مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-06-2004, 07:03 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات ( الجزء الأول)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
عنوان الكتاب هو: مجهر الحقيقة لمخلص الأمة من خطإالتسمية في شرط طاعة الولاة ونتائج التفجيرات.
الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، وأنزل مع الرسل الكتاب والميزان ،ليقوم الناس بالقسط، ويحكم الحاكم بالعدل، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة .
والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث في الأميين رسولا، فعلمهم الحكمة، و أوضح معالم الملة، ونبذ حكم الجاهلية، بكتاب محكم يحدد العبادات، يبين شروطها، وأسبابها، وموانعها ،وعددها، وقدرها،
وميزان دقيق توضع عليه المعاملات، ويحدد العلاقات والصلات، فاتضحت بذلكم سبيل الله، ونال المكلف مبتغاه، بما فيه رضا مولاه، وسلم من خطر اتباع هواه، (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) وبذا صار حكم الجاهلية هباء ، وذهب باطلها جفاء ، (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
أما بعد فإنه في الوقت الذي تحول فيه الاستعمار من الأوطان إلى الأفكار، وصار رئيس كل دولة من أبنائها دينا ونسبا ولسانا وأخلاقا ، وعم حكم النظام البشري، أنقسم بعض العلماء قسمين : قسم يرى الرئيس أمير المؤمنين، يبرر له ما اتخذ من القرارات، يعطيه ما لم يدع، ويمدحه بما لم يفعل، وإن أدت هذه المبررات إلى أبعد التأويلات، في الأحاديث والآيات البينات، ويرى من لم يسر معه في هذا الفلك، ولم يسلك معه هذا المسلك، خارجا عن الطاعة، شاقا عصا الجماعة، ويستدل على رأيه هذا بما ورد على لسان الشرع من ذم الباغية، والخروج على الجماعة، ويتهمه بأنه لم يحمله على هذا إلا حب الرئاسة، والتشوف للسلطة والشهرة، وتقليد الأفكار الأجنبية، و الانخراط في التنظيمات السياسية .
القسم الثاني : يرى الرؤساء ظلمة إن لم يكونوا كفرة لاستبدالهم النظام البشري بالنظام السماوي، ويكذبون ضرورتهم، ولا يقبلون معذرتهم، ولا يسمعون حجتهم، بل يقولون لأتباعهم أن هذا الاستبدال عن عمد فعلوه ،ولفضله عندهم اختاروه، ويفتون أتباعهم بأن مكافحة الرؤساء جهاد، والموت فيها استشهاد، واستدلوا على هذه الفتيا بآيات قرآنية تخاطب أمير الدولة الإسلامية، وجعلوها متجهة لأفراد المسلمين، من قوي وضعيف، صحيح وجريح، أسير وأمير، فاحترقت من الغيرة والحمية قلوب الأتباع، من الجهلة والرعاع، لأنهم رأوا أنهم مفرطون، إن لم يمتثلوا ما في هذه الآيات من قتل الكافرين، فقاموا بتفجيرات، وتنفيذ عمليات غير مبالين أن تصيبهم معرة بقتل المسلمين .
ويتهم هذا القسم القسم الأول بالسير مع المصلحة الفردية، وحب الجاه والمادة، والخوف والطمع، والرضا من الحرية بالشبع، والمداهنة والمجاملة، وعدم التضحية لإقامة الدين والدولة، فشب حريق وقامت فتنة القاعد فيها خير من القائم، فحار اللبيب، وصار من لم يسجل في أحد الجانبين أو يكن من أحد القسمين غريبا، لا تسمع توجيهاته، ولا تحضر محاضراته .
وقد اقتضت مني هذه الحال، من كثرة القيل و القال، والنقاش والجدال، أن أشارك في اخماد هذه الفتنة، ونزع فتيل هذا الحريق، وذلك بأن أبين لكلتا الطائفتين ما أرى أنه الصواب، وكيفية التعامل مع هذه الأزمة وبم تفتح الأبواب، وقد كتبت لهذه المهمة بعد التروي والاستشارة، بحثا يتألف من مقدمة و فصول أربعة وخاتمة.
أما المقدمة ففي حاجة الإنسان إلى تبادل العلاقات وتنظيمها، ورعاية نظامها .
الفصل الأول : في المنهج الرباني لتنظيم هذه العلاقات، وتبادلها، وميزان تعادلها.
الفصل الثاني : في راعي المنهج ( الأمير ) .
الفصل الثالث : في تعميم هذا المنهج على جميع البرية ( الدولة الإسلامية ).
الفصل الرابع : في المخلص من هذه الفتنة، بالآيات القرآنية، و الوقائع النبوية ، و المسلمات الحسية .
أما الخاتمة : ففي ذم الهوى، وصعب الاستقامة، وذكر بعض محاسن الشريعة تفاؤلا بحسن الخاتمة .
ومن هنا كان هذا البحث مجهرا تعلم منه كلتا الطائفتين حقيقة أمرها، و وجهة سيرها، وتشخيص دائها، و وصفة دوائها، وقدر الجرعة وكيفية استعمالها ووقت تناولها.
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولا غرو أن ينال فضله مثلي مدفوعا بالأبواب، خلق الثياب، مخصوف النعال، قليل الجاه و المال .
وما حملني على هذا رغب، ولا رهب، ولكن كتبته وفاء بميثاق رب العالمين، وخوفا من لعنة اللاعنين، وهربا من لجام الكاتمين، قال تعالى وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) وقال: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )وفي الخبر ( من سئل عن علم فكتم ألجمه الله بلجام من نار ) والسؤال يكون بلسان المقال، وأصرح منه وأشد إلحاحا لسان الحال، وبه سئلت فأجبت، وعلى الله ـ وحده ـ اعتمدت، وهو حسبي وعليه اتكالي، لعلمه بمتقلبي ومآلي .

المقـدمة
اعلم أيها القارئ أنك فقير إلى معبود افتقارا أشد من افتقارك إلى الماء و الهواء، وهذا الافتقار مركوز في الأذهان ، مجبولة عليه الفطر ، فلو استغني عنه لاستغنت عنه الجاهلية الجهلا ، وهم في الفترة العميا ، ولكن أملت عليهم فطرهم أنه لا بد من معبود يلجأ إليه، وسيد يصمد إليه ، فنحتوا الأحجار ، وعبدوا الأشجار والنار ، جعلوا لها نصيبا من مالهم ، وحظا من حرثهم ، سيبوا لها السائبة ، ووصلوا من أجلها الوصيله ، فصار عندهم ـ في زعمهم ـ منهاجا يتحاكم إليه، وحدا يعتدى عليه ، فاستوضحوا الظلم بآرائهم ، واستبانوا الجرم بأهوائهم من غير علم ، فأخذوا على يد الظالم أخذا لا يتناسب مع جريمته ، وانتصروا للمظلوم انتصارا أكبر من مظلمته ، فحصل المرج ، وكثر الهرج ، وذلك بسبب فقد سبيل مستقيم ، وميزان قويم ، ينظم العلاقات ، ويفصل الحقوق المستحقات ويقدر العقوبات بقدر الجنايات .
فقير إلى الآخرين من زوجة تربي عيالك ، ويمتد منها نسلك ، فيحصل بقاؤك، من عامل يكمل نقصك ، ويشد أزرك ، من معمول له تستجلب منه رزقك ، من جار يؤنس وحشتك ، ويزيل غربتك ، من حاكم يوفر أمنك ، تقوم به الدولة ويمثل شخصيتها ، وتستقر به الأمة ويكون مشتكاها ، يكف الجاني ، ويفك العاني ، فتحصل به التنمية ، ويجلب المصلحة ويدفع المفسدة ،وتهدم على يديه مصلحة الخاصة ، في سبيل مصلحة العامة ، إلى غير ذلك من حلقات افتقارك التي عليها خلقت ، وعلى سدها جبلت ، ( لقد خلقنا الإنسان في كبد وكلما انسدت منها حلقة افتقرت إلى حلقات .
وما قضى أحد منها لبانته
وما انتهى أرب إلا إلى أرب

