يتصفح المشترى للترجمة الكتاب ويجد به نصا باللغة العربية سيحجم أيضا عن شرائه ، معتبرا أن الموضوع خارج إهتماماته ، خصوصا أن الإسلام فى العهود السابقة قد هوجم بعنف وشوهت معالمه ، خصوصا من أولئكم الذين ترجموا القرآن الكريم ونشروه بين غير المسلمين . حتى لو كانت ترجمة القرآن الكريم غير مشروعة ، ففى ظروفنا هذه يمكن إقرارها حسب نص الآية التالية :::

الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ {194}


بمعنى ، أن بعض المحرمات ، كالقتال فى الشهر الحرام ، يباح لظروف ، وهذه الظروف يقدرها العلماء الذين يمكنهم الإستنباط . ويظهر أنى كنت أتكلم بحرارة ، فقد توقفت قليلا لألتقط أنفاسى ، فقال لى فضيلة الشيخ المراغى : "إذاكنت مقتنعا بقوة بما تعمل فسر على بركة الله فى الطريق الواضح أمامك ، ولا تلفت لأى قول يصدر من أحدنا" . وبينما يردد كلماته نظر إلى مبتسما ، وكأن كلانا قد خرج من بوتقة واحدة ، من مدرسة رجال الإسلام فى العصور الماضية .

يتبع
  #5  
قديم 25-09-2005, 11:10 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

( 4 )


