ثروة القائد

[عيون الليل]

أخي العزيز دكتور أسامة
أكتب إليك من نابلس وهي آخر المطاف كما تعلم وكنت قد خرجت مع الخارجين من بيروت إلى تونس وشهدت عملية اغتيال أبو جهاد على يدي باراك ويبدو أن المسرحية قد أعدت منذ زمن بعيد وما يدور الآن في أراضي السلطة هو استكمال لهذه المسرحية .
عزيزي: حين اندلعت الانتفاضة الأولى في 9 ديسمبر 1987 كان عرفات وقيادته في تونس وبدأت سلسلة طويلة من الاجتماعات القلقة وكانت سحب السجائر والأرق والخوف أهم ملامح مكتب عرفات ,كانوا مكفهر ين مرتعدين….
لماذا؟ كانت تلك الانتفاضة أمرا مفاجئا لعرفات وقيادته ولم تكن تسمع في زوايا مكتبه سوى تحليلات متناقضة فتارة أن الانتفاضة من تدبير إسرائيلي لخلق قيادة بديلة وتارة هي لعبة إيرانية أو سورية للمساس بهيبة الزعيم , وإذا عدت إلى الأرشيف ستجد صمتا مطبقا لأسبوعين بعد الانتفاضة الأولى حيث لم يجرؤ أي مسوؤل فلسطيني على مجرد توجيه التحية لتلك الانتفاضة وكانت التصريحات بعد ذلك خجولة متوجسة. والتقط الشهيد أبو جهاد طرف الخيط واستطاع بجهد كبير أن يسيطر على قيادة الانتفاضة بل وتشكيلها بما يضمن القدرة على توجيهها وكان لابد من اغتيال أبو جهاد ليتولى أبو عمار قيادة الانتفاضة عبر سيطرته على كل مساعدي المرحوم أبو جهاد. وكان ما كان من أوسلو ومن تسليم رأس الانتفاضة مقابل كيلومترات لا تتسع لاكثر من سجادة حمراء وحرس للشرف المفقود , والواقع أنه وعبر عملية استراتيجية نفسية معقدة بدأها كرايسكي بات عرفات مقتنعا أن الدولة هي سجادة حمراء وحرس وعلم على السيارة ومعاملة دبلوماسية له كرئيس دولة .
عزيزي : أكتب لك مباشرة من نابلس بعد مشاركتي في جنازة لعدد من الشهداء فمعذرة على أي سهو أو خطأ , سقت هذه المقدمة لاقول لك ما أشبه الليلة بالبارحة فعرفات أخذ على حين غرة هذه المرة أيضا وهو مازال يراهن على مقدرته على السيطرة على الانتفاضة بالمال أولا وأخيرا , وللمال أهمية قصوى في كل انتفاضة وهو لذلك أصدر قرارا يخضع بموجبه أي شخص أو أي جهة فلسطينية تعمل على جمع التبرعات لسيطرته ويقول في برقية بعث بها إلى كل السفارات الفلسطينية في الخارج : يحظر تحت طائلة المسؤولية جمع التبرعات إلا من خلال السفارات الفلسطينية والتي تقوم بتحويلها للصندوق القومي الفلسطيني ... هذا الصندوق الذي كان يترأسه جاويد الغصين والذي كان يسرق منه الملايين بمعرفة عرفات شخصيا ... ولا تغرنك الدعوى القضائية التي رفعها عرفات على الغصين في محاكم أبو ظبي فعرفات آمر برفعها بعد أن اختلف مع الغصين ... أي أن أموال الشهداء يستخدمها عرفات أيضا لبسط نفوذه ... فهو يترك المقربين منه للسرقة كيفما شاءوا لانه يعلم انه قادر وفي أي لحظة أن يحرقهم ... وكله بالقانون كما كان يقول السادات .. , وحتى حركة فتح منعت من جمع التبرعات والهدف واضح : ياسر عرفات يريد السيطرة على كل المال ليتمكن من المساومة على الانتفاضة وحبذا التركيز على هذه النقطة في عرب تايمز بحيث يعمل الجميع على التوصيل المباشر متجاوزين السلطة إلى أن تتمكن قيادة الانتفاضة من بلورة مؤسسات خاصة بذلك.
المال يا سيدي هو السر في قوة عرفات ... فبالمال اشترى عرفات الآخرين .... وعرفات لمن لا يعلم أغنى من جميع شيوخ الخليج .... ثروته تزيد عن عشرة مليارات دولار موزعة في بنوك أجنبية ... وهداياه للآخرين تبز هدايا شيوخ النفط .... هل تذكر العملية الجراحية التي أجراها عرفات في مستشفى الحسين الطبية في الأردن ؟ بعدها أهدى جميع الأطباء الذين شاركوا في إجراء العملية له سيارات مرسيدس آخر موديل يزيد سعر الواحدة منها عن ربع مليون دينار أردني حتى أن الملك حسين قال له مداعبا : شو يا زلمة ... ما بيطلعلي انا كمان سيارة مثلهم ‍‍.
