مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-06-2007, 08:58 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي مع الدكتور/ سيد القمني 2

تابع لموضوع ..
مع الدكتور/ سيد القمني

3 - حروب الردة..
أم حروب مانعي الزكاة؟!
تأتي الآن إلى الحجة الأعظم المشهرة بيد من يطلبون دم المرتد فوراً. ألا وهي حروب الردة التي أصر عليها وقادها (أبو بكر بن أبي قحافة).. وهو من هو؟!.. هو الصديق خل النبي الوفي – صلى الله عليه وسلم – أبرز المبشرين بالجنة.. ثاني أثنين إذ هما في الغار.. وصهر النبي عن طريق أبنته عائشة أم المؤمنين الحميراء التي عنها نأخذ نصف ديننا ، وخليفة رسول الله الأول ، والمعروف في التاريخ الإسلامي برقته ودماثته وهدوئه ورجاحة عقله وحسن مشورته.
والمعلوم أن أحداث السقيفة العاصفة قد انتهت بوضع الأمر بيد (أبي بكر) ، وأنها في رأي كثير من الباحثين ما استقرت له إلا لغياب (علي بن أبي طالب) وبني هاشم حول جثمان النبي ، ولخلاف قديم بين الأنصار عاد واستقر وتم استثماره مع حسد بعضهم بعضاً على تولي الإمارة ، عندما ترك المصطرعون على كرسي الإمارة جثمان نبيهم مسجى في بيته لأقاربه وذهبوا إلى السقيفة يتبارون حول المنصب المأمول ، تنابذوا فيها بعضهم مع بعض واستخدموا العنف الكلامي والجسدي ضد بعضهم البعض ، وانشغلوا عن نبيهم يومين وهم في آمرهم لاهون ، حتى إن أبا بكر وعمر لم يشهدا لا غسله ولا تكفينه ولا حتى دفنه الذي قام به أهله في جوف الليل (انظر أبن هشام 4 / 336 ، والمقدسي في البدو والتاريخ 5 /65 وشرح المنهج 2/2 واليعقوبي 2/103 وكنز العمال 3 /140 وتاريخ الخميس 1 /189 وأبو الفدا 10 /152 وتاريخ الذهبي 1/321).. لقد ذهب صاحب الدين.. وبدأت الدنيا !!
ومعلوم أيضاً أن بعض الأنصار وجميع بني أمية وجميع بين هاشم قد رفضوا هذه البيعة وامتنعوا عنها ، وتصل بعض المصادر بهذا الامتناع إلى ستة أشهر كاملة ظلت فيها شرعية أبي بكر تتأرجح ، حتى حصرهم (عمر بن الخطاب) وهم في اجتماع ببيت (علي بن أبي طالب) ومعه رجاله مشاعل النار والحطب منادياً المجتمعين : "والله لأحرقن عليكم البيت أو لتخرجن إلى البيعة".. "الطبري / التاريخ / 3/202" أما زعيم الخزرج الصحابي الجليل (سعد بن عبادة) أحد النقباء الاثنى عشر المؤسسين للدولة اليثربية الطالعة ، فقد رفض الاعتراف بإمارة أبي بكر ورفض أن يبايع بل أعلنها حرباً على الخليفة لولا مرضه الذي أقعده (الطبري / 3 /323) ، ومن بعده لم يعترف بخلافة (عمر بن الخطاب) حتى تم اغتياله ، ونسب مؤرخونا هذا الاغتيال إلى الجن ، دون أن يذكروا لنا أي توضيح بشأن الخلاف الثأري بين (أبن عبادة) وبين الجن ولا سببه.
ومثل هذه المعلومات البسيطة المعروفة في التاريخ الإسلامي ذكرناها على عجالة ، لأنها ترتبط أشد الارتباط بالأحداث التي ترتبت عليها وأدت إلى نبض موضوعنا (حروب الردة) التي جرت مع بداية حكم (أبي بكر).
وهنا يجدر التنبيه إلى أن المعارضة المهزومة عادة ما لا تجد من ينصفها من كتاب يكتبون من على مقعد سيطرة الغالب ، وأن ما وصلنا من مدونات تاريخية قد كتب معظمها من وجهة نظر المتغلبين ، لذلك تحتاج إلى جهد وبحث وتدقيق للخروج بمعلومات منصفة للمعارضة ، وهو أمر متكرر في التاريخ ولدى مختلف الشعوب ، ظلم فيها كتاب المنتصر الفائز من حاقت به الهزيمة ، حتى امتهنوهم أحياناً وجعلوا منهم علامات سوداء في التاريخ ، رغم أن الأوضاع ربما لم تكن هكذا حقاً ، ومن ثم يلزمنا هنا وبعد مضي ما ينوف على ألف وأربعمائة عام أن نتحرى الدقة والحياد فيما وصلنا حتى لا نظلم الأبرياء مع الظالمين عبر التاريخ.
