مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #171  
قديم 14-05-2004, 12:46 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أما أعماله الخيرية التطوعية فهي على النحو التالي :

هـ :- أعماله الدعوية والخيرية

1- جهوده في الدعوة :
للشيخ- رحمه الله - عدة نشاطات خيرية تصب في قالب الدعوة إلى الله والاهتمام بأمور المسلمين نذكر بعضا مها على سبيل المثال لا الحصر :

ا- دعمه للمؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم الإسلامي ، والتي تقوم بأمور التعليم والدعوة إلى الله ورعاية شئون المسلمين ، وبخاصة الأقليات المستضعفة . .

2- دعمه الملموس للجهاد الإسلامي ودعوته للمسلمين القادرين على مساعدتهم ، وخاصة في أفغانستان . والبوسنة والهرسك والشيشان وكشمير وإريتريا والصومال وبورما ، وغير ذلك من الدول الإسلامية ، وأخيرا الآن كوسوفا .

3- اهتمامه البالغ بقضايا التوحيد وصفاء العقيدة ، وما التبس على المسلمين من أمور دينهم ، ويدرك تلك الأمور من حضر دروسه ، أو استمع إلى محاضراته وأحاديثه أو أطلع على مؤلفاته .

4- يولى سماحته حفظ وتعليم القرآن الكريم اهتماما خاصا ، ويحث إخوانه وتلاميذه وأعضاء الجمعيات الخيرية لمضاعفة الجهد في هذا الصدد .

5- اهتمامه بالدعاة ومساعدتهم وكفالتهم ، ويبلغ عدد الدعاة في العالم الإسلامي الذين يكلفهم الشيخ رعاه الله- أكثر من ألفي داعية ، وقد وضع لهم بندا خاصا بهم من بنود الرواتب ، وها هم الآن- في جميع أنحاء المعمورة يسيرون على العقيدة الصافية والهدي النبوي الكريم ، ناشرين للتوحيد ، محاربين للشرك ، متأسين بسماحة الشيخ- رعاه الله- في الرفق واللين في الدعوة إلى الله ؛ فأثمرت دعوتهم ، وأتت أكلها ، وأصبحت دعوة مقبولة- ولله الحمد- .

6- دعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي من المنكر ، وتشجيعها وتشجيع أعضائها ، وحرصه على استمرار هذه الهيئات ، والالتقاء بأعضائها وتوجيههم التوجيه الأبوي السليم المبني على الرفق والحلم والعلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومراعاة المصالح والمفاسد ، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مما أثمر عن ذلك هيئات قائمة على العلم من الكتاب والسنة ، رفع الله لها منارا ، وأخمد لأعدائها نارا .

ومن خلال هذا الاستعراض الموجز لإسهامات الشيخ - حفظه الله- واهتماماته الدعوية لخدمة الإسلام والمسلمين نجد أن حياته العملية ، زخرت بالعديد من العطاءات والإضافات ، التي تحسب له على كافة الأصعدة والمستويات ، في مجال الدين والعقيدة والدعوة والجهاد ودعم الأقليات ، وتشجيع الشباب المسلم على مواجهة حركات التغريب والتصدي لكافة التحديات ، التي يمكن أن تتمخض عنها الأيام ، ومن المعروف أن جهود سماحته قد تجاوزت حدود وطنه الصغير ، لتصل إلى أقطار العالم الإسلامي ، وإلى ديار الإسلام والمسلمين كافة ، في جميع ربوع العالم الأمر الذي يدل دلالة عميقة المغزى على إدراك سماحته- رعاه الله- وحرصه الشديد على ترسيخ مفهوم الأخوة الإسلامية الواسعة النطاق كما يجسد شعوره الشخصي لأنه مسئول عن السعي في أمر أي مسلم وتبني قضيته والعمل على حل مشكلته ما وجد . إلى ذلك سبيلا .


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #172  
قديم 14-05-2004, 12:47 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

2- قضاء الحوائج والشفاعات :

ويعتبر هذا الأمر من أبرز أعمال الشيخ- حفظه الله- المبرورة ، ومساعيه المشكورة ، وخاصة أن الفرد المسلم في هذا العصر بحاجة إلى التعاون والتآلف ، فكان الشيخ- حفظه الله- وما زال متعاونا مع إخوانه المسلمين من المحتاجين بقضاء حوائجهم ، وبذل جاهه لهم ، والشفاعة الحسنة لهم منطلقا من مثل قوله تعالى : مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وقوله صلى الله عليه وسلم : اشفعوا تؤجروا

ومن مثل هذه المنطلقات السامية ، والأهداف النبيلة ، والأخلاق الجميلة ، أدرك سماحته- رعاه الله- حرص الإسلام ، وترغيبه في قضاء حوائج الناس وبذل المعروف لهم ، فسارع في ذلك أشد المسارعة ، وأخذ على عاتق نفسه أن يكتب للمحسنين من ولاة الأمور وغيرهم ممن له في الخير يد سابقة ، وكف بالخير ندية ، عن أحوال إخوانهم المعسورين ، مذكرا لهم بقوله تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقول الرسول : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب الآخرة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة رواه البخاري ومسلم وفي لفظ آخر عند مسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه

وغيرها من النصوص الشرعية التي تحث على هذا الخلق الجميل ، والسلوك النبيل ، منبها لهم على عظم الأجر والثواب ، من لدن الله العلي الوهاب .