السؤال الذي يجب أن يطرحه الآخرون الآن على عرفات هو : أين المليارات التي جمعتها باسم فلسطين ؟ وحتى يصبح السؤال عن مليارات عرفات منطقيا يتوجب الحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة ومدن الضفة الغربية ... فعلى سبيل المثال فان مدينة غزة تعاني من كارثة حقيقية... الزائر إلى المدينة هذه الأيام يشاهد حين يتساقط المطر بغزارة كيف تتحول شوارع المدينة إلى مستنقعات مائية إذ لا يوجد وسائل لتصريف مياه المدينة ويغرق الطلبة حين ذهابهم إلى مدارسهم في هذه المخاضات ...
في غزة يشاهد المرء مدن الصفيح تجاور الفنادق الجديدة والمجمعات السكنية الفخمة التي أطلت على المدينة والعائدة في ملكيتها إلى عرفات ورجاله والذين استطاعوا تحويل الفلسطينيين إلى عمال سخرة في مشاريعهم وتصدير الفائض إلى إسرائيل بينما تظل البطالة الهم المسيطر على الفلسطينيين .
وإذا استعرضنا جوانب الشكوى المالية التي يعلنها عرفات ليل نهار فان من أهم مظاهرها قلة رواتب موظفي السلطة العرفاتية باستثناء ممن يعملون مع جبريل الرجوب وبعض أجهزة الأمن والتجسس والمخابرات ...فالفلسطيني بحاجة إلى آلف وخمسمائة دولار في المتوسط شهريا حتى يعيش حياة كريمة في حين أن سلطة عرفات تدفع للموظفين رواتب تتراوح ما بين 300 إلى 600 دولارا وعرفات يريد من هذا التقتير أن يقول للعالم انه مفلس ويريد أن يقول للشعب الفلسطيني أن لا مال لديه يعطيه ولا ذهب يوزعه وهو بهذا السلوك يحاول الإجابة عن أسئلة الشعب الفلسطيني حول مليار اتهم التي امسك عرفات بمفاتيحها.
والحال التي تنطبق على الشعب الفلسطيني لا تنطبق على عرفات ورجاله إذ أن رجال عرفات يسيرون في فلكه لاعتبارات أهمها وجود مآخذ مالية عليهم تتعلق بوجود اختلاسات مالية أو هدر للمال الفلسطيني وعمولات وسمسرة .
ويشعر عرفات بالسعادة حين يسقط أحد رجاله في هفوة مالية وكثيرا ما كان يكتم هذه الهفوة ولا يعاقب عليها باعتبارها سلاحا سيلزم ذات لحظة .
ويروى في هذا السياق أن سفيرا فلسطينيا في عاصمة عربية خليجية تمرد ذات مرة على عرفات معلنا أن سياساته المؤيدة للعراق ستقود الشعب الفلسطيني على اثر حرب الخليج إلى كارثة وجاء هذا الكلام خلال سهرة خاصة وصلت مضامينها إلى أذني عرفات فما كان منه إلا أن استدعى السفير إلى تونس قائلا له : قبل الحديث عن سياساتي التي ستؤدي إلى كارثة دعنا نتحدث قليلا عن أموالك المودعة في سو يسرة ومحلات التحف الأثرية التي تمتلكها بالإضافة إلى حصتك في المطعم المشهور كذا .... دعنا نتحاسب واعلمني من أين أحضرت هذه الأموال ؟ وقد كنت حذاء قديما وما زلت وسأقوم بخلعك من قدمي في أي لحظة .
هذا السفير بقي صامتا فعرفات استخدم سلاحه السري ... المال ... وكان منطقيا حين قال لنتحاسب ... فهو يسكت عن أخطاء المقربين له وسرقاتهم حتى لا يجرؤ أحدهم على التفكير بمحاسبته ... بعد تلك الجلسة العاصفة علق السفير بقوله : حين يتكلم الختيار اشعر بأنني دجاجة وهو الديك .
حين انطلق عرفات كقائد لمنظمة التحرير أجرى اتصالاته مع عواصم الخليج مطالبا باقتطاع خمسة بالمائة من رواتب الفلسطينيين وتحويل هذه النسبة الى حسابات المنظمة وفعلا تم تحويل المليارات على مدى عقود الصمود والتصدي إلى حسابات عرفات وكانت التحويلات واموال الدعم تصب كلها في حسابات عرفات كشلال من الذهب دون أن يعرف أحد باستثناء ريموندا وامها أرقام هذه الحسابات وأماكنها .
وما دمنا نتحدث عن الإنفاق الذي مارسه عرفات على مدى العقود الماضية فان الإنفاق على شراء الذمم وتجنيد المخبرين وتسخير الأقلام الصحافية وتحسين أوضاع رجاله وأنصاره يحتاج إلى وقفة مطولة واليك نماذج منها .