ثم علينا أن نتوجه بالتذكرة إلى أهل المذهب السني ، وهم يأخذون على أهل المذهب الشيعي إسرافه في التقديسية حتى وصل إلى الأئمة الاثنى عشر ، وإلى كبار الملالى والسادة المزعوم انحدار هم من نسل النبي لأن أصحاب المذهب السني بدورهم قد أسرفوا في التقديس لعباد صالحين حقاً وكبار الفعال صدقاً ، لكنهم نفعوا أنفسهم وزمانهم بصلاحهم وفعالهم ، ولا يعني ذلك رفعهم إلى رتبة القداسة ، كما فعلوا مع كبار الصحابة وأحياناً مع بعض الفقهاء أو جامعي التراث كالبخاري مثلاً ، وهو ما يؤدي إلى السقوط في شبهة شرك الذي نعيبه على أصحاب المذاهب الأخرى والأديان الأخرى ، كما يقولون بشأن المسيحية مثلاُ ، وهو ما لا تقول به أصول الملة بل تنهي عنه بقرارات قرآنية واضحة. حيث يفتقر الجميع بعد النبي – إلى النبوة ومن ثم إلى أي لون من القدسية ، ولا يبقى لهم سوى أعمالهم ، أو أنهم من المبشرين بالجنان الفردوسية أو صلاحهم وتقواهم ، وهي كلها أمور لهم وليست على الناس بشيء ، ولا ترفعهم عن رتبة البشرية ، فإذا كانت آفة الإفراط في التقديس مأخذا سيئاً على الآخرين فلا شك والحال كذلك أن النهي عن أمر وإتيان مثله سيكون عاراً على من يفعله عظيم.
وإذا كان (عمر بن الخطاب) قد وصف خلاقة أبي بكر بأنها "فلتة ، وقي الله المسلمين شرها" فإن البحث الأمين سينتهي إلى أن هذه "الفلتة" تركت بين المسلمين شراً مستطيراً فيما وقع بسببها من أحداث ، وأدت إلى إسالة الدماء أنهاراً حتى أنتنت منها السبل والطرق فلم يتم الإجماع على هذه البيعة (الفلتة) بتخلف الهاشميين والأمويين وبعض الأنصار عنها ، مع عدم إشراك بقية المسلمين في بقاع الجزيرة وأخذ رأيهم ، مع حق أعطاه الله فهم واضحاً فصيحاً في الآية الكريمة "وأمرهم شورى بينهم".. والأمر حينذاك يعني الحكم بلغة زماننا ، وهو ما أدى بكثير من العرب إلى الاعتراف بشرعية حكم أب بكر ، وعبروا عن ذلك بوضوح مع تمسكهم بإسلامهم وحقهم الشرعي في المشاركة في اختيار الحاكم ، وبأسلوب ذلك الزمان ما كان بيدهم من وسيلة علنية لإعلان هذا الرأي إلا منع الزكاة عن الوصول إلى الخليفة ، وأطلقوا شعرهم وسيلة زمانهم للانتشار يعبر عن موقفهم كما في الأبيات :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا
فيا عجبا ما بال (ملك) أبي بكر
أيورثها بكر إذا مات بعده؟
وتلك لعمر الله قاصمة الظهر‍
(أبن كثير التاريخ 6 /311 ، 313) ، وهكذا عبر العرب عن تمسكهم بحق شرعي أعطاه الله لهم في اختيار حاكمهم ، وقد رأوا أن ما تم في تأمير (أبي بكر) هو لون من ألوان الملك ، وإذا كانت هذه هي البداية ، فربما يورثها (أبو بكر) من بعده في مجاز سافر لولده "بكر" كناية عن نسله لولده بكر ، وهي صيغة الحكم التي خوفهم منها القرآن واستنكرها ب"إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها".
وأفصح الرأي السياسي المعارض عن موقفه بسحرية قبائل أسد وفزارة : "والله لا نبايع أبا الفصيل" تهويناً لشأن (أبي بكر ، وبكر) وتصغيراً لأن البكر هو ولد الناقة أما وليدها الصغير الحدث فهو الفصيل (الطبري 2 /48).
وهكذا عبر عرب الجزيرة عن رأيهم في تلك البيعة الفلتة وعن عدم خضوعهم لها ، فمنعوا الزكاة عن العاصمة وإن ظلوا على إسلامهم يرفعون الأذان في مساجدهم ويقيمونا لصلاة ويقرأون القرآن ويلتزمون أوامر الإسلام ونواهيه ، وهنا لا يمكن وضع أي اعتبار لروايات (سيف بن عمر) التي أخذ عنها كثير من الإخباريين عن كون مانعي الزكاة كانوا يتجهزون لغزو المدينة ، لما هو معلوم من كذب (سيف) واختراعاته ، وأن جميع كتاباته ما كانت إلا لتبرير المنتصر وتبخيس المعارض المهزوم والطعن عليه في دينه.
