مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-10-2000, 09:06 AM
steitieh steitieh غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 53
Post المـؤتمـرات وتآمـر الحـكّام

بسم الله الرحمن الرحيم
المـؤتمـرات وتآمـر الحـكّام

لقد ميّزت انتفاضة الأقصى الشعوبَ الإسلاميةَ عن حكامها، وبخاصة في البلاد العربية. الشعوب متعطشة للعزة والكرامة، وتوّاقة للجهاد، ومندفعة للتضحية بالدماء والأرواح في سبيل مقدساتها وكرامتها وحقوقها والقضاء على الكيان اليهودي برمته. أما الحكام فقد افتُضِحوا وبانوا على حقيقتهم عند من كان يجهلهم. ظهروا على أنهم عملاء لأسيادهم الكفار، وبخاصة أميركا. إنهم لا يمثلون شعوبهم، بل يمثلون عليها ويضللونها ويتآمرون عليها، بل ويذبحونها إذا جاءتهم الأوامر بذبحها ! وهذا ما فعله ياسر عرفات وحسني مبارك بشعب فلسطين في انتفاضة الأقصى هذه.

كان مبارك وعرفات يرفضان الذهاب إلى مؤتمر مع باراك إلا بشروط أعلنوها وبعد مؤتمر القمة العربي، وإذا هما فجأة يوافقان دون قيد أو شرط. وحين سئلا كان جواب عرفات: هناك ضغوط دولية ! وكان جواب مبارك: حصل بموافقة الفلسطينيين ولخدمتهم.

بالأمس كانت هناك ادعاءات تملأ الآفاق أن عرفات تعرّض، في كمب ديفيد، لضغوط هائلة من كلينتون وباراك، ولم يخضع ولم يستطيعوا زحزحته، بل قال: (لا). وأفشل المؤتمر. فما باله الآن يلحس شروطه ويخضع ؟ إن هذا يكشف الكذب والتضليل الذي يمارسه عرفات على أهل فلسطين ويساعده عليه كلينتون وباراك ومبارك وغيرهم.

ألم يصرّح صائب عريقات أن المؤتمر أنجز أكثر من 80 بالمائة من مسائل الحل النهائي ؟ ألم يذهب عرفات، بعد كمب ديفيد، إلى ممثلي المؤتمر الإسلامي لأخذ موافقتهم على ما تم الاتفاق عليه بشأن المسجد الأقصى والقدس ؟ ألم يأخذ موافقة لجنة القدس في أغادير ؟ ألم تمتدح الخارجية الأميركية مقررات لجنة القدس في هذا الشأن ؟ ألم يوجه الرئيس الجزائري بوتفليقة في 11/10/2000 انتقادات إلى عرفات ويتهمه بـِ «التستر على نتائج قمة كمب ديفيد التي انتهت بتوافق كامل على القضايا المطروحة» ؟ فكيف يدعي عرفات بعد ذلك أنه قال: (لا) ! إنه التضليل من أجل تغطية خيانته وإبرازه في صورة بطل. وزيادة في تلميع صورة عرفات قامت المروحيات الإسرائيلية بضرب مقره بعد أن أعلموه مسبّقاً بهذا الضرب، وقد حصل هذا الضرب حين كان جورج تينيت رئيس الاستخبارات الأميركية (C.I.A.) عند عرفات في غزة. كل ذلك من أجل أن يوافق الشعب الفلسطيني على ما يوافق عليه عرفات دون نقاش.

أما حسني مبارك، السمسار الرخيص لأميركا، فإنه يفضح تآمره على ذبح شعب فلسطين علناً، حين كان يردّ في 08/10/2000 على رئيس اليمن على صالح، قال مبارك: «إن الحرب لا تحسم قضية بل تحركها، والقضية (المواجهات الفلسطينية ـ الإسرائيلية) متحركة الآن». أي أن التحريك المطلوب قد حصل. وكان أحد زمرة عرفات (أبو مازن) قد صرّح بأن تنفـيذ الحـل قد يحـتاج إلى حرب تحـريكية إذا ظلّت الأمـور متجـمدة. وقد شارك حسني مبارك في مجزرة التحريك هذه.

إن هذا التحريك سلاح ذو حدين: أحدهما يعمل لمصلحة اليهود ومصلحة أميركا، والآخر يفضح الحكام، ويكشف الهوّة الواسعة بينهم وبين الشعوب التي يتحكمون بها، ويزيد النقمة على اليهود وعلى أميركا وعلى الحكام العملاء. وخافت أميركا، جراء ذلك، أن تفلت الانتفاضة وتخرج عن سيطرة العملاء حين قتلت الجماهير الجاسوسين المستعربين في رام الله. وقد خشيت كذلك حصولَ أمورٍ كثيرة تهدد مصالحها ومصالح حلفائها ومصالح اليهود ليس فقط في فلسطين بل على مدى الساحة العالمية كما حصل ضد اليهود قبل يومين في فرنسا، وكما حصل من تفجير المدمرة الأميركية في ميناء عدن، في أجواء الانتفاضة، فقُتِل 17 وجُرِح حوالي 40 من جنود البحرية الأميركية.

