في خطاب جماهيري عرض فيه سجل حكومته والتمسك بالثوابت وبحكومة الوحدة

[fadl]

Man9ool
www.al-ayyam.com/url
Palestine

في خطاب جماهيري عرض فيه سجل حكومته والتمسك بالثوابت وبحكومة الوحدة
هنية: لا تتعبوا أنفسكم، "حماس" ستقود أية حكومة مقبلة




كتب فايز أبو عون:

أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية في خطاب جماهيري حاشد، أمس، في غزة أن "الحكومة وحركة حماس لن تعترفا بإسرائيل ولن تتنازلا عن أي من الثوابت الفلسطينية بما فيها أرض الآباء والأجداد"، قائلاً: نحن مع إقامة أية دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية في حدود العام 67 ولكن مقابل هدنة طويلة الأمد وليس مقابل اعتراف.
وفي حين شدد هنية، في خطابه الذي اتسم بنبرة حادة على تمسك "حماس" بحكومة الوحدة الوطنية، فقد أشار إلى "استدراكات" مطلوب مراعاتها في اتفاق "محددات" حكومة الوحدة الذي كان تم التوصل إليه، كما لوحظ تكرار إشاراته إلى "تواطؤ" أطراف داخلية في محاصرة الحكومة مخاطباً "من يعملون لإسقاط الحكومة" : لا تتعبوا أنفسكم، مشيراً إلى أن "حماس" ستقود أية حكومة مقبلة، وفي ما رآه محللون تأكيداً على تماسك صفوف "حماس" أكد عدم وجود معسكرات "داخل وخارج" و "متشددين ومعتدلين" في صفوف الحركة، وكان لافتاً في هذا السياق إشادته بالقوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية سعيد صيام، وبجهود وزير الخارجية محمود الزهار.
ووجه هنية، في مهرجان حاشد بعنوان "الصمود والثبات" حضره الآلاف من أنصار حركة حماس الذين كانوا يطلقون الشعارات بشكل موحد، في ملعب اليرموك، أمس، نداءه للرئيس محمود عباس، داعياً إياه للحضور إلى غزة لاستئناف الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من حيث انتهى الجميع.
وتعرض هنية، لإغماء مفاجئ نتيجة الإجهاد والحر، فتوقف عن خطابه، وأجلسه مرافقوه على كرسي، ليتجاوز الإعياء، وبعد دقائق قليلة استأنف خطابه الذي قال فيه: أوجه ندائي للرئيس أبو مازن بأن يقدم إلى غزة لنستأنف الحوار من حيث انتهينا لأننا توافقنا معه على الـمحددات والاستدراكات التي انبثقت منها وثيقة الوفاق الوطني لنحمي وحدة شعبنا ونصون ثوابته وحقوقه ولنعلن عن حكومة وحدة وطنية، مؤكداً على أن حماس متمسكة ببرنامجها الانتخابي الذي أكدت فيه على حكومة وحدة وطنية ولن تتراجع عن تشكيل هذه الحكومة.
وذكر أن هناك ضغوطاً إسرائيلية وأميركية لـمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية و"ذلك لأنهم يريدون تشكيل حكومة فلسطينية بمقاسات أميركية تنفذ إملاءات في غير صالح الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "ولكن للأسف وجدنا في الساحة الفلسطينية من يؤيد ذلك".
وكان هنية، يتحدث من فوق منصة وضعت لها خلفية ضخمة حملت صورة هنية وخالد مشعل رئيس الـمكتب السياسي لحركة حماس، وشعار: لن نبيع، إشارة لرفض حماس للـمطالب الأميركية والدولية.
وقال: لقد سمعنا من الرئيس عباس كلاماً يقول فيه لقد عدنا إلى نقطة الصفر والحوار مجمد.
وأضاف: إن البعض يتحدث عن حكومة تكنوقراط وحكومات بأسماء متعددة ونعرف أن هؤلاء يهدفون إلى إخراج حماس من الحكم كما يريدون حكومة بمقاسات خاصة وإملاءات خارجية، مؤكداً أن أية حكومة سيجري تشكيلها يجب أن تلتزم بالثوابت الوطنية وعلى رأسها القدس واللاجئون.
وقال: نحن سنقود أية حكومة مقبلة، وسنبقى في الحكومة، ومع كل حكومة وحدة وطنية ستقوم على أساس وثيقة الوفاق الوطني وعلى ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس أبو مازن ولا اعتراف بشرعية الاحتلال.
وشدد على أهمية احترام خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي واستيعاب الـمتغيرات على الساحة الفلسطينية، مؤكداً رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني ورفض الإملاءات من الإدارة الأميركية أو اللجنة الرباعية أو غيرها.
ودعا هنية، إلى مصالحة وطنية شاملة مبدياً استعداده للذهاب إلى أي مدى لتحقيق ذلك والسلـم الوطني، مطالباً في الوقت نفسه "قيادة حركة فتح وقيادة حركة حماس بعقد اجتماع عاجل وليكن الليلة وبحضوري شخصياً لوضع حد للتجاذبات على الصعيد الداخلي".

