مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-01-2003, 12:36 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي الحملة الغربية لمقاطعة البترول السعودي

كتبه سعد هجرس - كاتب مصرى

عندما تغير احدي نجمات هوليوود سيارتها.. فان هذا امر عادي جدا، لا يمثل خبرا يستحق ان تتناقله وكالات الانباء.
ويصبح خبرا لا يهم سوي بعض المهتمين بشؤون البيئـــــة والاقتصاد، عندما يقال ان سبب التخلي عن سيارة من طــــراز لنكولن لاقتناء سيارة اخري من طراز تويوتا هو ترشيد استهلاك البنزين.
لكنه يصبح خبرا سياسيا مدويا يهم الكثيرين، ونحن في مقدمتهم، عندما يقال ان السبب في ترشيد استهلاك البنزين هو الرغبة في الحيلولة دون دعم الاقتصاد السعودي، لان السعودية ـ حسب زعم من يروجون لهذا الخبر ـ تدعم ما يسمي بالارهاب.
ويكتسب نفس الخبر اهمية اكبر عندما نعرف ان هذا ليس موقفا فرديا لاحدي نجمات هوليوود، بل انه جزء من حملة واسعة النطاق بدأ شنها في الولايات المتحدة بالفعل تحت اسم مشروع ديترويت ، الذي تطلقه وسائل اعلام امريكية متعددة وتقوده الكاتبة اريانا هوفينجتون.
اذن خبر تغيير نجمة هوليوود لسيارتها هو مجرد جزء صغير من حملة كبيرة يتم الاعداد لشنها بغرض مقاطعة البترول السعودي في الولايات المتحدة.
>وليس المهم هو الجهل الفاضح لمنظمي هذه الحملة بألف باء اقتصاديات صناعة البترول. وكما يقول الدكتور تركي الحمد المحلل السياسي لجريدة الشرق الأوسط فان الداعين الي الحملة يجهلون اسس الاقتصاد وابسط مبادئه، حيث ان النسبة العظمي من الاموال التي يتوقع القائمون علي الحملة ان يحرموا السعودية منها هي في الحقيقة تذهب الي حسابات شركات البترول الامريكية، اذ ان السعودية تبيع البترول الي عميل ما، بعضه شركات بترول امريكية، والاخيرة تقوم بتصفيته مما يجعلها تجني من البرميل الواحد البالغ تكلفته 30 دولارا نحو 200 دولار .
اضف الي ذلك ما اكده الاقتصادي السعودي الدكتور وديع كابلي من ان مقاطعة البترول السعودي ـ في امريكا ـ مستحيلة لعدة اسباب، اهمها عدم القدرة علي تصنيف مصادر البترول ومن اي دولة يأتي، وهذه ليست المرة الاولي التي تطلق فيها مثل هذه الحملات، اذ اطلقت مثل هذه الفكرة قبل 20 عاما ابان ازمة احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية بطهران وجاءت صيحات لمقاطعة البترول الايراني ومع ذلك لم تفلح المقاطعة ومازال البترول الايراني يتدفق الي الاسواق الامريكية .
ثم ان الصادرات السعودية الي الولايات المتحدة لا تتجاوز نسبة تتراوح بين 10 و15% من مجموع صادرات البترول السعودية الي بقية دول العالم حيث ان نسبة تتراوح ما بين 80 و90% من هذه الصادرات تتجه الي آسيا واوروبا وافريقيا.
هذه الحقائق تبين جهل الداعين لهذه الحملة ببديهيات صناعة البترول، لكن ليس هذا هو المهم. المهم هو ان مشروع ديترويت الذي بدأ بالفعل في بث دعايته المسمومة في نيويورك ولوس انجلوس وواشنطن وديترويت، يبين ان المحافظين الجدد في امريكا والمتحالفين مع اللوبي الصهيوني لا يتوقفون عن اختلاق الاسباب والمبررات والذرائع لترويج كراهية العرب، حتي لاكثرهم اعتدالا .
كما يبين النقاب الامريكي ويقدم مثالا جديدا لازدواجية المعايير الامريكية فالامريكيون ـ وأبواقهم ـ لايكفون عن تسفيه لجوئنا الي سلاح المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل وللسلع الامريكية احتجاجا علي الابادة الجماعية التي تشنها الدولة اليهودية للشعب الفلسطيني الاعزل بدعم عسكري وسياسي ومالي من الادارة الامريكية، بينما يشهرون في وجوهنا كل أنواع الاسلحة، بما فيها سلاح المقاطعة نفسه.
ولعل ذلك ان يكون درسا لخصوم مقاطعة البضائع الامريكية خاصة ان مشروع ديترويت الذي يستهدف مقاطعة البترول السعودي، ليس سوي بداية حملة مكثفة لمقاطعة كل ما هو عربي.
فهل نفهم.. وهل نتنبه.. وهل نتعلم؟!
واذا كانت حملة مقاطعة البترول السعودي قد بدأت يوم 10 كانون الثاني (يناير) الجاري، فان الضفة الاخري من المحيط قد شهدت حدثا معاكسا تماما قبلها بيومين.
