مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-03-2001, 08:09 PM
أبو أسامه أبو أسامه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 22
Post وقفة البوطي مع إبن تيميه (2)


تتمة وقفة البوطي مع ابن تيمية (2)

مــر مـعـنــا في المقال السابق تصوير البوطي لابن تيمية، وقد كانت تلك الصورة على ما قد بيناه من اســتـهـــزاء وبعد عن الإنصاف ، وحطة في الأسلوب تعكس نفساً قلقة بعيدة عن الاتزان.
وقد حاول البوطي جـهـده في رسمه تلك الصورة أن يضع في وهم قرائه أن ديدن ابن تيمية هو هكذا: اضطراب وتــطــويح وتـناقض ، وصال وجال مشيراً إلى هنة هنا ، وهنة هناك، مما يعتبره هو مآخذ على ابن تيمية ، ولكن حينما أحس أن هذه الهنات قد لا تقنع قراءه برأيه في ابن تيمية هز كتفيه ونفض كنانته؛ فأخرج منها هاتين الفقرتين:
1- المسألة الأولى:
تعليق لابن تيمية على كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم.
2- المسألة الثانية:
رأي ابن تيمية في مسألة الكسب عند الأشاعرة.
أما المسألة الأولى؛ فهي مسألة حاول أعداء ابن تيمية قديماً وحديثاً أن يستخدموها للـنـيل منه ، فراشوا بها سهامهم ، والبوطي يسير على هدي الكوثري عند تعرضه لهذه المسألة، ورأي الـكـوثــري في ابـن تـيمية معروف ومشهور. أما تحليل هذا الموقف وأسبابه فلا زال يحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه ، لأن نتائج هذا التحليل لها صلة بالمنهج العام الذي تقبل بمقتضاه الأقوال أو ترد ، ويقوم على أساسه فهم المسلم لتاريخه الفكري ، وتتضح على ضوئه المؤثرات التي كان لها فعل سيئ في حياة المسلمين خلال القرون الماضية. وشـخـص كالـكـوثري في تركيبته الفكرية وخلفيته التربوية لا يمكن إلا أن يكره ابن تيمية وكل ما جاء به.
فابن تيمية لــه رأي فذ في العلاقة بين العرب والإسلام ، وارتباط الإسلام باللغة العربية ، ويرى أن كره العرب نفاق ، هذا مع أنه يقول: "فضل الشخص لا يستلزم فضل الجنس"، والـكـوثـري أبسط ما يقال فيه من هذه الناحية أنه شعوبي ، وشعوبيته قد أدخلته مداخل صعبة وعنته عناء يعرفه من قرأ له.
وابن تيمية حر التفكير، حرب على التقليد والجمود، لا يسير خطوة دون الاهتداء بالدليل والكوثري مقلد جامد ومتعصب ضيق العطن، حبس نفسه في حدود المذهب الحنفي، ويرى أن الإسلام هو هذا المذهب فقط ، فهو لذلك حرب على الشافعية ، والمالكية ، وسم زعاف على الحنابلة ، أما كبار علماء الحديث فأقل ما يقوله فيهم أنهم "حشوية" ، أما ما يقوله في كل واحد منهم على انفراد: من تجن وتحامل وتعسف، ومن تهم باطلة، ومن بعد عن منهج العلماء في النقد؛ فأمره مشهور وشرحه يطول. وهكذا فقد حجّر واسعاً ، ورسم لنفسه دائرة ضيقة من دخلها فهو منه ، ومن لا فلا!
هــذا هو الكوثري الذي يسير البوطي على خطاه ، فهل مثل هذا الصنف من يقبل قوله في خصمه؟! أخصم وحكم؟!
ولـنـعــد الآن إلى المسألة التي اعتبرها البوطي مقتلاً من مقاتل ابن تيمية ، وهي ما جاء في تعليقه على مراتب الإجماع لابن حزم والتي قامت لها قيامة البوطي.
ونريد أن نناقش بعض ما ساقه من الدعاوى واحدة واحدة باختصار، فنقول:
هــل صـحـيـح أن ابـن تيمية "يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد يخالفهم فــيـهــا"؟! لم يسق لنا البوطي دليلاً واحداً على ذلك ، بل إن هذه المسألة التي اهتم لها وحشد لها بـعــض ما في جعبته من رخص التهم العشوائية دليل على أن ابن تيمية ليس ممن يهجم بالتكفير لأدنى المواقف الاجتهادية التي تخالف رأيه. ولينظر الشيخ البوطي في هذه المسألة هـــادئ النفس والنَفَس وسيتبين له ذلك. وكذلك فإن لابن تيميه كلاماً في غير موضع من كتبه يدلي بصريح العبارة على عكس ذلك ، فمن ذلك قوله:
"... هذا مع أني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - إني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة؛ وفـاسـقـاً أخرى ، وعاصياً أخرى ، وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها ، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية" [مجموع الفتاوى 3/299]. ومن ذلك أيضاً قــولـه:" مما يصلح أن يكون ضابطاً للتكفير "، ودرساً للذين يلقون الكلام على عواهنه-:
"ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه ، كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة ، فإن الله تعالى قال: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَـــلائِـكَـتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ)) وقــد ثـبــــــت في الصحيح أن الله تعالى أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم.
والخوارج المارقون الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم قاتلهم أمــيــر المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة الدين من الــصـحـابـة والتابعين ومن بعدهم. ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقــــاص وغيرهما من الصحابة ، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ، ولم يقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين ، فقاتلهم بدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم ، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها ، وإن كانت فيها بدعة محققة ، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ ، وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمه من بعضهم على بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خطبهم في حجة الوداع: »إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا« وقال -صلى الله عليه وسلم-: »كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه« وقال -صلى الله عليه وسلم-: »من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله« وقال: »إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار« ، قيل: يا رسول الله؛ هـذا الـقـاتـل ، فما بال المقتول؟ قال: »إنه أراد قتل صاحبه« وقال: »لا ترجعوا بعدي كـفـــاراً يضرب بعضكم رقـــاب بعض« ، وقال: »إذا قال المسلم لأخيه يا كافر! فقد باء بها أحدهما« ، وهذه الأحاديث كلها في الصحاح.
وإذا كان الـمـسـلـم مـتـــأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر ابن الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: يــا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »إنه شــهــد بـــدراً ، وما يدريك أن الله قد اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟« وهذا في الصحيحين.
وفيهما أيضاً: من حديث الإفك: أن أســيــد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: إنك منافق تجادل عن المنافقين ، واختصم الفريقان ، فـأصـلـح النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم. فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم: إنك مـنـافـق ، ولم يكفر النبي -صلى الله عليه وسلم- لا هذا ولا هذا ، بل شهد للجميع بالجنة.
وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة ببن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله ، وعظم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك لما أخبره ، وقال: »يا أسامة ، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟« وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ. ومع هذا لم يوجب عليه قوداً ، ولا دية ولا كفارة ، لأنه كان متأولاً ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذاً.
فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضاً من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)) فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم ، وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون ، وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل.
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضاً موالاة الدين؛ لا يعادون كمعاداة الكفار ، فيقبل بعضهم شهادة بعض ، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض؟ مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ربه »أن لا يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك ، وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطاه ذلك ، وسأله ألا يجعل بأسهم بينهم فلم يعطه ذلك« وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً.
وثبت في الصحيحين لما نزل قوله تعالى: ((قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ)) قال: »أعوذ بوجهك« ((أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ)) قال: »أعوذ بوجهك« ((أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)) قال: »هاتان أهون«.
هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف ، ونهى عن البدعة والاختلاف ، وقال: ((فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة« وقال: »الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد« وقال: »الشيطان ذئب ، الإنسان كذئب الغنم والذئب إنما يأخذ القاصية والنائية من الغنم« [مجموع الفتاوى 3/283-286].
وكذلك يشير إلى ضوابط تكفير أهل البدع في 3/353 من مجموع الفتاوى فليراجع.
فلا ندري بعد ذلك ماذا سيقول الشيخ في هذه النصوص من أقوال ابن تيمية ، لعله يهز كتفيه ويقول: يعني ماذا؟ لقد أثبتنا في كتابنا هذا أن ابن تيمية متناقض! وعندها يكون السكوت أفضل.
وبعد أن سقنا من أقوال ابن تيمية ما يكذب الدعوى بأنه "يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي يخالفهم فيها"؛ نقول أيضاً: إن هذه المسألة التي يتواصى بها خصومه شاهد على عكس ذلك ، أي على أن ابن تيمية يتريث ، ويبحث ، ويتوثق قبل أن يحكم. ويتحرج من إلقاء تهمة الكفر ، أو إعلان الإجماع عليها دون تثبت. فكيف ذلك؟ فلننقل عبارة ابن تيمية التي نقلها البوطي ، وتحكم فيها ما تحكم ، وحذف منها ما حذف ، وفهم منها ما فهم ، وسخر منها ما سخر ، ولنضعها بين حاصرتين ولننظر فيها نظر من يريد أن يفهم؛ لا من يريد أن يصطاد ويشوه.
يقول ابن تيمية:
"قلت: أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شيء فهذا حق. ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف ذلك ، فإن القدرية الذين يقولون: إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله؟ أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ. والمعتزلة كلهم قدرية ، وكثير من الشيعة ، بل عامة الشيعة المتأخرين ، وكثير من المرجئة والخوارج وطوائف من أهل الحديث والفقه نسبوا إلى ذلك منهم طائفة من رجال الصحيحين. ولم يجمعوا على تكفير هؤلاء". [نقد مراتب الإجماع 168].
ما معنى هذا؟
إن هذا النص سيق أصلاً للرد على من ادعى إجماع السلف من أهل السنة والجماعة على تكفير من خالف هذه المقدمة: "الله وحده خالق كل شيء ".
فالمسألة هنا ليست مسألة إثبات هذه الحقيقة ونفي عكسها؛ وإنما هي إثبات دعوى الإجماع على أمر آخر ، وهو تكفير من قال قولاً يخالف ما انطوى عليه هذا العموم ، فالسلف وأهل السنة والجماعة الذين اتفقوا على أن الله خالق كل شيء؛ لم يتفقوا على تكفير من خالف ذلك ، أي إن منهم من كفر؛ ومنهم من لم يكفر. ثم استطرد ابن تيمية مفصلاً ، فذكر من هؤلاء الذين لم يجمع السلف على تكفيرهم: القدرية ، وكثير من الشيعة ، بل عامة الشيعة المتأخرين ، وكثير من المرجئة والخوارج ، وطوائف من أهل الحديث والفقه ، بل وبعض رجال الصحيحين نسب إليه القول بأن: "أفعال الحيوان لم يخلقها الله ".
إذن؛ هناك رجل (وهو ابن حزم) يقول: اتفق السلف على كفر من خالف القول بأن الله خالق كل شيء.
ورجل ثان (وهو ابن تيمية) يقول: لا ، لم يتفق السلف على كفر من خالف ذلك: فمنهم من كفر ، ومنهم من لم يهجم بالتكفير.
ورجل ثالث (وهو الكوثري) ، يتتبع الثاني بما لا طائل تحته.
ورجل رابع (وهو البوطي) يؤيد الأول ، ويستصغر بالثالث ، ويتهم الثاني "بالخلط والتخبط" طبقاً لمبدأ "رمتني بدائها وانسلت"!
أما الأول: فساق القضية مجردة عن الدليل ، على سبيل التعداد.
وأما الثاني: فذكر أدلته فقال: دليلي على أن لا إجماع على القول بالتكفير لمن خالف منطوق أن الله خالق كل شيء أنني وجدت طوائف من المسلمين (وسماهم) لم يتفق السلف وأهل السنة والجماعة على تكفيرهم ، بل تنازعوا في كفرهم ، ومعلوم أن ابن تيمية ينقل ما يعرف ، وهو الذي عاش في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن ، ومن يدري فلربما لو كان البوطي معاصراً ، له وبلغه قوله هذا لأثبته ، كأن يقول: أما ما قاله البوطي في كتابه السلفية(ا): "غير أنني ما سمعت وما رأيت إلى هذا اليوم أن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله ، وها هي ذي كتب الفرق والملل والنحل أمامنا ، ولم أجد في شيء منها مثل هذا النقل عنهم" فيقال له: ما دامت كتب الفرق والملل والنحل أمامكم فافتح منها الجزء الثالث من: (الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم) ص 54 واقرأ:
"قال أبو محمد: اختلفوا في خلق الله تعالى لأفعال عباده ، فذهب أهل السنة كلهم ، وقل من قال بالاستطاعة مع الفعل؛ كالمريسي ، وابن عون ، والنجاربة ، والأشعرية ، والجهمية ، وطوائف من الخوارج ، والمرجئة ، والشيعة؛ إلى أن جميع أفعال العباد مخلوقة ، خلقها الله عز وجل في الفاعلين لها. ووافقهم على هذا موافقة صحيحة من المعتزلة: ضرار بن عمرو ، وصاحبه أبو يحيى حفص الفرد. وذهب سائر المعتزلة ، ومن وافقهم على ذلك من المرجئة ، والخوارج والشيعة إلى أن أفعال العباد محدثة ، فعلها فاعلوها ، ولم يخلقها الله عز وجل".
فماذا عسى البوطي يقول بعد ذلك؟ أيصر على تكذيب ابن تيمية ويجمع إليه تكذيب ابن حزم الذي يدافع عنه؟ هذا لا يكون! لأن القضية تسقط برمتها حيث سقط موضوعها.
