أخبار الأسهم تتصدر اهتمامات الخليجيين قبل فلسطين والعراق
يعتبر تقرير نشرته صحيفة الفاينانشال أن تغطية قناة "العربية" لحركة أسهم "دانة غاز" شكل ما يمكن اعتباره بمثابة سياسة جديدة للقناة السعودية التي أطلقت عام2003، وكان الهدف منها حينها تقديم بديل "ألطف" لقناة "الجزيرة" القطرية.
فصار تركيز القناة على الجانب الاقتصادي وأخبار الأسواق المالية، فيما يمكن اعتباره تجاوباً مع الثقافة الاستثمارية الجديدة التي تنتشر في الشرق الأوسط حالياً، وخاصة في منطقة الخليج التي تتوفر فيها سيولة مالية هائلة توفرها عائدات النفط، والتي أدت إلى فوائد غير مسبوقة في أسواق الأسهم. وكمثال على ذلك، ارتفع مؤشر سهم شعاع كابيتل في الخليج بنسبة تفوق الـ 92% منذ بداية العام.
ومنذ شهر يوليو، تخصص "العربية" أكثر من 4 ساعات من بثها النهاري للبرامج الاقتصادية، بينما تُحوّل تركيزها إلى الأخبار السياسية مساءً. ويقول الحاج: "أصبحت أخبار أسواق الأسهم من العناوين اليومية التي ينتظرها الجمهور، والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة المشاهدين"، مضيفاً أنه "حين يشتري ثمانية ملايين سعودي (وهو رقم يقترب من نصف عدد الشعب السعودي) شراء أسهم في مصرف ما، كما حصل أخيراً مع طرح أول اكتتاب عام لأحد المصارف، فإن هذا يعني ظهور اتجاه جديد يجني الناس عبره أموالاً طائلة".
أما بالنسبة لـ "العربية"، فيبقى الهدف الأول من تغطية الأخبار الاقتصادية هو محاولة تمييز نفسها عن المنافسين، خاصة في المملكة العربية السعودية التي تشكل أكبر سوق إعلاني. وهو سوق تحظى فيه قناة "الجزيرة" القطرية بمشاهدة واسعة بين السعوديين، على الرغم من مقاطعتها إعلانياً.
الراشد: الأسهم أهم من فلسطين والعراق
يرى المدير العام لـ "العربية" عبد الرحمن الرشد، أن سوق الأسهم "يمثل اليوم الخبر الأول بالنسبة لسكان منطقة الخليج، متفوقاً في أهميته على أخبار فلسطين، والعراق والإرهاب"، ويضيف: "ربما تشكل هذه حالة مؤقتة، إلا أن لها فوائد كبيرة اليوم. فربما سيساعدنا هذا في تحسين مستوى الطبقة الوسطى وزيادة القوة الشرائية، ما سيزيد، بالتالي، مردودنا الإعلاني".
فإذا اعتبرنا أن التوجه الذي شهدته دول الخليج في العام 1970 نحو اقتناء السيولة المالية بمثابة "فورة" مالية، فاليوم هو وقت أسواق المال والأسهم بامتياز، ولو على حساب الحسابات المالية الجارية، التي تشهد انخفاضاً.
وقد عمدت بعض حكومات دول الخليج، ومنها الممكلة العربية السعودية، إلى تبني نوع من التخصيص في سوق الأسهم، بشكل يتم فيه توزيع الأسهم على أكبر عدد ممكن من المستثمرين.
وبالاستناد إلى "المعهد المالي العالمي"، وهو منظمة مالية دولية، فقد حققت أسهم الاكتتاب الأولى في الخليج ارتفاعاً وصل إلى 1.8 مليار دولار، كما ارتفعت بنحو 4 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام 2005.
ونجد أن الاستثمار صار اليوم جزءاً من الثقافة الشعبية، وأصبح محوراً متداولاً في مواقع الانترنت وغرف الدردشة، التي استجدت عليها مواضيع تناقش آخر أخبار الأسواق المالية وأسعار الأسهم.
ويعتبر مدير صندوق النقد الدولي في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى محسن خان أن انخراط العديد من الناس في هذه التجارة أدى إلى انعدام ظهور "أية معارضة لمشاريع الخصخصة، لأنها تتيح للجمهور فرصة لامتلاك أسهم الشركات المعروضة".
ويدفع هذا التغيير في الثقافة الشعبية الحكومات لتنظيم أسواق المال بشكل أفضل، في منطقة لا تزال تُعامل فيها أرقام الميزاينة الرسمية كسرّ من أسرار الدولة.
وعلى الرغم من الاعتقاد بأن الإستثمار في الأسهم يساعد في التخفيف من الضغط السياسي على الحكومات، إلا أنه يبدو أن ذلك لن يدوم لوقت طويل، إذ يحذر المحللون من أن الأسهم تقترب من الوصول لمستويات خيالية، في مقابل وجود العديد من صغار المستثمرين الذين يقعون فريسة للشائعات ويتفاعلون معها، ويتخذون قراراتهم الإستثمارية بناء عليها.
__________________
معين بن محمد
|