عرض لسجل الحكومة

وعلى الصعيد الداخلي، قال هنية: لقد اتخذت الحكومة القرارات التي من شأنها التخفيف عن الشعب الفلسطيني رغم الحصار الجائر الـمفروض عليه، من أهمها دعم الديزل والغاز بنسبة 37% وتخفيض رسوم الـمركبات إلى النصف حتى نهاية العام الجاري وإعفاء الطلاب من نصف الرسوم بما قيمته 44 مليون شيكل وإعفاء جميع الطلبة غير القادرين على تسديد الرسوم وذلك على طريق مجانية التعليم.
وأضاف: كما تم دعم الجامعات الفلسطينية بما قيمته 5 ملايين دولار، وإعطاء منح للطلاب الحاصلين على ما معدله 96% فما فوق بقيمة 1000 دولار ومنح للطلبة في كلية الطب بما قيمته 2000 دولار لكل طالب بجانب تسديد ما قيمته 38 مليون شيكل كمستحقات للبلديات على الحكومة في الضفة وغزة، من أصل 100 مليون شيكل، كما تم تقديم دعم للعمال وسلات غذائية والاستمرار بدفع تأمين العمال لستة شهور أخرى.
وتابع: وقد تم تخصيص منح مالية بقيمة 28 مليون دولار لدعم قطاع غزة وما قيمته 5ر4 مليون دولار لدعم قطاع التعليم و25 مليون دولار لتسكين الأسر الـمحتاجة و 5 ملايين دولار كقرض ميسر لربط شبكة الكهرباء مع الأردن و20 مليون دولار لربط شبكة الكهرباء مع مصر و5 ملايين دولار لصالح مشاريع صحية و5 ملايين دولار لصالح صندوق الطالب الفلسطيني و14 مليون دولار لإنشاء البنية التحتية لست مناطق صناعية في الضفة وغزة، معلناً في الوقت نفسه أن الـمنطقة الصناعية في شرق غزة سيتم افتتاحها بعد عشرة أيام.
ولفت هنية، إلى أنه جرى توقيع أكبر مشروع استثماري في ظل الحكومة الحالية وهو الخط الثاني للهاتف النقال بقيمة 355 مليون دولار مع الشركة الكويتية الوطنية، منوهاً بأن ذلك لـم يتم منذ أن تأسست السلطة في العام 94 وحتى الآن.
وعلى الصعيد الـمالي أشار هنية إلى أن الحكومة استطاعت توفير تمويل خارجي بمبلغ 229 مليون دولار منذ شهر نيسان وحتى الآن، في حين أن الحكومة السابقة استطاعت في الـمدة الزمنية ذاتها من العام الـماضي توفير 177 مليون دولار، موضحاً أن الحكومة وجدت ديوناً على الحكومة السابقة بقيمة 650 مليون دولار كقروض للبنوك والقطاع الخاص و650 مليون دولار أخرى كديون خارجية.
وأكد "أن الحكومة من أجل ترشيد النفقات الـمالية قررت خفض النفقات الحكومية بنسبة 50% وذلك مراعاة لظروف الشعب الفلسطيني، حيث أوقفت عملية هدر الـمال ووفرت خلال الشهور الـماضية لـميزانية الحكومة وللشعب ما مقداره 90 مليون دولار وذلك من خلال الاستغناء عن العديد من الإيجارات غير الـمستغلة وتخفيض إيجارات بعض الـمباني".
ولفت إلى أنه تم توفير ما نسبته 54% من مبالغ العلاج بالخارج، والذي يكلف ميزانية الدولة حوالي 40 مليون دولار سنوياً حيث تم توفير ما يقارب من 19 مليون دولار حتى الآن.
وطالب وزراء الحكومة بوضع خطة للتخفيف عن الـمواطنين داعياً في الوقت نفسه وزير الداخلية إلى إنهاء حالة الفلتان الأمني وملاحقة الـمتورطين وأن تبدأ الوزارة بوضع خطتها العملية وتنفيذ مخططاتها مع كافة الأجهزة الأمنية وملاحقة الـمتورطين في عمليات الاغتيال الأخيرة، وخاصة العميد جاد تايه والدكتور حسين أبو عجوة وملاحقة كل من يقف وراء كل عمليات تخريب الوزارات والـمؤسسات الحكومية.