وأتخذ الخليفة قراره بقتال مانعي الزكاة ، وفيما يروى أبن كثير : (عمر بن الخطاب قال لأبي بكر : "علام تقاتل الناس وقد قال رسول الله : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها 6 /311). ومن الماوردي في الأحكام السلطانية نسمع رد أبي بكر على حجة عمر وهو يقول : والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لأقاتلنهم على منعها ، إن الزكاة حق المال ، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".
ووجه الكارثة التاريخية في هذه الأحداث الجسام أن مؤرخينا ، غفر الله لهم ، قد أطلقوا على جميع الحروب التي خاضتها جيوش أبي بكر ضد العرب اسم حروب الردة ، وأطلقوا على كل من خالفه (خارج المدينة ومعارضيه من الكبار من هاشميين وأمويين) لقب المرتدين ، خالطين بين أتباع سجاح ومسيلمة والعنسي من متنبئين انفصاليين ، وبين مسلمين محتجين بمنع الزكاة. ومن جانبهم يرى الشيعة أن تلك الحرب كانت سياسة لا دينا وأن أبا بكر كان يبغي بها إخضاع الجزيرة لسلطانه والاعتراف ببيعته ولو بالقوة ، كما فعل مع الممتنعين عن مبايعته بالعاصمة ، لكن القوة التي استخدمت خارج المدينة انفلت عقالها وارتكبت فيها مجازر بشعة كان فيها التنكيس في الآبار والإلقاء من شواهق الجبال والحرق بالنار ، وأن ما لم يكن واضحاً في مسألة البيعة والإمارة ، وهو ما وضح في رسائله "ومن أبي أمرت أن يقاتل على ذلك ثم لا يبقى على أحج منهم قدر عليه ، وأن يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة ، وأن يسبي النساء والذراري". وهي الفلتة الثانية التي استخدمها قواد أبي بكر أسوأ استخدام ، ولأغراض شخصية وانتهازية لا علاقة لها بدين ، ولم تبغ وجه الله ، كما سنرى الآن مع أفعال سيف الله المسلول ضد العرب المسلمين في الجزيرة.
كانت وجهة نظر الشيعة إذن هي أن حرب مانعي الزكاة كانت لإخضاع القبائل لسلطانه وتثبيتاً لإمارته ، لكن هناك وجهة نظر أخرى تقوم على رؤية خاصة بنا ومؤسسة على قراءة لعوامل قيام الدولة الإسلامية في جزيرة العرب في أعمال كبرى منشورة ، يمكنها أن تقدم تفسيراً وليس تبريراً لحروب أبي بكر خاصة ضد المتنبئين ، وليس مانعي الزكاة ، نؤجلها منعاً لقطع القراءة الحالية لمسألة الردة وكيف تم استثمارها انتهازياً منذ فجر التاريخ الإسلامي لأغراض أبعد ما أن تكون عن الدين ، وكيف طالت مسلمين أبرياء ولطخت تاريخنا الماضي ولم تزل تلطخ حاضرنا.
نقف هنا مع ما فعله (مالك بن نويرة) الشاعر الفارس المسلم كبير بني يربوع وشريفهم المقدم الذي استعمله النبي على صدقات قومه ، ولما مات النبي جمع صدقات قومه وفرقها في موضعها بين قومه ، وهو الأمر الجائز شرعاً ، وقال في ذلك شعره :
فقلت خذوا أموالكم غير خائف
ولا ناظر فيما يجئ به الغد
فإن قام بالدين المحوق قائم
أطعنا وقلنا الدين دين محمد
وهو شعر وضاح المعاني يشير إلى إيمان بالإسلام ليس فيه شك ، لكن بينما كان يرسل رسائله تجوب الفيافي شعراً ، كان (خالد بن الوليد) بجيشه يحط على مقربه من البطاح اليربوعية عند ديار أسد بن خزيمة ، ويرسل العيون لتعرف موقف اليرابعة من الإسلام في سرية فيها (ضرار بن الأزور) يحمل أوامر خالد ، وفيها أيضاً الصحابي الجليل (أبو قتادة) ، وتسللوا إلى ديار القوم وهم نيام فشعروا بهم وفزعوا ونهضوا يحملون سلاحهم ، وهنا نسمع إلى شهادة (أبي القتادة) وهو يروي بداية الأحداث المؤلمة قائلاً : (إنهم لما غشوا القوم ليلاً راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح. قال : فقلنا إنا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا فما بال السلاح معكم؟ فقالوا لنا : فما بال السلاح معكم؟ قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح. قال : فوضعوها ثم صلينا وصلوا). لكن كانت مع (أبن الأزور) أوامر أخرى من (خالد بن الوليد) هي أن يأتي بهم مستسلمين أسرى مع نسائهم وذراريهم ففعلوا "فلما وضعوا السلاح ربطوا أسرى فجئ بهم إلى خالد".