ولابد لهذه الحلق من تشابك قابل لأن تفك ـ عند الحاجة ـ حلقاته، ولا يصح هذا التشابك إلا عن تقابل، ولا يصح التقابل إلا على مقياس مستقيم ، صادر عن خبير لا يعتريه جهل ولا يتأثر بالهوى ، وعلمه بالحلقتين على حد السوا .
إذن فلا بد لتشابك هذه الحلق من تنظيم دقيق ، ينظم صلتها ، يا خذ لها ، ويأخذ منها بقدر متناسب ، و ميزان متحد ، يزن حقوقها بالقسطاس المستقيم ويسيرها على النهج القويم .
ولابد لهذا المنهج من راع واع لمقاييس الأمور ، يمثل شخصيته ، ويرفع رايته ، ويبلغ كلمته ، يجلب لأهل المنهج المصلحة، ويقف دون انتشار المفسدة بتنفيذ العقوبة المحددة قبل ارتكاب الجريمة ، وإلا كان المنهج حبرا على ورق لا يرتدع به ظالم ولا يخافه آثم .
  #2  
قديم 19-06-2004, 07:15 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات (الجزء الثاني)

الفصل الأول : في المنهج الرباني لتنظيم هذه العلاقات
وقد نظم الحكيم الخبير، المدبر البصير ، هذه الحلقات تنظيما دقيقا ، على قدر متطلباتها ، وحاجياتها ، بميزان معتدل الكفتين ، متساوي الجهتين ، لا يعطي بمجرد الدعوى ، ولا يمنع بمحض الإنكار ، لكن البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر .
قدر منافع الأشياء فهدى إليها بالشهوة والإلهام ، وقيد نهمة الشهوة لما في تتبعها من المفسدة ، بتقدير يتلاءم مع المصلحة،فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، وبما عملوا مجازون ، جزاء وفاقا ، يجبر جريمة الآثم، ويشرد العازم ، (نكالا من الله والله عزيز حكيم ) .
علم منافع الأشياء ومضارها ، فأجرى الحكم على أيهما أعظم ، ( وإثمهما أكبر من نفعهما ) راعت أحكام منهجه المصالح والأصلح، علمناها أو جهلناها ، لكن الله يعلم المفسد من المصلح، بقدر الطاقة تكاليفها ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ) ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) تلين جانبها للمضطر وتقسو على الآثم، ( فمن أضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ) أجرت التعويضات المعنوية، مقابل التكاليف المادية، ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) حددت لكل فرد مسؤوليته، وعينت له رعيته، ابتداء بالإمام في الرعية ، وانتهاء بالمرأة في بيت الأسرة ،(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ) حافظت بتحديد العقوبات ، على كيان المقومات ، التي هي الكليات الخمس الضروريات، وأحاطتها بسور الحاجيات و ردء المكملات والتحسينيات وحافظت على السورين بالتعزيرات .
ولأحكام هذا المنهج يخضع الجميع ، الرفيع والوضيع ، الأمير و المأمور، ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) ( والله إني لأتقاكم لله ) الوالد والمولود
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم
أو الولدين والأقربين ) الغني والفقير ( إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) وذلك لأن هذا المنهج للجميع نقطة التقاء وكلمة سواء ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) فتجسدت بذلكم المساواة والحرية، فدخلت في القلوب البشاشة وحصلت المودة والرحمة بين أفراد الأمة، واتجهت للعدو الشدة والشوكة، فكونوا جدارا مؤسس القواعد على كلمة التقوى ، مرصوص البنيان بمخالفة الهوى، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) لكن لا تأخذهم رأفة في إقامة حد ،ولا تنفيذ حكم (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) ( فلو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فأنقطع طمع الكل في أن يعطل حد لفضله، أو يغير حكم من أجله ، لأنه بالتعالي على الحكم هلك من كان قبلنا من الأمم ، قال : صلى الله عليه وسلم " إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا زنى فيهم الشريف حمموه وإذا زنى فيهم الضعيف رجموه ".
وهذه الروابط المتوازنة ، و العلاقات المتبادلة ، هي حدود خالق هذه الحلقات التي أمر بإقامتها ، ونهى عن تعديها ومجاوزتها ، (تلك حدود الله فلا تعتدوها ) وقد قدر ـ سبحانه وتعالى ـ لهذه الحلقات مفكات تشد أسرها، وتفك عند التعاسر دسرها ( وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ) ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا) (فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) .
وهذا التنظيم الرباني هو الميزان العدل، الذي أنزل مع الرسل ، وغيره عدم لأنه جور وظلم قال تعالى ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التورية والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) وقال صلى الله عليه وسلم ، في عيسى ابن مريم " يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا " قلت يملؤها عدلا بتطبيق المنهج الرباني ، كما ملئت جورا بالتنظيم البشري ، .
ومعرفة هذا التعادل الذي تحصل به المعادلة بين كل علاقة وكل محاكمة هي الحكمة و الفهم الذي قال على رضي الله عنه أنه ربما أعطيه رجل مسلم ، ولذا قال تعالى في سليمان عليه السلام لما علم المعادلة التي بين الحرث والماشية : (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) .
فالحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ، الحق الذي لا يصلح الأمة غيره ، فهو صراط مستقيم ، وميزان قويم، صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور.
أينبغي لمسلم عاقل أن يستبدل تنظيمات بشرية ، وقوانين وضعية مقترحة من جاهل بمصيرها ، غائب عن مبدئها ومنشئها ، حاقن وقت التفكير فيها ،بتنظيم الحكيم الخبير، العلي البصير ، المدبر القدير، ( أفغير دين لله تبغون وله أسلم من في السموات و الأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون ) (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) (أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) فيه نبأ من قبلكم وفصل ما بينكم .