وسماحته- حفظه الله- تجسد فيه هذا الخلق الجميل ، والسلوك النبيل ، فتراه يفرح أشد الفرح شكرا لله ، وإعظاما له ، على أنه قام بقضاء حوائج الناس ، وإقالة عثراتهم ، وتفريج كرباتهم ويرى أن ذلك من أقل الواجب بل سمعته يقول : ليس البخيل بخيل المال ، بل البخيل بخيل الجاه ولكل شيء زكاة ، وزكاة الجاه الشفاعة للمعسرين والمحتاجين . وتجد سماحته- حفظه الله- رضي النفس كريما متواضعا منبسطا للناس ، وهذا الأمر الذي حدا به إلي كل خير في الأعمال والأقوال والعقد والسبيل .

وبالجملة : فإن الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله- فرد زمانه ، ووحيد عصره وأوانه وهو إمام في كل شيء من أموره الخيرة ، وأفعاله الحسنة ، قدوة يقتدي بها في مجالاته النافعة وأسوة يتأسى بها في مواقفه المشرقة- ختم الله له بالخير والصالح من العمل- .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #173  
قديم 14-05-2004, 12:49 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

3- المساهمة في بناء المساجد :

وللشيخ- حفظه الله- مساهمة كبيرة في بناء المساجد وتشييدها وإعمارها ، وذلك يتمثل في كتابه للمحسنين ، والإشارة عليهم ببناء المساجد في الأماكن المحتاجة من القرى والهجر البعيدة ، وكم من قرية نائية بعيدة كل البعد ، تجد فيها مسجدا قائما معمورا على أحسن طراز ، وأتم شكل ، وأفضل بنيان ، فإن سألت عن بنائه ومن قام بذلك تجد الإجابة التي . تنشرح لها الصدور المؤمنة ، وتطمئن لها القلوب المخلصة ، وهي أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله- قد توسط لنا في بناء هذا المسجد من طريق أحد فاعلي الخير من المحسنين ، وتجدهم بعد ذلك يرفعون أكف الضراعة إلى المولى القدير ، بأن يبقي سماحته ، ويطيل في عمره ، ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين .

وليس هذا الأمر- أعني به بناء المساجد محصورا على هذه البلاد المباركة فحسب ، بل في كل بقعة من بقاع الدنيا ، تجد أن للشيخ- حفظه الله- معلما بارزا ، وأثرا واضحا ، في بناء بيوت الله وإقامتها وإعمارها ، إنها والله أعمال جليلة ، وآثار خالدة ، ستبقى واضحة المعالم ، بينة الدلائل ،

وهذه هي . رسالة العالم المسلم الخائف على إخوانه ، المشفق عليهم ، الرؤوف بهم ، الحريص على نفعهم ، إيصال الخير لهم ، في أي مكان كانوا ، تحت كل سماء وفوق كل أرض . إن أعمال سماحته ومشاريعه الخيرية ، يعجز القلم عن أن يعبر عنها التعبير الشافي الكافي لكن هذه إشارات صغيرة ، ومنارات يسيرة ، وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وسماحته منطلق عن مثل قوله تعالى : إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من بنى لله بيتا بنى الله له بيتا في الجنة متفق عليه .

فلا تستغرب- أخي القارئ الكريم- من هذه الأعمال الخيرية ، والجهود الإحسانية لسماحته فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، إنها منة ونعمة من أكبر المنن والنعم علي أمة الإسلام وخاصة في عصرنا- أن قيض الله لنا هذا الإمام الفذ الجهبذ الذي له كبير الأثر في جميع بلاد الإسلام ، وتلك نعمة ومنة تستحق منا الشكر للمولى عز وجل .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #174  
قديم 14-05-2004, 12:51 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

4- ما الهم الذي حمله الشيخ- رحمه الله- :

عرفت هذه الأعمال الكبيرة الجليلة ، التي يقوم بها سماحته- رحمه الله- فهل أدركت وعرفت الهم الذي حمله الشيخ- رحمه الله- إنه هم دين الله سبحانه وتعالى ونصرته ، فهذا الهم هو الذي لازم الشيخ سواء كان في مقر عمله ، أو منزله ، أو في سيارته ، جالسا كان أو قائما ، فلا زال هم الدين وإعلاء كلمة الله في أنحاء المعمورة شرقا وغربا ، شمالا هجيري الشيخ وديدنه ، لهذا كان لسماحته ثمان وخمسون سنة لم يأخذ إجازة ولو كان يوما واحدا ، فأي هم حمله هذا الإمام الجهبذ لا شك بل ولا ريب أنه هم الإسلام والمسلمين ، وهو مع ذلك لا ينام في يومه إلا قرابة 4-5 ساعات فقط وأما الباقي من . هذه الساعات فهي في ذكر وعبادة ونشر علم وإفتاء وقضاء حوائج المسلمين بل يقول سماحته- رحمه الله- وردد ذلك أكثر من مرة : أنا مستحق للتقاعد منذ عشرين سنة - بكامل الراتب- ولكن ما بقيت في هذه الأعمال إلا لخدمة المسلمين ونصرة الدين . فلتكن همومنا وهممنا مثل هذا الهم ، وتلك الهمة ، والله المعين .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #175  
قديم 14-05-2004, 12:53 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