وبدأ (أبو قتادة) يشعر بالانزعاج مما يرى ، والمسلمون مع سيدهم يقادون أسرى بعد الصلاة ، يتابع الموقف ويسمع (خالد) يتهم (مالك) بأنه من المرتدين ، وأن هناك من أبلغه بذلك ، لكن مالكاً ينكر مدللاً بصلاته وقومه وباستسلامهم وإلقائهم السلاح عندما عرفوا أن القادمين من مسلمي العاصمة ، مطمئناً إلى براءتهم أمام إخوانهم في الإيمان ، ويقول خالد : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت ، ووقف دونه أبو قتادة وعبد الله بن عمر يشهدان له وعنه وينافحان (كنز العمال 3 /132) واليعقوبي في تاريخه 2/110).
__________________
  #2  
قديم 05-06-2007, 09:00 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي

تابع ...
ونطل من بعيد عبر سجف الزمن على المشهد التاريخي العجيب ، على (مالك) مقيداً ومن ورائه امرأته (أم تميم بنت المنهال) ، يؤكد لخالد ومعه الشهود من مسلمي المدينة الذين فاجأوه في بلاده وصلوا معه ، ولم تزل آثار الوضوء بادية عليه ، يؤكد أنه مسلم لا غير ولا بدل ، ولكن ليأمر خالد رجلة ضرار بن الأزور بضرب عنقه"‍‍‍‍‍ !!؟ ويأتينا السر فصيحاً في روايات أبي الفدا (التاريخ 158 ، وأبن خلكان في الوفيات 5/66 واليعقوبي 2/110).. السر زوجة مالك؟! الموصوفة في المصادر بالجمال العظيم ، وأنه قبل هذه الحملة كان عنده خبرها ووصفها "وكان له فيها هوى". وأنه لما رآها خالج أعجبته وقال : والله ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك". وشعر (مالك) بالغدر بعد أن استسلم لأسر أخوة الدين مطمئناً ، ومن ثم التفت إلى خالد قائلاً : "يا خالد فإنك بعثنا إلى أبي بكر فيمون هو الذي يحكم فينا ، فإنك بعثت إليه غيرنا ممن جرمه أكبر من جرمنا" ، فقال خالد : "لا أقالني الله إن لم أقتلك".. فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد : "هذه التي قتلتني" وكانت في غاية الجمال ، فقال خالد : "بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام" فقال خالد : "يا ضرار أضرب عنقه فضرب عنقه"

4- نتائج حروب الردة
نواصل هنا الحديث عما سمي بحروب الردة. وهو ما نراه حروب "مانعي الزكاة".. وكنت قد توقفت في الأسبوع الماضي عند ما رويته من تفاصيل هذه الحروب وما كان لدور خالد بن الوليد فيها.
في الإصابة 3 / 337 أن ثابت بن قاسم روي في الدلائل ، أن خالداً رأى امرأة مالك ، وكانت فائقة الجمال ، فقال مالك لامرأته : قتلتني ، - يعني سأقتل من أجلك – ومنا لطبيعي كي تثبت ردة الرجل أن يقتل من كان معه من قومه الذين نهضوا عن الصلاة منذ هنيهات ، وقبلوا الاستسلام لإخوانهم في الإسلام حتى يستوثقوا من أمرهم "فضرب عنقه وأعناق أصحابه".
كما روى الطبري عن أبي بكر ، ويؤكد (اليعقوبي) أن خالد لم يستمهل الأرملة الفاتنة أم تميم بنت المنهال لتستبرئ رحمها وتكمل عدتها ، بل إنه امتطاها ودم زوجها لم يجف بعد (2 /110) ، واهتزت مشاعر المسلمين من الحدث البشع حتى قام (أبو نمير السعدي) ينعي مالكاً يحكي ما حدث شعراً برواية (أبي الفدا /158) :
ألا قل لحى أوطأوا بالسنابك
تطاول هذا الليل بعد مالك
قضى خالد بغياً عليه لعرسه
وكان له فيها هوى قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف
عنان الهوى عنها ولا متمالك
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك
إلى غير أهل هالك في الهوالك
وبينما خالد يأمر بالتمثيل بالجثث كان (أبو قتادة) يحث الخطى يدفعه الغضب والألم إلى المدينة "فلحق أبو القتادة بأبي بكر فأخبره الخبر ، وحلف ألا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكاً مسلماً".
وأمر خالد برؤوس بعض القتلى لتنصب أثافي ، ومنها رأس "مالك" ، والأثافي هي صخر (الكونكاريت – الزلط) كانت ثلاثاً متجاورة وتوقد النار بداخلها لتسمح بمرور الهواء فتشتعل النار ، ولتحمل قدور الطعام فوقها ، ونضج طعام (خالد) ليأكله مع أم تميم ولم ينضج رأس زوجها بعد ، والسبب فيما يروى الزبير بن بكار عن شهاب في الإصابة "أن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فما قتل أمر خالد برأسه فنضب أثفية فتضج ما فيها قبل أن تخلص النار إلى شئون رأسه "الإصابة 3 / 337 ، وأبن كثير 6 /322 ، وأبو الفدا 158".