الفصل الثاني: في راعي المنهج ( الأمير )
وقد كلف المنهج بتنفيذ ما فيه من العقوبات ، وتحديد التعزيرات ، أميرا مطاع الأمر، وافر العقل ، سليم الحواس ، قوي العزيمة ، صالح البطانة ، متحريا في الحكم ، ذا نجدة وشجاعة ، وعفة ونزاهة ، وعلم وعدالة ، وتأن واستشارة ، تتم له الإمرة بموت صاحب الوصية ، أو ببيعة جماعة من خيرة الأمة ، هواهم تبعا للمصلحة ، أو تغلب ذي الشوكة .
وإذا انعقدت له الإمامة دامت له مدة حياته، ويتصرف فيها بالوصية بعد مماته ، ولا يصح عزله عن هذا الأمر ، إلا بطرو صريح الكفر ، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا ) ولأن تصرف الكافر مقصور على الصورة الحسية ، لانعدام النية للروح التعبدية ، فقطع المجوسي حلقوم الذبيحة لا يخرجها عن الميتة .
وإذا انعقدت له الإمامة بحصول أحد الثلاثة يصير ـ وحده ـ حارس منهج الملة، ساهرا على جلب المصلحة ، ودرء المفسدة بالصرامة في تنفيذ العقوبة المحددة في منهج الملة ، لأنه الممثل ـ وحده ـ لشخصية الدولة ، حامي بيضتها، حامل رايتها ، هو المشتكى ، والحائل دون الفوضى ، مصب كل خطاب جماعي ، ويحول بعضه إلى خطاب فردي ، فإن أصاب فله ولنا ، وإن اخطأ فعليه ولنا ، يقيم لنا الصلاة والكتاب ، فنجني ثمار إقامته ، ونستظل بعدالته ، وننمي تحت إمارته ، ونأكل من بركته ( ولو أنهم أقاموا التورية و الإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) إلى غير ذلك مما حدد له المنهج من المهام العمومية التي تعم نتائجها أفراد الرعية .
ولأهمية الإمام و الإمامة ، ذكر أمرهما في كتب العقيدة ، وذلك لأنه جزء من كلمة الشهادة .
وبيانه أن محمدا رسول الله مبلغ عن الله أحكام الشريعة ومطبق لها على جميع الرعية ، لأنه حاكم الدولة ، وولي أمرها ، حامي ذمارها ، رافع منارها ، وباختياره صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى ، وارتحاله عن هذه الدنيا انقطع الخبر من السماء ، فانتهى جزء التبليغ ، وقام بعده خليفته بجزء التنفيذ ، فاندرج هذا الجزء في كلمة الشهادة، لأنه من مهمة مبلغ الرسالة ، صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا تعلم حقيقة الإمامة وهي : أنها خلافة الرسول في حراسة ما أتى به من الرسالة ومن السياسة ، ومن حراسة هذا المنهج سمي حارسه وسائسه وحاميه وراعيه ، "ولي الأمر" و الألف واللام في كلمة " الأمر" خلف عن ضميرنا نحن المسلمين ، وأمرنا منهجنا المنزل ، وكتابنا المفصل ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وولايته لحارسه ، وسائسه ، القائم بتطبيق حدوده وقائد جنوده رئيس حزبه الممثل لسلمه وحربه، ومن تحريف الكلم عن مواضعه ، أن يسمى باسم ولي الأمر أو يوصف بصفته من لم يشاركه في حقيقته
وكما أن المنهج ألزم الإمام القيام بجميع المصالح العمومية ، كذلك ألزم جميع الرعية له السمع والطاعة ، وحرم عليهم المنازعة ، فحصل بينه وبينهم التكافل والتعادل ، بحفظ الأمير للمنهج الرشيد ، و التزام المأمور له بالطاعة في المعروف وعدم المنازعة .
فإن خرج خارج عن طاعته ، وحاول تفرقة جماعته، فقد بغى لإخلاله بهذا التعادل الذي بين الإمام والرعية لأن الإمام مازال حارسا لمنهج الملة ، ساهرا على مصالح جميع الرعية ، والمأمور خارج عن ما لزمه له من الطاعة وعدم المنازعة فأحل المنهج دمه، وأوجب قتاله ، واستئصاله ، حتى ترد صولته، وتكسر شوكته، وتخمد سورته ، وتفرق جماعته ، فإن رجعت إلى الجادة كانت من أفراد الجماعة لها مالهم من الحماية في ظل الإمامة وعليها ما عليهم من وجوب الطاعة وحرمة المنازعة ( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ).
ولقتال هذه الجماعة أحكام يختلف فيها مع قتال الكفرة ، مفصلة في كتب الفقه فليراجعها من شاء في باب "الباغية" .
ووجوب الطاعة للإمام مؤذن بانفراده مغلق الباب أمام تعدده ، لإستحالة وجوب طاعة اثنين ، ولانحصار الدولة الإسلامية في قسمين : مطيع ومطاع والثالث معدوم ، لأنه بلسان الشرع مقتول ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) ومن ثم أوصى عمر رضي الله عنه بقتل من تخلف عن بيعة من بايعه أكثر الستة وضم إليهم في انقسامهم على اثنين سابعا لتحصل الأكثرية ، هذا مع علمه بأنهم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، وذلك من حفاظه ـ رضي الله عنه ـ على وحدة الكلمة وسد باب الفتنة ، والحيلولة دون الاختلاف والمنازعة .
وبهذا تعلم أن الباغية فرع عن وجود ولي الأمر واجب الطاعة راعي منهج الأمة المنزل ، وكتابها المفصل ، الذي وجبت به طاعته وحرمت منازعته .
  #3  
قديم 19-06-2004, 07:36 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات (الجزءالثالث)

