مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الصحة والعلوم
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-06-2005, 08:39 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي خاصيات الإنسان

خاصيات الإنسان
الغرائز والحاجات العضوية والتفكير
(ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)

الإنسان مادة، وقد أودع الله فيه الروح، سر الحياة، فأوجدت فيه طاقة حيوية تتمثل في الخاصيات التالية: الغرائز والحاجات العضوية، والتفكير.

الغرائز
الغرائز خاصيات في الإنسان تدفعه لأن يميل إلى أشياء وأعمال، أو لأن يحجم عن أشياء وأعمال وذلك من أجل أن يشبع أمراً داخله.
وقد اختلف الباحثون والعلماء في عدد هذه الغرائز، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى عدم وقوع الحواس على واقع هذه الغرائز، وإلى عدم إدراك العقل هذا الواقع مباشرة، وقد اعتبروا مظاهر الغرائز غرائز، فنتج عندهم غرائز عديدة، كغريزة الخوف وغريزة الميل الجنسي وغريزة العطف، وغريزة التملك، وغريزة التقديس، وغريزة حب الاستطلاع , و ... و... و... .
وبعد استقراء هذه المظاهر التي اعتبروها غرائز، وجد أن هذه المظاهر تنتظم في ثلاث مجموعات، وأن كل مجموعة تنتمي إلى غريزة.

النوع الأول من هذه المجموعات الثلاث، وهي مظاهر الخوف وحب التملك وحب الاستطلاع، وحب الوطن، وحب القوم، وحب السيادة، وحب السيطرة وغيرها، ترجع كلها إلى غريزة البقاء لأن هذه المظاهر تؤدي إلى أعمال تخدم بقاء الإنسان كفرد.
والنوع الثاني من هذه المظاهر، كالميل الجنسي، والأمومة، والأبوة، وحب الأبناء والعطف على الإنسان والميل لمساعدة المحتاجين، وغيرها، ترجع إلى غريزة النوع، لأن هذه المظاهر تؤدي إلى أعمال تخدم بقاء النوع الإنساني كنوع وليس كفرد.
والنوع الثالث من هذه المظاهر كالميل لاحترام الأبطال والميل لعبادة الله، والشعور بالنقص والعجز والاحتياج وغيرها، ترجع إلى غريزة التدين، لأن هذه المظاهر تدفع الإنسان إلى البحث عن خالق قادر كامل، لا يستند في وجوده إلى شيء، وتستند المخلوقات في وجودها إليه.
فالغريزة خاصية فطرية موجودة في الإنسان من أجل المحافظة على بقاءه، ومن أجل المحافظة على نوعه، ومن أجل أن يهتدي بها إلى وجود الخالق، وهذه الغريزة لا يقع الحس عليها مباشرة، وإنما يدرك العقل وجودها بإدراكه مظاهرها.