هذا ما كان يحدث في مضارب بني يربوع بينما كان يحدث في العاصمة حديث آخر ، فقد علم (عمر بن الخطاب) بالحدث العظيم فذهب ينتفض غضباً إلى الخليفة يهتف به "إن خالداً قد زنى فارجمه" ، قال : ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم / تاريخ أبي الفداء.. هذا بينما كان متمم بن نويرة شقيق مالك قد تمكن من الهرب واللحوق بالمدينة فصلى وراء أبي بكر صلاة الصبح ، فملا فرغ أبو بكر قام (متمم) وسط مسجد رسول الله يرسل نواحه شعراً يمزق نياط الأكباد والقلوب ، مقارناً بين شرف (مالك) وفروسيته وبين غدر (خالد) قائلاً :
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت
خلف البيوت قتلت يا ابن الزور
أدعوته بالله ثم غدرته؟
لو هو دعاك بذمة لم يغدر!
وهنا تبدو المقارنة بين ذمة العرب المرعية المعتبرة التي تلزم أصحابها من فرسان الأشراف إذا دعوتهم بها فلا يغدرون ، وبين دعوة أعلى هي دعوة الله لكن أصحابها رغم دعواهم بها فإنهم قد غدروا ، وهو الأمر المفهوم مع غضب (متمم بن نويرة) وهو يرى الخليفة يصر على عدم محاسبة خالد ولا عزله ، وناسباً ما حدث إلى قرار قدسي جاء على لسان نبيه أن خالداً هو سيفه المسلول ، ومقدماً حجة ليست بحجم الحدث وجسامته بأنه قد تأول فأخطأ.
وبينما يحيل الخليفة استمرار سيف الله إلى الله فإن عمر أبدا لم يقتنع بل أعلن يقينه أن الله من ذلك براء ، ناعتاً خالد بعدو الله قائلاً : "عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته – الطبري".
وعاد خالد إلى المدينة مزهواً بفعاله يلبس دروع الحديد ، وعلى رأسه عمامة غرس فيها أسهم المحاربين الأشراف متجهاً إلى مسجد الرسول للقاء الخليقة ، لكن ليلقاه عمر على الباب فينزع الأسهم عن عمامته ويكسرها قائلاً له : "… أي فخر كاذب بأسهم الفرسان الأشراف؟ ثم أستمر يقول له : "قتلت امرءا مسلماً ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك" ولم يهتم خالد بعمر بل استمر في سيره ودخل المسجد على الخليفة واعتذر له فقبل الخليفة اعتذاره ، فخرج خالد مزهواً أكثر مما دخل ليمر على فمر فيناجزه القول مستنفراً له مستفزاً قائلاً : "هلم إلى ابن أم شملة". فعلم عمر أن الخليفة قد عفا عنه وأن إصراره على إنزال العقاب به قد ذهب أدراج الرياح ، فلم يرد على استفزاز خالد الشتام وانصرف إلى بيته وأغلقه عليه.
__________________
  #3  
قديم 05-06-2007, 09:00 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي

تابع ....
هذا الحدث من أحداث ، وجسيم من جسام ، وطل من غيث ، وغيض من فيض ، ومثل من نماذج عديدة وعدة لما حدث باسم الله والإسلام في حق عباد الله من أهل الإسلام تحت عنوان (الردة) والإسلام بعد في فجره ، بحق مسلمين كان لهم رأي سياسي عارضوا فيه عدم مشورتهم في اختيار خليفتهم ، خالفوا السلطان ولم يخالفوا الديان ، لكنهم بسيف الله ذبحوا وهم أسرى مستسلمين له ، فماذا اليوم عمن هم مثل خالد على راس العباد ، ومن كانوا في الشرف اقل وفي القيمة أدنى؟ هل تأولوا في شأن فرج فودة فأخطئوا فقتلوا؟! وهل سيظل اسم الله بيد النجار سيفاً مسلولاً فوق رؤوس العباد تحت بند الردة وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ وما هو رأيك يا ولي الأمر؟ هل سيكون كرأي الخليفة مطلقاً علينا به خوالدك وأزاورتك؟
مرة أخرى لا عبرة هنا مطلقاً بأكاذيب سيف بن عمر التي يلجأ لها سادتنا من السدنة لتقديس الصحابة ، وتبرئتهم من الحدث الهائل ، ومثله كثير من الأحداث الفواجع ، وهي حجج أوهى من بيت العنكبوت ، فسيف يبرئ خالداً بغلطة تاريخية لغوية حيث كانت ليلة الأسر في ديار اليرابعة باردة قارصة ، فقام بحنين قلبه على أسراه الذين صلوا وصاموا وأعلنوا إسلامهم أمامه ينادي رجال جيشه "أدفئوا أسراكم" وكانت في لغة كنانة "اقتلوا أسراكم" فقتلوهم.. هكذا؟! وأن خالد لما عرف الخطأ العظيم قال : "إذا أراد الله أمراً أصابه" كل مصيبة تنسب إلى الله وكل تزوير ينسب إلى الحق تعالى وكل غرض خبيث يتذرعون وراءه بالله وكلماته ، ويخالف الراوي غير المحترم ، لا المخلص للناس ولا الدين ، يخالف الجميع ، ويقول أن خالداً لم يطأ الأرملة الجميلة إلا بعد أن استبرأ رحمها.. ورحماك يا الله … عندما نعلم أن الخطأ قد تم علاجه بأن أرسل الخليفة لأهل القتلى ديات قتلاهم !! وانتهت المشكلة البسيطة الهينة؟!
