إإطلالة ...الشعر العامى بين الامس وغدا (1)

[منال درويش]

أخوتى الكرام ،،

ان الشعر العامى ( شعبى ومحكى ) ايا كانت مرادفاته هو ترجمة لشعور العامة ولغة واحدة ربما تكون اقليمية بمعنى ان الشعر العامي المصري يختلف في لهجته عن الشعر العامى السعودي أو التونسى أو الاردنى أو الفلسطينى ...او.....الي آخره ،، ربما هذا الاختلاف يجعله إقليميا يحدد هوية البلد التى ينتمى اليها ولما كان الشعر العامى المصري هو أكثر الكتابات العامية التى تيقبلها المتلقى بفهم ووضوح لا لشيء سوى أنه أكثر انتشارا وذلك من خلال انتشار العامية المصرية في الاعلام العربي بصورة كبيرة من خلال الأفلام والمسلسلات وايضأ المنتديات الادبية التى تتحدث عن الشعر العامى في مصر ورواده وتطوراته ...

واين كان الصراع الناشيء بين العامية والفصحى موجوداً فنحن لا نستطيع ان نلغى العامية تماما من قاموسنا التاريخى لانها اللغة التى تحدث بها العامة وتحدثت بشكل كبير عن همومهم وعن الطغيان والاستعمار وعن الفساد وهناك العديد من الشعراء المصريين الذين نفخر بكونهم بيننا شكلوا تاريخا حافلاً في الوطن أمثال

- أحمد فؤاد نجم
- صلاح جاهين
- بيرم التونسي
وكثيرون كثيرون في كل انحاء الوطن العربي

ومن هنا نحاول الاطلاله علي أعمال شعرائنا في العامية في مختلف بلادنا العربية فقط لنلقى الضوءعلي هذا الفن الذي لا يقل رقيا عن أي فن آخر جدير بالاحترام والتقدير من الجميع....
*****************************************

ولنبدأ بالقاء الضوء علي الشاعر ((أحمد فؤاد نجم )) واهم أعماله العامية ... وارجو من الاخوة الرواد التواصل معنا ومناقشة القصيدة ،، وما اذا كانت هناك الفاظ غير مفهومة وهل حقا هناك فجوة ما بين المتلقى للشعر العامية وبين الكلمات العامية في كل قطر عربي هذا ما سنكتشفه من خلال النقاش باذن الله .......كونوا معى اصدقائى
*********************************************
الحلقة الاولي ( أحمد فؤاد نجم )

قصيدة الحمد لله
************

لحمد الله خبطنا

تحت بطاطنا

يا محلا رجعة ظباطنا

من خط النار

يا أهل مصر المحمية

بالحراميه

الفول كتير والطعميه

والبر عمار

والعيشه معدن واهي ماشيه

آخر أشيا

مادام جنابه والحاشيه

بكروش وكتار

ح تقول لي سينا وما سيناشى

ماتدوشناشي

ما ستميت أوتوبيس ماشي

شاحنين أنفار

ايه يعني لما يموت مليون

أو كل الكون

العمر أصلا مش مضمون

والناس أعمار

ايه يعني في العقبه جرينا

ولا ف سينا

هي الهزيمه تنسينا

اننا أحرار

ايه يعني شعب في ليل ذله

ضايع كله

دا كفايه بس أما تقول له

احنا الثوار

الحمد لله ولا حولا

مصر الدوله

غرقانه في الكدب علاوله

والشعب احتار

وكفايه أسيادنا البعدا

عايشين سعدا

بفضل ناس تملا المعده

وتقول أشعار

أشعار تمجد وتماين

حتي الخاين

وان شا الله يخربها مداين

عبد الجبار

أحمد فؤاد نجم

القاهرة يونيو 1967


وللحديث بقية وفي انتظار نقاشاتكم وافكاركم

[جمال حمدان]

الاخت منال
كل عام وانتم بخير

جمي لهذ الباب للنقاش واتمنى منك اختي ان تكتبي لنا هنا قصيدة تسببت في سجن احمد نجم وكانت بقصيدة ( البتاع او البتوع ) لا اذكر بالضبط ولكني شاهدت الشاعر يلقيها في ندوة مع سمير صبري منذ عام واذكر نهايتها .... شيل ده من داه يرتاح ده وده .,,
على كل حال
لكوللجميع تحياتي وكل عام وانتم بخير

اخوكم : جمال حمدان

[منال درويش]

أخى العزيز جمال حمدان ،،

يبدو أنك كتبت تعليقك في عجلة من الأمر ،، لكنه شرف كبير لنا تواضعك والتعليق علي بعض مما تخطه اقلامنا في تلك الصفحة حتى ولو كان من باب التشجيع


