مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-11-2002, 01:31 AM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء السادس مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[6]

الإنجليز وراء تمزيق دولة الخلافة


--------------------------------------------------------------------------------

9 شعبان 1334هـ - 10/6/1916م

انتهت المراسلات بين شريف مكة، الحسين بن علي، وماكماهون المعتمد البريطاني في مصر، وأسفرت عن قيام الشريف بالوقوف إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا والاتحاديين الذين كانوا يتسلطون على الدولة العثمانية، لتوهمه أن »الإنجليز قوم شرفاء في أقوالهم وأفعالهم في السراء والضراء« [1].

وفي السابع من شعبان 1334هـ قام الأمير فيصل وأخوه عبد اللَّه ابنا الشريف حسين بمهاجمة الجنود العثمانيين في أطراف المدينة المنورة، إلا أن الثورة ضد الاتحاديين لم تعلن رسمياً إلا في التاسع من شعبان 1334هـ عندما أطلق الشريف حسين نفسُه من مسدسه، ومن نافذة قصره رصاصةً باتجاه الثكنة العسكرية في مكة المكرمة.

عُيِّن الأمير فيصل قائداً لقوات العربية الزاحفة من مكة المكرمة شمالاً إلى العقبة، وكان يرافقه ضابط استخبارات بريطاني توماس إدوارد لورانس Thomas Edward Lawrence الذي أصبح يعرف باسم لورانس العرب Lawrence of Arabia ومن ثَمَّ التحق بجيش القبائل تحت إمرة الأمير فيصل.

تمكنت قوات الأمير من الوصول إلى العقبة واحتلالها، وأصبحت قاعدة لعملياته العسكرية، وفي الوقت نفسه تمكنت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال أَلِنبي Allenby وبمساعدة بعض القبائل العربية من احتلال جنوبي فلسطين. عندها قام الإنجليز بمتابعة خطتهم وذلك:

أن يتابع جيش أَلِنْبي Allenbyزحفه على فلسطين لاحتلالها ودخول بيت المقدس.

أن يتابع جيش الأمير فيصل زحفه على شرقي الأردن ومنها إلى دمشق.

ولعل الخطة كانت تهدف إلى إبعاد جيش الأمير عن فلسطين تمهيداً لإقامة وطن قومي لليهود على أرضها تنفيذاً للمخطط الذي رسمه اليهود ابتداءً، وتقوم بتنفيذه كل من بريطانيا وفرنسا وغيرهما. وفعلاً تمكن جيش ألِنْبي من احتلال غزة والخليل وبيت لحم ويافا ثم القدس في صفر 1336هـ/كانون الأول 1917م. وتقدمت قوات الأمير في شرقي الأردن واتجهت شمالاً فاحتلت مدينة درعا، وتابعت تقدمها باتجاه دمشق. وهنا أصرَّ الإنكليز على أن تدخل قواتهم المدينة جنباً مع قوات الأمير فيصل!

إن المرء ليحار، أو لا يستطيع أن يجد المغزى الحقيقي لتصرفات الإنكليز هذه خاصة، والحلفاء بوجه عام، إلا إذا أمكنه الاطلاع على مضمون وثيقة بريطانية وُضِعَت في السنة نفسها (1336هـ/1917م) أي في الوقت الذي كان فيه الشريف حسين وأبناؤه وقواته يقاتلون إلى جانبهم. والوثيقة عبارة عن بيان حول السياسة الخارجية البريطانية مرفوعة إلى المجلس الحربي البريطاني، وكان مما جاء فيها ما يلي:

»لا شكّ في أن تحطيم الإمبراطورية العثمانية الفعلي هو أحد الأهداف التي نعمل على تحقيقها، وقد يبقى الأتراك شعب على شيء من الاستقلال ضمن منطقة في آسيا الصغرى، وإذا تمَّ لنا النصر فمما لا شك فيه أن الأتراك سيحرمون من جميع المنطقة التي نطلق عليها اسم الجزيرة العربية، كما أنهم سيحرمون من معظم الأجزاء الهامة في وادي الفرات ودجلة وستفقد إستانبول وسوريا وأرمينيا، كما أن أجزاء من جنوبي آسيا الصغرى إذا لم تضم إلى القوات الحليفة فإنها ستكون بصورة ما تحت سيطرتهم«[2].

فالنية مبيَّتة لاقتسام تَرِكَة الدولة العثمانية. وما كانت التعهدات والوعود التي قطعتها بريطانيا على نفسها بواسطة معتمدها السير ماكماهون لشريف مكة إلا خدعة لمرحلة معينة الهدف منها استخدامُ قوى المنطقة المادية والمعنوية لتحقيق مآربها وحلفائها، وجاءت الأحداث بعد ذلك مؤكدةً هذه الحقيقة.

