من علماء شنقيط

[المسلم2004]

العلامة محـمـد الحـسـن ولـد الددو الشنـقـيطي
أخي أختي ، نعرفكم في هذا العهدد بأحد علماء شنقيط هذه المدينة التي أنجبت وما زالت تنجب العلماء ، ومن بينهم العلامة الشاب محمد الحسن ولد الددو.
هو العلامة الشاب محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي،ولدعام1962 تلقي علومه الأولى في محاضر موريتانيا علي يد مجموعة من المشايخ منهم الشيخ محمد عالي ، وخاله الشيخ ولد لعدود، حفظ القرءان والصحيحين والمتون في سن مبكرة ، تخرج من المعهد العالي للعلوم الإسلامية في موريتانبا وهو في العشرينيات من العمر ، ثم انتقل إلي جامعة آل سعود بالسعودية وفي أثناء وجوده بها درس وتلقي علم الحديث علي يد الشيخ ناصر الدين الألباني، ثم انتقل إلي الجامعة السلفية بالهند أين التقى بعدة مشايخ أبرزهم الشيخ المباركفوري الذي درس عنده السيرة، وبعد ذلك اتجه إلي فرنسا أين درس بها وتحصل فيها علي الدكتوراه في العلوم السياسية ، ليعود بعد ذلك إلي بلده ويتفرغ لنشر الدعوة ، وبعد عودته واجه العديد من المصاعب بسبب ثباته علي الحق حيث سجن ثلاث مرات كان آخرها في أكتوبر 2005 بتهمة الضلوع في محاولة انقلابية .وأطلق سراحه يوم 19/02/2005 إثر التدهور المفاجئ في صحته حيث صرح الأطباء أنه دخل مرحلة خطيرة وحساسة تستوجب نقله إلى الخارج بسرعة لتلقي العلاج في فرنسا أو المغرب
العلامة ولد الددو سافر إلى أكثر من 30 دولة و خصوصا أوروبا الغربية و أمريكا و التقى بأشهر منظري الحركة الإسلامية العالمية و روادها من أمثال د. عصام البشير و محمد أحمد الراشد و راشد الغنوشي و غيرهم كثير. فاحتك بهؤلاء و أخذ عنهم فقه الواقع. حاضر في ألمانيا الاتحادية و الولايات المتحدة وفي مؤتمر فرنسا السنوي بين أكابر الحركات الإسلامية المعاصرة ، ونشّط عدة ندواته في العاصمة البريطانية لندن، أشاد بعلمه كثير من العلماء من أمثال شيخه ولد لعدود الذي قال فيه " محمد الحسن أخذ ماعندنا وزاد" الشيخ يتقن اللغتين الفرنسية والانجليزية إلى جانب العربية.
و لكي نتعرف علي علم ولد الددو الغزير و فهمه للواقع و تقبله للآخر اخترنا هذه المقتطفات لكاتبها محمد الأحمري في مجلة العصر التي تحتوي علي نبذة مختصرة عن حياته المتميزة و بعض محاضراته المتعلقة بالعصر لنعرف قدر الرجل ومكانته.
" في أواسط التسعينات اتصل بي صديق مثقف من مدينة بتسبرج في الولايات المتحدة, وطلب مني أن نستضيف في مؤتمر التجمع القادم الشيخ محمد الحسن ابن الددو الشنقيطي, وأثنى عليه ثناء كثيرا, وعند قرب موسم المؤتمر حاولنا دعوته ولم يتيسر حتى كان مؤتمر عام 2000م ثم مؤتمر عام 2001, وحضرهما الشيخ في مدينة شيكاغو, فكان الخُبر أصدق من الخَبر!! وقد كان مهوى قلوب الحاضرين في المؤتمر, ولفت انتباه الجميع علماء ومشاركين ومشاركات لما وهبه الله من ذاكرة من أعجب ما وهب البشر, ومن اتساع معارفه في علوم الإسلام, مع حداثة سنه. وفي إحدى أمسيات المؤتمر عقدت جلسة ثقافية أدبية حوارية شارك فيها الشيخ الددو إلى جانب الشيخ جعفر إدريس, وأدراها الأستاذ خالد حسن, رئيس تحرير هذه المجلة, وقد كانت أمسية في غاية الفائدة والطرافة, وانتشرت أخبارها. فقد استمتع الناس بعلم الشيخ وغرائب حفظه, كما استمتعوا بحديث الشيخ جعفر وعقله المكين, وكل منهما ساق من طرائف حياته وطلبه للمعرفة ما أبدع فيه, فلما سئل الشيخ الددو عن محفوظاته من الكتب ألمح بتواضع لكثرتها, وأشار لحفظه بعض المتون في النحو وغيره هو بعد في الخامسة من عمره, ولما حلق السامعون في سماء المحفوظات, عقب الشيخ جعفر قائلا أما أنا فلا أحفظ أي كتاب فضجت القاعة بالضحك, لشدة التناقض, فإن فات الشيخ الحفظ فلم يفته عقل فيلسوف مؤمن.وقد أبان اللقاء مع علمين من أعلام عصرنا عن تعدد المواهب بين العلماء, وتنوع الطرق للمعرفة والإصلاح والتأثير, وسماحة العلماء, وعمقهم وتأثيرهم. وحديثنا هنا عن الشيخ محمد الحسن ففي كل مكان ذهب إليه ترك أثرا وعجبا وحبا وتقديرا, فمن لمن يلمح ذاكرته العجيبة رأى دينه المكين, ومن لم يدرك سعة علمه رأى سماحة خلقه, وحسن تصرفه. وقد أثنى الشيخ بكر أبو زيد في تقديمه لبحث مقومات الإخوة الإسلاميةعلى الددو وقال عنه بأن: هذه مقدرة يندر توفرها"
اخوانكم في مشروع رسائل النور
www.membres.lycos.fr/alnour