صحافي فلسطيني يحمل جنسية عربية كتب لعرفات في تونس مقترحا إعداد فيلم وثائقي عن القضية الفلسطينية باللغة العربية وقدم الصحافي تكلفة تقديرية بلغت أربعين ألف دولار ولان عرفات طلب ملف الصحافي واكتشف انه عرض به مرارا في مقالات كتبها في مجلة عربية تصدر في باريس فقد امر عرفات بصرف المبلغ للصحافي فورا وقبض الأخير على جمر المبلغ دون أن يعرف ما في كف المستقبل وانتج الفيلم ولم يتم عرضه في أية محطة تلفزيونية ولم يكلف إنتاج الفيلم اكثر من ثلاثة آلاف دولار كون الصحافي استخدم مواد أرشيفية وبعد سنوات عاد الصحافي إلى مهاجمة عرفات بشدة في غير مطبوعة فما كان من عرفات إلا أن أجرى اتصالا مع المطبوعة العربية الباريسية دافعا لها ما تيسر من مال لنشر قصة الصحافي ووثائق القبض التي وقع عليها سابقا ليتم حرق الصحافي وتدمير سمعته ... هذا الأنموذج من الإنفاق هدر أربعين آلف دولار يضاف إليها ما دفعه عرفات للمجلة من دون فائدة تذكر .


شخصية فلسطينية مقيمة في الداخل اشتكت مرارا لعرفات من سؤ أوضاعها الاقتصادية فأمر عرفات بشراء سيارة مرسيدس آخر موديل وتم شحنها إلى غزة لإسكات فم المسئول الفلسطيني كثير التذمر والشكوى .


آلاف بطاقات السفر مدفوعة الثمن من أموال الفلسطينيين تم صرفها بأمر من عرفات مباشرة لسياسيين عرب واجانب ولضيوف وزائرين يمكن وصفهم جميعا بضعف دورهم تجاه قضية فلسطين في حين أن الإنفاق على تذاكر السفر والاستضافة في الفنادق كانت تتم في وقت من الأوقات لكل من غازل عرفات وسلطته ... حتى أن أحد الضيوف ذهب إلى تونس لمقابلة عرفات واقام في الفندق اكثر من عشرين يوما دون أن يحظى بمقابلة الزعيم وكان الضيف يشغل وقته بإجراء مكالمات هاتفية دولية مع الأقارب والخلان وعند مغادرته الفندق اكتشف أن الفندق يطالبه بأحد عشر ألف دولار ثمنا لمكالمات دولية ومشروبات كحولية وهو الأمر المستثنى أصلا من الضيافة فاشتكى حاله إلى أحد مستشاري عرفات الذي رق قلبه وعاد بالفاتورة موقعة من عرفات ومؤشر عليها بتحويلها إلى الصندوق المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية .


الشرهات المالية والهدايا التي وزعها عرفات على رؤساء بلديات الضفة الغربية قبيل عودة عرفات لضمان الطاعة والولاء .


