مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 16-10-2005, 02:58 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم
آمل أن تعي كل مسلمة تصل لموقع المسؤولية أن وصولها ليس أقصى أهدافها وغاية المنى ، وأن مشاركتها السياسية ليست رمزية لتعكس انطباعاً إعلامياً موجهاً لجهات في الداخل والخارج وإنما هي مسؤولية تستطيع بها أن تغير وتطور وتحسن وأن تعالج الكثير والكثير ، وفي الختام أترككم مع مقال لكاتب سعودي ..


علي سعد الموسى

على ذمة الزميلة، الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء الماضي وذمة الشرق الأوسط في الغالب واثقة موثقة فقد تحدث معالي الشيخ صالح بن حميد، رئيس مجلس الشورى، إلى الأعضاء المحترمين "مبدياً أسفه على أعضاء مروا على المجلس في دورات كاملة فلم ينبسوا ببنت شفة ولم يتحدثوا ولم يتكلموا بكلمة واحدة طوال وجودهم تحت قبة المجلس".

في ذات المساء، تصفحت تقريراً طبياً على مجلة - لانسيت - الطبية الشهيرة عبر موقعها العنكبوتي ويبدو التقرير مثيراً مثالياً لمعالجة الحالة الشوروية. يذكر محتوى التقرير الطبي أن شركة روتشي الصيدلانية بصدد تطوير عقار جديد لمعالجة الحالات التي يظهر فيها بعض الأشخاص عاجزاً أو متردداً عن الكلام حيث سيعمل العقار على تحفيز بعض الهرمونات الجسدية من أجل إعطاء بعض الشحنة الطاردة للخجل الذي يسيطر على بعض الناس عندما يهمون بالكلام وكذا تثبيط الغدد التي تتحكم بدرجة الخوف من الانخراط في النقاش العام. يسرد التقرير نقطة أخرى لا تقل غرابة ونحن نربط بين التقريرين - تقرير رئيس مجلس الشورى وتقرير المجلة الطبية - حيث إن مرضى الصمت هم في جزء من التشخيص حالات اكتئاب وقد تنقلب هذه الحالات إلى الضد - بثرثرة كاملة - في حالة تناول بعض أدوية الاكتئاب لأن لهذه الأدوية، وخصوصاً بعد أخذ الجرعات لفترة طويلة، تأثيرها على الأشخاص حيث تنقلهم من حالات الهدوء والانفراد والتوحد إلى حالات تسمى - هايبر أكتف - وهي تفسير للنشاط والهيجان والرغبة المفرطة في الاجتماع وتداور المحادثة مع الوسط المحيط بهؤلاء الأشخاص. وما بين التقريرين - المجلس والمجلة الطبية - قد يوجد رابط للتشخيص للحالة التي تكلم عنها معالي رئيس المجلس.

هناك حلول علمية وأخرى افتراضية لصمت هؤلاء الأعضاء عن الحديث ولو بكلمة واحدة طوال وجودهم في المجلس. من الحلول العلمية أن نعالج الحالة على أنها حالة اكتئاب وفي مثل هذا الاستقراء فقد ننتظر حتى تبدأ شركة روتشي في طرح عقارها الجديد - فياجرا اللسان - للأسواق أو أن نعمل على الخط البديل بمعالجة هذه الحالات بجرعات مكثفة من علاجات الاكتئاب لدورة برلمانية كاملة علها تنقلهم إلى الحالة الضد في الدورة التي تلي دورة الصمت الاكتئابي. صحيح أن العملية برمتها طويلة وذات نسق لا يعطي نتائجه إلا على البعد ولكن دعوني أسألكم ذات السؤال: ما الذي سنخسره بالفعل لو أن أعضاءً بالمجلس صمتوا وسكتوا لأربع سنوات كاملة؟ وفي المقابل أيضاً: ما الذي غيَّره واستحدثه وطوره الأعضاء الآخرون الذين يتكلمون في كل يوم تحت قبة المجلس الموقر؟ إنها اجتماعات السعوديين فقد حضرت منها حتى اليوم ما يفوق المئات: ثرثرنا أو صمتنا لا فرق لأنني بالفعل لم ألمس لأي من المسلكين هزيمة لفريق أو فوزاً لآخر. أما الحلول الافتراضية حين مناقشة ظاهرة الصمت المطبق لبعض أعضاء مجلس الشورى فسأجتهد في تفسيرها عطفاً على الاحتمالات التالية: أولاً، فلربما رأى هؤلاء الصامتون أن القضايا المثارة على طاولة المجلس لا تستحق كل هذا النقاش.