[size=4][font=Arial]الفصل الثالث : في الدولة الإسلامية
وعلى هذا المنهج تقوم الدولة الإسلامية، وتنشر العدالة ، وتعم المساواة والحرية ، وتحد بينها وبين الأمم العلاقة ، من محاربة ، و مصالحة ونبذ عهد على سواء من غير خيانة ، وهذه هي أنواع العلاقة ، حتى يتم أمرها ، وتضع الحرب أوزارها .
ولا بد لإنشاء هذه الدولة من مكان بعيد عن سلطة الكفرة ، لا تناله أعينهم المخابرة ، لتبغتهم الدعوة في ديارهم ، وتسبق كلمة التهديد " أسلم تسلم" إلى آذانهم، فيدهشهم هذا الأمر ، ويضيق عليهم المفر ، فإن عاندوا وحاولوا المقاومة حاولوها مع دولة قد استوت وبلغت أشدها، وأظهرت عضدها ، وشمرت عن ساقها وأنشبت في الأعداء أظفارها ، لا تلوي على المخلفين ، لأن همها منحصر في إحدى الحسنيين .
فإذا استوت في هذا البلد أركانها ، امتدت إلى القرى المجاورة أغصانها ، قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت بقرية تأكل القرى) قلت : تاكلها ببسط النفوذ عليها ومد السيطرة ، وتبديل أخلاقها بالأخلاق الإسلامية .
وهكذا تنشر الدعوة ، وتمتد السيطرة ، ويسير ظل الدولة شيئا فشيئا حتى يعم جميع البلاد ، فيدفع الله بالجهاد الفساد ، ليغلب حزب الله وتعلوا كلمته ، وتمكن في الأرض دولته ، فتقيم الصلاة لأنها عمود الأمر الذي يثبت عليه بنيانه ، وتتوطد أركانه ، فتمتد أغصانه ، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، تتراص فيها الأبدان ، وتتألف القلوب ، فهي التدريب الدائم لجنود الإسلام ، وتمثل الطاعة المطلقة للإمام ، إذ بقيامه يقومون ، وبجلوسه يجلسون ، لا يتقدمون عنه ولا يتأخرون ، يمتثلون توجيهه ، ويستمعون قرآنه ،فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الالباب ، وهم على هذه الصلاة دائمون ، لا يلهيهم عنها ربح تجارة، ولا حفظ زراعة ، (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ) .
وتؤتي الزكاة لأن بها زوال رذيلة البخل ، ومكافحة داء الشح ، وكبح جماح نهمة الجمع والمنع ، فيحصل النجاح والفلاح (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وهي طعمة الفقراء من مال الأغنياء ، والرافد القوي لبيت المال ، تؤخذ من السخي بلطف ، ومن المحتال بعنف ، تبعث لها الجباة والعمال ، وتامرهم باتقاء كرائم الأموال ، فلا يجمع المصًدَق بين مفترقين ولا يفرق بين خليطين ، وبأخذ الصدقة من الأغنياء ، وردها على الفقراء، تحصل الألفة ، وتزرع بين الطبقتين المحبة ، فتقوى روابط المودة ، لعلم الفقير والمحروم أن في كل مال حقهما المعلوم ، فيفرحان بنمائه ، ويصيران من أصدقائه ، فيقضى في المهد على جرثومة الحسد ، وبأخذ الجابي لها من ذاك ودفعها لهذا تنتفي نسبة الإنسفال والعلو ، بين يد الفقير ويد الغني ، فلا تعلو يد المزكي ، ولا تسفل يد المصرف .
والذي يحتاج للتمكين في الأرض من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، القتل على ترك الصلاة والقتال على منع الزكاة ، لا مجرد أداء الصلاة وإخراج الزكاة ، لأن ذلك من العبادة الفردية التي لا تحتاج إلى قيام الدولة .
وتامر بالمعروف لأنه ميزتها التي تمتاز بها ، وعلامتها التي تعرف بها ، منه نصرتها وخيريتها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وأعرف المعروف لا إله إلا الله محمد رسول الله، كلمة التقوى التي الأمة أهلها ، وهم أحق بها ، فبها يجادلون ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) ولإعلائها يجاهدون ، فبذلك ينصرون ، مقتولين أو غالبين ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) وبها تكون لها العزة والقوة ، ولعدوها القهر والمذلة ، وعليه الكلفة ، لأنه بين مدين لها بالجزية ، يعطيها ناكس الرأس ، ذليل النفس ، أو بين مغلوب مسلوب المال والذرية ، أو مشرد ملاحق قد شاهد الهزيمة ويرتقب الطلب ولا يعلم أين المهرب .
وتنهى عن المنكر لأنه العائق لأمرها ، الحائل دون امتدادها وانتشارها ، فتقام الحدود ليستقر الوضع ، ويستتب الأمن ، بحفظ الحياة بالقصاص (ولكم في القصاص حياة ) وحفظ المال بالقطع ، والنسب بالرجم ، والأعراض والعقول بالجلد ، والدين بالقتل ، وتنظم الجنود لمكافحة المحاربين وأمن المسافرين وغزو المعاندين من الكافرين، لأن أعظم الفساد ، الكفر و العناد ، بعد الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولدرء هذه المفسدة وقطع هذه المعاندة ، أنزل الحديد فيه بأس شديد ، لتحصن الثغور بالعدة المانعة ، والقوة الدافعة ، حتى لا يظفر العدو بغرة ينتهك بها محرما ، أويسفك بها دما ، وفي الحديد منافع وأعظمها درء الفساد بقطع العناد، وافتتاح البلاد ، وجلب الغنائم والفيء طعمة لمن ينصر الله ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ، إليه المصير ، وله عاقبة الأمور .
وتلازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأنه ما من أمر بمعروف إلا وفي ضمنه نهي عن منكر ، وما من نهي عن منكر إلا وفي طيه أمر بمعروف .
ولما كان النهي عن المنكر ميزة هذه الأمة أفرادها و أمرائها ، تفاوتت درجته ، لينال كلا من الأمير و المأمور ميزته ، فيكسر الأمير شوكة المنكر بإظهار قوته ، ويقيم العالم الحجة بكلمته ، ويكتفي غيرهما بكراهته ، فيقف كل عند الحد الذي أمر به ولا يتعدى طوره ، ليلا يتجاوز المنكر قدره ، وعلى هذا يتنزل الحديث الصحيح ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .
وهذه الوظائف الأربع من إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ، هي مهام الإمام المنصوص عليها في الآية الكريمة ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) وإنما خصت الآية هذه الوظائف الأربع لأنها يندرج فيها جميع مهام الشرع ، ففي إقام الصلاة يندرج جميع القيادات من إمامة و ولاية وإمارة عسكرية أو مدنية .
ويندرج في الزكاة كل الوظائف المالية من جباية وغنيمة وجزية و وضع خراج وصرفه ، وكتب الديوان و وصفه ، إلى غير ذلك من كل أخذ بحق ، ودفع لمستحق.
ويندرج في الأمر بالمعروف جميع مسائل التبليغ ، والعلم و التعليم وتصحيح الأحاديث وكتابة المصاحف وضبطها ونقطها وحفظ اللغة وأساليبها وموازينها .
ويندرج في النهي عن المنكر كل ما له تعلق بالحدود و إرسال الجنود من دفاع أو قطع نزاع ،أو تشريد معتد أو زجر ظالم ، أو جبر كسير بحكم ، أو تضميد جرح بنزع مظلمة من ظالم ، أو كسر شوكة آثم .
وإن شئت رددت جميع هذه المهمات إلى إقام الصلاة أهم المهمات ، ومن هنا فهم الصحابة خلافة الصديق من قوله صلى الله عليه وسلم (مروا أبابكر فليصل بالناس) لأن من قاد الأهم انقاد له المهم .
وهذه مهام الإمام خاصة لا يقوم بها غيره ، لكن إذ ا انتشرت الدولة وامتدت سيطرتها ، واتسعت رقعتها ، تعذر قيامه بنفسه بهذه المهام في كل ناحية ، فتعينت الإستنابة ليلا تعطل الأحكام ، وتتوقف الحدود ، وتختلف الجنود ، ومن هنا جاء تعيين الوزراء ،وتقليد الأمراء ونصب القضاة، وبعث الجباة ، وتحديد الإمارات، وقطع الإرزاقات ، ووضع الخراج وصرفه ، وتدوين الديوان و وصفه ، إلى غير ذلك .
أما تفصيل مهام كل إمارة ، وما يشترط في كل إمامة ، وبم تحصل الولاية ، ومتى تنعقد الإمامة ، وما هي صلاحية كل ولاية ، وما هي نهاية كل إمارة ، فليس هذا البحث محل ذكره لصغره وليراجع في محله من مطولات كتب أحكام السلطنة ومباحث القضاء والإمامة .
وبما أنه قد يخون الأمين، ويغش الناصح ، كان لزاما على الإمام أن يباشر تفتيش الأمور بنفسه وأن يفحص واردات النواب وصادراتهم ، ولا يتشاغل عن هذا بالتفرغ لعبادة أو الانشغال بلذة .
وبهؤلاء الأمراء خلفاء الإمام خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم في حراسة ما أتى به من عند ربه من الرسالة ومن السياسة يقيم الله دينه ، ويدفع عن الأرض الفساد ، وهذه هي حقيقة الجهاد ، وإنما سمي الجهاد دفاع الله الناس لأنه بإذنه وقع (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) ولإقامة دينه شرع، (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيه إسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) فإن كان الدفاع لإقامة تنظيم البشر فلا يضاف لله ، لأنه لم يكن بإذنه، ولا لإقامة دينه، وإنما هو دفاع الناسِ الناس قال تعالى (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) قلت: فسدت الأرض بالفوضى ، وغيبة المشتكى وهي المفسدة الكبرى ، أو بدفاع الناسِ الناس وهي بالنسبة للأولى مفسدة صغرى لأن بعض الشر أهون من بعض ، ومن ذلك جميع النظم الحاكمة
ـ اليوم ـ في جميع البلاد ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، و الحمد لله الذي ابتلانا بأخف الضرين ، وأهون الشرين، فإنه فعال لما يريد لا راد لقضائه ، ولا مانع لعطائه، لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون .
ومن أخف النظم الحاكمة بلاء ، وأقلها عناء ،وأكثرها غناء ، الديمقراطية وذلك لأن نفوس الشعوب سكنت إليها وظنوا أن جميع العدل فيها ورأوا من حسنها أن فيها أمنا واستقرارا وتنمية ومشتكى يحول دون الفوضى وحرية ومساواة وقوانين منضبطة ، وعقوبات منظمة ، وفيها تبادل للسلطة بالطرق السلمية ، وتوفير المصالح وجلب الثقة من الدول الممولة و البنوك العالمية ، ويجد فيها المواطن ثقة بنفسه ، وثمنا اعتباريا لصوته فينتصر به لحزبه، وينتقم به من خصمه، هذا بعض ما رأوا من حسنها وقد قيل :
يغمى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
  #4  
قديم 19-06-2004, 07:56 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات(تكلمة الجزءالثالث 1)

