شريط بن لادن يشعل الصراع في اقليم دارفور

[المصابر]

الخرطوم ـ القدس العربي ـ من كمال حسن بخيت: وضع الشريط الصوتي لاسامة بن لادن ازمة اقليم دارفور علي حافة دورة جديدة ربما تعيد الازمة الي خط البدايات او ترهنها الي تحد بين القوي الكبري وتنظيم القاعدة والحركات المسلحة بدارفور والحكومة السوداينة نفسها التي انحاز اليها بن لادن حسب وصف المراقبين متبنيا رفضها للوجود الاجنبي في درافور .. وربما وضع الحل علي طاولة التفاوض قبل ان تنفد المدة التي حددها وسطاء الاتحاد الافريقي في الثلاثين من ابريل الحالي .. وكان سام ايبوك رئيس فريق التفاوض التابع للاتحاد الافريقي قد اطلق تصريحات صحافية من مقر التفاوض بأبوجا اعلن فيها انهم يعملون مع اطراف النزاع للوصول الي اتفاق نهائي في الموعد الذي تؤيده الامم المتحدة وهو نهاية هذا الشهر .. وقال بلهجة تهديد اذا احسسنا ان الطرفين لن يتوصلا الي اتفاق سلام فاننا سنوقف المفاوضات .

بينما واصل نائب الرئيس السوداني مشاوراته مع قادة الحركات المسلحة ونشطت الادارة الامريكية عبر ممثليها لعقد لقاءات مكثفة مع الاطراف بهدف ايجاد ارضية مشتركة للنقاط العالقة بين الاطراف. ووصف السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية السودانية الروح التي تجري في مقر التفاوض بالايجابية، واضاف ان المجتمع الدولي يسعي مع الاطراف للوصول لاتفاق خلال الايام القليلة القادمة وشجعت الروح الايجابية الوساطة الافريقية لتقديم موعد طرحها للاتفاق النهائي والذي كان مقررا له السبت لتقرر تقديمه اليوم الاربعاء بمشاركة جميع الاطراف، فيما قالت مصادر مأذونة ان طه انهي كافة مشاوراته ولقاءاته مع الحركات والوسطاء والشركاء الدوليين، وكان آخر لقاء له مساء امس مع طاقم البعثة البريطانية.

ويري مراقبون ان بن لادن علي علم وله خبرة وتجربة في شرق افريقيا وكان قد اقام قبل سبع سنوات معسكرات في تشاد قريبا من دارفور ولهذا مع تأكيد الولايات المتحدة لصحة ما جاء في شريطه المسجل واعلانه ان مسرح العمليات سيكون في الخريف القادم مع وصفه لتضاريس المنطقة يؤكد انه يستعد لنقل الصراع الي دارفور بدعوة الجناح الافريقي من القاعدة لحرب عصابات لتحرير دارفور من التدخل الامريكي القادم وهو الامر الذي تنبأ به محللون سياسيون في اعقاب ارهاصات بقدوم قوات دولية الي دارفور مما يؤكد ايضا ان تنظيم القاعدة حول انظاره الي السودان.ومع هذه التطورات يبرز السؤال مع استناد الحكومة السودانية علي منطق قانوني قوي في ضرورة ان تبدي موافقتها الواضحة علي التدخل الاممي وان الموقف لا يستند علي الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية حتي الان: هل تكسب الحكومة معاركها الدبلوماسية البالغة الخطورة في مواجهة المنظمة الدولية التي تسابق الزمن لوضع السودان تحت وصايتها؟ الواقع ان هذا ممكن كما تري بعض الاوساط السياسية اذا ما كثفت الخرطوم جهودها في طي الملف الساخن في اقليم دارفور بأسرع مما يتوقع المجتمع الدولي وبأفضل مما ينتظر.

ورغم مآلات الاحداث وتطوراتها في الصراع الدائر في هذا الاقليم فان العديد من المراقبين السياسيين يرون ان الاحداث التشادية الاخيرة تضع اصابعها علي جرح دارفور النازف، فالصراع التشادي التشادي سينعكس علي الاوضاع في هذا الاقليم السوداني والمفاوضات الجارية في ابوجا ما لم تدرك الحركات المسلحة مغبة تورطها في الصراع التشادي مما يلزمها الابتعاد باعتباره صراعا داخليا خاصة وان اتفاق سلام صار وشيكا تعتبر فيه القوي الاقليمية والدولية جزءا حقيقياً.

ومما يبدو في افق الأزمة الدارفورية ان الايام الفاصلة حتي الاحد المقبل سترسم خريطة جديدة للازمة تحمل خطوط تضاريسها كافة الاحتمالات بما فيها سماع وقع الاقدام الثقيلة لجنود الامم المتحدة او اصوات الانفجارات التي تديرها القاعدة وحمامات الدم التي تملأ فضاء الاقليم اذا ما ذهبت الاطراف الي الطاولة لتوقع علي ملف السلام وتغلق ملفات الصراع.