مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-03-2004, 11:09 PM
سلمان الشيخ سلمان الشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلادُ العُرب
المشاركات: 834
إفتراضي الأبكم الفصيح

يقول صاحب القصة وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري متزوج ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين والسبب أني كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات0
كان لي ولد في السابعة من عمره أسمه مروان ، أصم أبكم ، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة ، كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب وأين سنذهب ، كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتي لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء ويهددني بأن الله يراك ، وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات ، فتعجبتُ من قوله ، وأخذ ابني يبكي أمامي فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني ، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه ألتي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة ، وكانت من حفظة كتاب الله ، ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم وأشار إليّ أن انتظر قليلاً...
فإذا به يصلي أمامي ، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف و وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق ، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم:
( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )
ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً ، فقام ومسح الدمع من عيني ، ثم قبل رأسي ويدي ، وقال لي بالأشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صل يا والدي قبل أن توضع في التراب وتكون رهين العذاب ، و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله ، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها ، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة
إلى غرفة ، وينظر إليّ بأستغراب ، وقال لي: دع الأنوار ، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا ، فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك ، وأنا في خوف شديد ، وكانت نظراته لا تفارقني ألبتّة...
ودخلنا الروضة الشريفة ، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء ، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
فلم أتمالك نفسي من البكاء ، ومروان بجانبي يبكي لبكائي ، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلاً ومسح به دموعي ، وبعد أنتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي ، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة ، حتى قال لي ابني مروان: خلاص ياأبي ، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء 0
وعدنا إلى المنزل ، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي ، إذ ولدتُ فيها من جديد ،وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي ، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث ، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم 0
ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة ،وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان ، وقلتُ لها: أسألك بالله ، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية ؟
فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ ، ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية ، وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد ، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً ، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتمونى لعرفتم ذلك من وجهي ، كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه 0

* * *
__________________
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-03-2004, 03:55 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

سبحان من يقلب القلوب
وسبحان من يهب لنا من أبنائنا قرّة أعين أو فتنةً نشقى بها
ما أروعها من قصة تدمع العين
وما أروعه من موقف ذلك الذي قام به الفصيح الأريب
ليس الصمم والبكم نقصا في المرء
فما أكثر الذين يسمعون وهم فاقدوا السمع
وكم هم الذين يتكلمون وهم أشد الناس خرسا
جزاك الله خيرا أخي سلمان على هذا النقل المبارك
والحمد لله على أن وهب لنا السمع البصر والفؤاد لنعبده حق عبادته
ومع هذا فنحن مقصرون .

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 14-03-2004, 06:38 AM
سلمان الشيخ سلمان الشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: بلادُ العُرب
المشاركات: 834
إفتراضي

اشكر مرورك اخى الكريم الوافى

وتعليقك البهى وبوركت دوما

* * *
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م