والآن يأتي مؤتمر شرم الشيخ (في 16/10/2000) ليوقف انتفاضة الأقصى قبل أن تخرج عن السيطرة، وليوظف ثمار هذه الانتفاضة في تنفيذ صيغة الحل النهائي بالشكل الذي يمكّن باراك من أخذ الثقة من شعبه، ويمكّن عرفات من تمرير الحل على الفلسطينيين. وتكون هذه الصيغة عبارة عن جدول أعمال للقمة العربية التي تنعقد في القاهرة بعد مؤتمر شرم الشيخ بخمسة أيام.

مؤتمر القمة العربي في القاهرة تم التخطيط له مع التخطيط لإشعال الحرب التحريكية المحدودة، فهو جزء من الخطة، ليكون شاهد الزور الذي يبارك الحل الخياني في التنازل عن الأقصى وعن القدس وعن فلسطين وعن سائر حقوق أهل فلسطين، وشاهد الزور في الاعتراف النهائي بدولة يهود خنجراً في قلب الأمة الإسلامية. ويفتح الباب لإيجاد الصلح بين إسرائيل وسوريا. وبذلك تصبح دولة يهود شرعية الوجود بشكل كامل، ويصبح التطبيع معها واجباً على كل الحكومات العربية وليس فقط متاحاً لها. وتتسابق الأنظمة إلى انتهاج ما يسمونه بـ «ثقافة السلام».

هذا هو المخطط لمؤتمر القمة العربي، ولكن إذا وجدت أميركا في مؤتمر شرم الشيخ أن هناك معارضةً قوية على الجانب الإسرائيلي تمنع باراك من تنفيذ الاتفاقات بشأن القدس والأقصى، فإنها ستوعز إلى مؤتمر القمة العربي كي يصدر قرارات فيها تهديد لإسرائيل على غرار قرارات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت على أثر ضرب إسرائيل لمحطات الكهرباء في لبنان. أي أن مؤتمر القمة العربي سيدعو إلى إعادة النظر في العلاقات الديبلوماسية والتجارية وفي سائر أمور التطبيع مع إسرائيل، وسيهدد بدعم الانتفاضات وما شابهها، لإزالة العقبات وإيجاد الظروف المناسبة لتنفيذ الاتفاقات.

إن قرارات مؤتمر القمة العربي ستكون تنفيذاً لما يقرره مؤتمر شرم الشيخ، وإنْ بشكل غير مكشوف.

لقد صدرت فتاوى عن علماءٍ كُثْرٍ في البلاد العربية والإسلامية تعلن فرضية الجهاد العيني على المسلمين ضد اليهود. ونسأل: على من يقع هذا الوجوب ؟ هل يقع على الأفراد العُزَّلِ وحدهم، وإذا ذهب هؤلاء الأفراد إلى حدود الكيان اليهودي، هل يسمح لهم حكام البلاد الإسلامية بالوصول، أو يعتقلونهم وينعتونهم بالإرهاب والتخريب ؟ إن هؤلاء الحكام هم في واقع الحال حُرّاس لحدود دولة يهود، وقد يتحول الأمر إلى قتالٍ بين هؤلاء الأفراد المجاهدين وسلطة هؤلاء الحكام العملاء، كما تفعل سلطة عرفات وغيرها من السلطات المحاذية لدولة يهود.

إن مشكلة الأقصى والقدس وفلسطين ودولةَ يهود المزروعةَ خنجراً وغدةً سرطانيةً في قلب الأمة الإسلامية لا يمكن حلها بهذه الحلول الجزئية الترقيعية. الحل هو اجتثاث الكيان اليهودي من جذوره من كل شبر من أرض فلسطين، وليس فقط من شبرٍ هنا أو مترٍ هناك. الموضوع مع دولة يهود هو موضوع وجود وليس موضوع حدود. وهذا الحل ممكن وليس خيالياً كما يتصور الحكام العملاء، أو اليائسون المهزومون نفسياً، الذين يحبون الحياة ولو في الذل والمهانة، الذين يسمون أنفسهم دعاة التطبيع ودعاة ثقافة السلام مع دولة يهود الغاصبة.

