مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-12-2000, 12:06 AM
واحد من الناس واحد من الناس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 37
Post العلماء الرسميين !!

بعد أن مضى من الزمن والأحداث والاختبارات، ماكشف كثيرا من المستور، وشكك في بعض الموروثات، التي تلقاها الناس وكأنها مسلمات.

التمييز بين علماء رسميين وغير رسميين لم يكن واضحاً قبل أن تدخل الصحوة في مواجهة مع النظام والتي بدأت بشكل واضح منذ أزمة الخليج الثانية، وتصاعدت بعد ذلك في الخطوات الإصلاحية التي تلت أحداث تلك الأزمة. ثم بلغت ذروتها في الحملة الشرسة ضد العلماء والدعاة، التي شنها النظام قبل سنتين ومازالت قائمة إلى الآن.

ليس المقام هنا مقام تصنيف العلماء، لكنه استجماع للصورة التي تكونت إثر تلك المحنة والتجربة القاسية، ومن ثم مراجعة المواقف والنظرات تجاه العلماء الرسميين، وخاصة أولئك الذين كانوا يُصنفون إلى عهد قريب، وكأنهم جزء من كيان الصحوة والحركة الإصلاحية.

لا يجادل أحد بأن آل سعود يعتمدون بشكل كبير على مؤسسة دينية ضخمة تؤمّن لهم "الشرعية". ويُجمع كل آل سعود -حتى الملحدين منهم- على ضرورة هذه المؤسسة، لتأمين انقياد الشعب، الذي يشكل الدين جزءاً رئيسياً من تركيبته النفسية والثقافية. وأهم مكونات هذه المؤسسة الدينية، هي هيئة كبار العلماء، والقضاة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ورغم ضخامة هذه المؤسسة من حيث العدد، لكن قيمتها المعنوية مرتبطة بعدد قليل جداً من العلماء، منحوها ثقلها في الوقت الحاضر وحولوها إلى قوة فاعلة، ولولا الارتباط برمز أو رمزين من أولئك العلماء لتهاوت كل تلك المؤسسة وتهاوى ثقلها تماماً، وسبب ذلك أن الذين يشكلون هذه المؤسسة، سواء كانوا أعضاء في هيئة كبار العلماء أو قضاة أو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هؤلاء نوعين، الأول مغمور غير معروف وليس له تاريخ علمي أو دعوي يجعل منه صاحب ثقل ينتفع به النظام، والثاني مشهور ومعروف لكنه مفضوح في خيانته للدين ومُتفق على أنه يأكل بدينه ويبيع الفتاوى ويتاجر بعلمه الشرعي. ويبقى سوى أولئك شخص أو شخصان من المعروفين المشهورين بسعة معرفتهم بالعلوم الشرعية ونشاطهم العلمي والتدريسي، وفي نفس الوقت صلاحهم على المستوى المالي والسلوكي، ونجاتهم من مشكلة المتاجرة "مالياً" بالفتاوى والمواقف الدينية.

قبل أن تبدأ مواجهة الصحوة مع النظام، وقبل أن يدخل العلماء في اختبار "تغيير المنكر" كان قد سطع نجم هؤلاء للسببين المذكورين سابقاً، ولسبب آخر هو غياب المواجهة بين الإسلام والنظام مما جعل المقياس محدوداً على الصلاح الشخصي والأمانة المالية ودرجة الزهد والتنسك، أما اختيار العلماء على قدر مواجهتهم للظلم وصدعهم بالحق وإنكارهم للمنكر، فلم يكن ذلك الميدان قد فتح بعد، ولذا فاز نفر قليل من العلماء الرسميين بالقبول لدى الناس، وكسبوا مصداقية كبيرة.

جاءت أزمة الخليج وكان الاختبار الأول فانكشف العلماء الرسميون لأول وهلة ولم يقل واحد منهم كلمة الحق، بل لقد تجاوز بعضهم الفتوى بجواز الاستعانة بالكفار إلى جعلها واجبة ومن ثَم آثم من لم يقم بها. وحين تحرك الدعاة والعلماء ينتقدون الأوضاع الخاطئة سعياً لتغيير المنكر بلسانهم وقياماً بواجب البلاغ والصدع بالحق الذي تخلف عنه أولئك الرسميون، حدث تطور آخر، حيث تَشكّل بأمر ملكي لجنة خماسية يرأسها الشيخ بن باز. مهمة هذه اللجنة تأديب أولئك الدعاة وفصلهم عن الخطابة ومنعهم من تأدية الواجب الشرعي، وتقوم هذه اللجنة بدراسة القوائم التي تقدمها لها وزارة الداخلية والتقارير التي يعدها جهاز المباحث، ثم تقرر من خلال ذلك أن فلاناً يجب إيقافه عن الخطابة أو التدريس، وفلاناً يجب فصله تماماً، وفلاناً يجب تنبيهه. وإذا قُدمت القوائم لهذه اللجنة فقلما ينجو منها أحد فالجميع يوقف أو يفصل، وعلى يد هذه اللجنة ُفصل عشرات بل وربما مئات من الخطباء والدعاة. وفي حين كانت فتوى الهيئة بإضفاء الشرعية على احتلال الكفار لجزيرة العرب دعماً شرعياً دون حدود للنظام، فقد كان تشكيل اللجنة الخماسية المرة الأولى التي ينكشف فيها كون هذه المؤسسة جزء من النظام. لقد ظن الكثير من الدعاة والمصلحين أن هذه التطور دخيل على أعضاء هذه المؤسسة والحقيقة هي غير ذلك، فلم يكن هناك تغير في سياسة وتفكير أولئك العلماء وكل الذي حصل أنهم أصبحوا في الواجهة مع النظام فانكشف الدور بعد أن كان لا مواجهة.