الفصل الرابع في المخلص من هذه الفتنة :
اعلم يا من أداه تخالف الآراء، ونصح النصحاء، وظاهر أدلة فريقي العلماء، إلى التردد والحيرة ، أنه لو أمكنت إقامة الدولة الإسلامية تحت ظل الكفرة وبالأعين المخابرة ، لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج من أحب البلاد إليه وأعز الأمكنة مكة محل القبلة ومثوى البركة ، وما تأخر الكبش عن محل المعركة إلا ليقوي ظهره، ويشد أزره ، ويعد لعدوه عدته ، ويتأهب له أهبته ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) .
ويغفر الله لإخواننا المسلمين حيث ألهتهم الغيرة على دولتهم ، والحمية لدينهم عن واقعهم الحسي ، وعن هذا الدليل القطعي ، فطالبوا رؤساء دولهم الإسلامية ، المنتخبين بالديمقراطية الغربية، بإقامة الدولة الإسلامية تحت ظل الكفرة وبالأعين المخابرة ، ـ فهيهات مناط النجم ـ فلما يئسوا من استجابة الرؤساء لمطلبهم قاموا بمحاولات عشوائية ، جنى منها المسلمون نتائج عكسية ، والمحاولون في غفلة عن كونهم مشاركين ، فيما أصاب المسلمين المأسورين من شد الوثاق وتضييق الخناق، فقد سوت الآية الكريمة بين اليد المتسببة واليد المباشرة في قوله تعالى (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من سب والديه فقالوا يا رسول الله كيف يسب الرجل والديه؟ فقال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه) فانتبهوا يا إخواني لما يصدر عنكم من الأقوال والأفعال كي لا يكون سببا لما يقوم به الكافرون من عدوان على المسلمين فتعينوهم عليه وأنتم لا تشعرون واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون .
وأعلموا أن ما يقام به ـ اليوم ـ من العمليات والتفجيرات ليس من أسباب النصر العادية ، وذلك مخالف لهدي خير البرية ومقيم الملة لأنه لما أراد إقامة الدولة استفتح جميع الأبواب ، وتلقى وفود الحجاج ، ليجد مكانا تنطلق منه الدولة ، وتنشر فيه الدعوة ، وبه من القوة والعدة ما يوازي قوة العدو وعدته بحيث لو هوجم لها جم أو على الأقل دافع ولو حوصر لحاصر أو فك الحصار عن نفسه ، كما قال سعد بن عبادة لأمية بن خلف لما أراد صده عن البيت لو منعتنيه لمنعتك ما هو أشد عليك طريقك إلى الشام .
وذلك لأنه إذا تقاربت القوة بين الدولتين تعذر الحصار من الجهتين ، إذ لو حاولت إحداهما حصار الأخرى من جهة حاصرتها الأخرى من جهة أخرى ، وبهذا تعلم أن الحصار لا يمكن إحكامه من دولة على دولة، ولذا لم يمكن لأهل مكة أن يحكموا حصار أهل المدينة ، ولا لأهل المدينة أن يحكموا حصار أهل مكة ، ولكن يمكن للدولة أن تحكم حصار الشعب ، ولذا أمكن حصارهم وهم في الشِعب ، وبهذا تعلم أن كل شعب أمكن إحكام حصاره لا يسمى دولة شرعية ، وإنما هي دولة قانونية أو عادية والعبرة بالحقيقة الشرعية لا بالتسمية العادية والقانونية .
ولما أراد صلى الله عليه وسلم الهجرة اتخذ كافة الوسائل العادية من الزاد والراحلة واستيجار الدليل ، والخروج إلى عكس الوجهة باليل والاختفاء في الغار وكتم الأخبار وإرسال العيون على الكفار ، هذا مع علمه بالانتصار ومعية العزيز القهار مكور الليل على النهار .
ومن حكمة مباشرته صلى الله عليه وسلم للأسباب العادية أن يعلم خليفته بعده أن الأمور تؤتى من أبوابها ، وأن النتائج تنال عادة بأسبابها ، ليثبت الكسب ، ويحصل بالتعب الأجر ، فإذا استفرغت الأسباب ، وصدقت النية ، فتحت بالنصر الأبواب ، ( وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) ومن نصره أن يولف بين قلوب المؤمنين كما وقع لأهل المدينة فكان سبب الهجرة وقيام الدولة ونشر الدعوة وخضوع الجبابرة ، والأكاسرة ، ويخالف بين قلوب الكافرين ، كما هزم به الأحزاب وحده، فسبحان مقلب القلوب وإن أجرى الله نصره بالأسباب العادية على أيدي المؤمنين ، فقطعوا دابر الكافرين ، أطعم المباشرين بالغنيمة و وسمهم بالمغفرة وأمن العاقبة ،مثل أهل بدر ، قال صلى الله عليه وسلم (وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وإن كان نصره بالرجفة والصيحة فلا كسب فيه ولا أجر وإنما هو نصر للرسل بإنجاز الوعد ، (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين )وذلك لأنه إن ما يجزى المكلف بعمله ، فله أجره بموافقة الشرع وعليه إثمه بمخالفته ، ومن عمله قتل الكفار فيؤجر عليه إن كان مطلوبا منه ، ويعاقب عليه إن كان منهيا عنه ، وذلك لأن قتل الكافر ليس هدفا من أهداف الدولة الإسلامية وإنما هدفها الوحيد غلبته حتى تكسر شوكته وتنتهي دولته فيدخل في الإسلام أو في الذمة بإعطاء الجزية ، فتكون كلمة الله هي العليا ، قال صلى الله عليه وسلم ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ومفهوم الحديث أن من قاتل لا لتكون كلمة الله هي العليا فليس قتاله في سبيل الله وإنما هو في سبيل الحمية أو الشجاعة أو الغيرة ، وعلو كلمة الله يكون بغلبة ممثلها القائم بحقها ومنفذ حكمها رئيس حزبها ، الساهر على حراسة أمرها وبانعدامه ـ كحالنا اليوم ـ فلا وجود للدولة الإسلامية ولا نتيجة في قتل الكفرة .
وبهذا تعلم أن محاولة هذه الجماعة ليست من الأسباب العادية وذلك مخالف لسنة الله في البرية ، ولهدي مقيم الملة ، وما حملهم على ذلك ـ في ظني ـ إلا الغيرة على الدين، والحمية لدولة المسلمين ، والله أرجوا أن يغفر لهم بحسن نيتهم ، ويهديهم لسنة نبيهم ، فإنهم ـ وإن حسنت منهم النية ـ فقد أخطئوا في العملية ، ولا عار يلحقهم لعدم العصمة ، أخطئوا في كيفيتها ، وفي وقتها ، وفي تسميتها ، حيث سموا ما يقام به من العمليات جهادا والموت فيه استشهادا ،
فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر

ويا عجبا لبعض علماء الدين، من جهله بواقع المسلمين، من كونهم أسرى في أيدي الكافرين ، يغري جهلتهم بأنهم مفرطون ، وبخطاب الإمام مخاطبون ، وبتنفيذ مأموراته مطالبون ، فيوقعهم في فتنة ، ويعرضهم ـ وهم عزل ـ لأقوى سلطة فما للأسير ومأمورات الأمير ، ؟ فما للأسير ومأمورات الأمير ؟ فما للأسير ومأمورات الأمير ؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وذلك لأن الأسير فكره منحصر فيما يحل به أسره ، وغير ذلك يضيق عنه صدره ، ولا يبلغه وسعه .
ويا أسفى لما وصلنا إليه من استعمار الأفكار حتى صار علماؤنا يبحثون في الأوراق الديمقراطية عن ورقة تأتي بالدولة الإسلامية ، فقد أعوز الصوف من جز كلبا ، وأنى للدولة الإسلامية أن توجد في أوراق الديمقراطية ؟ فإنما هي أوراق تأتي بلون من ألوان الديمقراطية وتذهب بلون ، وترفع منها حزبا وتضع آخر فما للألوان الديمقراطية و الدولة الإسلامية ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، ولا يرشح الإناء إلا بما فيه .
فإن قيل فما هو واجب المسلم في هذه الفتنة ؟
قلت واجب المسلمين في كل أزمة واجهتهم، وكل فتنة أصابتهم ، التأسي بالصحابة فذلك هو مخلصهم ونجاتهم وفلاحهم ، وقد مر الصحابة بمرحلتين : مرحلة قبل قيام الدولة ، ومرحلة بعدها ، وأقرب المرحلتين لحالنا اليوم المرحلة التي قبل الهجرة لانعدام الدولة فيها ، وبغية الصحابة في تلك المرحلة ومنيتهم منحصرة في السلامة من المضايقة في العبادة الفردية ، ولهذه البغية وقعت الهجرة الأولى هجرة الحبشة ، وربما تمنى بعضهم القتال فقيل لهم (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) .
وبهذا تعلم أن واجبنا ـ اليوم ـ نحن المسلمين رئيسنا ومرؤوسنا كف الأيدي و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة من كل عبادة فردية لا تحتاج إلى قيام الدولة، حتى نجد جماعة متماسكة يدا واحدة تحت إمام يقيم لها الصلاة ويرعى منهجها المنزل وكتابها المفصل يكون حامل الراية وممثل الدولة لتعلو كلمة الله بغلبته ونصره، وتكون هذه الجماعة و هذا الإمام في مكان مستقل ، وبه قوة تحصل بها المقاومة العسكرية ، وتفك بها المحاصرة الاقتصادية، فننضم إليه تحت السمع والطاعة ، فإن لم نجد فلنعض بأصل الشجرة ونعتزل كل الجماعات ونفارق كل الفرق حتى يدركنا الموت ونحن على ذلك، كما جاء معناه في حديث الدخن الذي رواه حذيفة وأخرجه البخاري في كتاب الفتن .
فإن قيل آية كف الأيدي منسوخ حكمها بآية الإذن في القتال فلا وجه فيها للاستدلال.
قلت: المنسوخ من حكمها ما توجه إلى الإمام لا ما توجه إلى الأفراد ، إذن فحكمها منسوخ في حق الأمير محكم في حق الأفراد وهذا هو وجه الدليل فيها وإذا علمتم أن واجبكم في هذه الحال كف الأيدي والاعتزال فامتثلوه وعضوا عليه بالنواجذ حتى يأتي الله بالإمام ويجب القتال وتتغير هذه الحال ، ولا يعجلنكم عن واجبكم حمية لدولة ولا بغض جماعة ولا تحمس وشجاعة فتعتدوا والله لا يحب المعتدين وكيف العجلة عن هذا الواجب وقد قال تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) والبر والتقوى وضع الشيء في محله ورفعه عن غير موضعه ، وخلافه إثم مضر ، ومن حكم الشعر.
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى

ومعرفة هذا الواجب والوقوف عنده هو المخلص من هذه الفتنة التي وقعت بسبب خطأ هذا الفريق من دعاة الجهاد ، وسبب خطئهم حمل آيات الجهاد على الأفراد وهي متجهة إلى الدولة الإسلامية وامتثالها لا يصح إلا من ممثل الدولة ، بتعيين المتأهل المباشرته وتعيين من يخلفه في مهنته ، قال تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) .
أما الفرقة التي سارت مع السلطة بالتبريرات والتاويلات فقد جمعت بين حقيقة الدولة القانونية والدولة الإسلامية ، ولا بد لمعرفة خطأ هذه الفرقة من التعرض لهاتين الحقيقتين كي نعرف لكل منهما حقها ونعطيها مستحقها ولا تختلط علينا الأوراق وتقلب الحقائق فنسير مع الاسم ونترك المسمى .
فأقول إن حقيقة دولة القانون : هي سيطرة سلطة على قطعة من الأرض معينة بحدود دولية لا تزيد عليها إلا إذا ظلمت ولا تنقص عنها إلا إذا ظلمت ، وترعى مصالح سكانها سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، بقانون قد يكون مستوحى من الشريعة الإسلامية أو من القوانين الوضعية أو مزيجا منهما ، وتؤخذ من هذا القانون صلاحية الرئيس وحق المواطن ، ويتولى الرئيس حماية هذا القانون ويتكلم باسمه ويمثل شخصيته ويرفع رايته ويحمي حوزته ، فإن استقام فعلى هذا القانون استقام ، وإن انحرف فعنه انحرف ، وانحرافه لا يغير حقيقته ولا يسلبه صفته ، ورسالة هذه الدولة القانونية توفير الأمن واحترام القوانين الدولية وتسيير الاقتصاد وتوطيد المصادقة ، وتنمية العلاقة ، وحسن المجاورة ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والحيلولة دون الفوضى بوجود المشتكى .