5- حقائق عن الشيخ رحمه الله- في مجال العمل والعبادة :

الحقيقة الأولى : يقول أحد كتاب الشيخ- رحمه الله- ذهبت مع سماحته إلى مكة وجلست أقرأ عليه المعاملات إلى حدود الساعة الحادية عشر ليلا ، وإذا بالشيخ رعاه الله- يقول : يبدو أننا تعبنا فلنأخذ راحتنا- وحقيقة الأمر أن الشيخ - رفع الله قدره- لم يتعب ولكن تأدبا مع الكاتب الذي معه- فقال الكاتب : نعم يا شيخ لقد تعبنا ، يقول الكاتب : فنمت بعدما صليت ما كتب الله لي ، واستيقظت قبل الفجر وإذا بالشيخ يصلي .

الحقيقة الثانية : يقول أحد الذين رافقوا سماحته من الطائف إلى- الرياض برا؟ ولما صرنا في منتصف الليل بعد الساعة الثانية ليلا تقريبا ، قال الشيخ لمرافقيه : يبدو أننا تعبنا قفوا لننام في الطريق ، فتوقفنا ، فما لامست أقدامنا الأرض إلا وأخذنا النوم ، والجيد منا من صلى ركعة أو ثلاث قيل أن ينام ؛ فشرع الشيخ في الصلاة ، فاستيقظ من كانوا معه قبل الفجر فإذا بالشيخ يصلي .

الحقيقة الثالثة : وهذه الحقيقة يرويها أحد موظفي دار الإفتاء من عدة سنوات ، يقول : جاءت رسالة من الفلبين لسماحة الشيخ - رحمه الله- فإذا بامرأة لقول : إن زوجي مسلم أخذوه النصارى وألقوه في بئر ، وأصبحت أرملة ، وأطفالي يتامى ، وليس لي أحد بعد الله جل وعلا ، فقلت : لمن اكتب له في هذه الأرض لكي يساعدني بعد الله !!! قالوا لا يوجد إلا الشيخ / عبد العزيز بن باز فآمل أن تساعدني . فكتب الشيخ- رحمه الله- للجهات المسئولة في الإدارة مساعدتها وجاءت الإجابة أنه لا يوجد بند لمساعدة امرأة وضع زوجها في بئر ، فالبنود المالية محددة ، فقال الشيخ لكاتبه اكتب إلى أمين الصندوق : مع التحية اخصم من راتبي عشرة آلاف ريال وأرسله إلى هذه المرأة .

الحقيقة الرابعة : يذكر أحد الذين يعملون في الجامعة أنه ذهب في دورة إلى إحدى الدول في وسط أفريقيا فيقول : أننا وجدنا عجوزا ، فقالت : من أين أنعم؟ فقلنا لها عبر المترجم ، من السعودية ، فقالت : بلغوا سلامي للشيخ ابن باز . هذه حقائق واقعة صادقة ، بالحق ناطقة ، وبضياء البرهان والدليل ناصعة ، الله أكبر إنه والله حب الخير ، وهم الإسلام والمسلمين ، ووضع القبول لهذا الإمام- رحمه الله- في الأرض امرأة في أدغال . أفريقيا تعرف الشيخ ، وأخرى في مجاهل آسيا في الفلبين تستنجد بالشيخ وتطلب منه المعونة بعد لله عز وجل ، هذا كله لأن سماحته- حفظه الله- يحمل هم الإسلام بل هم كل مسلم . ومسلمة ، وهذه الحقائق تبين مدى اهتمام المسلمين وعلمائهم بنصرة الدين والتآزر عليه ، والتعاون فيه على البر والتقوى .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #176  
قديم 14-05-2004, 12:54 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

6- عمل اليوم والليلة :

هذا عرض موجز يسير لأعباء الشيخ ، وأعماله اليومية التي تقوم بها؛ وهذا واقعه الذي لا يوشك أن يتغير سواء في الرياض أو مكة أو الطائف : يبدأ يوم الشيخ- حفظه الله- في الغالب قيل الفجر ، حيث يستيقظ في الثلث الأخير من الليل ، ويصلي ما كتب الله له ، وبعد صلاة الفجر يحرص- حفظه الله- على قراءة أوراده حتى أنه لا يكاد يجيب أحدا حتى يقرأها ثم يبدأ الدرس ، حيث يقرأ عليه الأخوان من طلاب العلم وتلاميذه عدة كتب متنوعة ، وهو يشرح ويفصل ويستدرك ويعقب ويقيد ، لا يضجر من طول الدرس ، ولا يمل من كثرة الأسئلة ، هذا دأبه وشأنه حتى قبيل الساعة السابعة صباحا ، هذا إذ كان من أيام الدروس ، أما إذا كان في المسكن ، جلس للنظر في الاستفتاءات الواردة إلى مكتب البيت من مختلف الأرجاء والأقطار ، والمعاملات المحالة إلى مكتب البيت من قبل سماحته ، ثم ينظر في طلبات المستشفعين وأصحاب الحاجات ، فيوردها جميعا مواردها اللازمة ، وعلى هذا الأمر والنسق حتى يحين موعد دوامه الرسمي قرابة الساعة التاسعة صباحا فإذا ما وافى مقر الرئاسة ومكتبه وجد المراجعين يمثلون الأمكنة المعدة لهم بانتظاره ، فيحييهم ويستقبلهم ويصافحهم ويعانقهم ، ثم يأخذ مجلسه وهو صدر المكتب .