الحل ممكن الآن وليس بعد عشرات السنين، وذلك بأن تتحرك جيوش المسلمين لقتال يهود والقضاء على كيانهم وما نراه الآن من تفجر لجزء من الطاقات المكبوتة عند المسلمين في كل مكان لهو خير دليل على ذلك. وهذه الطاقات المكبوتة ليس المحرك لها القدس والمسجد الأقصى والأرض المباركة وحدها، بل هناك عند الأمة الإسلامية حوافز ومحركات أخرى هي أكبر وأقوى. فإذا كان المسجد الأقصى له قداسة وله مكانة في قلوب المسلمين تحرك مشاعرهم، أليس القرآن الكريم له قداسة أكبر ومكانة في قلوب المسلمين لا تدانيها مكانة، فلماذا لا تتحرك مشاعر المسلمين من أجل القرآن، أليست دول الغرب الكافرة هدمت دولة القرآن (الخـلافة)، ومزّقت البلاد الإسلامية والأمة الإسلامية إلى بضع وخمسين دويلة، ومزّقت البلاد العربية إلى بضعٍ وعشرين دويلة ؟ أليست جعلت دولة يهود أقوى من العرب مجتمعين (وفي الحقيقة هي لا تسمح لهم أن يجتمعوا). أليست دول الغرب الكافرة، وبخاصة أميركا تحتل بلاد المسلمين، أو تفرض هيمنتها عليها من أقصاها إلى أقصاها، وتنهب خيراتها، وتجعل حكامها عبيداً لها ؟ أليست تفرض علينا أن نفصل الدين عن الدولة، أليست شريعة القرآن والسنة النبوية المطهرة معطلة، بعد أن فرضوا علينا شرائع الغرب وقوانينه الباطلة ؟ لماذا لا يتحرك المسلمون من أجل القرآن المهجور والسنّة المنسية والشريعة المعطَّلة ؟ أليست هذه لها قداسة أكثر من المسجد الأقصى ؟ بلى. ومن المحتم أن يتحرك المسلمون الآن من أجل هذه المسائل وليس بعد عشرات السنين. وهذه قضايا لا ينفصل بعضها عن بعض، فكلها من العقيدة، وعليها تقوم حياة المسلمين، وهي تشكل القضية المصيرية للأمة الإسلامية، هذه القضية التي تتلخص في عودة الأمة الإسلامية كما أرادها الله سبحانه ]خيرَ أمة أُخرِجتْ للناس[ تعيد الخـلافة وتقيم الدين وتوحد الأمة وتحمل الرسالة وترتقي لتكون الدولة الأولى في العالم.

هذه المسائل كلها يكون العمل لها معاً بعمل واحد هو أن يرفض المسلمون كل نظام أو قانون أو تشريع غير إسلامي، وأن يرفضوا كل حاكم يعطّل الجهاد ويفضّل شرائع البشر على شريعة الله، قال تعالى: ]أفحُكْمَ الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون[، فيُسقِطون أنظمة هؤلاء الحكام العملاء الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ويبايعون حاكماً واحداً (خليفة) يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله r ويعمل على توحيد البلاد الإسلامية والأمة الإسلامية تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وستصبح هذا الدولة (الخـلافة) الدولة الأولى في العالم في فترة قصـيرة بإذن الله. ولن يبقى أي وجود لدولة يهود، ولن يبقى أي نفـوذ أو استعمار لأميركا أو غيرها من دول الكفر في بلاد المسلمين.

لقد أثبت تجاوب الأمة الإسلامية، عربِها وعجمِها في مشارق الأرض ومغاربها، مع انتفاضة الأقصى أن الأمة الإسلامية قد دبت الحيويةُ فيها، وقد ظهرت هذه الحيوية قبل ذلك تجاه الشيشان والبوسنة وكوسوفا وكل مكان يقع فيه الظلم على المسلمين. الأمة الإسلامية مكبوتة وحين تجد متنفساً فإنها سرعان ما تفجّر طاقاتها الكامنة، وتعود إلى قرآنها وشريعتها وإسلامها. والأمر يتطلب شيئاً واحداً: أن يقوم قائد من أهل القوة ويسقط أحد الأنظمة، وينسق مع قادة أقوياء في أنظمة أخرى لإسقاطها، وإقامة نظام إسلامي على أنقاضها، وعندها ستهلل الشعوب للنظام الإسلامي القائم وتحتضنه وتلتف حوله وتنصره.

إن هذا العمل لا يبدأ من الصفر الآن، بل إنه قطع شوطاً كبيراً في هذا الطريق. ونحن ندعو أهل القوة أن يأتوا إلينا لننصرهم وينصرونا لتحقيق هذا الأمر وإقامة الخـلافة الراشدة في وقت قريب بعون الله.

]يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم[.

في 18 من رجب الحرام 1421هـ. حزب التحرير

15/10/2000م.


 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م