لقد خلق الله الخاصيات، وألهم الإنسان أو الحيوان استعمالها، قال تعالى على لسان موسى في رده على فرعون : (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) أي وضع في كل شيء خاصياته وهداه بواسطة هذه الخاصيات إلى القيام بأعمال يشبع بها جوعاته من غرائز وحاجات عضوية، وقد فسر بعضهم هذه الآية : إن الله خلق لكل حيوان ذكر حيواناً أنثى من جنسه وألهمه كيفية النكاح، ففسروا كلمة (خلقه) أي مثله في الخلق. والمعنى الأول أعم، وتحتمله ألفاظ النص، فهو أصح لأن الآية مصدرة بلفظ كل شيء، وكل شيء لفظ عام يشمل كل مخلوق. قال تعالى : (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً) ، أي أعطاها خاصية تمكنها من بناء خلاياها في الجبال.
وقد أشار الله إلى بعض مظاهر هذه الغرائز، قال تعالى : (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون) فخلق الله للإنسان أشياء، ومنها الأنعام من أجل أن يتملكها ليشبع حب التملك الذي هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء.
وقال تعالى مخاطباً إبراهيم عليه السلام : (قال إني جاعلك في الأرض إماما، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) فحب إبراهيم لذريته وهو مظهر من مظاهر غريزة النوع، جعله يسأل الله سبحانه الإمامة لذريته، وذلك ليشبع غريزة النوع التي فطر عليها، فرد عليه رب العالمين : (لا ينال عهدي الظالمين) مبيناً أن الإمامة ستكون لذريته الصالحين، ولن يشمل هذا العهد الظالمين منهم.
وقال تعالى في سورة يوسف : (ولقد همَّت به وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه) فالميل الجنسي وهو مظهر من مظاهر غريزة النوع موجود عند زوجة العزيز، فهمَّت بيوسف بدافع من هذا الميل لتشبع غريزة النوع، وهذا المظهر موجود أيضاً عند يوسف ولكنه لم يتصرف تصرفها لأن الله سبحانه وتعالى أراه ما منعه من هذا الهمّ، فكلمة (لولا) أداة امتناع لوجود، فقد امتنع يوسف عن الهمّ بها بسبب رؤيته برهان ربه، فيكون معنى الآية، لولا أن رأى يوسف برهان ربه لهمَّ بزوجة العزيز نتيجة ميله الجنسي إليها، ولكنه لم يهمَّ بها لأنه رأى من الله ما منعه من الهمّ بها .
وقال تعالى : (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه) وقال : (إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً) فالإنابة إلى الله، والخوف من عذابه من مظاهر غريزة التدين.