وأشار هنية، إلى أن الحكومة ستتعاون من الآن مع النيابة العامة لفتح ملفات الفساد وستتابعها كما أنها ستتابع أيضاً ملف التحقيق في قضية استشهاد الرئيس ياسر عرفات، حيث ستظهر الحقائق لكل الشعب الفلسطيني إن توفرت لها ذلك.
وعلى الصعيد الإداري والوظيفي نفى هنية أن تكون الحكومة قد وظفت 11 ألف موظف من أنصارها وأتباعها أو استخدمت ما يقال عنه الإقصاء الوظيفي، موضحاً أن عدد الذين اتخذ لهم قرارات توظيف من الفئة "أ" بلغ 90 موظفاً وجميعهم من حملة الشهادات العليا، "أما ما دون ذلك فقد تم ملء 56 شاغراً وظيفياً عن شواغر العام 2005، كما تم إلغاء العمل بالسلامة الأمنية على اعتبار أن الشعب الفلسطيني جميعه سواسية في التوظيف".
وفيما يتعلق بالقوة التنفيذية نفى أن تكون قد تشكلت من تيار حماس فقط موضحاً أن عدد أفراد القوة وصل إلى 5700 عنصر منهم ما يقارب 2500 ينتمون إلى تيارات وفصائل، غير فصيل حماس، رغبت في الـمشاركة في هذه القوة، وأن جميعهم تخرجوا من ميادين القتال والسجون ويعملون ليل نهار على توفير الحماية للوطن والـمواطن.
ووجه خطابه للأمة العربية قائلاً: إن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وعليكم تحمل مسؤولياتكم تجاهه، داعياً "الأشقاء العرب إلى العمل على كسر الحصار الظالـم خدمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني" وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو الدخول بمحاور عربية تتعارض والثوابت الفلسطينية.
وأعلن هنية، أنه سيقوم خلال شهر رمضان الجاري بصرف منحة مالية لـ 25 ألف عامل جديد وذلك استكمالاً لـما صرفه قبل أسابيع قليلة لـ50 ألف عامل بقيمة 5 ملايين دولار، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحكومة ستقدم ما يتراوح بين 3000 إلى 5000 دولار لاستئجار منزل أو شراء أثاث جديد لكافة الذين هدمت منازلهم خلال حملة أمطار الصيف التي أعلنت عنها إسرائيل وما قبلها، إلى أن تتمكن الحكومة من بناء مسكن جديد لكل منهم.
ووجه تحيته "للشهداء الأبرار الذين دافعوا عن هذا الثرى، القادة العظام الذين رحلوا من أجل فلسطين والإسلام والقدس والأقصى"، مطيراً التحية للرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين ولكل شهداء الشعب الفلسطيني الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى وإسماعيل أبو شنب وفتحي الشقاقي، كما وجه التحية للأسرى الأبطال الذين يدفعون ضريبة الحرية للانتماء للإسلام ولفلسطين وللأمة الكبيرة.
وقال: إن الحصار الظالـم واللاأخلاقي الذي تقوده الإدارة الأميركية ضد الشعب والحكومة والذي تواطأت عليه أطراف عدة من أجل قطع الطريق على نجاح الـمشروع، بهدف تركيع الشعب والحكومة، ولكننا نقول من هنا لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن يخطفوا منا الـمواقف.
وأضاف: لقد صمتنا طويلاً أو بعض الشيء، الآن جاء وقت البيان وكان صمتنا صمت الـمتابع لهذه الأحداث، وكنا نتابع كل ما يجري من حولنا، وفي داخل أرضنا وعلى ساحتنا الفلسطينية والبعض كان ينتظر منا كلاماً وقولاً في كل ما يجري على الأرض وفي إطار القضية الفلسطينية.