بعد ذلك أخذت مواجهة الدعوة من قبل هذه المؤسسة الدينية شكلاً سياسياً مفضوحاً حين أصدرت هيئة كبار العلماء بياناً ضد خطاب المطالب، وتحولت إلى مُدافع عن النظام ضد الدعاة والمصلحين، وكذلك ضد الشعب كله الذي دعم هذه المطالب. ولم يكن بيان الهيئة ضد خطاب المطالب زلة أو هفوة بل كانت عملاً مؤسساً مقصوداً، وثبت ذلك حين تكرر ذلك الموقف في بيان الهيئة ضد مذكرة النصيحة، ذلك البيان الذي احتوى من العبارات ما لا يقبلها حتى المسلم العامي، لأنه تهجم على النيات والمقاصد واتهم مُعدي المذكرة بسوء النية وقصد التخريب. ثم عادت الهيئة وكررت العملية في بيانها ضد لجنة الدفاع، توطئة للحملة الأمنية التي شنت ضد اللجنة.

بعد ذلك جاءت مرحلة المواجهة الحقيقة والشاملة مع الدعوة والمصلحين وعلماء الحق، حيث سخّرت الهيئة مظلتها وخاصة الشيخ عبدالعزيز بن باز لاعتقال الشيخين سلمان وسفر، في خطاب طويل، استخدمه النظام علناً في تبرير اعتقال الشيخين وشن الحملة الضخمة على المصلحين والدعاة.

ومنذ أن اعْتُقل الصفوة من العلماء وازدادت حملة القمع والاعتقال وأُعلنت الحرب المكشوفة على الدعوة والهيئة لاتزال في ولائها المطلق وطاعتها التامة للنظام، وتكرر الموقف تلو الموقف في التفاني في تزكية النظام والدفاع عنه واتهام كل من يسعى لإنكار المنكر بإثارة الفتنة والبلبلة، بل وأبعد من ذلك التبرع بمجموعة من الفتاوى في وصف أعمال أخرى بالفساد في الأرض وضرورة تطبيق حد الحرابة على فاعليها.

إن إدراك هذه القضية وتصورها على الوجه الصحيح ضروري جداً لسلامة مسيرة الصحوة، وهناك فرق كبير بين أن يُعتبر هؤلاء العلماء جزء من كيان الصحوة ودعاة الإصلاح وعلماء الدعوة، أو أن يُعتبروا جزءاً من النظام بل ركناً من أركانه وأكثر أهمية له من جهاز المباحث وجهاز الإعلام.

إن مهمة العالم في الإسلام ليست مجرد صلاحه الشخصي ونزاهته المالية، بل إن مهمته هي التوقيع عن الله، وحمل أمانة العلم ووراثة النبوة، والعالم يقترف جريمة عظيمة لمجرد قعوده عن واجب البلاغ وكتمان العلم قال تعالى «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أولئك يعلنهم الله ويلعنهم اللاعنون».

ولا يسلم العالم من هذه اللعنة -لعنة الكتمان- إلا إذا أدى ماجاء في الآية التي تتلوها «إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم».

وكتمان العلم ليس هو كتمان الكتاب والسنة فلا أحد يستطيع كتمان الكتاب والسنة، لكنه عدم إنزالها على الوجه الصحيح، في النوازل التي يستوجب على العالم إنزال النصوص عليها. هذه الجريمة العظيمة إذا اكتفى بالكتمان فقط، فكيف إذا خان الأمانة، وكذب على الله حين يبلغ عنه غير ما أراد سبحانه في كتابه وسنة رسوله. فهؤلاء هم المقصودون بقول الله تعالى «واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ».