فإذا كانوا غير مسلمين فماذا الديات؟ وإذا كانت خطأ لسانياً فماذا اعتبرها الخليفة تأولاً خاطئاً ، ولماذا أصر عمر على القصاص؟ وإذا كان الخطأ لنطقه بلغة الكنانة فكيف جاز ذلك و "خالد" محزومي من أسدي ، وكيف فهمها "ابن الأزور" كنانية وهو ثعلبي أسدي ، وكيف تآمرت أسماع وإفهام الجيش كله مع تلك اللغة الكنانية النشاز على الجميع ، وكلهم إما مهاجر قرشي أو أنصاري مدني؟ وإذا كان الأمر خطأ في اللغة ، وأن الزمن قد تآمر فأصيب الجميع بغتة بلغة كنانة في الألسن وفي الإفهام ، فلماذا تم وضع رؤوس القتلى أثافي لقدور طعام اللذة ومتعة الجسد بنار رأس القتيل ونار جسد أرملته؟
هذه نتائج ما سمي بحرب الردة التي أصر عليها الدكتور "رأفت عثمان" كحجة بيده يطلب بها رد أي مختلف اليوم أو أي خارج ، وهي الحروب التي يتم تزويرها على أبنائنا في المدارس وعلى المسلمين في التمثيليات التلفازية وأحاديثه المشيخية اعتماداً على كذب سيف بن عمر أمام منطق واضح وأحداث أوضح ، فيعلمون المسلم الكذب والخداع أو هم يخدعونه من حيث لا يدري أم يخدعون الله؟ وما يخدعون إلا أنفسهم ! دون أن يقدموا مرة على فضيلة الصدق مع الذات ومع الناس ومع التاريخ ومع الدين ومع الله الذي هو تواب وهو أيضاً أعلم العالمين ، ودون أن يتراجعوا أنملة عما هم فيه من غواية التقديس لأشخاص غير مقدسين ، بخطاب متفق يغطي على حقائق واضحة لكل من يملك ضميراً صادق اليقين بدين لا بالسلطان على العباد. وهو ما يشكك في هذا الضمير المراوغ ولغة المخاتلة حتى لو أخطأ السيف مئات المرات بحق عباقرة الأمة منذ هذا التاريخ الأول مروراً بالحسين ابن الحلاج والسهروردي المقتول حتى يومنا هذا ، وحتى لو أخطأ هذا السيف مئات المرات في حروب مذهبية طاحنة علت كل منها آيات الله تتهم الآخر بالردة والخروج عن المعلوم من الدين بالضرورة..
كان منها هذا الموجز المكثف الذي رويناه لحديث عن مسلمين عبروا عن رأيهم السياسي يمنع الزكاة وظلوا مسلمين ، ووصموا في تاريخنا زوراً وبهتاناً بالارتداد عن الدين كله ، ومازلت الوصمة تلاحقهم عبر التاريخ حتى اليوم دون أن يقوم من مشايخنا رجل رشيد يسجل موقفاً يسحبه له الناس والتاريخ ليعلن اعتذاراً واضحاً عما حدث لهم ولغيرهم عبر تاريخنا لتنظيف هذا التاريخ من عاره ووصماته.
مرة أخرى ندقق فيما نشر عن توصية لجنة العقيدة والفلسفة لتمديد مهلة استتابة المرتد من أيام ثلاثة إلى مدى العمر ، نحاول مع القارئ أن نفهم ما نشر في قولهم : "إذا ارتد وفارق الجماعة فإن أمره متروك لولي الأمر.. له أن يستتبه مدى الحياة أما إذا كانت ردته خطراً على الأمن العام وأصول الدين وأصول المجتمع يحق لولي الأمر قتله" ، هذا مع تأكيدهم أنهم بذلك ليسوا مشرعين جدداً بل مرجحين بين الآراء وأنهم لم ينكروا بترجيحهم هذا نصاً معلوماً من الدين بالضرورة. ونذكر أن الدكتور "رأفت عثمان" قد عارض مطالباً بالدم الفوري ، وذلك "لأن تقسيم المرتد إلى مرتد يضر ومرتد لا يضر ليس وارداً في اعتبار العلماء القدامى أصلاً.. إنما تكلموا عن المرتد المحارب الذي يلحق بالدولة المعادية وهذا يقتل ولا يستتاب".