والغرائز الثلاث موجودة في الإنسان، ولا يمكن القضاء عليها، ولا أن يسلبها الإنسان من الإنسان، ولكن بعض مظاهر الغريزة الواحدة يمكن كبتها أو محوها وإحلال أحدها محل الآخر، فيمكن أن يحل حب الزوجة محل حب الأم، وحب السيادة محل حب التملك وتقديس البشر والأصنام محل عبادة الله، ولكن لا يمكن محو الغريزة كلها واستئصالها من الإنسان، لأن الغريزة جزء من ماهية الإنسان، بينما المظهر الغريزي ليس جزءاً من ماهية الإنسان.
أما كيف يدرك الإنسان انتماء مظهر من المظاهر إلى غريزة من الغرائز، فإنه يدرس واقع المظهر، فإن كان المظهر ميلاً أو إحجاماً ينتج عنه عمل يخدم بقاء الإنسان ذاته، فإن هذا المظهر ينتمي لغريزة البقاء، كالخوف والشجاعة، والبخل وغيرها، وإن كان المظهر ينتج عنه عمل يخدم بقاء النوع الإنساني كان هذا المظهر ينتمي لغريزة النوع كالحنان والعطف والميل الجنسي وغيرها.
وإن كان ينتج عن المظهر عمل يخدم شعور الإنسان بالعجز وبحاجته إلى الخالق، كان هذا المظهر ينتمي لغريزة التدين، كالخوف من اليوم الآخر، وكالميل لاحترام الأقوياء، وكالإعجاب بنظام الكون وغيرها.
فالمظهر غير العمل، فالميل للتملك غير التملك، لأن الميل للتملك شعور في نفس الإنسان تجاه الأشياء لضمها إليه وحيازتها، بينما التملك هو القيام بالعمل. كشراء سيارة أو سرقة مال، فالمظهر لا يشبع الغريزة، وإنما العمل الذي يدفع إليه المظهر هو الذي يشبع الغريزة أو يحقق جزءاً من الإشباع ... فالميل لإرضاء الله غير العبادة، لأن العبادة تشبع غريزة التدين، بينما مجرد الميل لا إشباع منه ... والميل الجنسي لا يشبع غريزة النوع، بينما جماع الرجل المرأة يشبع بعض هذه الغريزة، وإن تكرر هذا الجماع بينهما دون إنجاب أطفال، أصبح هذا العمل غير مشبع للغريزة من جهة هذا المظهر، لأن الأصل في العمل الناتج عن المظهر أن يخدم الغريزة التي ينتمي إليها هذا المظهر... فالجماع دون إنجاب لا يتحقق فيه الإشباع الكامل، لأنه لا يؤدي إلى استمرار بقاء النوع الإنساني، فلا يخدم غريزة النوع.
والمظاهر قنوات جاذبة لما يشبع الإنسان من خارج الإنسان، فغريزة البقاء مثلاً، موجودة للمحافظة على بقاء الإنسان بفرديته، وهي تتطلب إشباعاً من خارج الإنسان عبر هذه القنوات المتمثلة في مظاهر غريزة البقاء (كالميل للتملك، والسيادة والسيطرة والشجاعة وغيرها) من أجل جذب الأشياء اللازمة لإشباع هذه الغريزة.
هذه الغرائز، وما يتفرع عنها من مظاهر تتفاوت قوة وضعفاً بين إنسان وآخر، وتتفاوت قوة وضعفاً في الفرد نفسه، وتتفاوت قوة وضعفاً تبعاً لنوعية المثيرات الخارجية لها، وتبعاً للعمر الذي وصل إليه الإنسان.
فنجد إنساناً ممتلئاً حيوية يريد أن يشبع غرائزه الثلاث القوية عنده بنهم، ونجد إنساناً آخر في سنه كسولاً ضعيفاً يكتفي بالقليل القليل لإشباع هذه الغرائز الضعيفة عنده، ومن جهة أخرى نجد إنساناً منصرفاً ليشبع غريزة البقاء القوية لديه أو غريزة النوع، وغير مهتم لإشباع غريزة التدين ... أو نلاحظ أن حنان الأم والتعلق بها يصرف شخصاً عن الميل الجنسي وحبه لزوجته أو بالعكس ... ونلاحظ أن الميل الجنسي غالباً ما يكون قوياً في سن الشباب، ثم يبدأ بالضعف في سن الشيخوخة .. وأن الانصراف إلى العبادة والخوف من الآخرة غالباً ما يكون أشد في سن الشيخوخة منه في سن الشباب.
هذا التفاوت في الغرائز بين الناس، جعل بعضهم يقدم على القيام بأعمال لا يقدم عليها بعضهم الآخر، إما بسبب القوة والضعف في الغرائز وإما بسبب التفاوت بين المثيرات .. مما جعل أحكام الناس على الأفعال والأشياء التي لها علاقة بإشباع غرائزهم تختلف وتتفاوت وتتناقض وتتأثر بالبيئة أي بالمثيرات الخارجية ... وقد أدى ذلك إلى تنوع في الإشباعات، منها الإشباع الصحيح وهو قيام الشخص بعمل لإشباع غريزة بشيء هو محل لإشباعها، وبالطريقة التي حددها النظام الصحيح لهذا الإشباع، فإتيان المرأة بعقد صحيح يكون إشباعاً للميل الجنسي وهو إشباع صحيح لغريزة النوع، لأن المرأة وهي المثير الخارجي للميل الجنسي، هي المحل الذي خلقه الله ليشبع الرجل هذا الميل فيه، ونظم العمل لإشباع هذا الميل بالزواج.
وأما إن أتى الرجل امرأة لا تحل له، أو أتاها بدون زواج، كان إشباعه للميل الجنسي خاطئاً، لأنه إشباع مخالف للنظام الصحيح وإن كان في محل الإشباع. وإن أتى الرجل بهيمة أو ذكراً مثله، كان إشباع الميل الجنسي شاذاً لأنه إشباع للغريزة في غير محل إشباعها، وفي نفس الوقت إشباع مخالف للنظام الصحيح للإشباع.
وإشباع غريزة التدين بأمر الله للإنسان بعمل معين كالصلاة مثلاً هو إشباع صحيح، وأما عبادة الله بما لم يأمر به كدوران الإنسان حول نفسه فهو إشباع خاطئ، وإن كان قصد العابد إرضاء الله .
وأما عبادة الأصنام باعتبارها آلهة فإنه إشباع شاذ، لأنها ليست محلاً لإشباع غريزة التدين، لأنها لا تشبع الشعور بالنقص والعجز الموجود عند الإنسان، ولأنها – أي الأصنام – أكثر عجزاً من الإنسان.
وإشباع غريزة البقاء بما أمر الله به من أعمال كالتملك بالشراء، إشباع صحيح، وإشباعها بالسرقة لأموال الآخرين إشباع خاطئ لأن السرقة حرمها الشرع، وأما إشباع غريزة البقاء من قبل المسلم عن طريق التجارة مثلاً ليتملك خمراً أو خنزيراً فهو إشباع شاذ لأن هذه الأشياء المحرمة لا قيمة لها في الإسلام، ولا يجوز امتلاكها. فهي ليست محلاً للإشباع.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 04-06-2005, 12:22 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي الحاجات العضوية