هذه هي الطريقة التي وصف القرآن بها العلماء وميز بها من يقوم بواجب البلاغ أو يكتم البلاغ وأشد من ذلك من يكذب على الله ويخون الأمانة.

والحديث هنا ليس في مقام نصح وتذكير أولئك العلماء ولو أن نصحهم وتذكيرهم واجب مهما عظمت جريمتهم، لكنه حديث موجه لشباب الدعوة، وكل المنتمين لمسيرة الإصلاح أن يعرفوا رجالهم.

إن تراكم الشهرة والسمعة الحسنة لبعض العلماء الذي اجتمع قبل أن يبدأ الاختبار الحقيقي ينبغي أن لا يحرفنا عن الطريقة القرآنية في معرفة العلماء المتبوعين المطاعين. وليس المطلوب هنا تجريم فلان أو سب فلان أو لعن فلان، لكن المطلوب هو أن لايخدع شباب الإسلام نفسه ويستمر في التعامل مع أولئك العلماء وكأنهم قيادات إصلاحية ورؤوس في إنكار المنكر.

إن توقير شخص معين لعلمه أو لسنه أو لجهد بذله في يوم من الأيام، لايعني أبداً وضعه في موضع القيادة والاتباع واللجوء عند النوازل، بل الأولى الرجوع إلى القرآن والسنة وتعلم طريقة التعامل مع العلماء على ما ورد في القرآن والسنة، ومعرفة العلماء الحقيقيين الذين تستفتيهم الأمة وتنزل عند اختياراتهم.

ما نقل عن الشيخ بن عثيمين في جريدة المسملون وما نقل عن الشيخ بن باز في الصحافة السعودية، مما تناوله مقالي "الإصلاح" يمثلان نموذج الانكشاف لهذه المجموعة، وهي فرصة لمن يريد التقييم على الطريقة القرآنية والنهج المحمدي. والقريبون من الشيخين يلاحظون التزامهما على المستوى الشخصي من حيث العبادة والاستقامة ومن حيث النزاهة المالية والزهد، ويلاحظون كذلك سعة علمهما الشرعي وقدراتهما في التدريس والتعليم، لكنهم يلاحظون كذلك ما عنيناه في كلامنا السابق من مشكلة كبيرة في القضية الأهم وهي حقيقة قيامهم بواجب البلاغ.

نحن نتمنى على الشيخين بن باز والشيخ بن عثيمين أن يتوبا إلى الله ويصلحا ويبينا بمعنى أن يعترفا بما كان مخالفاً من كلامهما للشرع وينبها الأمة على هذا الخطأ كما جاء في هدي القرآن. ونتمنىأن يتحول الشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين إلى صادعين بالحق، مُواجهين للظلم، مُحاربين للطغيان، داعمين لكل راية دعوة وإصلاح.

غير أن الأهم هو أن يدرك شباب الصحوة والمنتمين لمسيرة الاصلاح حقيقة العالم العامل، الداعي لعلمه، الصابر على الأذى فيه، المجاهد في سبيله. وحقيقة العالم الذي كتم ما علمه الله، بل كذب على الله ورسوله وخان الأمانة.

لقد مضى من الزمن ما يكفي للاختبار، ولقد أثبتت الأيام أن هيئة كبار العلماء وكل المنتسبين لها لم يقفوا ولا موقفاً واحداً مع الدعوة وضد الظلم. ولقد سُجلت كل مواقفهم مع الظلم والطغيان وضد الدعوة، وأنه لمن الحمق وسوء التصرف أن يلجأ المرء لعدوه من أجل أن يحميه.

إن مشكلة أعضاء المؤسسة الدينية ليست مجرد العجز، فالعاجز بإمكانه أن يعترف بعجزه ويقول "أنا عاجز" ويستقيل ويخرج منها كفافاً، لكن أحداً منهم لم يعمل ذلك، ولو عمله لصنع خيراً كثيراً، لكن مشكلتهم هي الوقوف بثقل وجدية ونشاط مع الباطل وتأييده بالكلمة والموقف والفتوى والدفاع عنه بما يُستطاع.

هذا الحديث ليس المراد منه أن يقال أن فلان صالح، وفلان من أهل الجنة وفلان من أهل النار، فالله أعلم بقلوب الناس ومقاصدهم ونياتهم وأعمالهم وخواتيمهم، لكن المقصود هو الجانب العملي في القضية ومن هو العالم المتبوع، وكأننا في هذا الاستعراض قد علمنا حقيقة العالم المتبوع، وهل يستحق أعضاء هيئة كبار العلماء هذه الصفة أم لا.

نسأل الله أن يبصرنا جميعاً بأنفسنا وبعلماءنا ويعرفنا بحالنا وأوضاعنا على الوجه الصحيح، ويلهمنا الصواب في القول والعمل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م