تنقلات الوفد الفلسطيني المفاوض على السلم مع الصهاينة كانت تدفع بالعملات الصعبة وكانت مصاريف كل جلسة مفاوضات تقدر بالملايين شاملة الاتصالات والإقامة والمشروبات الكحولية في فنادق العالم والمياومات لأعضاء الوفد الفلسطيني.


مسؤول فلسطيني ساعده عرفات في سراء شقة بمائة ألف دولار بعدما استبسل المسئول في شق تنظيم فلسطيني معارض لعرفات .


المبالغ الطائلة التي دفعها عرفات لشراء منزل لسفيره في حي ماكلين الفاخر في واشنطن والإنفاق على تنقلات صحافي إسرائيلي مرتزق اسمه عبد السلام المصاروة .


مئات الألوف من الدولارات دفعت لفاروق القدومي الذي يطوف أربع أنحاء الأرض على نفقة المنظمة ويستخدم كثيرا طائرات الكونكورد التي يزيد ثمن تذكرتها عن خمسة أضعاف خطوط الطيران العالمية المنافسة .


يقول سياسيون على اطلاع على خفايا السياسة الدولية ان هناك شروطا أمريكة وإسرائيلية سرية على عرفات فرضت عليه عدم استخدام الأموال المسجلة باسمه في تطوير غزة ومدن الضفة والاحتفاظ بها لنفسه كحال غيره من زعماء العرب الذين تغرق بلادهم في المديونية مثل الملك حسين في حين يمتلكون المليارات .