وهذا حدث بالغ الاهمية، ومع ذلك فان صحافتنا ووسائل اعلامنا تجاهلته تماما.. وكأن شيئا لم يكن!
الحدث هو باختصار ان اثنين من سائقي القطارات الانكليز.. رفضا قيادة قطار يحمل شحنة من الذخيرة متجهة الي القوات البريطانية التي تم نشرها في الخليج.
>وقال الرجلان بصريح العبارة: اننا نرفض المشاركة في توصيل شحنة الموت هذه التي تستهدف قتل مواطنين ابرياء في العراق .
وتعليقا علي هذا الموقف الشريف والشجاع قال ليندساي جيرمان احد نشطاء ائتلاف وقف الحرب Stop the War Coalition: اننا نؤيد تأييدا كاملا هذا الموقف الذي تم اتخاذه من اجل عرقلة حرب عدوانية وظالمة، ونأمل في ان يقوم الكثيرون في سائر انحاء المملكة المتحدة باعمال مماثلة .
ومما يجدر ذكره بهذا الصدد ان هذا الائتلاف هو الذي نظم مظاهرة حاشدة في ايلول (سبتمبر) الماضي شارك فيها اكثر من 400 الف شخص احتجاجا علي الحرب الامريكية ـ البريطانية المحتملة ضد العراق، كما انه اعلن عن اعتزامه تنظيم احتجاج مماثل في 15 شباط (فبراير) المقبل في قلب العاصمة لندن.
اما السائقان الشريفان والشجاعان اللذان رفضا قيادة القطار من غلاسكو الي قاعدة غلين دوغلاس الواقعة علي الساحل الغربي لاسكتلندا، التي تعتبر اكبر مستودع لاسلحة حلف شمال الاطلنطي في اوروبا، فقد سجلا بموقفهما اول رد فعل عملي من هذا النوع منذ عقود من الزمان.
فهذا الموقف يذكرنا بتضامن العمال في بلدان مختلفة مع مصر ابان تعرضها للعدوان الثلاثي عام 1956 حيث رفض عمال الكثـــــير من الموانئ الاوروبية وغير الاوروبية شحن وتفريغ سفن الــــدول المتورطة في العدوان تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب المصري وقضيته العادلة.
كما يذكرنا بموقف العمال الانكليز في احد الموانئ الانكليزية الذين اضربوا عن العمل حتي لايشاركوا في شحن اسلحة بريطانية الصنع مرسلة الي شيلي بعد اغتيال الزعيم سلفادور الليندي عام 1973 في الانقلاب الدموي الذي قاده الدكتاتور بينوشيه تحت رعاية امريكية رسمية. وها هي الحملة الشعبية المناهضة للحرب الظالمة التي يهدد الامريكيون بشنها علي العراق توقظ النائمين في كل قارات الدنيا وتحشد الرأي العام العالمي ضد هذه المذبحة التي يلوح شبحها في الافق وتعيد الحياة الي اسلحة كفاحية جماهيرية ظن الكثيرون انها ماتت ودفنت الي الابد تحت سنابك العولمة.
ثم ان هذا الموقف الشجاع والشريف لسائق القطار الانكليزي، ليس مجرد موقف فردي وانما يكتسب اهمية مضاعفة بوضعه في سياقه العام، وقرأنا دلالاته في اطار تعاظم معارضة الرأي العام البريطاني للحرب بدرجة هائلة ورائعة.
وعلي من يتشككون في جدوي التحرك الشعبي ان يتأملوا الصراع المتزايد داخل الحكومة البريطانية ازاء التهديد بضرب العراق، وان يلاحظوا ايضا التراجع في الخطاب السياسي لرئيس الوزراء البريطاني الذي وصفته الصحف البريطانية بانه جرو الرئيس بوش .
كل هذا لم يأت من فراغ.. بل جاء ـ ويجيء ـ تحت وطأة تعاظم التحرك الشعبي البريطاني ضد الحرب.
والوجهان اللذان رصدناهما في هذا المقال، وجه الكراهية الامريكي لكل ما هو عربي في اوساط المحافظين الجدد وحلفائهم القدامي في اللوبي الصهيوني، ووجه الرفض الشعبي المتعاظم في سائر انحاء العالم للسياسة الامبراطورية الامريكية العدوانية، يضعان الرأي العام العربي امام الحقيقة العارية. حيث من العار ان يتحرك الناس في كل ربوع الدنيا دفاعا عنا.. بينما نحن نيام!
وحيث برهنت التجربة الانكليزية علي ان التحرك الشعبي ليس مجرد كلام في الهواء، بل ان الرأي العام اذا تحرك يؤثر ويغير.
وهذا معناه باختصار ان الرأي العام العربي اذا عبر عن نفسه بوضوح وبطرق سياسية متحضرة وفعالة، وليس فقط بالدعاء في الصلاة او بالشكوي في المجالس الخاصة يستطيع ان يفرض واقعا جديدا، ومن شأنه ان يجعل الامريكيين ـ وحلفاءهم ـ ان يعيدوا حساباتهم.
فهل نفعل.. ونسحب استقالتنا من التاريخ؟!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م