لقد كان البوطي في غنى عن هذه النهاية التي انتهى إليها لو أنه قرأ كلام ابن تيمية كاملاً(2) ، ولم يحذف منه ما حذف ومع ذلك تراه يقول: "هذا هو كلام ابن تيمية بطوله"! ، والقارئ يعجب ويحار في تفسير هذا الحذف في هذا الموضع: هل هو الحرص على تكذيب ابن تيمية وعدم الثقة فيما ينقل ، مع أن الرجل لم يرمه أحد من خصومه بالكذب والتقول ، وخاصة في نقل آراء الناس والفرق ، بل المشهور عنه أن الناس تضبط ما عندها من آراء الفرق والمذاهب على نقله. أم لأنه ذكر الشيعة فيمن ذكر ممن يقول بخلق أفعال العباد؛ فخاف البوطي من تبعة النقل ، أو جامل على الأقل ، عادّاً ذلك من الحكمة مثلاً! أم هو دافع العجلة والتسرع وغليان الدم؟ الله أعلم أي ذلك كان!
إن الشيخ يثير الشفقة حقاً.
يثير الشفقة حينما يحرص على أن يصم ابن تيمية بالتناقض.
ويثير الشفقة حينما يخلط اجتهاداته بكلام الكوثري.
ويثير الشفقة حين يقول: "ودونك فاستعرض ما هو مدون في مجموع فتاوى ابن تيمية تجده يكرر الحكم بتكفير من ينساق وراء أحد هذين الوهمين في كل مناسبة".
ويثير الشفقة حينما يعد بنقل بعض من تلك النصوص ، لكنه لم يفعل ، ولكن؛ ألم يعلق الأمر على مشيئة الله؟! إذن ، فلا لوم عليه!
تبقى مسألة أخيرة تتعلق بهذا الجدل غير المتكافئ ، فالقارئ لتعليق البوطي يخرج بنتيجة وهي أن ابن تيمية يرى رأي هؤلاء الذين يقولون: "إن أفعال العباد محدثة ، فعلها فاعلوها ، ولم يخلقها الله عز وجل".
بل يفهم القارئ - من حدته وخوضه يميناً وشمالاً - أن لا أحد يقول بهذا القول إلا ابن تيمية ، وهذا واضح من نفيه أن يكون أحد قد قال بذلك ، وأنه "ما سمع ولا رأى" ، لا هو ولا العلامة المحقق الكوثري (3) أن القدرية يعتقدون ذلك ، ولا يدري أن رأي ابن تيمية فيمن يقول بهذا القول يوجد في غير هذا الوضع الذي يختص - فقط - في بيان حقيقة بعض الإجماعات التي يدعيها بعض الناس؟ وقد أشار رحمه الله إلى ذلك بعبارة تبين مقصوده ، وتدفع كل توهم فقال: "والمقصود هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من الإجماعات ". أي لا مجال هنا لتفصيل القول فيمن قال بالتكفير ومن لم يقل ، لكن "الهوى يعمي وبصم" كما كتب الكوثري في واحد من تعاليقه ، وما أصدق هذا القول فيه وفي من يمشي على خطاه.
ويدعي أيضاً أن ابن تيمية "يمارس سعادة ولذة كبيرة في نقده معظم الأئمة والعلماء".
والجواب على ذلك: أما أن ابن تيمية ينقد كثيراً من العلماء فهذا حق ، ولا حرج عليه في ذلك إن شاء الله ، فلم يزل العلماء ينقد بعضهم بعضاً ويرد بعضهم على بعض ، وهذا مما يفتخر به الفكر الإسلامي ، ونعتبره مظهراً من مظاهر حرية الفكر التي طبعت هذا التاريخ ، وأما أنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في النقد فهذا يحتاج إلى بينة: إما من إقرار ابن تيمية نفسه؛ كأن يقول مثلاً: ما أسعدني حين أنقد عالماً! أو: ما ألذ الهجوم على فلان من العلماء؛ أو ما في معنى ذلك! أو أن ينقل لنا البوطي شيئاً مما نقد به ابن تيمية غيره ، ويضع أصابعنا على تلك السعادة وتلك اللذة! وحيث إنه لا إقرار من ابن تيمية ، بل عكس ذلك كثير ومثبوت في تضاعيف مؤلفاته؛ ولا نقل من البوطي ، ولم يدع هو لنا -كما لم نعهد عنده - القدرة على التدسس في مشاعر وأحاسيس ونوايا غيره؛ فستظل هذه دعوى لا تضر إلا مدعيها.
ويتطرف البوطي في أوهامه وتقديراته ، فيرى أن ابن تيمية يستسيغ ويستجيز تبرئة الفلاسفة القائلين بقدم العالم من الكفر إذا كان في ذلك وسيلة لتخطئة ابن حزم وبيان جهله! وهذه عبارته:
".. إذ لما كان في الانتصار لمذهب الفلاسفة في هذه المسألة ، بإبعاد تهمة الكفر عنهم بسببها على أقل تقدير ، ما يظهر ابن حزم في الإجماع الذي نقله ، في مظهر المخطئ المتسرع الذي لا يتثبت في الأحكام ، فلقد كان للجنوح إلى مذهب الفلاسفة وتهوين القول بالقدم النوعي للمادة ، ما يبرره! ولعل - من أقوى المبررات في نظره وشعوره (4) أن يصل إلى تخطئة ابن حزم وبيان جهله! " [كتابه ص 173].
وحتى يكتمل عجبنا من هذه الجرأة ، (ونستحي أن نسميها بغير هذا الاسم) لنستمع إلى رأي ابن تيمية بابن حزم الذي يدافع عنه البوطي هذا الدفاع المبطل ، ويرى أن ابن تيمية يستحل الكفر إذا كان ذلك سبيلاً إلى ماذا؟! إلي أمر بسيط بالنسبة للكفر؟ تخطئة ابن حزم وبيان جهله! يقول ابن تيمية معقباً على ذم العلماء لابن حزم بسبب اتباعه الظاهر ، ونفيه المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق ، وما في كلامه من الواقعية في الأكابر ، والإسراف في نفي المعاني ، ودعوى متابعة الظواهر:
"...وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال ، والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح ، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء" [مجموع الفتاوى 4/19-20].
ولا ندري بعد هذا كيف نوفق بين هذه الشهادة التي يشهدها ابن تيمية في ابن حزم ، وبين الشهادة التي يستخلصها البوطي ويقول: إنها ديدن ابن تيمية لا مع ابن حزم بل مع معظم الأئمة والعلماء! والأعجب من هذا أنه يعتبر هذه الافتراءات والترهات التي أوصله إليها تفكيره دفاعاً عن ابن تيمية حيث يقول:
"ولعل خير دفاع عنه (عن ابن تيمية) في تحليل أسباب هذا التناقض العجيب الذي تلبس به ، أن نتذكر طبيعته النقدية لمعظم الأئمة والعلماء ، حتى لكأنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في ذلك". أرأيت إلى هذا الدفاع؟! ألا يذكرك بتسمية هجوم إسرائيل وإغارتها على ما حواليها من الدول واحتلالها أرضها دفاعاً؟!
بل لا يستحي من تكرار هذا المعنى عندما يقول: "إن هذا التحليل لهذا الاضطراب المتناقض (5) في موقف ابن تيمية في هذه المسألة هو – بنظري – أقرب ما ينسجم مع الدفاع عن عقيدته الإسلامية التي لا نحب أن نرتاب فيها" والحمد لله على أن وضع هذا الاحتراس بنظري) في ثنايا هذه النتيجة التي وصل إليها ، فهو احتراس جميل بقدر ما هو منصف ، حيث لم يسد الباب أمام أنظار أخرى تقرأ لابن تيمية وتحكم عليه.
المسألة الثانية: نظرية الكسب:
ينسب البوطي لابن تيمية مخالفته عامة أهل السنة والجماعة. ومن يسميهم عامة أهل السنة والجماعة هنا هم الأشاعرة.
وعلى عادة البوطي في الإيهام والعبارات الملتوية ، يدعي على الخصم ادعاءات ، ثم يبني على هذه الادعاءات نتائج ، ثم يضع هذه النتائج في قوالب المسلمات التي لا تقبل الجدل كما فعل هنا. فبعد أن أشار إلى رأي الفلاسفة القدماء من أن الأشياء تكمن فيها أسباب ذاتية بالطبع؛ وإلى رأى بعض الفلاسفة "الإسلاميين" كالفارابي وابن رشد من أن الأشياء فيها أسباب أودعها الله فيها؛ ويضع قاسماً مشتركاً بين أولئك وهؤلاء ، وهو أن في الأشياء فاعلية كامنة في ذاتها تسمى العلة أو السبب ، ليصل إلى نتيجة موافقة ابن تيمية - القائل بالأسباب - للفلاسفة ، وهذا ما لا يغتفر.
ومن حيث الأصل فإن الحكم بصحة الرأي لا ينبني على موافقته لهذا الفريق من الناس مهما كانوا ، أو عدم موافقته ، بل لا بد أن يكون هذا الرأي صحيحاً في نفسه حتى لو أعرض عنه من أعرض ، أو أخذ به من أخذ ، ولكن العجب لا ينقضي من البوطي الذي يتجاوز عن الغزالي في تبنيه منطق اليونان برمته ، وحكمه "أنه من لا يحيط به فلا ثقة بعلومه أصلاً (6) ، بل يقرر أن ذلك ما هو جدير أن يشكره عليه ابن تيمية وغيره؛ فإذا ما قال ابن تيمية برأي وتبين أن للفلاسفة قولاً يوافقه كانت جريمة ، وأي جريمة!
