مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-01-2007, 10:21 AM
عزالدين القوطالي عزالدين القوطالي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 27
Thumbs up البعث العربي الإشتراكي : التحدي والإستجابة


البعث العربي الإشتراكي
التحدي والإستجابة



نشأ حزب البعث العربي الإشتراكي في وقت كانت فيه الأمة العربية ترزح تحت نير الإستعمار والتبعية والتخلف والإنحطاط العلمي والثقافي والحضاري وكان جزء كبير من الوطن العربي يعيش في غياهب الظلمات والنسيان وفقدان الوعي بالذات ومنقطع تماما عن العالم ومفتقد لوسائل الإتصال والتواصل الحضاري مع بقية شعوب الأرض ومصاب بداء الركود والخمول والإستسلام .
وكانت المرحلة تبشّر بولادة جيل جديد من أبناء هذه الأمة ممن آمنوا بأن الوقت قد حان لتأسيس حركة عربية ثورية تقدمية تستلهم من تراث الأمة وتنهل من ماضيها المجيد وتمدّ لجماهيرها المتعطشة للحرية والتقدم جسرا بين الحاضر والمستقبل .
ومن هذا المنطلق جاءت ولادة حزب الإنقلاب العربي إستجابة للتحدي الحضاري الذي فرضته المرحلة فكان لا بدّ من مبادرة جدية وجذرية تتخطى حدود التخلف وتتجاوز مخلفات التجزئة وتتميز عن المعتاد في الحياة السياسية العربية آنذاك حيث سادت الأطروحات الإقليمية وهيمنت الأحزاب والتنظيمات الرجعية وطغت الأفكار والتنظيرات الفوقية المستعلية على جماهير الشعب والمستهينة بطموحاتها وآمالها في الوحدة والحرية والإشتراكية .
لقد آمن البعثيون المؤسسون أنه من الضروري والحتمي أن تنهض هذه الأمة من سباتها العميق وتضطلع بدورها التاريخي والحضاري وتقطع مع حالة الضياع والإنحطاط والتخلف وذلك مشروط بتحقيق الإنقلاب الشامل على مظاهر الفساد والمرض في الجسم العربي وهي مظاهر إستفحلت وتضخمت وأصابت المجتمع العربي بورم خبيث كان لا بدّ من إستئصاله وإقتلاعه من جذوره وعلى هذا الأساس أطلق الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله على تلك المرحلة عنوان عهد البطولة إشارة الى الدور الذي يضطلع به البعثيون في النهوض بالأمة وإنقاذها من حالة الموت السريري الذي كان يهدد وجودها فلا غرو أن يكتب القائد المؤسس ومنذ سنة 1935 قائلا : (( الآن تنطوي صفحة من تاريخ نهضتنا العربية وصفحة جديدة تبدأ تنطوي صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء ... صفحة النفعيين الذين ملؤوا جيوبهم ثم قالوا لا داعي للعجلة كل شيء يتم بالتطور البطيء ؛ صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع إذا ما خلوا الى أنفسهم حتى إذا خرجوا الى الطريق كانوا أول من يطأطئ رأسه لهذا الفساد ؛ وتبدأ صفحة جديدة صفحة الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الإيمان ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعا ويسيرون في الأرض عراة النفوس ..)).إن ما كتبه الرفيق القائد المؤسس رحمه الله منذ ما يقارب السبعين سنة يدل على وعي سابق لأوانه بمشكلات الأمة وسبل حلها فالحالة الإستثنائية التي كان يعيشها الوطن العربي تستدعي نشأة حركة إستثنائية وهو الأمر الذي يفسّر حجم التحديات والمؤامرات والدسائس التي إعترضت حزب البعث العربي الإشتراكي منذ اليوم الأول لتأسيسه والى يومنا هذا إذ سعت قوى التخلف والرجعية الى إعاقة نموّ الحزب وتطوره لأنها تعلم علم اليقين أن في وجود البعث العربي تهديد مباشر لوجودها ولكيانها المتداعي حتما للسقوط وأن هذا الجيل من الشباب العربي يشكل أكبر خطر يهدد مصالح الحكام ومعاقل الإنتهازية والتبعية والإستغلال وأن الجيل العربي الجديد لا يقبل بالحلول الوسط ولا يرتضي بغير الإنقلاب على الواقع الفاسد بديلا.
فحركة البعث حركة إستثنائية شكّلت في جوهرها وطبيعتها وأهدافها محور التصدي للمشاريع الإستعمارية ؛ وقطب المقاومة لمظاهر التخلف والإقليمية والرجعية ؛ وسفينة النجاة من حالة الإنحطاط والتبعية والخنوع فهي إذن حركة من نوع خاص حركة تاريخية حضارية إنسانية تنطلق من الوطن العربي لتشع بمبادئها على العالم بأسره ؛ ولن نبالغ حين نقول إن الأمة العربية كانت في أشد الحاجة الى وجود حركة ثورية تقدمية من هذا النوع فحزب البعث العربي الإشتراكي هو الإستجابة الطبيعية والتلقائية بل الحتمية للتحديات التي تواجهها الأمة والامال التي تحملها الجماهير وتاريخ السابع من نيسان/أفريل 1947 كما قال الرفيق المناضل أحمد حسن البكر رحمه الله : (( لم يكن يوما عاديا في تاريخ العرب المعاصر بل كان بداية إنعطاف ضخم وتحولا بارزا في مسيرة النضال العربي عبر الجماهير التي طال تعلقها الى الخلاص من نير العبودية والقهر والإذلال على طريق الثورة العربية المعاصرة الرافضة للتجزئة والهادفة لبناء المجتمع العربي الإشتراكي الموحد...)).