وقبل يوم من رحيلى وزوجتى تاركين القاهرة ، أحد زعماء البدو ، وهو عضو بالبرلمان ، دعانا عن طريق فؤاد بك لمأدبة غداء ؛ وفى هذه المأدبة حضر شيخ الأزهر الحالى ، ويعتبر كبير العلماء بالأزهر ، وهو من المعارضين لترجمة القرآن الكريم - رجل مسن ، ووسيم جدا ويلبس زى رجال الأزهر بعمامة بيضاء . وقد جاء موقعى على المائدة على يمينه . فيما عدا حلمى باشا عيسى "وزيير سابق" ، فقد كان الحضور ممن أثبتوا ولاءهم للدين الإسلامى فى رأى العلماء ؛ كلهم كانوا مجاهدين بما فيهم فؤاد بك مع مصطفى كامل باشا بقناة السويس قبل أن يصبح وزيرا تركيا ببرن . وقد تعجب شييخ الأزهر من أن يرى رجلا انجليزيا فى هذا الجمع ، وحينما قلت له بأنى الرجل الذى ترجم القرآن الكريم للإنجليزية شعرت أنه صدم .
بعد الغداء ، مدح فؤاد بك فى ترجمتى للقرآن ، وأمن الحضور على أنها جديرة بالتقدير ، ظهرت علامات الإمتعاض أكثر على الشيخ ، إلى أن قال له فؤاد بك ، أن عنوان الترجمة سيكون "معانى القرآن المجيد" . حينئذ انفرجت أساريه وابتسم . وقال بما أنه سيفعل ذلك فلا إعتراض وسنكون سعداء . حينما قال ذلك فكأنى عدت من قرون بعيدة ووصلت إلى بر الأمان ، وكنت سعيدا بالنهاية .
كان هذا فى شهر مارس 1930 . وكانت الترجمة قد نشرت فى ديسمبر من نفس العام . وفى إبريل 1931 ، تلقيت خطابا من الدكتور الغمراوى ، يخبرنى فيه أنه تلقى رسالة من شيخ الأزهر يثير فيها أسئلة كثيرة عن الترجمة . ويظهر من هذا الإتجاه أنه كان يريد أن يدين الترجمة بعد كل ما حدث . وانتشرت إشاعة فى ذلك الوقت أن الأزهر يريد ترجمة الترجمة كلمة كلمة ، ويطرح ما تم فى صورته هذه المشوه للحكم على الترجمة ، حيث أنه لا يوجد بالأزهر من يتكلم الإنجليزية . كان هذا وضع عظيم جديد ، بإلا تتم الإدانة بدون نوع من المحاكمة ، كما حدث فى ترجمة مولاى محمد على للإنجليزية ، هذا يعنى أنه الآن بالأزهر فريق قوى متفتح يمكنه التأثير . وقد أجبت على جميع النقاط التى استعان بها دكتور الغمراوى فى مناقشته مع العلماء . والفترة التى قضيتها بمصر واحتككت فيها بكثير من الناس ومنهم علماء بالأزهر ، جعلتنى أوقن بأن هناك تغير كبير فى المفاهيم مما جعلنى مطمئن بأن أية مناقشات ستنتهى إلى خير بإذن الله .
وقد علمت فيما بعد من تقرير نشر بالجرائد ، وذلك بعد فحص الترجمة ، بأن فضيلة شيخ الأزهر ذكر أنها أفضل ترجمة لمعانى القرآن الكريم ، ولكن مع ذلك فهى ليس مسموح بتداولها بمصر . وقال التقرير ، أن السبب ، أننى ترجمت عبارات تعبيرية ومجازية من القرآن الكريم بشكل حرفى إلى اللغة الإنجليزية ، وذلك يدل على أننى لم أفهم معناها .
ولحسن الحظ ، فقد أعطى مثالا على ذلك فى الصحف ، مما جعلنى أفهم سبب الإتهام . فقد ترجمت الآية رقم ( 29 ) من سورة الإسراء ، "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً" ، هكذا ::: “And let not thy hand be chained to thy neck nor open it with a complete opening lest thou sit down rebuked, denuded.” فهمت قصده ، بأن الترجمة الحرفية حولت المعنى إلى المفهوم الحسى لا المجازى للكرم والبخل ، وأصبحت المسألة مسألة يد وعنق فقط لقارئ الإنجليزية !!! والحقيقة ، أن قارئ اللغة الإنجليزية يفهم من هذه الترجمة بالضبط ما يفهمه قارئ اللغة العربية من نص القرآن الكريم . وبذلك فالإتهام يقوم على أساس غير صحيح بالمرة .
من طرح السؤال بالتقرير الذى فى جريدة الأهرام ، علمت أنه هناك اختلاف وجهات النظر بين وزارة الداخلية والأزهر الشريف ، فوزارة الداخلية دافعت بحماس عن العمل وقدرته ، ولكن المعروف أن الأزهر وراءه الملك يعتبر الجهة الأقوى .
كان هناك تفاؤل فى الإدانة هذه المرة ، فقد كانت معتدلة بشكل رائع ، ويمكن القول بأنها كانت مناسبة تماما ، فبالنسبة للمترجم ، بالنظر إلى ما حدث لترجمات أخرى من نفس المؤسسات ، فتعتبر ممتازة . وهذا فتح جديد بين المسلمين العرب وغير العرب - فالإتهام بأن ترجمة معانى القرآن غير شرعي وتخالف الدين قد سقط تماما ، وأصبحت المناقشات فى فحوى الترجمة التى يقوم بها مسلم ، ومدى مطابقتها للدقة اللازمة لكتاب مقدس . خطوة رائعة للأمام .

[color=FF0000]
انتهى كلام "محمد مارمادوك بكثول"

الحلقة القادمة ... بماذا نخرج من هذه القصة ؟؟؟
[/color[
[/b]
  #6  
قديم 28-09-2005, 04:41 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

