بحكم اعنصرية - عندي -
سأتناول النقطة الآتية بالنقاش :
ج ـ المحور اليمني : بالرغم من عروبة اليمنيين التي لا يشك بها .. كانت ردة فعل اليمنيين إزاء اختفائهم من دائرة الأضواء ، بعد بروز مكة والمدينة كمركز مهم للأحداث بعد ظهور الاسلام ، وانتقالها بعد ذلك الى دمشق وبغداد . كانت ردة الفعل تتمثل بالمساهمة بكتابة وتدوين تاريخ يضخم من دور اليمن على حساب الحقائق ، وقد ساعدهم اليهود في ذلك ، وقد بقي هذا التحريف للتاريخ يضلل المؤرخين .
لم يكن - جغرافياً - من المستغرب أن يغيب دور اليمن في الحضارة الإسلامية ، فلم تقم على اليمن عاصمة للخلافة ولم تكن ذات صيت لتنازع عليها
لكن اليمنيين انتشروا ( قبائل وأفراداً ) فالأنصار ( الأوس والخزرج ) قبيلتان يمنيتان ، وعرب الشام قبل الدولة الإسلامية يمنييون ، والفتوحات الإسلامية في الأندلس والقبائل العربية التي استوطنت أوروبا في عهد الفتوحات الإسلامية هي قبائل يمنية ، والتجار الذين أسلم على يديهم أهل ( جنوب شرق آسيا ) يمنييون .
نعم لقد تقهقر دور اليمن ( حيزاً جغرافياً ) لكن دور اليمنيين علماء وشعراء وقادة وفاتحين لم كن ضعيفاً ، بل كان الرجل إذا أراد الحماية والصيت فإنه ينتسب لليمن .
غير أن النزاعات العنصرية التي كانت تقوم بين القيسيين واليمنيين جعلت من الخلفاء يتضايقون منها وخاصة الأموييون بالأندلس .
لكن المجتمع اليمني ظل وربما إلى الآن منغلقاً ومنكفئاً إلى حد بعيد فغاب وغُيِّب عن الحضارة الإنسانية وعن المدنية الحديثة فلم يعد عنصراً فاعلاً على الحقيقة في البناء العربي إلا تاريخاً فقط .
والله أعلم