لذا قام عرفات وكتلبية لهذا الشرط الإسرائيلي بافتتاح حساب باسمه الشخصي في مصرف إسرائيلي هو مصرف ليئومي حيث تحول سلطة عرفات جميع الضرائب المجموعة من الشعب الفلسطيني إلى هذا الحساب يضاف إليها حصيلة الجمارك والرسوم على المعاملات ومن المعروف أن أي مصرف يستثمر الأموال المودعة لديه ففي هذه الحالة يكد الشعب الفلسطيني ويشقى ليستفيد اليهود وعرفات حلقة الوسط في هذه المصيبة .
وفيما يستثمر عرفات أمواله .... هل يعرف المقربون منه أسرار هذه التركة ؟ وما مدى صحة ما يشاع من أن عرفات أوصى ضمن ترتيبات قانونية بأن تحول التركة للكيان الناشئ في حال وفاته ؟ وما مدى دقة ما يقال عن أن أثرياء فلسطينيين مشاهير هم مجرد مشغلين لمليارات عرفات ومجرد واجهات .
عودة على بدء فان مصادرا أمريكا نية اتفقت مع مصادر عربية في أن ثروة عرفات تبلغ قرابة العشرة مليارات دولار هي مجموع الأموال التي تم الحصول عليها باسم الحرب ضد إسرائيل ولم يتفق إنفاقها يضاف إليها الفوائد وأرباح الاستثمار لتشكل في مجموعها العشر مليارات دولار .
ولان عرفات كان وكيلا عن الفلسطينيين في جمع الأموال في زمان الحرب فان وكالته بقيت في زمن السلم ووفقا لمعلومات متسربة من عواصم عربية فان عرفات يمتلك مشاريع عديدة في العالم فهو يمتلك شركات طيران ومزارع ضخمة للأسماك والدواجن والخضار في أمريكا الجنوبية .
ويشرف على هذه المشاريع فلسطينيون ولبنانيون هاجروا منذ زمن إلى تشيلي والأرجنتين والبرازيل وهم يشغلون أموال عرفات مقابل نسب يحصلون عليها ولقاء ضمانات أخذها عليهم عرفات قبيل تسليمهم هذه المشاريع تخوفا منهم وثباتا على قاعدته المعروفة بعدم الثقة بأحد . ويمتلك عرفات عشرات الشركات الأمريكية التي تدار من قبل مواطنين فلسطينيين وتعمل في مجال الإلكترونيات وبعض أنواع البزنس الذي يقوم على تداول الأموال كاش بحيث يصعب رصد الداخل والخارج منها واليها .
كما أن لعرفات شركات عقارية في عدد من العواصم وتقوم هذه الشركات بتقديم قروض مالية للإسكان أو لأي مشروع آخر ويمتلك عرفات مصانع حلوى وحصصا في فنادق من طراز الخمس نجوم كما يمتلك معظم مزارع الموز في إفريقيا بشكل عام والصومال بشكل خاص .
ومن أموال عرفات الموزعة مزارع الدواجن في عاصمة عربية مشرقية ومنتجعات سياحية في سواحل البحر المتوسط ومزارع لانتاج الأسماك وتعليبها بالإضافة إلى ملايين الدولارات الموزعة في مصارف عربي وأجنبية تدر أرباحا هائلة كل سنة وعدد كبيرا من الحصص في شركات عالمية مهتمة بقطاعات متخصصة مثل البناء والنقل وذلك عبر شخصيات مالية فلسطينية وعربية تقوم بتشغيل هذه الأموال وحدث مرارا أن أعلن بعض رجال الأعمال العاملين بالمال الفلسطيني إفلاسهم إما لسؤ حظ أو لوجود اختلاسات فكان عرفات حسب الحالة يقوم مجددا بتزويد رجال الأعمال بالمال اللازم ليستعيد نهضته التي فقدها ونادرا ما عاقبهم عرفات حتى أن خال زوجته سهى حول إلى حسابه في باريس مليون دولارا وهرب من تونس إلى فرنسا ولم يعاقب على فعلته حتى الآن .
كما يقوم عدد محدود من رجال عرفات الموزعة عليهم مواقع رسمية بالاستثمار بأموال الفلسطينيين ولا يجرؤ ايا منهم التنصل من مسئولية الاعتراف بالمالك الحقيقي للمال إذا انهم يشغلون هذه الأموال عبر أنجالهم وزوجاتهم في مشاريع عديدة مثل أولاد أبو مازن والقدومي وأبو قريع وغيرهم وفي هذا الإطار فان معظم الزعماء العرب يعرفون حقيقة الإنفاق والاستثمار هذه إلا انهم يعتبرونها مأخذا على عرفات فحال عرفات كحالهم وكلهم في المال شرق وهذا يفسر أن الكويت وهي الدولة الأكثر معرفة بأسرار عالم المال والاستثمار والهدر كانت خلال علاقاتها الحسنة بعرفات قبيل دخول العراق الكويت ترفض دفع مبالغ مالية نقدية لمنظمة عرفات باستثناء النسبة المجموعة من الفلسطينيين وكانت تفضل صرف المبالغ المخصصة لصمود الفلسطينيين عبرها مباشرة من خلال وسطاء يقومون بإنشاء مشاريع في فلسطين أو إقامة مدارس وجمعيات خيرية ومصحات ودعم الجامعات فهي الدولة الوحيدة التي لم يستطع عرفات بلع أموالها كونها خبيرة في فن بلع الأموال وقادرة على ذلك بحكم ممارسات شيوخها.
أما من حول عرفات فحالهم كحال زعيمهم والفرق واضح لخصه السفير حين وصف عرفات بالديك وبكونه دجاجة فالدجاج الفلسطيني يبيض ذهبا لصاحب ألقن ويحصل على نصيبه في هذه المعادلة وتقول معلومات دقيقة إن مستثمرين من غير دولة عربية يعملون كأطباء تملكهم الرغبة في شراء مستشفى في مدينة بيت لحم وكان هذا المستشفى يعاني من ظروف صعبة وتخلفا في تقنياته الطبية وقدم المستثمرون عرضا مغريا لشراء المستشفى إلا أن مقربين الدكتور عرفات شقيق الرئيس عرقل العملية مشترطا دخوله كشريك مع عدم دفع أي مبلغ وهو الأمر الذي يعني نوعا من الابتزاز وصورة من صور الرشوة فتراجع المستثمرون عن نياتهم بشراء المستشفى إذ ليس مهما الحالة الصحية لدى الفلسطينيين والاهم لدى المقربين أرباحهم وحصصهم .