نقول هذا ونتحفظ كثيراً على أن ابن تيمية وافق الفلاسفة ، فهكذا أراد البوطي ، وإلا فابن تيمية يرى رأيه مستنداً قبل كل شيء وبعده إلى الكتاب والسنة - وهذا شأنه دائماً - وحتى في هذه المسألة فإن رأيه في غاية الوضوح والسطوع ، ولا يعكر عليه إلا الابتسار والتشويه والتدخل المغرض في ليِّ عباراته والتقول عليه ، وبتر ما يدفع أي شبهة في فكر الرجل وعقيدته ، وكمثال على هذا البتر المغرض فإن البوطي نقل عنه قوله:
"ومن قال: إنه يفعل عندها لا بها ، فقد خالف ما جاء به القرآن ، وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع ، وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها ، مثل قدرة العبد". فسكت البوطي هنا ، ووقف ، ووقوفه مريب جداً حيث إن تتمة الفقرة تقول: "كما أن من جعلها (أي الأسباب) هي المبدعة فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره". [مجموع الفتاوى 3/112] واستبعاد هذه العبارة من الاستشهاد يهدم تهويلة البوطي من أساسها من أن "ابن تيمية يثبت بكلامه هذا العلة الأرسطاطاليسية صراحة (!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍) ويكرر نظرية الغريزة بمعناها الفلسفي الذي يعطي المادة فعالية ذاتية مستقلة. وبتعبير أدق: إن ابن تيمية يثبت من خلال كلامه هذا في السبب (ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب (!) ، وبهذا يخرج ابن تيمية هنا عن روح المذهب الإسلامي ، ويعتنق أكبر الأفكار التي يقوم عليها المنطق الأرسطاطاليسي كما يقرر الدكتور علي سامي النشار". [كتابه 175].
ومرة أخرى ننبه إلى أنه هنا خلط كلامه بكلام النشار ، فبينما يبتدئ الفقرة فتظن أن هذا كلامه؛ إذا به يختتمها محيلاً على النشار ، لكن أين ينتهي كلامه؛ وأين يبدأ كلام النشار؛ فهذا غير مهم عنده.
ونحن هنا ننقل عبارة النشار للمقارنة ، فهو يقول:
"..أو بمعنى موجز إنه أثبت العلية الأرسططاليسية (زاد البوطي هنا: صراحة!) فأثبت بقوله هو الغريزة أو النحيزة ، أو الخلق (اجتهد البوطي هنا فأضاف كلمة: نظرية ، وأضاف القوسين ، وأضاف جملة: بمعناها الفلسفي الذي يعطي المادة فاعليه ذاتية مستقلة. وهذا حتى يثبت إضافته على ما جاء به النشار ، فكم ترك الأول للآخر) أو بمعنى أدق: أثبت في السبب "ماهية" وجوهراً هو مسبب السبب (عبارة البوطي ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب)! وبهذا خرج عن روح المذهب الإسلامي ، واعتنق أكبر الأفكار التي يقوم عليها المنطق الأرسططاليسي"(7).
البوطي والنشار:
لابد هنا من كلمة تضاف حول النشار ، نضعها لما لها من مساس بمنهج البوطي ، فقد قرأت ما كتبه النشار في كتابه (مناهج البحث عند مفكري الإسلام) وخاصة ما كتبه عن الغزالي وابن تيمية ، ووجدته في الأغلب ينصف الرجلين ، ولا يجانبه الصواب إلا في هذا الـرأي الذي يقّوِّم فيه رأي ابن تيمية في نظرية (الأسباب) ، والنشار بالدرجة الأولى دارس فلسفة، وقد يكون معذوراً في اعتباره أن أهل السنة والجماعة هم الأشــاعرة فقط ، وأن مـن خالف الأشاعرة فقد خالف أهل السنة ، وأن نصيبه من الاعتماد على الأدلة - الشــرعية في بحثه قليل إن لم يكن معدوماً. وإنما قصاراه أقوال يجمعها لهذا وذاك ، ومقـارنات بين آراء فلاسفة اليونان والغرب؛ وفلاسفة المسلمين ، وعلى هذا فإذا قال ما قال بحكم التقليد فهذا ما أداه إليه علمه، على أن له في تقييم تراث ابن تيمية ما يغضب البوطي ويضيق به صــــدره، فـهـــو القائل في ابن تيمية:"وليس هناك في الحقيقة من تكلم – فيما قبل العصور الحديثة بما تكـلــم به ابن تيمية. لقد وصل حقاً إلى أوج الدرج في فلسفة المنهج التجريبي بنقده للمنطق اليوناني القياسي ، وبدعوته إلى المنطق الإسلامي التجريبي ، وعبر عن روح الحضارة الإسلامية الحقة في عصر الانهيار الحضاري الإسلامي الذي عاش فيه". (8)
ويقول في كتاب ابن تيمية: "الرد على المنطقيين":
"أعظم كتاب في التراث الإسلامي عن المنهج، تتبع فيه مؤلفه تاريخ المنطق الأرسططاليسي والهجوم عليه ، ثم وضع هو آراءه في هذا المنطق في أصالة نادرة وعبقرية فذة"(9).
من المؤكد أن الشيخ البوطي قد مر على هــذه الآراء في كتاب النشار ، ولكن لم يختر إلا ما يوافق هواه بغض النظر عن صحته. وكمقارنـــة بين الرجلين: النشار والبوطي؛ فإن النشار يكتب عن ابن تيمية بعقلية العالم الحيادي ، وحـتـى لــو أخطـأ في بعض آرائه فلا يمنعه التعصب والهوى أن يعلن ما يعتقد أنه صواب ، وما يبدو من خـطـئــه فمرجعه إلى ما ألفه واعتاده من آراء ، أما البوطي فيكتب عن ابن تيمية بعقلية الذي يصيح: يالثارات الغزالي، وعـلـم الـكـــلام، وابن حـــزم، والصـوفـيـة، وابن عربي، ونظرية الكسب، يالثارات كل الأشخاص وكل المسائل التي تعرض لها ابن تيمية وعصف بها. وفي الجملة؛ فمن الصعب عليه أن يـنـصـف من يرى أن مصلحته في الهجوم عليه، إنــه قــد يـوهـمـــك أنه يحاول الإنصاف، ولكن طبيعته لا تطاوعه في ذلك ، وهذه كتبه هل ترى فيها شيئاً مـــن إنصاف من ينزل بساحتهم ، بل هذا كتابه (السلفية) اقرأه وقلب النظر فيه ، فإنك لن تـعـثـر فيه على رائحة إنصاف.
ومما عرضناه حول هاتين المسألتين اللتين جاء بـهـمــا البوطي ليستدل على تخبط وتناقض ابن تيمية تبين لنا: من المتخبط ومن المـتـنـاقــــض؟ على أن عدم الأصالة في الفهم؛ وعدم إصابة المعنى الصحيح للكلام قد تغتفر، فالناس فهوم وطاقات. لكن الذي لا يغتفر هو البعد عن الأمانة في النقل ، وتحريف الكلام ليوافق الهوى.
وكلمة أخيرة: فالبوطي ليس مبدعاً في التعرض لهاتين المسـألتين: لا من حيث اختيارهما؛ ولا من حيث معالجتهما. ولم يفـعـل ســـوى أن دلـل عـلـى قدرة لا يحسد عليها في ادعاء اجتهادات ليست له ، ويا ليتها كانت اجتهادات صحـيحـة! إذن لهان الخطب! ولكنها اجتهادات خطأ فأصبحت بتبني البوطي لها وتعليقه عليها خطأ مركباً.
الهوامش:
*سقطت من عنوان المقال في العدد الماضي كلمة: (البوطي) خطأ ، فنرجو المعذرة.
1 - ص 166.
2- الدفاع لعدم إثبات بقية الكلام هنا ليس العجلة ، بدليل أنه ساق بعد ذلك قطعة من كلام ابن تيمية ، لكن بعد إسقاط الفقرة التي ساق فيها ابن تيمية أدلته وأسماء الفرق المخالفة.
3- ما أرخص الألقاب التي تكال جزافاً في سوق العلم!
4- حتى شعور ابن تيمية يدعي البوطي الإحاطة به!
5- لم استطع هضم ولا فهم: (الاضطراب المتناقض) ، وأرجو ممن يأنس من نفسه القدرة على فهم هذه العبارة تفهيمي إياها
6- مناهج البحث للنشار 172 نقلاً عن المستصفى للغزالي 101/1
7- اختار البوطي الفعل المضارع: يخرج ويعتنق ، ولعل ذلك للدلالة على الاستمرار ، وليطبع الكلام بأسلوبه المميز!!
8- مناهج البحث للنشار 270- 271
9- مناهج البحث للنشار 369
  #2  
قديم 10-03-2001, 09:04 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