الذي هو عبارة عن كراسي متعددة لا توجد طاولة بينها كغيره من المكاتب الأخرى لعدم حاجته لها ، حيث تعرض عليه المعاملات قراءة ليوجه مستشاره أو كاتبه بكتابة الشرح المناسب والرد على المعاملة فورا .

وخلال عرض المعاملات يستقبل سماحته الاتصالات الهاتفية التي غالبا ما تأتي من سائل يسأل عن فتوى أو قضية معينة تهم السائل ، ويرد على المتصلين بهدوء العلماء ويحرص على إقناع السائل قبل إنهاء المكالمة ، وما بين لحظة وأخرى نجد الناس يدخلون على سماحته طالبين أن يشهروا إسلامهم على يديه وتعليمهم أحكام الشريعة ومحاسن الدين الإسلامي ، وقد تكون هناك اجتماعات اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، فيحرص سماحته على رئاستها وحضورها ، فإن كانت صباحا ، استقبل المراجعين ظهرا ، إن كانت ظهرا استقبل المراجعين صباحا ، وهكذا يستمر المشهد حتى حلول موعد أذان الظهر حيث يذهب سماحته للصلاة في المسجد القريب من المكتب ، وربما عقب بعد الصلاة بكلمة وعظية جامعة تأسر كلماتها القلوب المؤمنة ، وتحس بين حروفها صدق النصح ، وأغلب تلك الكلمات ، تدور حول تفسير الآيات من القرآن وتدبرها وتأملها ، ويختم تلك الكلمات بأدعية جامعة مانعة في صلاح الإسلام ونصرته ، وصلاح البلاد والعبادة ثم يعود بعد ذلك إلى المكتب حيث يخصص ما بقي من الوقت حتى نهاية الدوام للمعاملات الرسمية ، والنظر في فتاوى الطلاق ، وطلب الشفاعة منه من المعوزين المحتاجين ، واستقبال الوفود من الدول الإسلامية ، والأقليات المسلمة ، ورؤساء الجماعات الإسلامية ، حتى قرابة الثانية والربع ظهرا ، حيث يحرص سماحته أن يدعوا الضيوف من الحاضرين لتناول الغداء معه في منزله العامر وبعد الطعام يجلس برهة قصيرة في مجلسه ، فيدعوا . بالقهوة فالشاي ، والطيب ، ويتحدث إلى جلسائه وضيوفه حديثا فيما يخص مصالحهم ، حتى يوافي موعد الآذان- أذان صلاة العصر- فيأخذ سبيله إلى المسجد القريب من منزله ، فيصلي فيه صلاة العصر ، ثم يقرأ عليه شيئا يسيرا من الأحاديث إما من كتاب التوحيد ، أو من كتاب رياض الصالحين ، فيعلق تعليقات علمية يسيرة على ما قرئ عليه مستنبطا الفوائد المهمة ، والقواعد الجامعة ، ثم يذهب إلى بيته لأخذ قسط من الراحة حتى حلول صلاة المغرب ، فإن كان ثمة درس له أو محاضرة بكر في الحضور إلى المسجد وحرص على أن يكون قريبا من محبيه وطلابه ، أما إن . لم يكن له درس أو غيره من الارتباطات فإنه يتوجه إلى مجلسه العام لعامة الناس وخاصتهم ، المقبلين للسلام عليه ، أو استفتائه في أمور الدين والدنيا؛ ويستضيفهم الشيخ فيسألون عن أحواله ، ويسألهم عن أحوالهم ، في جو مليء بالود والوفاء والتناصح والتشاور ، ويستمر هذا المجلس حتى يحين موعد صلاة العشاء ، حيث يتأهب سماحته والحضور للخروج من المجلس ذاهبين للمسجد . وفي المسجد خلال الفترة التي بين الآذان والإقامة يقرأ عليه إمام المسجد كتاب بلوغ المرام فيشرحه الشيخ شرحا علميا دقيقا ، ثم بعد ذلك يرجع إلى المنزل للنظر في بعض المعاملات الخاصة بالمساجد ، ولقاء بعض المهتمين بالدعوة وشئونها وشجونها ، ثم يتناول مع ضيوفه طعام العشاء ثم يخلد إلى مكتبته العامرة للقراءة في بعض الكتب ، أو النظر في بعض الأمور فلا يزال بين قراءة وإملاء وحديث نافع حتى وقت متأخر- فجزاه الله أحسن الجزاء- .