Yotba3

[fadl]

حكومتنا تتمتع بشرعيات متعددة

وأضاف: إننا على مفترق طرق ومنعطف مهم من حياة الشعب والأمة، ونقول: إن الحكومة الفلسطينية الشرعية التي جاءت بإرادة الشعب الفلسطيني هي حكومة تتمتع بشرعيات متعددة، الشرعية الشعبية الجماهيرية، مشيراً إلى أن هذا الشعب الذي أعطى ثقته وخرج إلى صناديق الاقتراع هو الذي يشكل الشرعية لهذه الحكومة التي تعمل في هذا البحر الـمتلاطم الأمواج.
أما الشرعية الثانية فنحن حكومة ولدت من رحم الـمقاومة، وجاءت بإرادة الـمقاومة والجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي، أما الثالثة فهي الشرعية الدستورية الديمقراطية فنحن لـم نأت على ظهر دبابة ولـم نأت بالـمظلات ولـم نأت وفق تحالفات أميركية، وإنما جئنا بإرادة الشعب، حكومة انبثقت من برلـمان أغلبيته من حركة حماس التي شكلت الحكومة ومنحتها الثقة، ثم تمتع الحكومة بالشرعية العربية والإسلامية لأن لها امتدادات في العمق العربي والإسلامي، فكل من يحمل راية الحق والحرية وراية الثبات وراية الرفض للهيمنة الأميركية، لكل أولئك يشكلون شرعية لهذه الحكومة.
أقولها للفصائل التي تعمل ليل نهار من أجل إسقاط هذه الحكومة، يا إخواننا لا تتعبوا أنفسكم كثيراً، الحكومة الفلسطينية ليست نبتة في صحراء، وإنما تتمتع بشرعيات متعددة، وأقولها لو أن أية حكومة على وجه الأرض وفي أية دولة تعرضت وتتعرض لـما تتعرض له الحكومة الفلسطينية من حصار واغتيالات ومؤامرات لسقطت من الشهر الأول أو الثاني.
وقال: كانوا يخططون ليمارسوا ضغطاً دولياً رغم أن الذي يدير الـمعركة من أقوى دول العالـم، لأنها تستمد قوتها من الله الواحد القهار، نعم، تستمد قوتها من رسالة وصلت من أم شهيدين تقول للحكومة لرئيس الوزراء: إياك يا أبو العبد أن تتنازل، تستمد شرعيتها من دماء الشهداء ومن الأسرى العظام العظام ومن ابن الأسير، ومن الذين هدمت مزارعهم، تستمد من قادة وشهداء عظام كانوا يعملون في يوم من الأيام في هذه الحكومة من القائد جمال أبو سمهدانة.

اتهام أطراف داخلية بالتواطؤ

واتهم هنية أطرافاً لـم يسمها داخلياً وخارجياً "بالتواطؤ" على الحصار الذي وصفه بأنه "ظالـم ولا أخلاقي" تقوده أميركا بهدف "الابتزاز السياسي وسرقة الـمواقف".
وقال هنية: "منذ اللحظة الأولى لتسلـمنا الحكومة بدأت مسارات الإفشال تأخذ مستويات متعددة بهدف الانقلاب على الديمقراطية وعلى الشرعية الفلسطينية وبهدف إسقاط الحكومة الفلسطينية".
وأضاف: "تعرضنا لحصار مالي واقتصادي وإغلاق متكرر ومتعمد للـمعابر وهناك بضائع تقدر بنحو 084 مليون دولار محتجزة في ميناء أشدود لرجال أعمال فلسطينيين".
وتابع: "كما تعرضنا لحصار سياسي وتحريض إعلامي فهم
يحاولون فرض عزلة سياسية عليها فلـم أتلق دعوة من أية دولة سوى دولة قطر وهو يندرج في إطار سياسي على الحكومة الفلسطينية".
وقال هنية: "كما شهدنا تصعيداًعسكرياً كبيراً.. فهناك اغتيالات واعتقال للنواب وعلى رأسهم رئيس الـمجلس التشريعي واعتقال الوزراء ورؤساء الـمجالس الـمحلية حتى تجاوز عددهم 67".
وقال: "أمام هذا الوضع لـم نقف مستسلـمين فحافظنا على الوحدة الوطنية ورعينا حوارات فلسطينية ــ فلسطينية حتى في ظل الـمشاكل والخلافات".