لا لا ينفع هذا والحالة أن يقال: مبتدع مدح مبتدعا

هذا كلام البوطي الكفري في كتابه (من الفكر إلى القلب) ص/50 يقول:

فمن شأن هذه الصفات إذا وجدت في الإنسان أن تسكره وتأخذ بلبه وتنسيه حقيقته وتجعله يتمطى إلى مستوى الربوبية. إ.هـ كلامه الكفري

فهل ينفع مدح البوطي لابن تيمية وقد وقع في هذا الكفر الشنيع بالإجماع؟

وفي كتاب (منهج الحضارة الإنسانية في القرآن) ص/49-50 يقول عن الإنسان: هذه الصفات ليس في حقيقتها إلا ظلالا وفيوضات من صفات الربوبية أنعم الله بها على هذا المخلوق. إ.هـ

فيا حسرة على من احتج بضال يمدح ضالا....... البوطي حلولي والحلول كفر فاتركه وكفره وهذا جزء من كفرياته في كتبه فكيف لو كنت على الحق تحتج به؟؟؟؟

عقوبة من الله لك أن تمدح مبتدعا بمبتدع

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
  #3  
قديم 11-03-2001, 07:20 AM
مفكر مفكر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 29
Post

السيد أبا أسامة ....

لا ينفع أن تنطلق في دفاعك عن ابن تيمية من خلفيات سطحية .. وإنما عليك أن تحرر عقائد الرجل .. وترد وتدافع عنه في عقائد باطلة لا يقول بها المسلمون .. ولا أظنك تقدر على ذلك ..

ناقش مثلاً:
1- قول ابن تيمية بحوادث لا أول لها ... وما يلزمه في ذلك وحكم علماء المسلمين قاطبة على من يقول بقدم جنس أو نوع المخلوقات ..