أما قصيدة البتاع والبتوع الخاصة بنجم فكل قصائده تسببت في سجنه وليس تلك القصيدة فقط وسوف نعرضها في تلك الصفحة تباعا

علي شاعرنا الامر وعلينا الطاعة


تحياتى الغالية

[محمد ت]

قصيدة "الحمد لله" هي من أولى قصائد نجم ومن أولى أغاني الشيخ إمام ونجم يروي قصتها في كتابه "الفجومي" وفيها شيء أعجبني جداً وهو أن هذه القصيدة انتشرت بين عمال أحد المصانع-لعله المحلة-فأضيف إلى "المنشور" المؤلف من القصيدة بيت وهو
الحمد لله أهي ظاطت
والبيه حاطط
في كل حتة مدير ضابط
وان شا الله حمار !
وهذا الإبداع الشعبي الحاذق في محاكاة قصيدة مبنية من جهة العروض والقافية بناء لا يخلو من دقة وليس من السهل تقليده على كل أحد يثير التأمل
وفي شعر أحمد فؤاد نجم وغناء الشيخ إمام يمكن أن يقال الكثير
ولعلي أعود إن شاء الله
وفي موضوع شعر العامية الذي طرحه أخي سلاف جوانب تستحق الدراسة ولو أنني أوافقه إجمالاً في النتيجة الأخيرة التي يبدو لي أنه يريد الوصول إليها..
وقد غير رمضان أعاده الله علينا وعليكم بالخير عادات الكتابة عندي وحاولت الاستعانة بالسيد محمد ب فرفض الإعانة هداه الله..

[الصمصام]

الأخت الفاضلة منال:
متابعة لحديثك أقول:
لكي نستمتع بأي قصيدة لا بد من وجود عاملان هما الفهم والتذوق
وقد تطرق أخي محمد لهذا في موضوعه القيّم التذوق والفهم
ومن الممكن أن نقول أن الألفة والتعود هما أساس هذا الفهم والتذوق
لذلك نجد أن الشعر العامي محدود الإنتشار ولا يتذوقه عادة إلا سكان
الإقليم الذي ينتمون إليه ولكل إقليم لهجته الخاصة به ويصعب عل سكان
بقية الأقاليم تذوق اللهجات الأخرى لأنهم لم يألفوها ولصعوبة فهم كلمات
الإقليم الآخر
أما بالنسبة للهجة المصرية فهي أكثر اللهجات فهما ولا نغفل دور الإعلام في ذلك كما بينتي خلال حديثك ودور المسلسلات الكبير في ذلك وأرى أن الأغاني وكبار المطربين كأم كلثوم كان لهم دور كبير في
نشر الهجة المحكية المصرية والقصائد العامية لمصر ونستطيع أن نقول
بأن أهل الطرب كان لهم الدور الأكبر في نشر القصيدة العامية المصرية

[منال درويش]

أخى أحمد ت ،،
تحية خاصة الي قلمك ونقدك وقالاتك التى حقا هى تزيد من قدر خيمتنا


أخى الصمصام ،،

شاكرة جدا علي هذا التواصل العميق وهذا الفكر الراقى

واليكم

احدى القصائد الهامة في تاريخ أحمد فؤاد ننجم (البتاع)

يا للي فتحت
البتاع
فتحك على مقفول
لأن أصل البتاع
واصل على موصول
فأى شئ في البتاع
الناس تشوف على طول
والناس تموت في البتاع
فيبقي مين مسؤول ؟
وإزاي حتفتح بتاع
في وسط ناس بتقول
بأن هذا البتاع
جاب الخراب مشمول
لأنه حتة بتاع
جاهل
غبي
مخبول
أمر بفتح البتاع
لأنه
كان مسطول !


وبعد فتح البتاع
جابوا الهوا المنقول
نكس عشوش البتاع
وهد كل أصول
وفات في غيط البتاع
قام سمم المحصول
وخلا لون البتاع
أصفر
حزين
مهزول
وساد قانون البتاع
ولا عله ولا معلول
فالقاضي بتع البتاع
فالحق ع المقتول
والجهل زاد في البتاع
ولا مقري
ولا منقول
والخوف
سرح في البتاع
خلا الديابه تصول
ويبقي البتاع في البتاع
والناس صايبها ذهول
وأن حد قال دا البتاع
يقولوا له
مش معقول

وناس تعيش بالبتاع
وناس تموت بالفول
وناس تنام ع البتاع
وناس تنام كشكول
آدي اللي جابه البتاع
جاب الخراب بالطول
لأنه حتة بتاع
مخلب
لراس الغول
باع البتاع بالبتاع
وعشان يعيش على طول
عين حرس بالبتاع
وبرضه مات مقتول