وهنا ملحوظات لابد أن يطرحها أي مسلم على نفسه. ما المقصود هنا بقولهم "فارق الجماعة؟" وما هي الجماعة المقصودة؟ هل هي الجماعة الوطنية التي تضم مواطني الوطن ، وهي المعول عليه اليوم في مفهوم الجماعة المعاصر والتي تشمل مسلمين وغير مسلمين يجمعهم وطن واحد ومصير واحد وتاريخ واحد ولغة واحدة وجيش واحد ويموت في سبيل هذا الوطن الواحد المسلم وغير المسلم وتختلط دماؤهم على ثراه الطاهر؟ أم المقصود هنا لغة طائفية تشف الوطن شقاً فتتحدث فقط عن طائفة المسلمين وتصبح هي الجماعة الواجب الولاء لها وليس الوطن ، وهي طائفة متناثرة في مختلف بلدان العالم تشكل في بعضها أكثرية كما في باكستان مثلاً وفي بعضها أقلية كما في البوسنة أو بلاد تركب الأفيال؟
أليست تلك بلغة طائفية ممجوجة إزاء وطن مأزوم بفضل مثل تلك الأفكار الآتية بريحها من أكفان موتى التاريخ؟ وازدادت أزمته بما فعله السفهاء منا في جريمة سبتمبر 2001 دونما ذنب واضح لبقية المواطنين البسطاء الذين ما عادوا يفهمون لغة هذا الماضي !!
و يا ليتها لغة طائفية استطاعت التطور والتكيف مع العصر ومبادئه وقيمه. فالفاتيكان مثلاً مؤسسة دينية طائفية بالكامل ، لكنه تمكن من تطوير مفاهيمه فيصبح المدافع الأول عن حقوق الإنسان مطلقاً بغض النظر عن دينه أو عنصره في إعلانات فصيحة ومواقف عديدة ، آخرها احتجاجه على عزم أمريكا حث مجلس الأمن للسماح بضرب العراق لأنه خالف ستة عشر قراراً للأمم المتحدة بينما إسرائيل خالفت ألفا وستمائة قرار دون أن يضربها أحد أو حتى يلومها. هذا رغم أن مواطني العراق ليسوا من أتباع دين الفاتيكان ولا ملته.
أما نحن فلغتنا الطائفية تجعلنا لا نرى سوى طائفتنا فنكيل أمام الدنيا بأكثر من مكيال رديء يقل في ردها علينا بمكاييلها رداءة فنحن نستنكر تدخل أية دولة في شئوننا الداخلية لكننا بالطائفية كنا نتدخل في شئون البوسنة وأفغانستان ، ونحن نستنكر الاستعمار وفي الوقت ذاته نتحدث عن فتوحات آتية نغزو فيها البلاد ونأخذ الأموال ونقتل الرجال ونسبي الزراري والنساء ، ونبكي سنوياً بحرقة على الأندلس التي تحررت من استعمارنا ، ونقوم بالدعوة لديننا في مختلف البلدان ونقيم مدارسنا ومساجدنا فيها بحكم قوانينها الديمقراطية ، ونقبض على من يبشر بدينه بيننا ، ونحن ضد أي تقسيم أو استقلال لأي جزء من الوطن لأية حجج طائفية أو عنصرية لكننا مع استقلال كشمير عن هندها ، ومع حرب الشيشان الاستقلالية عن بلادها.
والمأساة في صياغة لجنة العقيدة والفلسفة أو معارضيها أنها ليست فقط صياغة طائفية إنما صياغة زمن لم تعد صالحة للاستخدام في زماننا ، فالجماعة المتعددة تتفق وظرفها التاريخي إبان تكون الدولة الإسلامية الأولى في جزيرة العرب ، والتي كان الإسلام هو أيديولوجيتها التوحيدية لقبائلها المتشرذمة فكان الإسلام هو عقدتها الجامعة ، زمنها كان يجوز القول بالجماعة ومن يفارقها لأن الجماعة كلها قد وحدتها على دين بعينه لا تقبل بالطبع أية أديان أخرى لأن ذلك كفيل بتمزيق وحدتها ، وهو أمر يبدو في ظاهره أمر دين رغم أنه بهذا المنطق شأن سياسة.
ومما يؤكد أن تلك الصياغة للتوصية الجديدة مكتوبة في كهوف الأسلاف وسراديب الماضي هو أنها تفرق بين نوعين من المرتدين حتى يمكنها أن تقيم اجتهادها الجديد ، فتقول بمرتد لا تمثل ردته خطراً على المجتمع ، وهذا هو الذي يستتاب مدى الحياة بالسجن المؤبد حتى يعود إلى الدين ، ومرتد من نوع آخر يستوجب القتل فوراً وهو من تشكل ردته خطراً على الأمن العام وأصول الدين وأصول المجتمع.
والمعلوم أن الخطر على المجتمع والأمن العام اليوم لا يأتي من انتماء مواطن لدين بعينه بالذات من عدمه ، إنما يكون ذلك بالخروج على قوانين هذا المجتمع ، ولو أخذنا مصر نموذجاً مع حساب الاحتفالات اعتبار فارق النسبة العددية بين المسلمين والمسيحيين ، فإن النتيجة المترتبة على ذلك أن يكون عدد من يشكلون خطراً على المجتمع والأمن العام من المسلمين أكثر بكثير من المسيحيين أو المرتدين "إن وجدوا أصلاً".