إن الجوهر الثوري التقدمي لحزب البعث العربي الإشتراكي شكل بالتالي تحديا حقيقيا للقوى الإستعمارية بإعتبار أن أهداف وشعارات وغايات هذا التنظيم العربي من شأنها بالضرورة أن تقف حائلا دون نجاح الإستراتيجية الإمبريالية القائمة أساسا على مبدأ المحافظة على حالة التجزئة لتيسيرعملية النهب الدائم والمتواصل لثروات الأمة وللإبقاء على حالة الضعف والهوان التي تضمن التبعية المطلقة للمركز الإستعماري. ولهذا سعت الإمبريالية وأذنابها من قوى رجعية وإقليمية المنشأ والتوجه الى إجهاض تجربة حزب الثورة العربية المعاصرة من خلال محاولات إحتوائه أو تفجيره من الداخل وصولا الى إلغائه من الحياة السياسية العربية وأجتثاثه من تراب هذا الوطن الجريح.
وقد كان الحزب في كل مرة يواجه فيها التحدي يخرج أكثر قوة وتصميما وعزما على مواصلة الطريق لأنه يختزن في ذاته طاقة جبارة على مغالبة التيار والنهوض بالأعباء الثقيلة التي ألقيت على عاتقه والنجاح في تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والإشتراكية فلا عجب أن يقدم الحزب في سبيل بعث الأمة تضحيات جسام ترجمت من خلال قوافل الشهداء من خيرة المناضلين على إمتداد الوطن العربي وفي مختلف الساحات التي أمكن فيها حمل مشعل النضال الوطني والقومي فكان البعثيون في الأقطار العربية أول من يضحي وآخر من يستفيد إذ أن فهمهم للنضال يختلف عن فهم الآخرين الذين لا يقدّمون التضحيات إلا مقابل الفوائد الآنية التي يمكن أن يجنوها لا يهم في ذلك إن كانت الفائدة على حساب الغالبية الساحقة من جماهير الشعب المظطهدة المستعبدة المظلومة.
فالنضال كما قال الرفيق القائد المؤسس رحمه الله ( هو المعبر الصحيح عن الأمة فإننا في النضال نبني أسس حياتنا المقبلة وفي النضال تزول عوامل الإنحطاط وفي جو النضال الجدي لا يبقى نفع خاص ولا تبقى مادة ولا يبقى تنافس حقير ولا تبقى أنانيات لأن النضال يبني مستوى جديدا إما أن ترقى إليه النفوس أو تسقط من الحساب...)).بهذه النفسية والروحية النضالية إستطاع حزب البعث أن يسقط أعتى الحكومات الرجعية ويقضي على أذناب الإستعمار والتخلف في بعض الأقطار العربية ويؤسس أول تجربة وحدوية عربية في تاريخنا المعاصر ويحقق الإنتصارات السياسية والعسكرية على موجة الحقد الصفراء القادمة من بلاد فارس ويبني قاعدة علمية وتكنولوجية ضخمة ويهدد الكيان الصهيوني في عقر داره ويقف في وجه الطغيان والظلم مجسدا في الإمبريالية الأمريكية وكان الحزب ولا زال قادرا على الفعل والحركة والإستجابة للتحديات الجديدة المطروحة على الأمة وقد أصبح اليوم في حلّ من الإلتزامات التي يفرضها منطق الدولة ورجع الى جوهره النضالي الأصيل وساحته الحقيقية ساحة النضال اليومي مع الجماهير وبها وإليها وإستطاع في ظرف وجيز أن يخرج من الأزمة الناتجة عن إحتلال العراق بل ويجعل من ذلك الحدث حافزا قويا لشدّ همّة المجاهدين الصابرين ومناسبة لإثراء تجربة العمل السياسي في مرحلة النضال السري وتنمية قدرات المجابهة في حرب التحرير الشعبية مجسدة اليوم أحسن تجسيد في المقاومة الوطنية الباسلة في العراق فألف تحية لفرسان البعث العربي العظيم وخير تحية توجه إليهم وإلى من آواهم ووالاهم وسار على دربهم قول شهيد البعث وفلسطين الرفيق كمال ناصر:
ويشهد الله هذا الدرب لا طمعا **** ولا إدعاءا و لا زهوا مشيــناه
وإنما هزنا في بعث أمتنـــا **** جرج على صدرها الدامي لثمناه
فالبعث وعي وإيمان وتضحيـة **** والبعث همّ كبير قد حملنـــاه
سيعلم الناس أن الدرب في وطني **** وعر أليم طويل كلـــــه آه
عزالدين بن الحسين القوطالي
تونس في: 07/04/2006
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م