الحاجات العضوية

(الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)



الإنسان مادة، وفي الإنسان طاقة حيوية تتمثل في الغرائز والحاجات العضوية والتفكير، وتظل هذه الخاصيات في الإنسان ما دام على قيد الحياة، وتزول بموته.

تحدثنا عن الغرائز الثلاث ومظاهرها، وأما الحاجات العضوية، فالحديث عنها بحاجة للحديث عن الجسد البشري، أي عن المادة التي يتكون منها جسم الإنسان.

يتكون الجسد البشري المحسوس الملموس من خلايا متعددة الأشكال والألوان والوظائف، ويبلغ عددها أكثر من 200 ألف مليون خلية، وكل خلية تتكون من غشاء أو جدار يضم داخله مادة هلامية هي السيتوبلازم الذي تتوسطه النواة المكونة من كروموسومات (صبغيات) عددها 46 كروموسوم فقط، لا تنقص ولا تزيد إلا في الحيوان المنوي للرجل والبويضة للمرأة.

وتركيب جسم الإنسان لا يختلف فيه فرد عن فرد من ناحية تركيبه العضوي والوظيفي مهما اختلف لونه أو حجمه أو مظهره، فالكل له رأس وقلب ومعدة وأطراف وبقية الأعضاء، وأعضاؤه تتكون من نفس الخلايا الموصوفة سابقاً، والكل يتناول الطعام ويتنفس الهواء، والكل ينام ويتحرك ويتخلص من الفضلات بنفس الطريقة.

وخاصية احتياج جسم الإنسان لأمور معينة، وطلب الإنسان لهذه الأمور، هي خاصية أودعها الله في الإنسان، وهي ما يسمى بالحاجات العضوية، وهذه الحاجات تتطلب إشباعاً، ومن أجل إشباعها يحتاج الإنسان إلى أوضاع وأشياء وأعمال معينة. فمن هذه الأوضاع التي يحتاجها جسم الإنسان النوم والراحة، ودرجة الحرارة المناسبة، والضغط الجوي المناسب. من هذه الأشياء التي يحتاجها الإنسان الطعام والشراب والهواء ومن الأفعال التنفس والأكل والتغوط.

هذه الحاجات العضوية إن لم يتوفر أي منها للجسم الإنساني الحي تعرض للهلاك.

وهذه الأوضاع وهذه الأشياء تتطلبها أعضاء الجسم من أجل أن تقوم بوظائفها، فبمجرد نقص الماء اللازم في الجسم، ترسل الأعضاء إحساسها بهذا النقص، فيندفع الإنسان للبحث عن حاجته إلى الماء، لسد هذا النقص، فإن لم يجد الماء قاوم الإنسان هذه الحاجة بما لديه من ماء، فإن نفد ما لديه من ماء احتياطي في بقية أعضائه تعرض الجسم للهلاك حتماً.

وهكذا بقية الحاجات من طعام وهواء ونوم .

وقد تكون الحاجة تخلص الجسم من الفضلات الضارة به، كالعرق والغائط، وثاني أكسيد الكربون.

