مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-01-2005, 05:52 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي حول شيعة العراق-وجهة نظر كاتب سوداني

د. عبدالوهاب الافندي
ليست هذه هي المرة الاولي التي نسمع فيها التحذيرات القادمة من عواصم عربية حول الخطر الشيعي ، ولعلها للأسف لن تكون الاخيرة. والذي يجمع هذه الدعوات هو كونها تصدر تحديدا حينما يكون الوجود والفعل للشيعي ابعد ما يكون عن ان يشكل خطرا الا علي اعداء الامة. فحينما كانت ايران تسعي للعب دور الهيمنة علي الخليج، وتتعاون مع اسرائيل وحليفها النظام العنصري في جنوب افريقيا، وتدعي السيادة علي البحرين وتتدخل في عمان وتهدد العراق، لم نسمع صوتا يهمس بحديث عن خطر شيعي ايراني او فارسي. ولكن بمجرد ان قامت ايران بقطع علاقاتها مع اسرائيل، وحولت سفارة اسرائيل لمقر لمنظمة التحرير الفلسطينية، تنادي دعاة الدين ان وااسلاماه!
وتصايح المستعربون ان واعروبتاه! واعلنت الحرب علي ايران باسم الاسلام السني الصحيح الخالي من البدع، وباسم العروبة المهددة من قطع العلاقات مع اسرائيل!
هذه الايام تعود نفس النغمة الي التردد، مما يعني مرة اخري ان الجهة التي يتهددها هذا الخطر المزعوم هي نفس الجهة. هذه المرة لم تكن هناك مواربة، لان صيحة الخطر صدرت في واشنطن ومن واشنطن، وكان المقصود بها الرأي العام الامريكي والجهات المتنفذة هناك.
في الدورة الاولي التي اعقبت الثورة الاسلامية في ايران، كان هناك مخدوعون كثر، وكان هناك من اراد الانخداع، وكان هناك مخلصون قلة. هناك علماء دين اقنعوا انفسهم بأن الاسلام السني في خطر من مد شيعي ثوري مزعوم ـ وهناك عروبيون اقنعوا بان فارس تتهدد معاقل العروبة ـ ولكن الغالبية كانت من المتاجرين او الذين يعلمون الحقيقة، وهي ان الخطر الشيعي الاكبر كان الخطر علي مصالح الاستعمار واولياءه، وان الدين المهدد كان دين عبادة الملوك والطغاة الخاضعين بدورهم لآلهة ارضية اوامرها تسبق في التنفيذ والاحترام كل نص قرآني او سماوي.
ولكن حتي المخدوعين والمتخادعين لم يسألوا انفسهم عن مصدر الخطر المزعوم: هل الخطر علي الاسلام السني يأتي من نجاح رجال الدين الشيعة في الالتحام بالجماهير والتعبير عن همومها، ومصادمة الحكام الطغاة، ام يأتي من ركون علماء الدين السنة الي السلاطين وبعدهم عن المسلم العادي، وبيعهم دينهم بدنيا غيرهم؟ وهل تدافع اولئك العلماء في ركب الدعاية السلطانية المضللة كان سيقوي ام سيضعف اكثر الاسلام السني ورموزه؟ وهل الخطر علي العروبة يأتي من انتفاضة ايران الاسلامية ونهضتها، ام من تحول انظمة الثورة العربية الي مقاولين لاسرائيل، وما يشهده العالم العربي من ردة علي كل صعيد؟
الزمان اجاب علي كل هذه الاسئلة، لان من تصايحوا بنصرة العروبة اثبتوا انهم، لا ايران، كانوا الكارثة علي العرب والعروبة، حيث دمروا موارد العرب في حروب لا طائل من ورائها ضد شعوبهم اولا، وضد العرب الآخرين ثانيا. واذا التحالف الذي هب مدعيا انه حصن العرب والعروبة ضد ايران، اصبح عراب كل عدوان علي العرب والعروبة، وحصان طروادة لاسرائيل الي احصن حصون العرب وقدس اقداسهم، وموطئ خيل المحتل والمستعمر، والمبشر بزمان الخضوع والاستعباد. فاذا كانت هذه هي العروبة بزعمهم، فمرحبا بالعجمة في اي وقت!
مهما يكن فانه في هذه الايام لا يوجد اي عذر او ذريعة من وجود عدوان ايراني شيعي مبيت أو شبهة خطر مزعوم. وربما لانه لم يعد هناك في هذا الزمان المقلوب حاجة اساسا الي العذر والذريعة. فالامور قد انقلبت بحيث ما كان يري بالامس عارا وشيئا من ممالأة الاعداء اصبح فخرا وعزا. وهكذا يمكن ببساطة ان تدان ايران لانها خالفت النهج العربي الاصيل في استضافة سفارة دولة اسرائيل المسالمة الشرعية، واستبدلتها باستضافة منظمة التحرير الفلسطينية رمز الارهاب في العالم!
سوي ان ايران هذه المرة لم ترتكب حتي مثل هذه الجريمة الشنعاء. فاذا كانت هناك جهة تريد ان تنشر الثورة الاسلامية في العراق، فان هذه الجهة لم تكن ايران، وانما الادارة الامريكية بزعامة جورج بوش وزمرته من المحافظين الجدد. فهؤلاء هم الذين دبروا غزو العراق، وهم الذين صرحوا ـ لا آيات الله في طهران ـ بأن هدفهم هو استخدام العراق قاعدة لنشر الثورة في العالم العربي، وان كانوا سموها ثورة ديمقراطية لا اسلامية.