ما الذي سيستفيده العضو الصامت العزيز من مناقشة التقرير المالي للعام 1417هـ الخاص بالهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية أو ما الذي ستضيفه تعليقاته على البروتوكول الشبابي بين المملكة ودولة بريطانيا العظمى أو إبداء الرأي حول الاتفاقية السعودية البحرينية لتنظيم الصيد وخطوط الملاحة البحرية؟ مثل هذه القضايا - حالات اكتئاب - وأمامها يبدو الصمت مثالياً للأعضاء الذين يعتقدون أنهم من العيار الوطني الثقيل الذي لا يتحرك لسانه إلا على قضايا من زبدة كاملة الدسم لا تطرح في الغالب على مائدة المجلس.

الاحتمال الثاني، أنهم صمتوا وسكتوا لأنهم كانوا أكثر ذكاء من عواقب الثرثرة.

الصمت في العقل العربي حكمة من ذهب حين يكون الكلام من فضة. ثقافتنا العربية لا تكافئ في الغالب إلا حالة من حالتين: رجل ينظر إلى قسمات وتوجهات رئيس الطاولة ليعيد إليه نفس جمله التي نطق بها باصماً واصماً لا يعرف كلمة.. لا - إلا مع التشهد. ورجل يؤثر الصمت لأن الصامتين في ثقافتنا صناديق محكمة مقفلة تكتنز ذهباً وياقوتاً ومن يدري فقد تكون مجرد - بالونات - من الهواء الفارغ. أعظم نظريات الإدارة التي نطبقها اليوم ليست بأكثر من نظرية اصمت لترتفع وتصل. من منكم سمع يوماً أن ثقافتنا العربية المجيدة قد كافأت رأياً مختلفاً أو صوتاً أجش جهورياً يعرف الفارق الهائل بين نعم أو لا وينطق الاثنتين بمقتضى الحال في الوقت الصحيح. رئيس مجلس الشورى - يحفظه الله - يتحدث عن أعضاء جلسوا بالمجلس لدورات، وأنا هنا أحلل كلمة - دورات - لأن هذا يعني أن هؤلاء الأعضاء الصامتين قد قفزوا بالصمت المطبق من دورة إلى التي تليها داخل قبة المجلس الذي يفترض أن يكون منتدى للكلام والمقارعة والرأي والرأي الآخر من أجل المصلحة الوطنية. سؤالي: على أي مقياس أو مسطرة تم التمديد لهؤلاء الأعضاء الصامتين وهم الذين لم يشاركوا بكلمة إثراء خلال الدورة التي سبقت وأي ناموس أو قاموس توسم فيهم مشورة قادمة ستأتي في أعقاب الصمت ولهذا أعطوا فرصة جديدة علها تكسر حاجز الصندوق المقفل؟ ما الذي يجبر أحدكم أن يحتفظ على طاولته بقلم بلا ريشة أو بلا حبر؟ هؤلاء الصامتون دهاة عرفوا من أين تؤكل الكتف: تؤكل ناضجة بلا لسان أو أسنان فقط في ثقافتنا العربية التي لا تعرف من الأكل وللأكل دهاء إلا ما كان من الكتف. كم هم الذين أكلوا أكتافنا بالصمت ووصلوا فوق أكتافنا بالصمت وحملتهم أكتافنا فوقنا بالصمت، وكسروا أكتافنا بالصمت والأفضل لي أن أصمت فقد تعلمت بعد كل هذه التجربة أن الصمت لم يكن دورة جديدة لنادٍ نخبوي: إنه دورة حياة جديدة. جربوه لأربع سنوات ثم احكموا على الوصفة.


* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م