ولا أظن هذه التفرقة إلا مقصودة قصداً لإعمال النص القانوني الغريب المتعلق بازدراء الأديان ، والذي يحاكم بموجبه بعض المفكرين المجتهدين وينسب إليهم هذا الازدارء ويكونون بذلك المعنى مرتدين ، يشكلون خطراً على المجتمع وعلى الأمن العام ، وهو ما يفسره استطرادهم حول هذا المرتد الذي يجب قتله إذا شكل خطراً على أصول الدين وقواعده ، وهو أمر لا يمكن فهمه إلا في ضوء تفسيرنا هذا ، لأن قواعد الدين ليست منشأة عسكرية قابلة للقصف بالقنابل ، إنما هي أمور منشورة معلنة ، معلومة ليس بها أسرار يمكن أن يشي بها من يوصم بالردة للأعداء.
المقصود بالضبط هو أية محاولة فكرية خارج كهوفهم بشأن أي أمر في هذا الدين ، ليظل فهمهم وحدهم هو الأوحد الصحيح المنتشر ، والذي تحول مع مرور الوقت ليصبح هو ما يقولونه في تفاسيرهم وفتواهم وقراراتهم السيادية على الناس ، وكما لو كانوا وحدهم مع أسلافهم من علماء وقدامى من اطلعوا وحدهم على المقصد الإلهي من نصوصها المقدسة في خطاب مخادع مخاتل ، أنه لو كانت هذه النصوص تنطق بذاتها والمراد منها ما انقسم المسلمون فرقاً وشيعاً وطوائف حول فهم هذه النصوص وتطبيقها ، لأن قراء النصوص المقدسة لهم عقول مختلفة ومفاهيم متباعدة بحسب الأوضاع الاجتماعية للقارئين ، واختلاف البيئات والفروق الزمنية والمعرفية ، ولأن كل قارئ يفهم النص بإعادة تشكليه وفق زمنه وبحسب لغته ومستوى ثقافته ، وتاريخ المسلمين يحدثنا عن الاختلافات الحادة حول النصوص المقدسة بعدد المدارس الكلامية من معتزلة إلى أشاعرة إلى ماتريدية إلى مجسمة إلى مشبهة إلى منزهة إلى معطلة إلى مرجئة إلى صفانية ، كما اختلفت المذاهب في القراءة والفهم والتفسير والتطبيق والتأويل باختلاف المذاهب الفقهية ، بل هناك إسلامات معلنة لها أتباع كثر تتباعد رؤيتها وفهمها لدرجة النقيض إزاء النص الواحد ، فهناك السني والإثنا عشري والإسماعيلي والإباضي والزيدي ، مما يعني أنه من حق أي مسلم أن يفهم النص أو أن يطور هذا المفهم بلغة العصر ومطاليبه ، ولكنه إن فعل يصبح ممن يزدرون الدين أو من المنكرين لمعلوم من الدين بالضرورة وحسب هذا الاجتهاد الجديد يجب قتله. ولا يبقى سوى أن المقصود بوصف المرتد الخطر على أصول الدين هو صاحب أي رأي مخالف لسدنة شئون التقديس ، بينما سيكون تجريم هذا الزمان وقياساً على اختلاف المذاهب بمقاييس هذا الزمان وقياساً على اختلاف المذاهب والمدارس عبر التاريخ هو الجريمة عينها ، لأن فعله لا يتعدى القول وإبداء الرأي ، الذي يجب أن يقابل بالقول والرأي وليس بالإعدام...


انتهى
__________________
  #4  
قديم 05-06-2007, 09:02 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي

أقول لمن سيؤاخذني على وضع الموضوع ، وهذا محتمل ...
الاستعانة بالله والنية الصادقة والأمنية الغالية في الختم بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..يجب أن يكون هذا لب حياتنا ..وتوقنا لعفو ومغفرة رب رحيم ..
لا ذنب لمن يقرأ كل شيء ...لكن ليس أي شيء...
فالضجيج إذا علا ..نحسه رغما عن أنوفنا ...هذا ضجيج وحله وضع الأصابع في الآذان ..
ماذا عن ضجيج القلم ؟؟ نسمعه ونفهم لغته ونكون عقلا ناقدا مقتربا من الإنصاف إنصاف أنفسنا أقصد ...ونستعين بالله علام الغيوب من أن يدخل علينا الشيطان أي مدخل أو يوصد علينا باب الفهم والخير والنفع لديننا ومنهج سلفنا الصالح نفعا لايشوبه كدر..,والذود عن ديننا ضد مكر الماكرين ، سواء كان مكرا واضحا أو كان مكرا ضمينا ...

حفظكم الله
__________________

آخر تعديل بواسطة redhadjemai ، 05-06-2007 الساعة 09:32 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م