في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمير تقاتل إلى جانب الحلفاء وتحقق بعض الانتصارات في عام 1336هـ/1917م، توجَه مارك سايكس الإنكليزي وجورج بيكو الفرنسي، وهما اللذان عُرِفَت الاتفاقية التي تمّ التوقيع عليها في نفس العام بين كل من إنكلترا وفرنسا وروسيا القيصرية باسمهما (إتفاقية سايكس-بيكو)، توَجَّها إلى القاهرة حيث قام بيكو بعقد اجتماع دعا إليه وجهاء السوريين المقيمين في مصر ليعلن أن الحكومة الفرنسية قد عيَّنته معتمداً لها في سوريا. هذا في الوقت الذي كان سايكس يؤكد لهؤلاء الوجهاء فعلاً أن احتلال فرنسا لسوريا أمر معروض للبحث الجدّي، مع تأكيده أن جزءاً من سوريا لا يستطيع أن يذكر اسمه سيكون بلداً مستقلاً وسيكون على رأسه واحد من أبناء ملك الحجاز، اللقب الذي خلعته بريطانيا على الشريف حسين.

بعد دخول القوات الإنكليزية دمشق في نهاية عام 1336هـ، الأول من تشرين الثاني 1918م، دخلتها قوات الأمير بقيادة نوري السعيد، وتمَّ تشكيل حكومة وطنية فيها. عندها سارع الجنرال ألِنْبي قائد قواد الحلفاء بدخول المدينة وقام باستدعاء الأمير فيصل حيث جرت بينهما مقابلة عاصفة اتسمت بشيء من الحدّة والصخب في قاعة استقبالات فندق فيكتوريا، وكان مما أكّد عليه الجنرال: »إنّ الحرب لم تنتهِ بعد، وإن الأرض التي احتلتها الجيوش تحت إمرته تعتبر أرض عدو، وإن بريطانيا هي المسئولة عن إدارة هذه المناطق المحتلة، وإن تعليمات صدرت إليه بالسماح للفرنسيين لتولي شؤون الإدارة في المنطقة الزرقاء.. وإنها ستكون الدولة الحامية لمنطقة (أ) وقد قطعت على نفسها أن تساند قيام دولة عربية مستقلة فيها«. وعندما احتجَّ الأمير على تولي الفرنسيين أمر سوريا، أجابه: »عليك إن تقبل بالوضع القائم إلى حين عقد الصلح«.

إنهم الآن وفي بدء مرحلة جديدة تناسوا ما قطعوه على أنفسهم من عهود، بل إنهم تناسوا برقيتهم إلى شريف مكة بعد افتضاح أمر اتفاقية سايكس-بيكو بعد قيام الثورة البلشفية في روسيا القيصرية وتسلُّمِ الشيوعيين للسلطة هناك لتطمينه، والتي نصَّت على: »أنَّ حكومة بريطانيا وحلفاءها يقفون بثبات إلى جانب كل حركة تهدف إلى تحرير الشعوب المظلومة، وهي مصممة كذلك على مساندة الشعوب العربية في كفاحها لإنشاء عالم عربي يحلّ فيه القانون محل المظالم العثمانية! عالم عربي جديد تحل فيه الوحدة -هكذا- محل المنافسات والحزازات المصطنعة التي كانت تثيرها سياسة الموظفين الأتراك. إن حكومة بريطانيا تؤكد مرة أخرى تمسكها بتعهدها المتعلّق بتحرير الشعوب«[3] وكأن هذه البرقية لم ترسل لشريف مكة عن طريق المعتمد البريطاني في جدة وينجيت إلاَّ لإزالة الأثر السيئ الذي أحدثه فضح الاتفاقية المذكورة، لمتابعة خداع العرب ودفعهم لمتابعة السير في الطريق الذي أراده لهم الحلفاء؛ ولقد كتب لورانس في مذكراته ما يلي: »لبرهة وجيزة كان للكشف عن اتفاقية سايكس-بيكو أثر سيئ بالنسبة إلينا، لأننا اعتقدنا أنه بإمكاننا والفرنسيين رأب الصدع الذي وقع بيننا بصيغة حل يستطيع كل منا أن يفسره بطريقة تختلف عن تفسير الآخر، ولحسن الحظ أنني أفشيت سر وجود هذه الاتفاقية إلى الأمير فيصل وحاولت إقناعه بأن من الخير له كي ينجو من هذه الورطة أن يتابع تعاونه مع الإنكليز إلى ما بعد الصلح، فلا يمكن للبريطانيين حرصاً على شرفهم -هكذا!- أن يضحُّوا به ثمناً لتنفيذ الاتفاقية«[4].

