دعوا إلى تنفيذها على أرض الواقع .. كتاب ومفكرون وأكاديميون لـ المدينة :
توصيات الحوار الوطني خطوة جديدة نحو الإصلاح وبناء المجتمع
متابعة: علي العميري وفهد العيلي وعبدالرحمن القدادي
الاستماع لكل رأي هدف إيجابي لتحقيق الوحدة الوطنية
دعوة صريحة لاتساع دائرة الرأي والرأي الآخر
توزيع فرص التنمية على جميع المناطق خاصة النائية .. مطلب أساسي
اشاد عدد من المفكرين والكتاب والاكاديميين بتوصيات الحوار الوطني واعتبروها خطوة جديدة نحو الاصلاح وبناء المجتمع وتماسك الجبهة الداخلية.
وقالوا في تصريحات لـ(المدينة) ان الحوار يمس جوانب مهمة في المجتمع منها العناية بفئة الشباب والتحاور معهم والاطلاع على مشاكلهم، وكذلك الدعوة الى توزيع فرص التنمية على جميع المناطق خاصة النائية.
واشاروا اى ان اتساع دائرة الرأي والرأي الاخر خطوة ايجابية تسهم في خلق روح التناغم بين كافة شرائح المجتمع طالما ان تلك الاراء لا تمس الثوابت الدينية والعقيدة.
ودعا هؤلاء الى تنفيذ توصيات الحوار الوطني على ارض الواقع مؤكدين ان ذلك لا يتم الا من خلال انشاء مركز للحوار الوطني تكون له عدة فروع في مناطق المملكة ومحافظاتها.
(المدينة) رصدت تطلعات المفكرين والكتاب والاكاديميين من خلال رؤيتهم لتوصيات الحوار الوطني خلال هذا الاستطلاع.
في البداية يؤكد الدكتور عبدالرحمن الفيصل استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن على اهمية احترام حرية التعبير والاختلافات بين الاقطار والاراء مشيراً الى ان الاختلاف لا يولد عداوة او رفض للاخر بل يجب ان يبادل بالاحترام بين الاطراف وترك فرصة للحوار حتى نصل الى نتيجة.
واضاف ان الاختلاف هو من سنن الحياة ولولا الاختلاف ما وجد التفكير والبحث ولهذا اعتقد ان ما ظهرت به نتائج ملتقى الحوار ستكون ايجابية على المجتمع اذا ما كانت توصياته محل التنفيذ وبشكل سليم حتى يستطيع المفكر او الباحث ان يطرح رأسه في جو صحي.
واشار الى ان حرية التعبير لا تعني تجاوز اساسيات الاخلاق او الدروس عليها بل هي استخدام الحريات الطبيعية في ابداء الاراء دون التجاوزات التي لا ترضي جميع الاطراف.
تطور الحركة الفكرية
ومن جهته قال الدكتور ظافر الشهري استاذ اللغة العربية بجامعة الملك فيصل ان ما خرج به ملتقى الحوار الذي اقيم مؤخراً سيسهم في تطور الحركة الفكرية بالمملكة وبالتالي تطور المؤسسات في الوطن مشيدا بهذه المبادرة في جميع الاطياف الفكرية والمذهبية للالتقاء على طاولة واحدة يكون هدفها ايجاد صيغة معتدلة تساهم في حل الاختلافات المطروحة في البلاد.
وقال الدكتور الشهري انه يتطلب افهام الجيل الجديد وتطوير قدراتهم الفكرية من خلال احترام الرأي الاخر وابداء الرأي بكل احترام مع التأكيد على ان للمدرسة دوراً مهماً في تكوين شخصية الجيل الذي سيكون واجهة للوطن لان هذه المبادئ تساهم في تعقميق الوحدة الوطنية ويجب ان يشربها الجيل منذ الصغر في مرحلة التعليم والتي تدخل فيها التربية على تقبل الاراء والاتجاهات ومناقشتها.