ويروى كذلك أن سفيرا فلسطينيا سابقا في عاصمة أوروبية علم عبر سائقه أن هناك فلسطينيا يحمل الجنسية الإسرائيلية يمثل شركة يهودية تبيع الماس وصل تلك العاصمة لبيع منتجات الشركة لأثرياء عرب واستطاع السفير من دون علم السائق أن يلتقي بممثل شركة الماس واقناعه بألف وسيلة بمشاركته في الحصة والعمولة مقابل تعريفه على أثرياء خليجيين وكان له ما أراد وباع الممثل لشيخ خليجي ماسة بمليوني دولار .السائق الذي كان على صلة بممثل الشركة كان يكتب تقارير عن ممثل الشركة للسفير من دون أن يعلم أن هناك صلة وشراكه استجدت بينهم فالسفير كان يشجعه على مراقبة هذا الفلسطيني الذي يحمل جواز سفر يهودي باعتبار أن هذا يعد عملا وطنيا ونوعا من مكافحة الهيمنة الصهيونية في العالم . وذات ليلة اكتشف السائق أن معلمه السفير سيتناول العشاء في مطعم فاخر فتوجه إليه لامر مهم وفوجئ وصعق حين وجد السفير وزوجته وممثل الشركة الإسرائيلية وفتاة برفقته يتناولون العشاء ويتبادلون الأنخاب.


في مقال معروف للمعارض الفلسطيني ناجي علوش حول عرفات كتب علوش يقول :
الرجل الذي جاءنا من مصر وعاش في مصر هو وأبوه وجده لا يحمل الجنسية المصرية ولا يقول لنا من أين جاء ولا كيف صار فلسطينيا ولماذا لم يصبح مصريا ككل الذين سكنوا مصر أواخر القرن الحالي .... سيتعب المتسائلون في القدس وعمان حول اصل وفصل عرفات لان العارفين في انساب العائلات وسكان المدن والقرى لا يعرفون شيئا عن عرفات ولا عبد الرؤوف القدوة ولقد سألني رئيس بليدة بيرزيت توفيق الكيلة سنة 78 في بغداد من أين جاء أبو عمار هذا يا عمي ؟
قلت له : لماذا ؟
قال : لقد اجتمعنا نحن رؤساء بلديات الضفة الغربية وغزة ولم يتعرف عليه أحد منا ولا عرف أباه ولا جده ولا أين دارهم .
قلت : لن تجدوا شيئا من ذلك ... لانه واباه وجده لم يولدوا في فلسطين ولا عاشوا فيها وان كان والده قد زار القدس في العشرينات .
ويضيف علوش : كيف يمكن أن يحكم ويبقى مجهول الهوية والبرنامج ؟ على الرغم من انه قاد المقاومة وهو مجهول ...إلا أن السر يرتبط بالقيادات المعروفة سواء بأنسابها أم بأموالها أو بارتباطاتها ... الحقيقة المرة ستبقى سواء بقي الرجل أم رحل ... كشف السر أم لم يكشف ... إذ كيف استطاع عرفات أن يقود لجانا ومجالس جماهير لا تعرفه ... وكيف استطاع كل هذه المدة أن يخفي عن الجميع حقيقة برنامجه وشخصه ... ولنعترف له بالشطارة ولنسجل على كل هؤلاء السذاجة ... فلم يكن مسلكه مسلك ثائر ما كانت خبرته خبرة قائد .
تحياتي إلى الزملاء في عرب تايمز وسأكتب لك أكثر من ذلك في قادمات الأيام ولاسباب لا تخفى عليك أرجو أن أردت نشر رسائلي أن تنشرها باسم أبو صالح لاني بصراحة كنت من الدجاجات التي أشار إليها السفير ونحن كلنا نخاف من الديك أبو عمار .
سلامي للعائلة الكريمة وارجو أن يكون وزنك قد زاد ولو كيلوغراما واحدا عما كان عليه قبل عشرين عاما مع صديقنا المشترك م .ب قال لي انه التقاك العام الماضي فوجدك على حالك ... طول شبرين ‍‍.
أبو صالح

[العنزي الكويتي]

لا أعرف يا عيون الليل إن كان المقال لك أم أنك ناقل،المهم كلامي لصاحب المقال0
علام تحسدون شيوخ الخليج،نعمة وهبها لهم الله!
أحس من خلال قراءة المقال،أن اليهود أفضل لديهم(هؤلاء الحساد)من شيوخ النفط0
قل موتوا بغيظكم0
وعلى فكرة أول ذنب عصي به الله تعالى في السماء هو الحسد0
= = = = = = = = = الأرض هو الحسد0