هذه صورة مقاربة ليوم الشيخ وعمله في اليوم والليلة ، وإنك- أخي القارئ- لربما يثيرك العجب والاستغراب إزاء هذه الوقائع والأعباء الجسمية ، التي تكاد لا تصدق أنها تصدر من سماحته ولكنها مع ذلك حقيقة واقعة ، وأمر لا شك فيه ولا امتراء ، ومن جرب الشيخ وعرفه عن قرب وكثب لربما رأى أكثر من ذلك ، فلا يهولنك الأمر ، فإنه فضل من بيده الفضل ، وهو ذو الفضل العظيم .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #177  
قديم 14-05-2004, 12:55 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

7- محطات يومية :

هذه حياة سماحته اليومية عرضناها من واقع يوم في حياته ، ولعلنا نلخص للقارئ الكريم أهم النقاط التي وردت إجمالا في هذا السياق وهي على النحو التالي :

1- يحرص سماحته على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع التزاما بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

2- حلقات دروس الفجر في الرياض تعقد بعد صلاة . فجر أيام الأحد الاثنين والأربعاء والخميس أما في الطائف فهي بعد فجر يومي الاثنين والخميس .

3- يحرص على دعوة ضيوفه وزواره لتناول طعام الغداء معه مهما كان عددهم .

4- المعاملات الرسمية وغير الرسمية تعرض على سماحته طيلة اليوم من الصباح وحتى المساء ، حتى أن بعض مستشاريه يستغلون الوقت الذي تقطعه السيارة المقلة لهم لعرض المعاملات عليه .

5- فترة الصباح من كل يوم عدا يومي- الأحد والثلاثاء- فهما لاجتماعات اللجنة الدائمة للإفتاء- يستقبل ضيوفه ومراجعيه .

6- سماحته يتلقى يوميا تقريرا إخباريا من وكالة الأنباء السعودية- واس- يحوي على أهم الأحداث العالمية إجمالا وتفصيلا يقرأه عليه مستشاره الدكتور \ محمد بن سعد الشويعر .

7- اعتاد سماحته قيام الليل إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . هـ يستقبل سماحته الضيوف القادمين من أماكن بعيدة في منزله طيلة إقامتهم في المدينة التي يتواجد فيها .

9- معدل من يشهرون إسلامهم على يديه لا يقل عن خمسة أشخاص يوميا . 10- في بيت سماحته مكتبته عامرة تحوي عدة آلاف من أمهات الكتب النادرة .

11- هناك مشروع لجمع فتاوى وردود سماحته على استفسارات المسلمين وإصدارها في مجلدات تتكون من أكثر من عشرين مجلدا صدر منها حتى الآن اثنا عشر جزءا ، يقوم بجمعها والإشراف على طبعها الدكتور الفاضل \ محمد بن سعد الشويعر .

12- لا يخلو يوم الأربعاء والخميس من وليمة يدعى إليها مع بعض العلماء ويتخللها بعض الكلمات الوعظية ويجيب على أسئلة الحضور .

13- بعد صلاة الجمعة يجتمع عنده طلابه للأسئلة والاستفسارات ويقم لهم وليمة غداء في منزله العامر

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #178  
قديم 07-06-2004, 05:53 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل التاسع
المنهج العلمي والعملي


أ :- عقيدته

معنى العقيدة لغة واصطلاحا :

مأخوذة من مادة " عقد " يقال في لغة العرب : عقد الحيل إذا شده ، وعقد البيع إذا أمضاه ووثقه ، وعقد العهد واليمين إذا أكدهما ووثقهما ، وتعقيد الإيمان إنما يكون بقصد القلم وعزمه ، والعقود أوثق العهود ومن قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ

والعقيدة عند علماء الإسلام يراد به الحكم الجازم الذي يعقد الإنسان قلبه عليه بغير تردد أو شك ، والعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة ، إذ الإسلام عقيدة وشريعة ، والعقيدة ليست أمورا عملية بل أمور علمية يجب على الإنسان المسلم أن يعتقدها في قلبه ، لأن الله تعالى أخبره بها ، بطريق كتابه ، أو بطريق وحيه إلى رسوله . وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل بقوله : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره " البخاري ومسلم " .

وإن مما لا شك فيه بل ولا أدنى ريب أن الشيخ- رعاه الله- إمام أهل السنة والجماعة في العقيدة والسلوك ، والبعد عن أهل البدع والتحريف ، وهو معتمد في عقيدته الصافية على كتاب الله ، والسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الحق ويجهر به ولا يخشى في الله لومة لائم ، وأن الاعتقاد الذي عليه هو اعتقاد السلف الصالح- رحمهم الله- فهو يعتقد أن الله إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، وأنه لا يستحق شيئا من أنواع العبادة غيره ، وأن من صرف شيئا من أنواع العبادة لغيره فهو مشرك كافر ، وأنه سبحانه موصوف وسمى بجميع ما وصف به نفسه وسماه به ، وما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى . مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، وأنه متكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد ، كما نقل عن السلف .

وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، ويرى كفر من قال بخلق القرآن كفرا مخرجا من الملة ، وأنه سبحانه وتعالى يحب ويرضى ، ويكره ويغضب ، ويحي ويميت ، ويسخط ويفرح ، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولا يليق به سبحانه ، وأنه سبحانه يراه المؤمنون يوم القيامة بأبصارهم ، كما صحت بذلك الأحاديث ، وفي الجملة : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

ويعتقد أن محمدا عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الإنس والجن ، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ويعتقد أن الملائكة وكتب الله حق ، والنبيون حق والبعث بعد الموت حق ، والجنة حق والنار حق ، ويؤمن أن الميزان حق ، وأن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم حق ، ويؤمن بالقدر خيره وشره ، ويعتقد أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين حق لكن بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له ، ويعتقد أن أحسن الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

وقد بين- حفظه الله- عقيدته السلفية النقية في كثير من كتبه ومؤلفاته ، ولعلي الآن أنقل ما أملاه على أحد السائلين عن عقيدته ، لكي تكون واضحة جلية بينة .

حيث جاء ذلك في كتابه الفذ النافع " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " ( 8 / 43 ) تحت عنوان " العقيدة التي أدين الله بها " حيث جاء هناك ما نصه :

سماحة مفتي عام المملكة .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ما هي عقيدتكم التي تدينون الله بها في أسماء الله وصفاته ، وبخاصة في إثبات العلو لربنا تبارك وتعالى- باختصار-

بارك الله فيكم وفي علمكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : عقيدتي التي أدين الله بها وأسأله سبحانه وتعالى أن يتوفاني عليها هي : الإيمان بأنه سبحانه هو الإله المستحق للعبادة ، وإنه سبحانه فوق العرش قد استوى عليه استواء يليق بجلالته وعظمته بلا كيف ، وأنه سبحانه يوصف بالعلو فوق جميع الخلق كما قال سبحانه : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقال عز وجل : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية وقال عز وجل في آخر آية الكرسي : وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وقال عز وجل : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال سبحانه : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ والآيات في هذا المعنى كثيرة .

وأؤمن بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، كما قال عز وجل : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا والواجب على جميع المسلمين هو الإيمان بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة وإثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، كما قال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال عز وجل :

فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وقال سبحانه : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وهي توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها لله إلا بنص من القرآن أو من السنة الصحيحة؟ لأنه سبحانه أعلم بنفسه وأعلم بما يليق به ، ورسوله صلى الله عليه وسلم هو أعلم به ، هو المبلغ ولا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى

وأؤمن بأن القرآن كلامه عز وجل وليس بمخلوق ، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ، وأؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والحساب والجزاء ، وغير ذلك مما كان وما سيكون مما دل عليه القرآن الكريم ، أو جاءت به السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم

والله المسئول أن يثبتنا وإياكم على دينه ، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يجمع كلمتهم على الحق ، وأن يوفق ولاة أمرهم ، ويصلح قادتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #179  
قديم 07-06-2004, 05:57 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ب :- إمامته في السنة وحمايته لها وحثه على التمسك بها

إن السنة هي المصدر الثاني للشريعة الإسلامية ، بل هي قطب رحاها ، ومصدر شعاعها ، وشمس الحقيقة ، ومنبع الهداية ، وهي السراج المنير الوهاج ، في ظلمات ليل داج ، ولها مكانة عظيمة في قلوب المؤمنين ومنزلة كبيرة في صدور المتبعين ، للهدي النبوي ، والمنهج السلفي ، والسنة كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، والاعتصام بها نجاة ، والتنكب عنها ضلالة وخسارة .

السنة لغة : هي الطريقة؛ حسنة كانت أو سيئة ، ومنه قوله : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بهذه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء

واصطلاحا : ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة سواء كان قبل البعثة أو بعدها .

ولا يشك أحد من أهل البصيرة والفهم المستنير أن لعلماء السلف- رحمهم الله- عناية بالسنة ونصرة لها ، وتقديم لأقوالها النيرة على آرائهم القاصرة ، وقد أخذوا في ذلك أشد الإيذاء ، لكنهم صبروا وصابروا ، ودعوا إلي نصرة السنة بالقلم واللسان ، والسيف والسنان ، نذروا أنفسهم لنصرتها دعوة وجهادا ، وقاوموا أعدائها جماعات وفرادى ، ولم يخشوا في الله لومة لائم ، ولا صولة صائل ، ولا غضب سلطان ، متبع للبدع وأهلها ، فقهروا البدع المضلة ، واجتثوا شجرتها بمعاول السنة ، ولم يبالوا بعداوة من عادى ، وردوا على المبتدعة الضالين ، فبهتوهم بالأدلة القاطعة ، والبراهين الناصعة ، والحجج الدامغة ، وصنفوا في ذلك المصنفات المشهورة مثل السنة الإمام أحمد- رحمه الله- والسنة لابن أبي عاصم ، والسنة لحرب الكرماني ، والشريعة للآجري ، وأصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي ، والتوحيد لابن منده ، وخلق أفعال العباد للبخاري والرد على الجهمية والرد على المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي وغير ذلك من الكتب النافعة التي ألفها علماء السلف- رحمهم الله جميعا-

وعلى هذا المنوال سار الخلف الصالح إلى أن وصلت النوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وتلاميذه أمثال ابن القيم والمزي والذهبي وابن كثير وابن عبد الهادي وغيرهم من أنصار السنة وحماتها ، ثم صار الأمر في ظهور عقبه " اضمحلال إلى أن ظهرت دعوة الإمام المجدد المصلح / محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- فنصر السنة

