مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة التنمية البشرية والتعليم
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-08-2007, 02:08 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
Lightbulb تنمية اللسان

تَنميةُ اللسانِ

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

قال الأخطلُ :

إنَّ الكلامَ لفي الفؤادِ و إنما *** جُعلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا

اللسانُ آلةُ التعبيرِ عمَّا في القلبِ ، بِهِ يُظهرُ الشخصُ مُراده و مقصدَه ، يَصِلُ المعنى المُرادُ إليه بعد تفهُّمِ العقلِ لما في القلبِ ، و اختلاف التعبيرِ بِه باختلافِ تبيُّنِ العقلِ له ، و تبيُّنُ العقلِ متفاوتٌ بقدرِ فهمه لمقصد القلب .

يرْغبُ كثيرٌ من الكَتَبَةِ و المُتكلِّمَةِ أن تكون أطروحاتهم ذات تميُّزٍ لُغويٍ ، و لكنْ لا يهتدي غالبُهم لطريقِ تنميةِ ذلك ، رغبةً في مشاركةِ الإنماءِ الذاتي ، و تطويرِ الطاقاتِ البشرية ، و حفظِ جوهرية اللسانِ كانت هذه الأكتوبةُ موجزةٌ ، تُبرزُ معالمَ الطريق ، مُهداةً لكلِّ صديقٍ .

[
تنبيهٌ : سأذكرُ ما أقدرُ عليه مِن كتُبٍ في مواضِعَ ليسْهُل الرجوعُ إليها ]

قِوامُ التنمية :

لتنمية اللسان ركائزُ هيَ قِوامُ بُنيانها :

أولها : بُنيةُ الكلام ، فإنَّ الكلامَ العربيَّ قائمٌ في بُنيتِه على أساسين :

الأول : بناءٌ صرْفيٌّ ، و هو ما يقصده النحاةُ و الصرْفيون من تأسيس بُنية الكلمة و ذكر أصلها و تحويلها حسْبَ الأحوال .
الثاني : بناءٌ إعرابي ، حيثُ مراعاة وضْعِ الكلمةِ في إعرابها ، حيثُ : الرفعُ و النصبُ و الخفضُ _ الجرُّ _ و الجزمُ ، و لكلٍّ علاماتها من حركةٍ أو حرْفٍ ، و يُذكرُ ذلك في أبواب النحوِ .

الاعتناءُ بالبُنيةِ الكلامية من هذه الجهةِ تأسيسٌ لصحةِ الكلمة ، و تدعيمٌ قوي لقاعدة اللسان ، حيثُ سلامةُ الكلمةِ من الخطأ البُنْيَوي ، تجدُ في بعضِ الكتاباتِ _ و التبعيضُ تكثيرٌ ، هنا _ مَن لا يُحسنُ ذكرَ أصلِ الكلمةِ صرفياً ، و يُخطيءُ الأكثرون في سَوقِها نحْوياً ، وباختلال البُنيةِ اختلالُ المعنى .

ثانيها : حليةُ الكلام ، لكلِّ بُنيةٍ حِلْيَةٌ ، و حليةُ الكلامِ جمالٌ أخاذٌ ، و سحرٌ جذَّاب ، يسلبُ لُبَّ القارئ ، و يسرقُ قلبَ السامع ، و الإبداعُ مرتَعٌ خَصْبٌ ، و مورِدٌ عذبٌ ، يشتكي في ظلمةِ ليله هجرَ الوُرَّاد ، و يُظمئُ نهارَ لفظه في مغازلةِ السُّهاد .

حِليةُ الكلامِ تنتظمُ :

أولاً : حليةٌ لفظيةٌ ، و هي المُحسِّناتُ اللفظيةُ في الكلام ، فجمالُ الكلمةِ في لفظةٍ حسنةٍ ، و عبارةٍ مُستحسنةٍ ، أجاد اللغاةُ في وضعها ، و حُليُّ اللفظِ أقسامٌ :
القسم الأول : الغريبُ ، فإنَّ لغريبِ اللغةِ رنةً ، تلفتُ النظرَ إليها ، و الغريبُ ما استغربَه الشخصُ لِجِدَّتِهِ عليه و جودتهِ في اللغة ، و لا يُنظر للغريبِ المُسْتَهجنِ _ لفظاً أو معنى _ فهو تقبيحٌ للحسنِ ، مذمومٌ عند اللغويين .
من الغريبِ المكتوبِ ما كان من ذكرِ ألفاظٍ تؤدي معنى واحداً ، كتبَ فيه : الهمذاني في " الألفاظ الكتابية " _ و تحقيقُ أميل يعقوب أجملُ لأنه تمَّمَ فصولَ الكتاب بالفائتِ معتمداً على " نُجعة الرائد " لليازجي _ ، و ابنُ مالكٍ في " الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة " .

القسم الثاني : الشعرُ ، فللشعرِ رونقاً في النثرِ ، و لا زال الناسُ يأذخهم الشعرُ و معناه ، و يسحرهم القريض و مبناه ، ومنثورِ حِكمِ الشعرٍ كثيرٌ جداً ، و شواهده أكثر .
و حيثُ كثرَ الشعراءُ ، و لزمت الكَتَبَةَ الحيرةُ فإن الانتقاءَ حسنٌ ، و قد كان مسلكاً جميلاً أخذ به أفذاذ العربية ، فانتَقَوا :
_ أشعاراً ، حِساناً ، مِن أجمعِ ما وقفتُ عليه : " مختاراتُ البارودي " في أربعِ مجلداتٍ ، و " مجمع الحكم و الأمثالِ " لأحمد قَبَّش .
- شعراءَ ، يأخذُ عقلَ بعضٍ شعراءَ بشعرهم ، لتوافُقٍ و انجذابٍ ، و لجودةٍ و انسياب ، لديَّ الشعراءُ السِّتة : أبو الطيِّبِ المتنبي ، الشريفُ الرضي ، ابنُ المعتزِّ ، صفيُّ الدين الحِلِّي ، أحمد شوقي ، محمود البارودي .

القسم الثالث : السَّجعُ ، سحرٌ حلالٌ ، نثرٌ أشبهُ بشعرٍ ، أفضلُه ما تساوتْ فِقَرُه ، و حُسنه في رصانةِ تركيبِهِ ، و سلامته من التكلف ، و خلوِّه من التَّكرارِ ، سلكه البلغاءُ و الأدباءُ ، سهلٌ لمن أكثر القراءة في كتاباتِهم ، و أدمن النظر في ألفاظ العربية .
حسنٌ قراءةُ : " المقامات " للحريري ، و كتبِ ابن الجوزي ، و غيرهما .

ثانياً : حليةٌ معنويةٌ ، تسري المعاني حيث المباني ، و كذا العكس ، فكما المعنى في بطنِ الشاعرِ ، فكذا النثرُ ، إذا ما حُلِّيَ اللفظُ بحليته المعنوية ، و حليةُ المعنى الكلامي في بلاغته ، و هي تجويدٌ معنويٌّ في تشييدٍ لفظي ، و البلاغةُ : معاني ، و بيانٌ ، و بديعٌ ، و لكلٍّ بَحثُها مطوَّلاً .

أملي بوضعٍ نقاطٍ على أحرفٍ ، على وِجازةٍ كما ذكرتُ ، و الحالُ الاختصارُ لطرْحٍ موسَّعٍ .

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق
2/7/1428
16/7/2007
الرياض

__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م