تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عنوانها الرئيسي الملجأ الضخم الذي يجري بناؤه في جبال القدس، والمعد لأعلى المستويات القيادية في إسرائيل، في حال تعرضها لهجوم نووي.
وكتبت الصحيفة أن أعلى المستويات القيادية في إسرائيل وضعت مؤخراً حجر الأساس لأحد أضخم المشاريع التي يتم بناؤها في البلاد، والتي تصل تكلفته إلى ملياردات الشواقل. والحديث هو عن نفق في جبال القدس، يؤدي إلى قاعات ضخمة، يتم بناء مقرات قيادية في داخلها، بحيث تتواصل القيادة في حال تعرض إسرائيل لهجوم نووي.
وجاء أن الخندق/الملجأ العملاق يشتمل على مقرات قيادية عسكرية، علاوة على مكاتب كبار المسؤولين وكبار الموظفين، حيث يلجأ إلى الخندق المذكور رئيس الحكومة والمنتخبين لمواصلة القيادة بعد التعرض لهجوم نووي.
وتضيف الصحيفة أنه قد تم وضع حراس على مدخل النفق الذي جرى حفره في داخل الجبل، حيث يستغرق السفر بداخله أكثر من 10 دقائق. ويصل عرضه إلى 10 أمتار، بحيث يتاح لشاحنتين في الوقت نفسه بالسفر باتجاهات متعاكسة.
وتتابع الصحيفة أنه على عمق كيلومترين في داخل الجبل هناك عدد من القاعات الضخمة التي يصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار. ومن المخطط أن يتم بناء غرف في هذه القاعات تتسع لمئات الأشخاص، بالإضافة إلى بناء مقر قيادة عسكري- سياسي.
كما تشير الصحيفة إلى أن جميع العاملين في المكان هم من اليهود، الذي تم إخضاعهم لعملية فحص أمني. وتقوم 4 شركات كبيرة ومعروفة في البلاد والعالم بأعمال البناء.
وبحسب الصحيفة فإن الموقع المذكور سوف يتم ربطه، بواسطة ممر تحت الأرض، بمكتب رئيس الحكومة الجديد الذي يتم بناؤه في "كريات هممشلاه".
تجدر الإشارة إلى أن المشروع المذكور قد طرح بداية خلال فترة ولاية حكومة براك. ويعتبر براك، بوصفه وزير الأمن اليوم، المسؤول عن المشروع، الذي يتوقع الانتهاء منه في العام 2011.
وتتابع الصحيفة أن المشروع المذكور يثير مشاكل اقتصادية وأخلاقية، يقف على رأسها: من سيكون ضمن القائمة التي سيخصص لأفرادها مكان، وهل ستشمل أبناء عائلاتهم، وكيف سيتم التعامل مع المتسللين في حال وقوع هجوم..
وفي المقابل، فإن منظمات البيئة (الخضر) توجه الانتقادات بسبب الأضرار البيئية التي وقعت بسبب المشروع، وخاصة أنه يقام في وسط محمية طبيعية. وتشير الصحيفة إلى أن كتاباً جديداً قد صدر مؤخراً تحت عنوان "نهاية الطريق" يتناول رفض الادعاءات بشأن تنفيذ المشروع بموجب قوانين التخطيط، وذلك لأسباب أمنية.
وفي تساؤلها عن مصير هذا المشروع، تشير الصحيفة في نهاية التقرير إلى أنه في منتصف سنوات الخمسينيات قامت إسرائيل ببناء محطة طاقة تحت الأرض في تل أبيب، تحسباً لإمكانية ضرب محطات الطاقة العاملة خلال الحرب. وتم وضع طوربينات (مولدات) في نفق سري جرى حفره تحت تلة "الشيخ مؤنس"، إلا أنه لم يتم تفعيلها مطلقاً، وتحولت لاحقاً إلى متحف.!!!