Size=7]
( 3 )
[/size]
من العيب علينا أن تمر مثل هذه القصة ذات الأثر الكبير فى حقل الدعوة الإسلامية دون أن نعلق عليها ، ونستخرج منها العبر . لذلك رأيت أن أبدأ بما أفاضه الله سبحانه وتعالى على أثناء الترجمة ، ثم أترك لكم إثراء الموضوع بما عهد عندكم . وأهم بند أبدأ به ، هو موقع الترجمة نفسها ، كعلامة على طريق الدعوة الإسلامية ، يليها تكريم للرجال الإيجابيين فى القصة ، ثم الرجال السلبيين ، الذين كان أثر سلبيتهم هو الإصرار على استكمال المسيرة ، وحدوث زلزال فى التفكير المتوارث .
1 - ترجمة معانى القرآن الكريم
لو نظرنا للموضوع من بدايته ، فسنرى أنه لا يوجد نص من الكتاب أو السنة يطلب منا ذلك ، وقياسا على ذلك فيعتبر العمل بدعة لم نؤمر بها . وأعتقد أن هذا ما استقر فى أذهان الرافضين للترجمة حينذاك . وربما يكون هناك رافضون الآن ، ولكن أعتقد أنهم قلة .
لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ونعض عليها بالنواجذ . وهناك سنة للخلفاء الراشدين ومن تبعهم ، يمر عليها كثير من المسلمين دون أن يتبعوها ، ويتغاضوا عنها !!! هذه السنة أنهم كانوا كلما حزبهم أمر ووجدوا أن فيه خيرا للأمة أخذوا به ... ومثال على ذلك جمع القرآن الكريم ، وحرب الردة وأمور كثيرة ... ولا يعتبر العمل بذلك بدعة ، بل هو خير ، كما كانوا رضوان الله عليهم ، يرددون . فما هو صالح لنشر الدعوة لغير المسلمين فهو خير لا شك فى ذلك .
غير الناطقين بالضاد كثيرون ، فكيف نوصل لهم القرآن الكريم ؟؟؟ هل نطالبهم بتعلم اللغة العربية ، وحتى تعلمها لن يوصل كثيرا من المعانى لهم ، لأن اللغة تحتاج لوقت طويل حتى يسبر غورها ، فكون أن الله سبحانه وتعالى قيض لدينه من يسلم من الإنجليز ويحسن إسلامه ، وفى نفس الوقت يكون أديبا فى لغته ، ليقوم بترجمة معانى القرآن لمواطنيه ، لهو فضل من الله ورحمة .
نحن الآن بعد خمس وسبعون عاما من نشر هذه الترجمة ، ونرى بأعيينا كيف كان لها الأثر فى إسلام كثير من الغرب ، كما أنها غيرت مفاهيم رجال الأزهر الشريف ، وأصبح النشاط فى ترجمة القرآن للغات عدة ، بعد أن حاربوا الفكرة فى البداية ، ولكن "..... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ...." . فالمدافعة التى تمت أثناء الترجمة هى فى صالح العملية والتقدم للأمام .
أحب أن تتصور نفسك كمسلم غيور ، ذهبت إلى بلد لا تعرف اللغة العربية ، وأنت تعرف لغتها بطلاقة ولك إطلاع جيد على القرآن الكريم وتفاسيره ، وأردت أن تنشر الإسلام وتعرف به مواطنى هذه البلدة ، ألا ستقوم بترجمة معانى القرآن الكريم لهم لتعرفهم بالدين ؟؟؟ هذا ما تم بالضبط .
2 - محمد مارمادوك بكثول Mohamed Marmaduke Pickthall
أظن ... ولا نزكى على الله أحدا ... إخلاصه فى هذه العملية من الوضوح بمكان ، لم يكتف بالترجمة وينشرها ، دون اللجوء لأحد ، ولكنه أصر على أن يراجعها مع من يجيد اللغتين ويتشرب تعاليم الإسلام ، وفى سبيل ذلك لاقى الأمرين ، ولكن الله العلى القدير ، لا يضيع عمل المخلصين ، فهيأ له من يتبناه ويساعده ويرعاه ، حتى أنجز العمل على درجة عالية من الدقة . فجزاه الله ثواب الدنيا ، ونتوسل إليه سبحانه وتعالى أن يثقل ميزان حسناته ، وأن يغفر له ذنوبه ، ويتقبله فى عباده الصالحين .
3 - فؤاد بك
ولا أعلم اسمه كاملا ، وقد وضعت موقعه بعد بكثول ، لأنه المايسترو الذى أدار العملية ، وحرصه ودأبه كان لهما الأثر الكبير فى نجاحها ، ورغم أنه يعيش فى الإسكندرية ، إلا أنه لم يبخل بمتابعة النشاط من حين لآخر ، أثقل الله ميزان حسناته وأثبه الجنة بإذنه .
4 - دكتور محمد أحمد الغمراوى
رجل ساقته المقادير ليغترف من الثواب ... رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين .
5 - الشيخ مصطفى المراغى
لا شك فهو الأب الروحى للمشروع ، وبصماته المؤثرة التى أثلجت قلب بكثول ، وأعانته فى محنته لها الأثر الكبير ... أجزل الله له الثواب وحشره فى عباده الصالحين .
6 - الشيخ رشيد رضا
موقفه إيجابى ، أجزل الله له العطاء وأثابه الجنة .
7 - المواقف السلبية
نلتمس لهم العذر ، فهم كانوا مخلصين لأفكارهم وما يؤمنوا به ، وقد اجتهدوا فأخطأوا فلهم أجر ‘ن شاء الله ... وأتذكر دكتور طه حسين فى أواخر أيامه ، فقد سأل فى أحد برامج الإذاعة عما يحب سماعه ، فسمعته بإذنى يقول "أنا لا أسمع إلا إذاعة القرآن الكريم" ... غفر الله للجميع ، ورحمهم وأثابهم الجنة بإذنه .