2- وصف ابن تيمية لله بالتجسيم القبيح .. ووصف صفاته بالأعضاء وغير ذلك ..

3- قول ابن تيمية بفناء أهل النار الذي رد عليه شيوخكم السلفيون في هذا كالألباني والشوكاني ..

ولن أسرد لك العقائد الكثيرة الباطلة الفاسدة التي قال بها ابن تيمية ..
بعد ذلك يمكن أن تناقش موقف البوطي أو غيره .. ولست بصدد الدفاع عن البوطي .. ولكن المواقف التي تبينها أنت على العواطف لا قيمة لها .. أمام الحجة والبرهان ..
أما طعنك في الإمام الكوثري فليس بغريب .. ولا عجيب .. فهو من فضح ابن تيمية في عقائده المنحرفة .. وهو من نصر عقائد السادة الأشاعرة الذين ظل ابن تيمية عمره لإبطالها وما استطاع ..

فاتق الله في نفسك .. وتعلم قبل أن تكتب .. وإلى الله المشتكى من جهل أبناء هذا الزمان ...

  #4  
قديم 11-03-2001, 03:34 PM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post

الأخ الكريم الجواهري ..
الشيخ البوطي مبتدع عندك ..
وعلى طريقتك هذه في تكفير الناس وتضليلهم فحجة الإسلام الغزالي مبتدع ضال زائغ عندك ولا حاجة لذكر الأسباب فأنت أعرف بها مني . وليس الغزالي فحسب بل طائفة من العلماء الأجلة كالهيتمي مثلا !!
والشيخ البوطي ليس حلولي كما تدعي . بل هو ينكر هذه العقيدة . والرجل له موقع فاسأله سؤال جاهل بخفايا النفوس وأحسن الظن والزم الحدود ولا تأتينا بتكفيرٍ من عند نفسك تنشره هنا . فالحذر الحذر من التكفير والتضليل .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

العبد الفقير
  #5  
قديم 11-03-2001, 05:00 PM
الشاذلي الشاذلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 146
Post

الاخ الكريم الجواهري مع تتبعي لموضاعتك رايت انك ممن نهل من منبع العلم الشرعي من اصوله وعندك اسانيد عالية في الحديث , ولكن يااخي الظاهر انك لم تقرا ما كتب اعلاه , فالبوطي لم يمدح ابن تيمية بل وضع النقاط على الحروف بغض النظر عن المداخلات الطفيلية والتعليقات السمجة التي تخدم موضوع الكاتب بوضوح ,من التلاعب والتزييف , اما تهجمك على البوطي فلم ارى له مسبب وهذا ما اثار استغرابي منك , فالبوطي ليس حلولي وهذا ما هو مشهور عنه بل هو من الد اعداء الحلوليين واقواله التي نقلتها معانيها بادية الوضوح ولااظنها خفيت عليك ولكم مني السلام
  #6  
قديم 11-03-2001, 08:37 PM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post

الأخ الشاذلي بصراحة لم أقرأ كلام الرجل لطوله فقرأت رد الأخ الجواهري فعقبت عليه ناصحا . وبعد ما قرأت كلام أبي أسامة وجدت أنه ينقل ذم البوطي وانتقاده ابن تيمية ولا ينقل مديحا هذا بعد ما قرأت تعليقك !! فزاد استغرابي تعقيب الأخ الجواهري .
وتعليقات الأخ أبي أسامة ليست إلا وجهة نظر وتحليل منه وتحذير الناس من الافتراءات بغض النظر عن مشربه وعن ما يقصده من وراء كل ذلك . وجدير بنا أن نعلق عليه ونعقب على كلامه إن كان هناك ما يحتاج إلى تعقيب وتعليق . وإلا فالسكوت أولى .
الأخ أبوأسامة يحلل انتقاد البوطي . كقول البوطي مثلا "ولعل خير دفاع عنه (عن ابن تيمية) في تحليل أسباب هذا التناقض العجيب الذي تلبس به ، أن نتذكر طبيعته النقدية لمعظم الأئمة والعلماء ، حتى لكأنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في ذلك"
وقوله " إذ لما كان في الانتصار لمذهب الفلاسفة في هذه المسألة ، بإبعاد تهمة الكفر عنهم بسببها على أقل تقدير ، ما يظهر ابن حزم في الإجماع الذي نقله ، في مظهر المخطئ المتسرع الذي لا يتثبت في الأحكام ، فلقد كان للجنوح إلى مذهب الفلاسفة وتهوين القول بالقدم النوعي للمادة ، ما يبرره! ولعل - من أقوى المبررات في نظره وشعوره أن يصل إلى تخطئة ابن حزم وبيان جهله"
وتعليقات الأخ أبي أسامة لا أراها سمجة بل منطقية وصحيحة إن كان صادقا في نقله عن البوطي ولم يحذف أو يحرف . ومن حقه ذلك ولو كنا مكانه لفعلنا مثل ما يفعل هو أليس كذلك .
ولي تعليق على مقال الأخ أبي أسامة :
أخ أبوأسامة ..
قلت : "ومن حيث الأصل فإن الحكم بصحة الرأي لا ينبني على موافقته لهذا الفريق من الناس مهما كانوا ، أو عدم موافقته ، بل لا بد أن يكون هذا الرأي صحيحاً في نفسه حتى لو أعرض عنه من أعرض ، أو أخذ به من أخذ ... وإلا فابن تيمية يرى رأيه مستنداً قبل كل شيء وبعده إلى الكتاب والسنة - وهذا شأنه دائماً"
أقول : هذه العبارة نابعة نتيجة ما تجده من انتقاد بعض الناس اللاذع في ابن تيمية ، لكن ليتك تعمل بها أنت وأصحابك ، وتدعوا اتهام الأشعرية بالتجهم والاعتزال . فهؤلاء الأشعرية تتبرأ من نسبة الاعتزال أو التجهم إليها ولا تستند إلا إلى الكتاب والسنة الصحيحة .
والعجب أن في مقالك ما يناقض ما تقول ، فأنت تجعل انتقاد الكوثري لابن تيمية بسب الكره وفي نفس الوقت تنتقد بشدة البوطي حيث قلت "فيرى البوطي أن ابن تيمية يستسيغ ويستجيز تبرئة الفلاسفة القائلين بقدم العالم من الكفر إذا كان في ذلك وسيلة لتخطئة ابن حزم وبيان جهله"
وفي الحقيقة أن الكوثري إنما يرد دفاعا عن الكتاب والسنة والعقيدة الصحيحة وليس لأغراض شخصية !!
وما كتبته ليس إلا انتقاد أسلوب شخص فحسب . وما يفعله البوطي -إن سلمنا صحة نقلك وسلامة بحثك- يفعله الكثير الكثير من أتباعكم كسفر الحوالي مثلا ... حيث يغلب عليهم العمى والتعامي والتعصب والهوى .0
  #7  
قديم 11-03-2001, 09:28 PM
أبو صالح أبو صالح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 237
Post

وأنا أضم صوتي إلى صوت الأخوين الشاذلي والهاشمي وأتعجب من تسرع الأخ الجواهري الذي لم أعهده من قبل

وقد حاولت أن أبعث برسالة للبوطي في موقعه لكنه متوقف حاليا عن استقبال الأسئلة فبعثتها لدار الفكر وهاكم نص الرسالة:

أعلم أن سعادة الدكتور في انشغال في الوقت الحالي لكني أردت أن أبعث هذه الرسالة له لأهميته القصوى

هناك من طلبة علم الحديث وهو طالب يبدو أنه مناشد للحق فهو أشعري صوفي لكنه لم يستطع أن يلتمس للدكتور البوطي العذر لما كتبه حاملا تلك العبارات على الحلولية

فمن كتابه (من الفكر إلى القلب) ص/50 نقل قول الدكتور:
فمن شأن هذه الصفات إذا وجدت في الإنسان أن تسكره وتأخذ بلبه وتنسيه حقيقته وتجعله يتمطى إلى مستوى الربوبية. إ.هـ

ومن كتاب (منهج الحضارة الإنسانية في القرآن) ص/49-50 نقل عن الدكتور قوله عن الإنسان: هذه الصفات ليس في حقيقتها إلا ظلالا وفيوضات من صفات الربوبية أنعم الله بها على هذا المخلوق. إ.هـ

وعقب بأن هذا الكلام فيه حلول وكفر

وعندما نظرت فيها وجدت أن الخطب هين في الثانية وهي من باب تخلقوا بإخلاق الله أي تحلوا بصفة الرحمة والرأفة والقوة في الحق إلخ... وعليه حمل جمع من العلماء قوله صلى الله عليه وآله وسلم خلق الله آدم على صورته