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 20-06-2004 الساعة 07:07 AM.
  #5  
قديم 19-06-2004, 08:23 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات(نهاية الجزء الثالت)

أما الدولة الإسلامية فقد تقدمت حقيقتها ، وأنها ترعى مصالح جميع المسلمين وإن تباعدت أبدانهم واختلفت السنتهم وألوانهم بالمنهج الرباني والتنظيم السماوي، فمنه صلاحية الأمير وحق المسلم وأمن المعاهد وحرب المعاند ، ويمثل الأمير شخصية المنهج ويبلغ كلمته ويرفع رايته وينفذ عقوبته ينظم جنوده ويطبق حدوده، فهذه حقيقته ومن تحمله لهذه المسؤولية وجبت له الطاعة وجوبا لا يتعدد وإنما يتفرع عنه بإذنه وتحت إمرته، فإن استقام فعلى هذا المنهج استقام ، وإن انحرف فعنه انحرف ، وانحرافه لا يغير حقيقته، ولا يسلبه صفته ، ولا يخرج الرعية من عهدته و وجوب طاعته ما دام قائما بوظائف الإمام وفي دائرة الإسلام لأن الخطأ لا يبرر الخطأ .
ورسالة هذه الدولة تعميم المنهج الرباني على جميع البرية حتى يكون جميع المسلمين تحت الإمرة ، والمعاهدون تحت السيطرة ، وليس بينها وبين المعاندين إلا المحاربة ، وحدود هذه الدولة لا تستقر لأنها تزداد بغلبتها ، وامتداد سيطرتها ، وتنقص بضعفها وفشلها ، وذلك لأن الكافر والمسلم لا تتراءا ناراهما .
وإذا علمت أن حقيقة أمير الدولة الإسلامية وحقيقة رئيس دولة القانون متغايرتان وأنهما لا تتفقان إلا في شيئين: التسمية دون المسمى ، و وجود المشتكى ، علمت أن هذه الجماعة أخطأت لسببين الأول : التسمية فقلبوا الحقيقتين وكالوا لرئيس الدولة القانونية بمكيالين حيث اكتفوا منه بتأدية الرسالة القانونية ومع ذا أوجبوا له بالشرع الطاعة وصنفوا من عارضه في الباغية ، وما علموا أن وجوب الطاعة فرع عن تحمل رسالة الدولة الإسلامية والباغية فرع عن وجود ولي الأمر واجب الطاعة.
وللأسف أن الدولة الإسلامية اختفت منذ زمن ، وباختفائها اختفى ولي أمرها واختفت معه أوصافه من وجوب الطاعة وحرمة المنازعة ، واختفت معه فروعه من وجود أهل الذمة و الباغية والإذن في الجهاد ودار الحرب ودار الإسلام ، ويا عجبا لعالم يحاول أن يأتي بالصفة دون موصوفها والفروع دون أصولها، وهناك أسئلة تطرح على هذا العالم نفسها وهي : هل هذه الطاعة التي أوجبتم لرئيس دولة القانون واجبة لكل رئيس مسلم وعليه فتكون في عنق كل مسلم نيف وخمسون طاعة ؟أم هي طاعة واحدة مقسمة وعليه فتتجزأ الطاعة بعدد رؤوسهم؟ ،وهل هي واجبة لواحد منهم وغيره باغ؟ وعليه فبم يعرف الباغي من المبغي عليه؟.
السبب الثاني لخطأ هذه الفرقة هو ما رأوا في نصوص الشريعة من أن طاعة ولي أمر الدولة الإسلامية لا تشترط فيها المثالية بل تجب له الطاعة مع الانحراف وعدم الاستقامة فرأوا أن انحرافه هذا يتحد به مع رئيس الدولة القانونية ، وما علموا أن هذا قلب للحقيقة وذلك لأن انحراف ولي أمر الدولة الإسلامية عن المثالية لا يقلب حقيقته حتى يصير ولي أمر الدولة القانونية ، وكذلك انحراف رئيس دولة القانون عن قانونه لا يقلب حقيقته حتى يصير ولي أمر الدولة الإسلامية ، إذن فخط الاستقامة واحد منضبط وخطوط الانحراف كثيرة مختلفة بحيث يمكن أن يكون لكل منحرف خطه الخاص به .
وبما أن المثال يتضح به المقال إليك مثلا يتضح لك به أن انحراف القائد لا يقلب حقيقته ولا يسلبه صفته وهو أن مثل الأمير مع الدولة كمثل سائق التزم لرب سيارة قيادتها بركابها على أحسن هيئة وأكمل صورة ، وألزم ركابها أن لا ينازعوه مقودها وألا يفتحوا أبوابها أثناء سيرها فلم يلتزم السائق بالقيادة على الهيئة المسجلة عند رب السيارة ، بل تكاسل عن تبديل السرعة وتباطأ في محل العجلة إلى غير ذلك من أخطاء السياقة ، فهل يصح أن يجعل بسبب ارتكابه لهذه الأخطا سائق سيارة أخرى وهو في محل قيادة الأولى .
والمخلص من هذين الخطأين أن نصحح المفاهيم ونحترم الأدلة الشرعية بأن نعلم أنها أدلة على الحقائق ولا تتغير بتغير الأسماء ، فمثلا تسمية الخمر بغير اسمها لا يغير حكمها ،وأن نتعامل مع الواقع وذلك بأن نعلم أن الدولة الإسلامية اختفت والموجود حاليا في كل مكان دولة القانون ولنحمد لها ما رأينا لها من الإيجابيات ونطالبها بتغيير السلبيات حسب الإمكان والمكان والزمان ولا نكلفها فوق طاقتها ولنحسن الظن برئيسها في قراراته ونقارنه بمعاصريه وزملائه وإخوته، فنعلم أن خير الرؤساء حاليا من يكره بقلبه القوة المسيطرة والدولة المهيمنة المتغلبة ويبش لها بوجهه ، ليكف عن شعبه من ضررها ويخفف من شرها فإن لكل حال مقالا ولكل معركة رجالا، وليس من الإنصاف أن نقارنه بالخلفاء الراشدين المهديين المسيطرين .

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 20-06-2004 الساعة 07:08 AM.
  #6  
قديم 19-06-2004, 08:35 AM
الموريتاني الموريتاني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 18
إفتراضي نص الكاتب الجديد الذي صدر في موريتانيا حول التفجيرات(الجزء الرابع والأخير)

الخــــاتمة
وبما إني قد ذكرت في الديباجة أن الله أنزل الكتاب والميزان، ليسلم الإنسان من خطر إتباع الهوى جعلت الخاتمة في هذه الخطورة ، وصعب الاستقامة ،وذكر أشياء من محاسن الشريعة .
فأقول إن طاعة الهوى هلاك و وبار ومدعاة للعار و الشنار والخلود في النار، قال تعالى (فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) وهي مجلبة للبخل منقصة في العقل ومن حكم الشعر :
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى
وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا

فمن أجل طاعة الهوى مكر الكافرون السيئات ، فحلت بهم المثلات ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ، وما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ،بل جعلوا سلفا ومثلا للآخرين، فانزجروا عن مسارهم ، واعتبروا بآثارهم ، وابكوا إذا حللتم بديارهم، كيلا يحل بكم ما حل بهم ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ) ففي هذا النكال الشديد أبلغ الوعيد والتهديد وما هو من الظالمين ببعيد ، وذلك أن السهم الذي أصابهم ما زال مريشا معدا لمن شابههم وسار على مسارهم من المجرمين ، ( فأرسلنا عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين ) وإعداد آلة التعذيب ، نوع من التحذير والترهيب ،
خذا حـذرا يا جـارتي فإنــني