ورغم أن وجود هذه الحاجات العضوية مدرك للإنسان، فقد أشار إليها تعالى في القرآن الكريم، قال تعالى: (ومن آياته منامكم في الليل والنهار) ، وقال في بيان أن الرسول واحد من البشر : (ما هذا إلا بشر يأكل مما تأكلون منه، ويشرب مما تشربون) .

وقد أباح الله للإنسان أن يأكل مما حرمه عليه من الأطعمة من أجل إشباع الحاجة العضوية حين يتعرض للهلاك، قال تعالى : (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) ، ولم يقطع عمر بن الخطاب يد السارق في عام الرمادة لأنه سرق من حاجة ومن أجل أن يشبع حاجته العضوية.




الغرائز والحاجات العضوية

أوجه الشبه والاختلاف والعلاقة بينهما



الغرائز والحاجات العضوية تتشابه في أنها خاصيات فطرية في الإنسان، كخاصية السيولة في الماء، والاحتراق في النار، لا يستطيع أحد أن يسلبها إلا رب العالمين.



وتختلف الغرائز والحاجات العضوية من وجهين:



الوجه الأول : إن إشباع الحاجات العضوية حتمي، فإن لم تشبع تعرض الإنسان للهلاك، فإن لم يأكل أو لم ينم، أو لم يتنفس، أو لم ... كان مصيره الهلاك.

وأما الغرائز فإن إشباعها غير حتمي، وإن عدم إشباعها لا يؤدي إلى الهلاك، وإنما يؤدي فقط إلى الاضطراب والقلق والشقاء، فإن لم يشبع الإنسان غريزة التدين أو غريزة البقاء أو غريزة النوع لا يهلك ولكنه يشعر بالقلق والضيق والاضطراب، وهذا الشعور جلي وواضح عند الزوجين اللذين لا ينجبان أطفالاً بسبب عقم أحدهما أو كليهما.

والوجه الثاني : إن الحاجات العضوية تثار من الداخل، فالإنسان يحس بأنه بحاجة إلى الأكل أو الشرب إذا جاع أو عطش بسبب حاجة أعضائه للمواد المتحللة من الطعام والماء، ويحس بأنه بحاجة للنوم أو للراحة إن سهر أو تعب كثيراً، ولا تستطيع أعضاؤه أن تقوم بوظائفها إن لم ينم أو لم يسترح، فأي نقص في الحاجات العضوية من أوضاع وأشياء يحس به الإنسان من داخل الجسم وإن لم تقع حواسه على الأشياء التي تشبع هذه الحاجات.

أما كيف يحس الإنسان بحاجة أعضائه إلى الأوضاع والأشياء، فإن النقص في هذه الحاجات العضوية يبدأ بتأثر بعض الخلايا المنتشرة في كافة أنحاء الجسم، ومن ثم ينتقل هذا التأثير بواسطة الأعصاب إلى مراكز معينة في الدماغ، حيث يقوم الدماغ بربطها بالمعلومات السابقة عن هذه الإحساسات وعن الحاجات التي تشبعها، فيندفع الإنسان للتصرف من أجل إشباعها.

وأما الغرائز فإنها تثار من خارج جسم الإنسان، فإن رأى مالاً كثيراً، ثار لديه حب التملك الصادر عن غريزة البقاء، وإن رأى ميتاً ثار عنده التفكير في عجزه وهو من مظاهر غريزة التدين، وإن رأى امرأة جميلة ثار لديه الميل الجنسي وهو مظهر من مظاهر غريزة النوع، وقد تثار الغرائز عن طريق التفكير في الأشياء المثيرة عادة للغرائز، فتصور هذه الأشياء المثيرة واستحضارها في الذهن يثير الغرائز، لأن الإنسان أحسها سابقاً فأثارت غرائزه.