لكني وجدت صعوبة في تأويل العبارة الأولى مع وجود قول الدكتور (وتجعله يتمطى إلى مستوى الربوبية)

=========================

وأنا أنتظر الرد مع علمي بصحة معتقد الدكتور البوطي وسيره على خطى الجمهور في هذا الباب


ولو حملنا عبارة كل مسلم على أسوأ محاملها لما كانوا ولما كنا مسلمين حقا

ويظهر جليا أن أخانا الجواهري قرأ العنوان فظن أن وقفة البوطي كانت في صالح ابن تيمية فكانت هذه أول تسرعاته

ومن يطالع كتابات البوطي يعلم قوة محاجته لابن تيمية بل وحشره في زوايا ضيقة تدل على مدى قوة البوطي في هذا الباب ومقدار ما كشفه من عوار وتلبيسات فلسفية خاضها ابن تيمية

وأنا هنا أناشد أخانا الجواهري بإعادة النظر والتمهل في إطلاق الأحكام
فنحن أهل السنة لا نريد أن نكون مثل أولئك المكفرة المختلين الذين نحارب تكفيرهم للأمة ممن حالهم يشبه الخوارج

والسلام
  #8  
قديم 12-03-2001, 07:04 PM
أبوخولة أبوخولة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 74
Post

الحمد لله

البوطى حفظه الله من علماء أهل السنة والجماعة المعتدلين وما ذكره الاخ الجواهرى لا يعدو ان يكون قراءة لنص قد قصد به البوطى غير مافهمه الجواهرى لان عقيدة البوطى واضحة فى كتابه كبرى اليقينيات الكونية ولا حاجة لتوضيحها.

وكما ذكر فى مقدمة كتابه انه بعد كتابة كتابه السلفية الذى نقل منه الاخ ابواسامة تعرض للنقذ من قبل متشددى الحنابلة ومتشددى الصوفية.

وإرضاء الناس غاية لا تدرك.

  #9  
قديم 12-03-2001, 08:00 PM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

الأخوة المنصفين من رواد الخيمة،
ظني بكم أنكم تقبلون النصيحة بعيدا عن التعصب، فاقبلوا هذه الكلمات مني و أنتم لذلك أهل.
أولا: لا ينبغي الكيل بمكيالين. فالأحكام الشرعية تنطبق على ابن تيمية و البوطي و غيرهما. و أنتم تدركون أن مشكلة الوهابية هو التعصب للأشخاص فاحذروا من ذلك كل الحذر. إذن الفيصل في الحكم على الأشخاص هو الأحكام الشرعية و هذا لا إشكال فيه.
ثانيا: بيد أن الأحكام التفصيلية عينها تؤخذ من أقوال الأشخاص. و قد يلبس البعض على العوام و هم ما يسمى السلفية فيقولون نحن نأخذ من الكتاب و السنة مباشرة و حقيقة الأمر أنهم إنما يُملون أفهامهم هم على أنفسهم أو أتباعهم فيكونون بذلك قد أخذوا الأحكام من أشخاص أيضا.
ثالثا: يفهم مما سبق أن الأمر قد آل إلى فهم الأشخاص. و ضبط ذلك كما تعلمون يكون بتحديد صفات من له أهلية استنباط الأحكام الشرعية.
ثالثا: لا يخفى عليكم أن أهل السنة قد تلقوا بالقبول المذاهب الأربعة كمرجعية في الأحكام الشرعية لثبوت أهلية الاستنباط و الاجتهاد المطلق في أصحابها. فهل ترتضون هذه الأحكام؟ فإن قلتم لا فهي دعوى منكم بالاجتهاد المطلق و يعوزها الدليل، و إن قبلتم فقد جعلتموها –أي المذاهب- الفيصل بيننا و بينكم. أما البوطي نفسه فإنه يقر بأن اللامذهبية هي من أخطر البدع كما في كتابه المعروف. إذن فهو يرتضي الحكم عليه من خلال هذه المذاهب و لن يسعفه وقتئذ أن والده كان من علماء الشام الأجلاء كما لم يسعف ابن تيمية أن جده كان من العلماء الأفاضل.
رابعا: المذاهب الأربعة مجمعة على أن الردة تحصل بقول أو فعل أو اعتقاد كفري، فلو نطق أو كتب الكفر و هو غير معتقد له فهو كافر بالإجماع لأنه طائع غير مكره على ذلك القول، و قد ذكرنا الأدلة من المذاهب الأربعة على هذا الأمر فلينظره من شاء في الرابط التالي:
http://hewar.khayma.com/Forum2/HTML/001612-2.html

و عليه فإن التلفظ بما هو صريح بالحلول و الاتحاد فهو كفر و إن كان صاحبه لا يعتقد ذلك. و كذلك التلفظ بصريح التجسيم كفر و إن كان صاحبه لا يعتقد ذلك. أما إجراء المتشابه من القرآن و السنة دون اعتقاد التجسيم أو الحلول فلا كفر فيه جزما. فلو تلا شخص "و جاء ربك" فلا يكفر جزما إلا إن اعتقد الحركة ، أما إن قال "و ركض ربك" حكمنا عليه بالتكفير فورا دون الالتفات لمعتقده. و قد كانت بعض النساء اللاتي ادعين العلم يقلن لتلميذاتهن المخدوعات:"إن الله يهرب من الغرفة الوسخة"، فهذا كفر لا يحتمل التأويل. و من ذلك ما يكتبه بعض الشعراء الزنادقة بحجة أنه شعر الرمز كقول السياب:" و كان إلهنا يختال. بين عصائب الأبطال. من زند إلى زند" إلى أن قال:" إله محمد و إله آبائي من العرب. تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوار. و في يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار".
و هاكم ما ذكره البوطي من الطامات في بعض كتبه:
يقول في كتابه "هذا والدي" ص/65 متحدثا عن أبيه:"كان إذا وضع الطعام و اجتمعنا معه على مائدته أمرنا جميعا أن نجلس جلسة أدب حتى لكأننا ماثلون من هذه المائدة أمام الله"اهـ
و يقول في ص/193 من كتاب "من الفكر و القلب":"إلهي أي شيء يوحشني من الدنيا فقده بعد أن رأيتك أمامي و أنست بك"اهـ
و يقول ص/211 من كتابه "من الفكر و القلب" :"فالجمال في مظهره الذاتي إنما هو جمال الله وحده فاض مظهره و تجلت أشكاله على شتى النماذج و الرسوم"اهـ
و يقول في كتابه"الإسلام ملاذ كل المجتمعات الإنسانية" ص/24:"و توضيح ذلك أن هذه القدرات ليست في أصلها و حقيقتها إلا من بعض صفات الربوبية و إنما متع الله الإنسان بها بفيوضات يسيرة جدا"اهـ
و يقول في كتابه "الإنسان مسير أم مخير"ص/73:"إذ ان هذه القدرة إنما هي في الحقيقة قدرة الله أودعت في كيان الإنسان لتكون خادما لرغائبه و مظهرا لتحركاته"اهـ
و في كتاب كبرى اليقينيات ص/77 يقول:"و بتعبير آخر نقول إن ما تراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من حقيقة واحدة ألا و هي ذات الله، و من المحال أن تدرك ماهية الحقائق الصغرى قبل أن تدرك منبعها و أصلها الأول"اهــ انتبه لقوله عن الله أصل و منبع.
و في الكتاب نفسه ص/291 يسمي الله علة قائلا:"إلى ان تنتهي بك هذه العلل الكثيرة المختلفة إلى العلة الوحيدة الكبرى الكامنة خلف ما قد رأيت أي إلى واجب الوجود و هو الله عز و جل"اهـ ألم يتعلم البوطي على مشايخه أن الإمام ركن الإسلام السغدي كفر من سمى الله سببا و علة.
و في قصة يزعم انه ترجمها من الكردية -و بئس ما ترجم من الكفر- و تسمى "ممو زين" ص/189 يقول مترجما:"أي ربي آمنت أن هذا الكون كله جسم و أنت روحه، و أن هذا الوجود حقيقة أنت سرها، أنت حسن زينة الأحبة و العشاق"اهـ، أهذه نصيحة المسلمين يا دكتور! أتمدح هذه القصة في المقدمة ثم تورد الكلام الكفري دون أن تنبه القراء لخطورة هذا الكلام. كيف لك بعد ذلك أن تدعي الغيرة على دين الله و أنت تسوق هذا الكفر الصريح. بالله عليكم هل هذا دأب العلماء و قد قالوا الرضى بالكفر كفر.
و انتبه يا طالب العلم لمقولات البوطي الفاسدة في مسألة القدر فقد جعل قدرة الله تابعة لقدرة العبد، فها هو يقول في كتابه المسمى "الإنسان مسير أم مخير" ص/97:"إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي و أكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته و عزمه على شيء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته و عزمه، و من ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه عليه عزمه و قصده" اهـ. كأنك يا دكتور لم تقرأ قوله تعالى:"و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله "، و كأنك لم تاخذ عن أبيك مسألة الكسب بتمامها. و هنا نحذر المسلمين من شعر أبى القاسم الشابي الذي فيه" إذا الشعب يوما أراد الحياة. فلا بد أن يستجيب القدر" فإنه ككلام البوطي. و ليعلم أن الإنسان مخير تحت مشيئة الله كما علمنا مشائخ الشام الصادقون الناصحون المشفقون على أبناء المسلمين.
قد والله سبقتني للأمر بالمعروف يا جواهري، و قد كنت اعني البوطي في اغلب مقالاتي السابقة التي انكرت فيها -انا العبد الفقير- على بعض المتاخرين الذين كثر التناقض في كلامهم، فقد و الله أهلكك يا دكتور ترحمك على ابن تيمية و أنت المطلع على كفرياته و أهلكك مدحك المجرم ابن عبدالوهاب في كتابك المسمى السلفية ص/235 حيث نعت حركته بأنها جاءت لتحارب البدع و الخرافات و لطالما قتلوا المسلمين و ذبحوهم، فتعرضت بهذا إلى أولياء الله من سادتي الرفاعية و غيرهم فانظر إلى أي شيء انتهيت، و الله عزيز ذو انتقام.