القيادة الايرانية استغلت لصالحها بحكمة وانتهازية هذا الجنون الامريكي (اذا استعرنا التعبير الذي استخدمه غور فيدال في وصف مماثل لاستغلال اللوبي الصهيوني لهوس اليمين المسيحي الجديد). وكما اشرت سابقا فان لا احد يمكنه لوم الايرانيين لو رأوا في التطورات الاخيرة كرامة من كرامات الزعيم الراحل آية الله الخميني، حيث سلط الله اعداء ايران المتمثلين في امريكا ونظام الطالبان في افغانستان ونظام صدام في العراق علي بعضهم البعض، فدمر او اضعف الاعداء الاقليميين، واضعف امريكا وحلفاءها وعلي رأسهم النظام الوهابي السعودي في الجزيرة العربية.
وبنفس القدر فان ايران تكون غاية في الغباء اذا لم تسع الي استغلال هذه التطورات لمصلحتها، ودعم وصول حلفائها الي مراكز القوة. ومرة اخري فان المسؤول عن ضعف نفوذ العرب في العراق ليس ايران التي دعمت العراقيين في نضالهم ضد الدكتاتورية، وانما الدكتاتوريات العربية التي وقفت ولا تزال ضد طموحات الشعب العراقي في الحرية. والحل لا يكون، كما يوحي المتصايحون بالخطر الشيعي، بدعم دكتاتورية جديدة تجثم علي انفاس العراقيين، وانما ببناء علاقات افضل مع الشعب العراقي، وهو ما تعجز عنه الانظمة العربية العاجزة عن بناء علاقات ايجابية مع شعوبها في المقام الاول.
المغيب الاكبر عن هذا الصراخ عن خطر شيعي هم اهل الشأن، اي شيعة العراق، حيث يسعي البعض الي تصوير شيعة العراق بأنهم ادوات في يد طهران، وهذا امر لا يقبله اي قائد شيعي عراقي، بما في ذلك اولئك الذين كانوا يتمتعون بدعم طهران. ولا يخفي فوق ذلك بأن شيعــة العــــراق ليسوا كلهم كتلة سياسية واحدة، حيث هناك اختلافات واسعة وتمثيل لكل ألوان الطيف السياسي من اليمين الي اليسار، ومن التدين للعلمانية، في اوساطهم.
واهم من ذلك كله فان شيعة العراق يستحقون الكثير من التقدير لما تميزوا به من ضبط نفس تجاه بعض الاستفزازات المتكررة التي رمت الي جرهم الي حرب اهلية يستفيد منها المحتل. وهذا بالرغم من الاستقطاب الذي سعت له بعض القيادات في الجانبين، مما جعل الصراع يكتسب بعض ملامح الحرب الاهلية. ولكن عزوف جماهير الشيعة عن الانجرار الي هذا الفخ هو الذي منع الصراع من التحول حتي الان الي كارثة انسانية عربية لا مثيل لها.
اذن فانه من المهين وغير اللائق الحديث عن شيعة العراق بصيغة الغائب، وكما لو كانوا وحوشا او كائنات من كوكب آخر. وبالمقابل فان من المفيد واللائق الحديث الي شيعة العراق وفتح ابواب الحوار معهم. فللشيعة ايضا مخاوف ومرارات وذكريات غير سعيدة عن المواقف الرسمية العربية (وبعض المواقف غير الرسمية) من قضاياهم.
والاهم من ذلك هو اقناع العراقيين بالحديث الي بعضهم البعض، لان الخطر الاكبر علي العراق هو اصابته بالمرض العربي، وهو التنصل من كل مسؤولية عن الازمات القائمة، ورمي اللوم علي كل جهة سوي النفس الامارة بالسوء، فهكذا نسمع القيادات العراقية تكرر لوم دمشق وطهران وغيرهما علي ما يقع في العراق. وبنفس القدر فان الحكومة العراقية تصرف مبالغ طائلة علي اعلانات تنشر علي قنوات اجنبية تمتدح فيها الانتخابات العراقية وفوائدها ومزاياها للعراقيين. ومن الواضح لكل ذي عينين وتلفاز ان المقصود بهذه الاعلانات ليسوا هم العراقيون.
هناك اذن خطر ماحق علي العراق والعراقيين، وعلي العرب والعروبة. ولكن هذا الخطر ليس مصدره مؤامرات ايران لخلق امبراطورية شيعية. هذا مع العلم بان من حق ايران الاجتهاد في توحيد الشيعة والمسلمين حول اجندتها مثلما ما هو من حق الولايات المتحدة والسعودية وغيرهما الدعوة الي المبادئ التي تراها صحيحة. فلماذا يكون استنفار العرب حول دعاوي الليبرالية والسلام مع اسرائيل حلالا، ودعوتهم للتوحد حول مبادئ الاسلام حراما؟ ومع العلم ايضا بأن القيادة الايرانية عاجزة عن توحيد الايرانيين انفسهم خلفها، حيث صوت اكثر من 70% من الايرانيين ضد هذه القيادة في آخر انتخابات.
الخطر الماثل والقادم علي العرب هو من العرب انفسهم، وخاصة من قياداتهم التي تسعي لاثارة النعرات الطائفية، ولرهن قرار البلاد للأعداء الاجانب، كل ذلك لتغطية عجزها عن اي فعل ايجابي، ولانها ليست من الشجاعة للاعتراف بالعجز والفشل وتحمل المسؤولية كاملة عن اخطائها.
القيادات العربية كلها فاشلة فاسدة عاجزة، وهذه جريمة في حد ذاتها. ولكن المصيبة انها وهي تعرف عجزها وفشلها لا تريد ان تتنحي، بل تريد ان تفرض قاماتها القصيرة، وعجزها المستديم علي الامة بشتي المكايد التي اصبحت مفضوحة تثير الشفقة والسخرية. وهذا امر اكثر من الجريمة، وابعد من الفشل. وهل وجدت الثورات الا لعلاج مثل هذه الاوضاع؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م