عناصر فكرية
ويؤكد محمد احمد الحساني ان هذه العناصر عناصر فكرية بناءة تسهم في بناء اي عمل وطني سواء كان هذا العمل فكرياً او سياسياً او اقتصادياً او ادارياً لان اي انسان لا يريد الا سماع صوت نفسه فان رؤيته للامور تكون محدودة وافاقه ضيقة واما اذا فتح قلبه وعقله لسماع الرأي الاخر وحاور من حوله من العقول فانه قد يخرج برؤى جديدة، تضيف الى ما كان يراه وقد تعدل او تلغي بعض تلك الرؤى وما دام الامر لا يمس الثوابت او العقيدة او ما ورد فيه نص شرعي فان كل الامور الدنيوية قابلة للحوار من اجل الخروج بنتائج جيدة.
واشار الى ان توصيات الملتقى تعد اهم ما صدر خلال السنوات الاخيرة لانها جمعت شرائح عديدة واصنافاً متعددة قدمت رؤيتها لما ينبغي ان يكون الحوار عليه وللخطوات المطلوبة للاصلاح ومن جوانب مهمة من المجتمع مثل العناية بفئة الشباب ومعالجة قضاياهم ومعرفة احتياجاتهم وكذا توزيع فرص التنمية على جميع المناطق لاسيما النائية حتى تأخذ حظها من الحضارة والتأكيد على اتساع دائرة الرأي والرأي الاخر الذي يجب ان لا ينظر اليه على انه يتأخر عن الاراء الاخرى ولعل اهم شيء ان توضع التوصيات موضع التنفيذ.
وابان الساني ان وجود تنمية حقيقية في القرى يؤدي الى شعور مطمئن عند ابناء تلك المنطقة انهم غير محرومين من التنمية التي حصل عليها المواطنون في المناطق والمحافظات وهذا الشعور يجعلهم اكثر حباً لوطنهم ولا يوجد في صدورهم ما قد يختلج من مشاعر في حال حرمانهم من التنمية فاذا ساد هذا الشعور فسوف تتحقق الوحدة الوطنية.
مظلة إسلامية
واوضح د.محمد حسن زيني استاذ الادب العربي بجامعة ام القرى ان الله يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان).
هذا منطلق واسع للمسلمين لان يعيشوا تحت مظلة اسلامية تحترم كل فرد في المجتمع ويجب ان يكون هناك حوار في البيت والاسرة والمجتمع وتطرح العديد من الاراء واذا ما كان هناك حوار في البيت الواحد فاننا سنوجد بيئة خصبة للحوار مشيراً الى ان كل مواطن يجب ان يعبر عن رأيه والحوار يجب ان يكون في جميع المجالات (المدرسة، المسجد، الجامعة) ولابد ان تكون كل خطب الجمعة مجال حوار ونقاش وان يقوم كل فرد بالتعبير عن رأيه بحرية في ضوء الثوابت الدينية والعقدية ولابد من الاخذ بكل الاراء وطرحها للنقاش فان كانت للصالح تؤخذ ويشكر صاحبها لانها لضمان استمرارية المجتمع واما ان كان فيها نوع من الشطط ينبه صاحبها لانه مجتهد.
واشار الى انه في حال وجود بنية حوارية ستنطلق الى الاقرار بالتنوع قال تعالى: (ولا يزالون مختلفين) فهناك مذاهب وهناك افكار وهناك اجتهادات والاقرار بالتنوع يكون بيئة طبيعية في ظل الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية ومن كانت له رؤية تؤخذ وتناقش ومن ذلك يكون الثراء الفكري والامن الفكري وهذه العناصر تحافظ على الوحدة الوطنية وتعيش اخلاء.
واضاف ان توصيات ملتقى الحوار خطوة اولى في الحوار ولكن لابد ان تعقبها خطوات اخرى ولابد من ايجاد مركز رئيسي له فروع للحوار يعيش وتسمع لكل الاراء والافكار ومتابعة سمو ولي العهد له ستؤدي الى الوصول الى نتائج سريعة للاصلاح والحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية مشيراً الى ان رعاية سمو ولي العهد لهذا المركز ستخرجه للنور ليكون انطلاقة جديدة، للحوار الهادف والبناء.