  #10  
قديم 13-03-2001, 01:12 PM
ناقد ناقد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 22
Post

بيان : حيث إن الموضوع الأول الذي كتبه أبو أسامة أغلق، وأنا أرى أن الحوار فيه يمكن أن يستأنف ، ولم أتمكن من نشر ردي عليه هناك، فأقوم الآن بنشر الرد على المقال الأول من هنا، راجيا أن يتقبل الأخ العزيز الفاروق هذا الصنيع مني.بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض التعليقات على ما كتبه أبو أسامة حول ابن تيمية والبوطي.
1- انتشار فكر ابن تيمية بين العامة في هذا الزمان وتأثر كثير من غيرهم به إنما ظهر خاصة لأن إحدى الدول وهي السعودية تبنت أفكاره ومذهبه من خلال بتنيها مذهب الوهابية. وانتشار المذهب لا يدل على صحته خاصة في هذا الزمان، فأنت ترى انتشار مذهب الشيعة أيضا لنفس السبب، وانتشرت الشيوعية لفترة زمانية معينة لوجود دولة تنادي بها، ثم اضمحلت الآن. فلا يجوز الاستدلال على صحة مذهبٍ بانتشاره عن طريق الدول والحكومات، خاصة إذا كانت هذه الحكومات مرتبطة بالفكر والسيطرة الغربية كما هو متحقق في حالتنا هذه.
2- لا يجوز أن يقال إن هذا الكلام يمكن أن يطبق أيضا على المذهب الأشعري لأننا نقول: إن سبب انتشار المذهب الأشعري ليس هو الدولة نفسها بل قوته، بدليل إنه وعلى تعاقب الدول الإسلامية استمر قائما ومنتشرا بين العلماء والناس، حتى في الأندلس وسائر دول أوروبا ، وأيضا فالدول التي كانت تتبنى هذا المنهج كانت دولا إسلامية خالصة وغير مرتبطة بالأجانب ومنها الدولة العباسية والسلاجقة والأيوبية والمماليك والتومرتية والعثمانية، ولذلك فأنت لا ترى الآن دولة قائمة مستقلة تنادي بهذا المذهب كما تنادي السعودية بالوهابية التيمية، وكما تنادي إيران بالتشيع، ومع ذلك فما زال مذهب الأشاعرة موجودا لاعتماده على اقتناع أهل العلم به.
3- الذي يظهر أن مذهب ابن تيمية إنما انتشر شيئا قلبلا أثناء حياته بالتحاق كثير من العوام به وقليل جدا من العلماء، وأما بعد موته فإنه اندحر واندثر واستمر كذلك إلى أن تبنته دولة ىل سعود في هذا الزمان، وخلال الأزمنة الماضية كان اسم ابن تيمية يتداول وعلى مستوى قليل كما يتداول اسم ابن حزم (وإن كان هذا أشرف عندي من ابن تيمية) أو بعض أصحاب الفرق البائدة الذين تنقل عنهم آراؤهم الشاذة لتنبيه منها غالبا. مع العلم أننا لا نقول بانعدام الصواب من أقواله، ولكن هذا الصواب اشترك فيه مع غيره من العلماء. فلم يتفرد بشيء من ذلك على الأغلب.
4- قلتَ يا أبا أسامة (. لـقـد تـعـاوره نـاس مـن طبقات شتى، وناشته أسلحة عمالقة وأقزام ، كلهم يحاول جهده ، ويجرب حظه! ولكن أين هؤلاء ، ومن يذكرهم؟! ومن يقرأ لهم؟). أقول: المسألة لا يجوز أن تطرح كما تطرحها أنت، فابن تيمية لما كان في زمان العلماء الأكابر لم يرتفع له صيت، ولم يسطتع مناقشة من خالفه منهم، وأصرَّ على ابتداعه ومغالطاته، ولذلك لم يجدوا بدا من الحكم عليه بالسجن، لأن هذا هو حكم المغالط في أصول الدين والذي يصر على نشر بدعته. وبعد ذلك سواءا انتشر صيته أو لم ينتشر فليس هذا هو المقياس في أمور التوحيد. ومع ذلك فإننا نعلم يقينا أن صيته اندحر مباشرة بعد وفاته، ولم يبق له ذكر، ولم ينتشر له رأي حتى برز إلى الوجود دعوة الوهابية، وتعاملهم واعتمدوا مذهبه، فلهذا كان بداية علو صيته في هذا القرن على من اتفق غالب العلماء على أنهم مبتدعة، وقاصرون في سائر العلوم.
5- أسلوب البوطي في الحوار مع ابن تيمية يتلخص فيما يلي: إنه يحاول التلطف في إظهار أغلاط ابن تيمية وذلك من خلال محاولة إظهاره بذل جهده محاولا إدراك الحق، ولكنه أخطأ، أي إن البوطي يحاول أن لا يفهمه الناس وخاصة المتبعون لابن تيمية كمتعصب لرأيه ومتزمت وحاقد على ابن تيمية، ولذلك تراه في بعض الأحيان يترحم عليه، وتراه يذكره ببعض الأوصاف العالية وفي نفس الوقت ينص على أغلاطه ما أمكنه ذلك. وهو يتبع هذا الأسلوب لأنه يرى الناس المتبعين لابن تيمية مغالين في تقليدهم له، ويرفعونه أو يكادون إلى مصاف المعصومين ويستهينون بباقي الأئمة والعلماء في مقابله.
6- وأما أسلوب البوطي الأدبي الراقي فهو ليس إلا منقبة من مناقبه، ولا يعاب عليه.
7- أنا لا أقصد الدفاع عن البوطي، بقدر ما يهمني توضيح طريقته على حسب فهمي لها، وأنا لا تعجبني هذه الطريقة خاصة مع من انتشرت بدعتهم وكثر فساد أقوالهم كابن تيمية، فهؤلاء يجب التصريح بمخالفتهم للحق ومحاولة عدم مدحهم لئلا يفهم هذا المدح تملقا لهم أو لأتباعهم خاصة مع كثرة هؤلاء في هذا الزمان، بل الأصل المجاهرة بالحق والإعلان عن مناقضة ابن تيمية للحق، وهذا الأسلواب لا ينافي المجادلة بالتي هي أحسن. ولكل واحد بعد ذلك أسلوبه وطريقته.
8- موقف ابن تيمية من علم الكلام يتلخص في أنه يحارب جميع المتكلمين الذين يخالفونه في مذهبه وهو مذهب التجسيم، ويناقضهم ويهجم عليهم، وهو لا يتورع من إظهارهم بمظهر شنيع تلبيسا عليهم أمام العامة ومن يقرأ كتبه، ولا ريب أن ألفاظه توهم كثيرا من أتباعه أن علم الكلام مذموم مطلقا، ولكن حقيقة رأيه الذي يسير هو عليه هو نصرته لعلم الكلام على طريقة المجسمة أو على طريقته هو فقط، وفي القيقة فإن النسبة الأكبر من كتب ابن تيمية إذا أردنا أن نصنفها فإننا نضعها في ضمن كتب علم الكلام. وأما الجهلة من أتباعه الذين غرر بهم هو بألفاظه وتهويلاته فيظنون أنه يذم علم الكلام مطلقا.
9- البوطي عندما يأتي بالغزالي كمقابل وضد لابن تيمية، فإنما يقصد أن يقول للناس: غن الآراء التي ذكرها ابن تيمية وقال بها وتبناها، وادعى أنها هي آراء أهل الحق، قد انتهى العلماء الكبار من نقدها وبيان غلطها، وومن فعل ذلك الإمام حجة الإسلام الغزالي ، وفي الحقيقة فإنه لا يوجد واحد تصدى للفلاسفة كما فعل الغزالي، وهذا مشهور ومعلوم، وأما الاصطلاحات فلا مشاحة فيها، ولكن الاعتراض إنما يتوجه عندما يقع الواحد فريسة سهلة بين أيدي الفلاسفة، كما حصل لابن تيمية نفسه وكان من حاصل ذلك أن قال بأن علم الله تعالى قسمان فعلي وانفعالي، وأن الله تعالى يتأثر بخلقه، وأن الحوادث تقوم بذات الله تعالى، وأن العالم قديم بالنوع. إلى غير ذلك من تهويلات. وابن تيمية تلقى هذه الأقوال من مشايخه في التجسيم ثم جند أقوال الفلاسفة ومعرفته بكتب علم الكلام ليحاول الاستدلال عليها وإثباتها ..... وأنى له ذلك!!
10- نعم إن ابن تيمية يوهم كلامه أن الغزالي تراجع عن عقائده وطريقته التي سار عليها هو طوال حياته (أقصد المذهب الأشعري، وخاصة مسألة تنزيه الله تعالى عن التشبيه) ثم مات وهو نادم ، ولهذا قال عنه " ومات وهو مشتغل بالبخاري ومسلم"، ليوهم أتباعه الذين لا يعرف أكثرهم من هو الغزالي أنه مات نادما على علومه ومعارفه وانحرف إلى طريقة المجسمة في نهاية حياته، والحقيقة أنه مات وهو مشتغل بالاستنباط وشرح وتفهيم الأحاديث الواردة في البخاري ومسلم. وبيان أنها لا تناقض طريقة أهل السنة الأشاعرة ومن وافقهم. بينما يريد ابن تيمية إيهام القارئ بأنه يقول بها على ما يظهر لابن تيمية وأمثاله من معاني التجسيم والتشبيه.
11- وأما موقف الغزالي رحمه الله من علم المنطق فهو صحيح تماما، بخلاف ابن تيمية الذي تهافت كثيرا ليحاول إبطال علم المنطق فلم يستطع، وذلك قد بينه تمام البيان الأستاذ سعيد فودة في كتابه "تدعيم المنطق" كما بين تهافت ابن تيمية في اعتقاداته في كتاب"الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية".
12- أنت يا أبا أسامة وصفت في كلامك العلامة الإمام الكوثري بأنه "متعصب شعوبي حاقد من المتأخرين" لمجرد أنه قال عن ابن تيمية:" وحيث إنه لم يكن له شيخ يرشده في العلوم النظرية أصبح علمه لا يرتكن على شيء وثيق خليطا كثير التناقض، توزعت مواهبه في أهواء متعبة، ثم أفضى إلى ما عمل وزالت فتنته برد العلماء عليه". هذا هو رأي الكوثري ، والكوثري قال بذلك نتيجة لشدة معرفته بابن تيمية، وتعرفه لحقيقة مذهبه، وتمييز أنه من أكبر الدعاة إلى مذهب التجسيم، وأنا أرى عين هذا الرأي أيضا وكثير من العلماء يرون ذلك أيضا، وليس المقام هو الاستدلال على صحة هذا الكلام. فيوجد الكثير من الكتب تدلل على صحته ومنها ما ذكرناه سابقا، وأما رأيك أنت في الكوثري فكيف جاز لك أن تصفه بهذه الصفات "إنه شعوبي حاقد" والشعوبي كما نعرف هو الذي يقدح في أصل الجنس العربي ويرون أن الأعاجم أعلى منزلة من العرب في العلوم والمعارف، فأين الدليل على ذلك في حق العلامة الكوثري؟! ألا ترى أن هذا مجرد افتراء منك عليه.
13- وأما أنه حاقد على ابن تيمية، فأنا لا أعرف أن بين ابن تيمية وبين الكوثري خلافا شخصيا حتى يحقد هذا عليه، بل غاية ما هو كائن أن الكوثري ردَّ على ابن تيمية وقوله بمذهب التجسيم ومبالغته في ذلك، واستهانته بآراء غيره، وتلبيسه عليهم، ووقوعه في كثير من التهافتات الفكرية والأغلاط، وكثرة وجود الالتفافات اللفظية والالتواء في كلام ابن تيمية، وتهويلاته في الانكار على خصومه، بل إنه يلزمهم كثيرا بما لا يلزمهم وغير ذلك. وهذه التهم كلها صحيحة وابن تيمية متلبس بها بل هو غارق فيها حتى أذنيه، ويحق لمن يعرف ذلك عن ابن تيمية أن لا يرتضي طريقته هذه ولا يحبه في الله تعالى، بل ويسارع ما أمكنه الجهد إلى بيان غلطه في ذلك كله، ودحر مذهبه وتوضيح تهافته. ولا أظنك –إن بقيت على طريقة تفكيرك هذه يا أبا أسامة- إلا قائلا عني أنني شعوبي حاقد أيضا لأنني قائل بعين ما يقوله الكوثري في حق ابن تيمية بل وأكثر من ذلك. ولكنك لا تملك دليلا على ذلك في حقي ولا في حق الكوثري إلا تعصبك وعدم معرفتك لكثير مما تخوض فيه. وأنا أدعوك أيها الرجل كائنا من تكون لمراجعة فكرك والتعمق في الفهم أكثر مما أنت عليه الآن لتحاول الاهتداء إلى الحق. والله الموفق.
14- إن طريقة البوطي في محاولته إيجاد الأعذار لابن تيمية من خلال العثور على نصوص أخرى يناقض فيها نفسه، وذلك لتخفيف الوطأة عليه وعدم الالتزام بتغليطه مباشرة في أصول الدين وفروعه، الأمر الذي قد يجر القائل به إلى تكفير ابن تيمية أو تبديعه. هذه الطريقة عندي غير مرضية، فابن تيمية قائل بمذهب التجسيم وبجميع لوازمه، وهو يصرح بذلك ولا يلوّح، وينص عليه ويشير إليه، فالواجب على العالم الفقيه بعد ثبوت ذلك عنده أن يحكم على ابن تيمية بما يؤدي إليه نظره إما تكفيره أو تبديعه، فهذا متروك للاجتهاد. نعم التكفير والتبديع ليس هو مقصودنا أصالة، ولكن إذا كان هذا لازما من لوازم بحثنا وفهمنا لابن تيمية، فلم لا نقول به؟؟؟ إن البحث الصحيح يجب أن يكون موجها أصالة إلى بيان الغلط من الصواب في المذاهب والأفكار، فإذا لزم الكفر أو التبديع عن هذا المذهب أو ذاك، فلم لا نلزمهم به؟؟ فالإمام الغزالي بحث في مذهب الفلاسفة ليبين الصحيح من الباطل من مذهبهم، وبعد ذلك تبين له أن من يقول بقدم العالم وعدم علم الله تعالى بالجزئيات وعدم البعث على طريقة الفلاسفة فهو كافر، فالتزم تكفيرهم. فإذا كان ذلك نتيجة البحث الصحيح فيجب الالتزام به، وإلا فلا. وعلى كل حال، أي سواء قيل بتكفيره أو بتبديعه، أو لم يُقَل بذلك، فهذا لا يستلزم مطلقا إنه غير مجسم ولا إنه غير متهافت مطلقا.
15- هذا ما أحببت أن أقوله هنا على مقالك الأول. وأما مقالك الثاني فلنا معك فيه موقف آخر إن شاء الله تعالى. والله الموفق.

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م