وهناك علاقة بين الحاجات العضوية وغريزة البقاء باعتبار أن الأشياء التي تسد الحاجات العضوية عند الإنسان تخدم بقاءه على قيد الحياة، فالطعام والشراب، والتنفس والنوم والتغوط والتعرق تحافظ على بقاء الإنسان، فهي حاجات تلزم للجسم ليقوم بوظائفه الطبيعية، ولكنها أيضاً لازمة له ليبقى على قيد الحياة. فالميل إلى تملك الطعام، أو الميل لأكله مظهر من مظاهر غريزة البقاء، لأن هذا الميل قد يوجد لدى الإنسان مع أن أعضاءه ليست بحاجة إلى الطعام، وإنما لوجود معلومات سابقة عن لذة هذا الطعام وعن إشباعه للحاجة العضوية. فإن كانت الإثارة آتية من خارج الإنسان فقط دون أن تكون أعضاء الجسم بحاجة للطعام كانت الاستجابة غريزية، وكان الميل للطعام مظهراً غريزياً. وإن كانت الإثارة آتية من داخل الجسم لكون الأعضاء بحاجة لهذا الطعام، كانت الاستجابة عضوية، فالفعل وهو الأكل يكون لإشباع الحاجة العضوية للطعام إن كان الإنسان جائعاً. ويكون الأكل أيضاً لإشباع غريزة البقاء، إن كان أكل الإنسان ناتجاً عن حبه لهذا الطعام فقط، ولم يكن جائعاً، ولم يكن جسمه بحاجة إلى المواد المتحللة منه.

والحاجات العضوية، كما هي موجودة عند الإنسان موجودة أيضاً عند الحيوان، وإن كانت بعض الأوضاع والأشياء التي تشبع الحاجات العضوية عند الإنسان غير الأوضاع والأشياء التي تشبع الحاجات العضوية عند الحيوان، فالطعام الذي يشبع الإنسان غير الطعام الذي يشبع جوعة المعدة عند أغلب الحيوانات. والظروف والأوضاع التي تعيش فيها بعض الحيوانات كالأسماك والطيور غير الظروف والأوضاع التي يعيش فيها الإنسان، وذلك بسبب الاختلاف في تركيب جسم كل من النوعين.

والغرائز موجودة عند الحيوان كما هي موجودة أيضاً عند الإنسان، كغريزة النوع وما يصدر عنها من مظاهر كالميل الجنسي، وكغريزة البقاء وما ينتج عنها من مظاهر كالخوف من الأخطار، إلا أن بعض المظاهر الغريزية لغريزة النوع ولغريزة البقاء غير موجودة عند الحيوان كحب الاستطلاع، وكالميل لإنقاذ المشرف على الهلاك، أو تختلف عند الإنسان عنها عند الحيوان، كحب التملك.

أما غريزة التدين، فإن الإنسان ينفرد بمظاهرها دون الحيوان، فلا يظهر على الحيوان أي مظهر من مظاهر التدين، لأن الإنسان لا يدرك كيف يشبع الحيوان هذه الغريزة ، رغم علم الإنسان بوجود هذه الغريزة عند الحيوان، وذلك عن طريق الدليل النقلي المقطوع بصحته، وهو القرآن الكريم، الذي أخبرنا بتسبيح وصلاة الكائنات الحية وغيرها، قال تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) و قال تعالى: (كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) فالتسبيح والصلاة أعمال ناتجة عن ميل الإنسان لتقديس الخالق، وهي مظهر من مظاهر غريزة التدين التي أخبرنا الله بوجودها عند جميع الكائنات دون أن ندرك ماهيتها (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) .
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 04-06-2005, 03:05 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي الفاضل / rajaab

موضوعك رائع وجميل بارك الله فيك
واسمح لي أن أنقله إلى خيمة ( الصحة والعلوم )
حيث أنها المكان الأنسب لمثل هذه الموضوعات
وجزاك الله خيرا على ما تكتبه

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 05-06-2005, 10:32 AM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافــي
أخي الفاضل / rajaab

موضوعك رائع وجميل بارك الله فيك
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م