انتهى

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 28-09-2005 الساعة 04:48 AM.
  #7  
قديم 09-10-2005, 01:48 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

ملخص القصة :::

1 - أسلم "محمد مارمادوك بكثول" وحسن إسلامه وعاش فترة بالهند مختلطا بمسلمين لا يتكلمون اللغة العربية ، وكان هو نفسه أديب فى لغته وله مؤلفات عدة أدبية ... فشعر بحاجة هؤلاء المسلمين بالإضافة إلى قومه الإنجليز إلى من ينقل لهم معانى الكتاب الكريم ، فقام بترجمته إلى اللغة الإنجليزية .

2 - لم ينفرد بالترجمة ، ووجد لأمانته أن يستعين بمن لديهم دراية أكثر منه بالكتاب الحكيم حتى يصحح الأخطاء بالترجمة ، بالرغم من أنه قرأ تفاسير عدة ... فلجأ إلى مصر بلد الأزهر الشريف .

3 - قوبل بمعارضين له ، وكذلك بمؤيدين ، ونتيجة لصبره وعزيمته ، فقد أقنع الكثير بنبل أهدافه وأهميتها .

4 - شاركه فى تنقيح الترجمة ، الدكتور محمد أحمد الغمراوى الذى قام بالعبء الأكبر ، يعاونهم فى النقاط الصعبة ، الشيخ مصطفى المراغى شيخ الأزهر السابق .

5 - كان لهذه الترجمة الفضل فى إسلام الكثير ، كما أن الأزهر الشريف بعد صراع ، تبنى الفكرة واعتمد ترجمة معانى القرآن الكريم إلى عدة لغات .

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 09-10-2005 الساعة 01:53 AM.
  #8  
قديم 13-10-2005, 09:50 PM
نقار الخشب نقار الخشب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
المشاركات: 37
إفتراضي

جزاك الله خير أخي الكريم


لكن عندي سؤال


الترجمة الحرفية للقرآن هل منعها العلماء (مثل ترجمة الإنجيل إلى العربية) ..

هل هو خوف من تحريف القرآن.. أو خوف من الاستغناء عنه من قبل غير الناطقين بالعربية أم ماذا

من زمان وأنا أفكر بهذا الشي
  #9  
قديم 14-10-2005, 05:06 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

الفاضل / نقار الخشب

دعنا نفكر سويا ... لو افترضنا أنك تجيد لغة معينة ، وبصفتك مسلم حريص على نشر الإسلام ، وكنت أديبا بارعا فى هذه اللغة ، وقد قرأت عدة تفاسير للقرآن الكريم ، وأردت أن تنقل معانى القرآن الكريم لأصحاب هذه اللغة ... فهناك طريقين أمامك ... إما أن تعلمهم اللغة العربية وتنتظر إلى أن يجيدوها ويمسكوا بأسرارها ثم تقرأ عليهم القرآن الكريم أو تدعهم هم يقرأونه ... أو تترجم لهم معانى القرآن الكريم كما فهمتها أنت ، قائلا لهم أن القرآن لا يترجم ولكن ما أقوله لكم هو إجتهاد منى فى إيصال معانيه لكم .

