نقض القانون المدني
اقرأ في هذا الكتاب
والناظر في التشريعين: الغربي والإسلامي يجد أن التشريع الغربي باطل الأساس وفاسد المعالجات، وعاجز عن إعطاء الحلول للمشاكل الجديدة إلاّ بعد ترك الأساس، والبعد عنه، وإعطاء حلّ لا يمت إليه بصله، بل يناقضه. بينما الناظر في التشريع الإسلامي يجد أنه صحيح الأساس، وأن أساسه قطعي، وليس ظنياً، وأن معالجات حقه مطابقة للواقع، ولفطرة الإنسان التي فطر الله النّاس عليها، وأنه فيه القدرة على استنباط الحل لأية مشكلة، دون أي بُعدٍ عن الأساس الذي يقوم عليه، أو عن الخطوط العريضة التي تستنبط منه .
وإنه لمن الأهمية بمكان ـ وقد بدت تباشير النصر لإقامة الخلافة، وإعادة الحكم بما أنزل الله تلوح ـ أن يعاد طبع هذا الكتيب النفيس ـ الذي قوَّض أركان العمود الفقري للقانون المدني ـ بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على إلقائه في البرلمان، وطبعه الطبعة الأولى، بعد أن صار الأمل يحدو المسلمين بعودة الإسلام إلى واقع الحياة والدولة والمجتمع، وبعد أن صارت توجهاتهم ـ إلى الإسلام بارزة بشكل ظاهر في جميع البلاد الإسلامية، استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، وإيماناً بأن الإسلام هو أملهم الوحيد في خلاصهم من الواقع السيئ الذي يعيشون .
إن هذا الكتيب لمن الأهمية بمكان لأولئك الذين أسرتهم أفكار الغرب وأنظمته وتشريعاته، ممن تثقفوا بثقافته، وغُذُّوا بأفكاره، ولا زالوا ينظرون إليه نظرة إكبار ـ بالرغم من انكشاف واقعه على حقيقته ـ لرفع الغشاوة عن عقولهم وقلوبهم، حتى يدركوا فساد أفكار الغرب، وفساد أنظمته وتشريعاته ـ خاصّة التي هي موضع الفخر والاعتزاز عنده ـ وعفنها، ويدركوا أنّها أفكار كفر، وأنظمة كفر، وتشريعات كفر تتناقض مع أحكام الإسلام وتشريعاته تناقضاً كلياً
كما أن هذا الكتيب الثمين من الأهمية بمكان للسياسيين والقضاة والمحامين، ولكل من له علاقة بالناحية القانونية والحقوقية ليدركوا مدى فساد تشريعات الغرب وأنظمته، ومدى عظمة الإسلام وسمو تشريعاته وأنظمته، ويكونوا على أهبة الاستعداد لوضع الإسلام وأحكامه موضع التطبيق والتنفيذ .
والله نسأل أن يجعل في هذا الكتيب كل الخير، وأن يعجل بتمكين الإسلام والمسلمين في الأرض ليبادروا بالقضاء على أفكار الكفر وأنظمته وتشريعاته من بلاد المسلمين، بل من العالم اجمع، وبإعادة الحكم بما انزل الله في الحياة والدولة والمجتمع. وما ذلك على الله بعزيز
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic...ks/knonmdn.pdf