رأيت جران العود قد كاد يصلح

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) وقد أرادت الآية القلب المستمع ، الواعي المنتفع لمخالفته الهوى قال تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) فالقلب المختوم عليه بطابع الهوى يمر على هذه العبر، ولا يتذكر ولا يتفكر وتتلى عليه هذه المواعظ وتقرأ عليه هذه الزواجر فلا ينتهي بالنواهي ولا يأتمر بالأوامر ، لا يرتجي عند المرجيات ولا يخاف عند المخوفات فكأن وعدها له مضمون و وعيدها مأمون ، فكأن وعدها مضمون له بخيريته ، ووعيدها مأمون منه ببراءته وشدته ، ( فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين) ( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر ) .
فهذه طاعة الهوى وقد رأيتم نتيجتها ،وقد بين عمر ـ رضي الله عنه ـ حقيقتها فقال الإمارة بلوى دائرة بين الهوى والهدى فمن اتبع الهوى قطع أوداج الهدى ومن أتبع الهدى قطع أوداج الهوى .
هذا مع أن الشريعة إنما جاءت لإخراج المكلف عن داعية الهوى ، إذ دعت إلى السبيل السوا ،الذي لا اعوجاج فيه ولا التوى، ومن شأن الهوى أن يدعو أولا إلى التثبيط ، ليحصل التفريط ، فإن أعوزه ذلك دعا إلى الإفراط بالبدع والتخليط ، فإن ظفر بالخطتين شبع، أو بإحداهما قنع، ولا يخرجه عن شأنه هذا إلا الانقياد للشريعة والاستسلام لأمرها والاستمساك بغرزها، قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ).
وهذا السبيل السواء الذي دعت إليه الشريعة الغراء ، ممر دقيق بين السيئتين ، ولذا كان الانحراف عنه دائرا بين أمرين ، الغلو والتقصير ، الإقتار والتبذير ، فادح الرجاء المؤدي إلى الكسل ، فادح الخوف الموجب للقنوط والفشل ، الفرح المؤدي إلى المرح ، الفزع الموجب لسوء الأدب ، الرفاهية والرهبانية ، التكسب والتوكل، تمني المغفرة والاعتماد على العمل ، إذن فهو التنزيه الذي لا تشبيه فيه ولا تعطيل، إثبات الكسب الذي ليس تسييرا ولا تخييرا ، إمكان الرؤية في العاجلة و وقوعها في الآخرة ، العفو وتنفيذ العقوبة .
فهذا هو الصراط المستقيم، والدين القويم ، صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين ، وعلى ظهره مزالق الشهوات ، معترك المكفرات والسيئات إلى الممات ، وبحافتيه المخترعات و المحدثات ، وعلى باب كل محدثة منها داعية كث اللحية، حسن العمة، كثير العبادة، ظاهر الكرامة ، مستميت في دعوته ، لما يرى من انحصار الخير في محدثة .
من أجل ذا كانت الاستقامة عليه عظيما أمرها ، جليلا خطرها ، صعبا منالها ، وهي الأمانة التي ذكر في القرآن حالها ، ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) وقد أجري لنا في هذه الدنيا امتحانها، والعرض على الله ميزانها و محك نقودها ، وتطاير الصحف مفصح عن المقصود منها ، (يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيقال له لم قاتلت؟ فيقول قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا ، فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقال شجاع وقد قيل ) وسوف تعرض بحضرة الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين نتائجها ، فليت شعري من الفائز فيها ؟ ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
وهذا الصراط المستقيم هو الذي تصح عليه الاستقامة لاستقامته ، لأن الاستقامة على المعوج انحراف عن الصراط المستقيم ، وابتداع في الدين القويم ، ولذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم أهل البدع و وصفهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم .
وهذا الصراط المستقيم هو الشريعة الغراء ، ولا بد للتعرض في هذه الخاتمة لشيء من محاسنها تفاؤلا بحسن الخاتمة ، فهي دين ودولة ، وأخلاق وثقافة ، سياسة وعبادة ، تهتم بتربية الإنسان ، وتعلمه البيان ، وتكتب عليه في كل شيء الإحسان حتى في القتلة والذبحة ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) .
تهتم قبل خلقه بنسبه ، وتهدد الأم أن يدعى لغير أبه ، ( ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر ) تهتم به رضيعا ، وتجعل له من والديه مكانا رفيعا ، وحصنا منيعا ، فيجدان به أنسا ، ويطيبان بالتعب له نفسا، يمهدان له الوطاء ويحسنان له الغذاء .
الشريعة التي أسست للمكلف أسس اعتقاده ، وبينت له حسنات معاده ونظمت له خطط اقتصاده ، تضع الإصر ، وتكثر الأجر ، تؤجر على الأكلة والشربة ، وتجعل من الصدقة إتيان الشهوة ( أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر كذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر ) تؤجر على النكاية كما تؤجر على العبادة ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ).
تهتم بالأسرة ، وتوصي بالمرأة لأنها أول كيان في الدولة ، ترتب الإمامة ، وتوجب للإمام الطاعة، وتعلم الرعية كل شيء حتى الخراءة ، تبعث الجباة والعمال ، وتأمرهم باتقاء كرائم الأموال ، تزيل الألغام المتفجرة ، والأسلاك الشائكة التي زرعتها العنصرية ، بما تري كل طائفة في نفسها من الخيرية ، فاقتلعت الشريعة جذورها ، وحرقت بذورها بقوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وبقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ) .
الشريعة التي أستعطف الله إليها عباده استعطافا تذوب له القلوب، وتلين منه الجلود، ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ).
وهذا آخر ما رأيت أن أبينه وأكتبه عن ميزان المعاملات والعلاقات وتنظيم الصلات، ورعاية جميع التنظيمات، وحل كل المشكلات، وعدم تتبع الشهوات، وجماعه في مخالفة الهوى ، و وجود المشتكى .
أما كتاب العبادات الحائل دون التعبد بالمخترعات والمحدثات، فسأكتب فيه - إن شاء الله- رسالة تميز السنة من البدعة ، والحق من الباطل ، وتكون هذه الرسالة من الوضوح بمكان يستوي فيها العالم و الجاهل ،وتستبين مذاهب الفرق وأدلتهم ، ومحل خطئهم في حجتهم .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة والتابعين الذين أصلوا وصول الشريعة ، وفصلوا فصولها، وبينوا علل أحكامها، فشملت ولم تقتصر على أيامها ، فكانت قواعدها ثابتة ، وعللها متطورة، فأشبع العالم من هذا التطور والثبوت نهمته ، و وجد الباحث فهيما بغيته ، وقاموا بعده ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتبليغ هذه الرسالة، وتوضيح هذه المحجة ، حتى وصلت أبعد الأقطار وآخرا القرون وليدة يومها ، لم تتغير أعلامها ، ولم تتبدل أحكامها ، ولم تخلق أثوابها ، فواكبت كل المستجدات ، ووسعت كل التطورات، من أنواع المهن والصناعات ، أحكمت ثم فصلت من لدن حكيما خبير ، أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فنعم المولى ونعم النصير الذي إليه عاقبة الأمور.



كتبه بتوفيق ربه أسير ذنبه أباه ولد الحسين ولد محمذن ولد حيمود الجكني يوم 21 صفر الخير عام 1425هجرية .


آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 20-06-2004 الساعة 07:10 AM.
  #7  
قديم 19-06-2004, 10:30 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي الموريتاني

جمعت كافة الأجزاء التي نشرتها تحت عنوان واحد ليسهل الإطلاع عليها
وسأعود إلى محتوى هذا الموضوع للتعليق عليه بعد قرائته كاملا

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م