نعم أخى الفاضل كلام الله سبحانه وتعالى لا يترجم ، وهذا ما نص عليه بكثول فى مقدمة ترجمته لمعانى القرآن .

القرآن الكريم معجز فى نظمه وفى كل شئ ... ورغم ذلك لابد من إيصال معانيه لغير الناطقين باللغة العربية ، وترجمة هذه المعانى لن تؤدى إلى التحريف ما دام المترجم والقارئ يفهمون الغرض من ترجمته جيدا .

وما فعله بكثول أنه لم ينفرد بالترجمة بل ذهب إلى مصر بلد الأزهر ليعاونوه فيما ترجم وينقحوا المعانى التى أغلقت عليه ... وقد قوبل بمن يعارض ذلك أشد المارضة ، ولكن صبره وعزيمته أقنعت الكثيرين فيما بعد ، وها نحن نرى الأزهر الشريف يتبنى ترجمة القرآن الكريم لعدة لغات أخرى .
  #10  
قديم 14-10-2005, 06:00 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

اخي صاحب السؤال
[line]
لكن عندي سؤال


الترجمة الحرفية للقرآن هل منعها العلماء (مثل ترجمة الإنجيل إلى العربية) ..

هل هو خوف من تحريف القرآن.. أو خوف من الاستغناء عنه من قبل غير الناطقين بالعربية أم ماذا

من زمان وأنا أفكر بهذا الشي
[line][line]

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمحلي اخي ابو ايهاب ان اضيف شيئا واجيب الاخ السائل على تساؤله لعله مايوجد في النهر مالا يوجد في البحر وابدا فاقول وبالله التوفيق

اما يالنسبة لمنع العلماء لترجمة القران الى لغات اخرى ترجمة حرفية
فهو ليس كما تتصور يااخي فالله سبحانه تولى حفظه الى يوم الدين
والمراد من عدم ترجمته ان العلماء بالاجماع اكدوا عدم جواز الترجمة الحرفية للاعتيارات التالية
اولا ان الله سبحانه وتعالى اختار نزوله بلغة العرب وهو العليم الخبير
واللغات الاخرى كلها جميعا من خلقه وهي ايات من اياته لاولي الالباب
واللغة العربية والقران الكريم يشتملان على معاني بلاغية وضرب للامثال
سواء اتعلق الامر عن طريق المجاز او بالتعبير الدقيق
وهذه الميزات لن تجدها في لغات اخرى ولن تستطسع ان تتذوق حلاوة معاني القران الا بالرجوع الى الاصل
مهما اوتيت من علم ومن كفاءة
ولاعطيك مثالا بسيطا وحيا على مااقول
عندما تقول مثلا اخي السائل
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الم
او
كهيعص
او
حم
او
يس
ماذا تقول بلغة اخرى
واطلب منك ان تقوم لوحدك بترجمة هذه الحروف للغة التي تحسنها وتجيدها واعلم ان هذه الحروف لاتتطلب العناء الكثير بعدها تعرف السر في عدم جواز الترجمة الحرفية

ولاعطيك مثالا اخر في بلاغة القران الكريم حيث قال تعالى


الم تر كيف فعل ربك بعاد
ارم ذات العماد
التي لم يخلق مثلها في البلد
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد
وفرعون ذي الاوتاد
الذين طغوا في البلاد
فاكثروا فيها الفساد
فصب عليهم ربك سوط عذاب
ان ربك لبا لمرصاد




تلاحظ اخي الكريم ان كنت تفقه اللغة العربية والتفسير
تاريخ امم كامل مختصر في كلمات معدودة لوحللتها لانشات منها كتبا ومجلدات
اظافة الى النغم الموجود مع الوزن الرائع
وبهذا نصل الى القول انه
لن يستطيع احد على وجه الارض منذ خلق الله ادم حتى برث الله الارض ومن عليها ولو باللغة العربية ان ياتي بمثل هذا القران او مايعادله

هذا هو الاعجاز يااخي
جزاك الله خيرا عن السؤال ورمضان كريم لك و لكل الاخوة

آخر تعديل بواسطة أحمد ياسين ، 14-10-2005 الساعة 06:31 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م