وأهلها وعمل على إحيائها وإبانتها ، فوفقه الله إلى ذلك ، وعاضده بإمام مجاهد تقي ألا وهو الإمام محمد بن سعود - رحمه الله- فرفعت أعلام السنة ، بعد أن طمست ؛ وأحيت السنة بعد أن شارفت على الممات ، وسار أحقاد الإمامين - رحمهما الله- على هذا المنوال ناصرين للسنة ، ناشرين . لها في أقطار المعمورة ، حتى شملت جزيرة العرب ووصلت إلى الهند والسند ، وبلاد أفريقيا ، بل وأمريكا وأوربا ، وقد قيض الله لها- أي السنة- علماء مخلصين في هذا الزمان المتلاطم أمواجه بالفتن ، المزكى أوراه بالمحن ، فحفظ الله عز وجل بعلمهم دينه على العباد ، وأخرجهم . . بهم وبعلمهم من ظلمات الزيغ والضلالة ، إلى نور الهدى والرشاد ، أمما من الخلق لا يحصون ، وفئاما من الناس لا يعدون ،

وإن من هؤلاء العلماء بل مقدمهم وإمامهم سماحة الإمام الشيخ / عبد العزيز- رفع الله قدره- فهو أحد علمائنا الناصحين ، والدعاة الصادقين المخلصين ، الذين يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، كيف لا وهو المحب للسنة وأهلها ، العاض عليها بنواجذه ، الحامل للوائها ، المدافع عنها والمنافح من أجلها ، الناشر لعلومها ، المحيي لما اندرس من معالمها ، وذلك بالعلم والعمل والتعليم والتهذيب والتفقه فيها ، فلا غرو ولا عجب إذا وصف بأنه إمام أهل السنة ، وذلك لشدة تمسكه بها والذب عنها والاعتصام بها- بعد كتاب الله- ولعل أوضح

برهان ، وأجلى دليل ، ما كتبه سماحته- رعاه الله- من مؤلفات ورسائل قيمة عن السنة مثل وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة ، ووجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها ، ومثل السنة ومكانتها في التشريع ، بل كلماته ومحاضراته ودروسه وخطبة ، كلها تدور على الالتزام بالسنة والحرص عليها ، وتقديمها على أقوال الرجال وآرائهم ، وحتى يكون هذا الكلام مبنيا على الدليل والبرهان ، أورد لك هذه الرسالة من مؤلفات سماحته - حفظه الله- وهي بعنوان " السنة ومكانتها في الإسلام وفي أصول التشريع " لكي يكون ما ذكرته عنه أدعى للقبول ، وأقوى في الحجة ، وأوضح للمحجة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #180  
قديم 07-06-2004, 06:01 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

السنة ومكانتها في الإسلام وفي أصول التشريع

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، أما بعد :

فهذا بحث مهم يتعلق بالسنة وأنها الأصل الثاني من أصول الإسلام يجب الأخذ بها والاعتماد عليها إذا صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول :

من المعلوم عند جميع أهل العلم أن السنة هي الأصل الثاني من أصول الإسلام ، وأن مكانتها في الإسلام الصدارة بعد كتاب الله عز وجل ، فهي الأصل المعتمد بعد كتاب الله عز وجل بإجماع أهل العلم قاطبة ، وهي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة ، من جحدها أو أنكرها أو زعم أنه يجوز الإعراض عنها والاكتفاء بالقرآن فقط فقد ضل ضلالا بعيدا ، وكفر كفرا أكبر ، وارتد عن الإسلام بهذا المقال ، فإنه بهذا المقال وبهذا الاعتقاد يكون قد كذب الله ورسوله ، وأنكر ما أمر الله به ورسوله ، وجحد أصلا عظيما فرض الله الرجوع إليه والاعتماد عليه والأخذ به ، وأنكر إجماع أهل العلم عليه ، وكذب به ، وجحده ،

وقد أجمع علماء الإسلام على أن الأصول المجمع عليها ثلاثة : الأصل الأول : كتاب الله . والأصل الثاني : سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام . والأصل الثالث : إجماع أهل العلم .

وتنازع أهل العلم في أصول

فعلق الرحمة بطاعة الله ورسوله وقال سبحانه أيضا في سورة آل عمران : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ وقال سبحانه في سورة النساء : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا فأمر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله أمرا مستقلا وكرر الفعل في ذلك : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ثم قال : وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ولم يكرر الفعل لأن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله وإنما تجب في المعروف حيث كان ما أمروا به من طاعة الله ورسوله ومما لا يخالف أمر الله ورسوله ،

ثم بين أن العمدة في طاعة الله ورسوله فقال : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ولم يقل إلى أولي الأمر منكم بل قال : فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

فدل ذلك على أن الرد في مسائل النزاع والخلاف إنما يكون لله ولرسوله ، قال العلماء معنى إلى الله : الرد إلى كتاب الله ، ومعنى والرسول الرد إلى الرسول في حياته ، وإلى سنته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام .

فعلم بذلك أن سنته مستقلة وأنها أصل متبع ، وقال جل وعلا : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وقال سبحانه : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ وقبلها قوله جل وعلا . فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

فجعل الفلاح لمن اتبعه عليه الصلاة والسلام لأن السياق فيه عليه الصلاة والسلام فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فذكر أن الفلاح لهؤلاء المتبعين لنبي الله عليه الصلاة والسلام- دون غيرهم ، فدل ذلك على أن من أنكر سنته ولم يتبعه فإنه ليس بمفلح وليس من المفلحين ، ثم قال بعدها : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ يعني قل يا محمد : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ فعلق الهداية باتباعه عليه الصلاة والسلام فدل ذلك على وجوب طاعته ، واتباع ما جاء به من الكتاب والسنة- عليه الصلاة والسلام ،

وقال عز وجل في آيات أخرى : قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ وقال جل وعلا أيضا في هذه السورة سورة النور : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فأفرد طاعته وحدها بقوله : وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وقال في آخر السورة سورة النور : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فذكر جل وعلا أن المخالف لأمر النبي على خطر عظيم من أن تصيبه فتنة بالزيغ والشرك والضلال أو عذاب أليم ، نعوذ بالله من ذلك ،

وقال عز وجل في سورة الحشر : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ فهذه الآيات وما جاء في معناها كلها دالة على وجوب اتباعه وطاعته عليه الصلاة والسلام وأن الهداية والرحمة والسعادة والعاقبة الحميدة كلها في اتباعه وطاعته عليه الصلاة والسلام ، فمن أنكر ذلك فقد أنكر كتاب الله ، ومن قال إنه يتبع كتاب الله دون السنة فقد كذب وغلط وكفر ، فإن القرآن أمر باتباع الرسول ، فمن لم يتبعه فإنه لم يعمل بكتاب الله ولم يؤمن بكتاب الله ، ولم ينفذ كتاب الله ، إذ كتاب الله أمر بطاعة الرسول وأمر باتباعه ، وحذر من مخالفته عليه الصلاة والسلام ،

ولا يمكن أن يكون الإنسان متبعا للقرآن بدون اتباع السنة ، ولا يكون متبعا للسنة بدون اتباع القرآن فهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ، ومما جاء في السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما رواه الشيخان البخاري ومسلم رحمة الله عليهما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني

وفي صحيح البخاري رحمة الله عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى وهذا واضح في أن من عصاه فقد عصى الله ، ومن عصاه فقد أبى دخول الجنة

والعياذ بالله ، وفي المسند وأبي داود وصحيح الحاكم بإسناد جيد عن المقداد بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا وإنني أوتيت الكتاب ومثله معه والكتاب هو القرآن ، ومثله معه يعني ؛ السنة وهي الوحي الثاني : ألا يؤشك رجل شبعان يتكئ على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينهم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه وفي لفظ : يوشك رجل شبعان على أريكته يحدث بالأمر من أمري مما أمرت به ونهيت عنه يقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه اتبعناه ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

فالواجب على جميع الأمة أن تعظم سنة الرسول عليه الصلاة . والسلام ، وأن تعرف قدرها ، وأن تأخذ بها ، وتسعر عليها ، فهي الشارحة والمفسرة لكتاب الله عز وجل ، والدالة على ما قد يخفى من كتاب الله ، والمقيدة لما قد يطلق من كتاب الله ، والمخصصة لما قد يعم من كتاب الله ، ومن تدبر كتاب الله وتدبر السنة عرف ذلك ؛ لأن الله يقول جل وعلا : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فهو المبين للناس ما نزل إليهم عليه الصلاة والسلام ، فإذا كانت سنته غير معتبرة ولا يحتج بها فكيف يبين للناس دينهم

وكتاب ربهم ، هذا من أبطل الباطل فعلم ذلك أنه المبين لما قاله الله ، وأنه الشارح لما قد يخفى من كتاب الله ، وقال في آية أخرى في سورة النحل : وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لهم الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فبين جل وعلا أنه أنزل الكتاب عليه ليبين للناس ما اختلفوا فيه فإذا كانت سنته لا تبين للناس ولا تعتمد بطل هذا المعنى ، فهو سبحانه وتعالى بين أنه صلى الله عليه وسلم هو الذي يبين للناس ما نزل إليهم ، وأنه عليه الصلاة والسلام هو الذي يفصل النزاع بين الناس فيما اختلفوا فيه ، فدل ذلك على أن سنته لازمة الاتباع ، وواجبة الاتباع .

وليس هذا خاصا بأهل زمانه وصحابته رضي الله عنهم . بل هو لهم ولمن يجيء بعدهم إلى يوم القيامة فإن الشريعة شريعة لأهل زمانه ولمن يأتي بعد زمانه عليه الصلاة والسلام إلى يوم القيامة؟ فهو رسول الله إلى الناس عامة ، قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وقال سبحانه : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فهو رسول الله إلى جميع العالم الجن والإنس ، العرب والعجم ، الأغنياء والفقراء ، الحكام والمحكومين ، الرجال والنساء إلى يوم القيامة ، ليس بعده نبي ولا رسول بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م