وتابعت بريطانيا بعد ذلك أيضاً رحلة الخداع والمكر فكتبت في مذكرة وجهتها إلى بعض الزعماء العرب الذين كانوا يقيمون في مصر في عام 1337هـ (16/6/1918م) تعترف بما يلي:

بالاستقلال التام والسيادة التامة أولاً للعرب الذين يقطنون الأراضي التي كانت حرة ومستقلة قبل الحرب.

وللعرب الذين يقطنون الأراضي التي حررت من السيطرة التركية بعمل العرب أنفسهم في أثناء الحرب الحالية.

الأراضي التي كانت في السابق تحت السيطرة العثمانية ثم احتلتها جيوش الحلفاء في الحرب الحالية، فإن رغبة حكومة بريطانيا أن تقوم الحكومة المقبلة بهذه الأقاليم على مبدأ موافقة المحكومين. إن هذه السياسة كانت وستبقى السياسة التي ستتبعها حكومة جلالته وتعضدها[5].

ومما يؤكد أيضاً وضع بريطانيا اتفاقية سايكس-بيكو ووعد بلفور موضع التنفيذ العملي على أرض الواقع، ولو على حساب الأماني التي كان يعيشها شريف مكة ومن معه.إصرارها على أن تكون الموصل تابعةً لها، ليصبح العراق بأكمله تحت سيطرتها، ضمن منطقة نفوذها، وكذلك فلسطين. وموافقة فرنسا على ذلك مقابل أن تأخذ نصيبها من نفط الموصل، وأن تقوم بريطانيا بمناصرتها مناصرة تامة إزاء اعتراضات الولايات المتحدة -هذا إن حدثت اعتراضات- وأن تكون دمشق وحلب والإسكندرونة وبيروت ضمن انتداب فرنسا. والدليل على هذا ما كتبه لويد جورج حرفياً: »عندما قدم كليمنصو -الفرنسي- إلى لندن بعد الحرب ذهبتُ معه بالسيارة إلى السفارة الفرنسية، وعندما وصلنا سألني كليمنصو عما تريده بريطانيا على وجه التحديد من فرنسا، فأجبتُه فوراً: إنني أريد أن أضم الموصل إلى العراق، وفلسطين من دان إلى بئر السبع تحت سيطرة بريطانيا. ودون أي تردد وافق كليمنصو على طلبي«.

أما كلمنصو فيقول: "إنه قبل النزول عند مطالب لويد جورج علي شروط ثلاثة:

1- أن تُمنَح فرنسا نصيباً من نفط الموصل وذلك بتعديل اتفاقية شهر أيار 1916م.

2- أن تناصر بريطانيا فرنسا مناصرةً تامة إزاء اعتراض الولايات المتحدة.

3- إذا تم الاتفاق على نظام الانتداب، فإن دمشق وحلب والإسكندرونة وبيروت يجب أن تقع ضمن انتداب واحد، الانتداب الفرنسي[6].

كذلك ما نصحت به بريطانيا الأمير فيصل لما جاء إلى لندن بغية الذهاب إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح، بأن عليه أن يقبل بسيطرة فرنسا على سوريا، لأنها -أي بريطانيا- غير مستعدة أن تخاصم فرنسا حول مشكلة سوريا[7].

إقدام بريطانيا على تعيين هربرت صموئيل Herbert Samuel، وهو يهودي بريطاني، أول مندوب سامٍ لها على فلسطين، مع قيامها بفتح الأبواب أمام هجرة يهود الدنيا أياً كانت جنسياتهم إلى فلسطين.

وبعد فهل صحيح ما يقال: بأن العرب لا يقرءون أو يقرءون ولكنهم لا يذكرون ويعجزون عن الاعتبار بتاريخهم القريب؟ وهل تغيرت الصورة حقيقةً أم تغيرت العناوين وبقيت المضامين؟

كانت (المسألة الشرقية) فأصبحت (الشرق الأوسط)، وأصبح عالم المسلمين مقسماً بين مناطق نفوذ عسكرية ومناطق نفوذ فكرية، ومناطق نفوذ سياسية، وأن هناك صورة وحقيقة، والحقيقة غير الصورة الظاهرة.


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد السادس، جمادى الآخرة 1401 هـ




--------------------------------------------------------------------------------

[1] التاريخ العربي الحديث، ص 174

[2] المانشستر غارديان 26/11/1917م، وكتاب: الصراع الدولي في اشرق الأوسط-زين نور الدين زين، ص73 وما بعدها.

[3] الصراع الدولي، ص 74 وما بعدها.

[4] ص 555

[5] الصراع الدولي ص75، وسليمان موسى 107-108

[6] تمبرلي ص182، الصراع الدولي ص96

[7] تمبرلي ص142














اتصل بنا



جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م