حرية الرأي
وبين د.حامد بن سالم الحربي استاذ التربية الاسلامية بجامعة ام القرى ان حرية الرأي ستعود الى العديد من الاراء الثرية والافكار الهادفة البناءة التي تسهم في خلق روح التناغم بين كافة شرائح المجتمع والتنوع واحترام الاختلاف في الاراء والافكار المطلوب طالما انه لم يمس الثوابت الدينية والعقدية والمجتمع يضم العديد من المفكرين والمثقفين واصحاب الرأي والاستماع لكل الاراء والافكار ومناقشتها خطوة ايجابية ستؤدي الى تحقيق الوحدة الوطنية لان كل الاراء والافكار ستطرح للمناقشة فما كان منها صالحاً ومفيداً اخذ وما لم يكن كذلك يشكر صاحبه على اجتهاده لانه مجتهد ولا يلام المرء بعد اجتهاده.
وامتدح د.الحربي التوصيات التي خرج بها ملتقى الحوار الوطني مؤكداً اهمية تنفيذ هذه التوصيات على ارض الواقع ولن يكون ذلك الا من خلال انشاء مركز للحوار الوطني تكون له عدة فروع في مناطق المملكة ومحافظاتها مشيراً الى ان التنمية المتوازنة ستسهم في تنمية كل المناطق وتحقيق العدالة الشعور بالامن وستمكن المواطنون من الاسهام في عملية التنمية في وطنهم الكبير مشيراً الى ان تحقيق التنمية المتوازنة سيحد من الهجرة الى المدينة ويجعل المواطن يعيش في منطقته ويسهم في تنمية وطنه.
متطلبات المرحلة
من جانبه قال الدكتور علي بن محمد الحارثي عميد كلية المعلمين بالطائف ان توصيات ملتقى الحوار الاخير شيء يثلج الصدر وهي تدل على الوعي في التعامل مع متطلبات المرحلة وبما يصب في مصلحة الوطن، ولعل تطوير العملية التربوية من اهم الاسهامات التي ستساهم في توسيع المشاركة السياسية وتطوير الحوار الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية، ولعل توضيح قصة الانجاز في توحيد المملكة واعادة قراءة قصة التوحيد سيعمق في نفوس الطلبة الوعي بعظمة الانجاز والعمل علىالحفاظ على مكتسبات هذه الوحدة التي تحققت بالاضافة الى تفعيل سياسة التعليم في الانفتاح على العالم وعدم الانكفاء على الذات ورفض الاخر مما يشعر الطالب بانه ليس بمعزل عن هذا العالم، بالاضافة الى تبني الاهتمامات العالمية في منظومة العالم على المستوى الفكري والتي هي اساسية في ديننا كحقوق الانسان، وحقوق المرأة وحرية التدين.
ودعا الى تحويل كثير من المفاهيم والقضايا بما يخدم انتاجية الفرد ومكانته كالتحول من مجتمع مستهلك الى مجتمع منتج ومنافس.
بالاضافة الى القدرة على التعامل مع الحوار الحضاري الذي لا يقصي الاخر وتحديد مفهوم الحرية بعيداً عن الفوضى وهذه تحتاج الى جهود غير عادية لانها مهمة تربوية تتطلب حرية التفكير واحترام الرأي الاخر واعطاء العقل دوراً اكبر في التعامل مع قضايا المرحلة. واشاد الدكتور مشعل الجعيد بتوصيات الحوار مؤكداً انه جاء في الوقت المناسب ويجسد حرص الدولة على التعامل بصدق مع معطيات المرحلة وتعميق مناهج الوطنية وهذا لا يتأتى دون احترام حريات الاخرين وضمان حرية التعبير واحترام الاختلاف، فكل هذه العوامل تجسد مفهوم المجتمع الواعي المتسامح الذي ينبذ التطرف بكل انواعه .
____________________
جريدة المدينة المنورة يوم الاثنين 23/4/1424 الموافق 23/6/2003
www.al-madina.com
لي عودة للتعليق علي هذا الموضوع الحيوي الهام جدا .