مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-12-2005, 01:26 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي جيران العرب 2

جيران العرب 2

تركيا :

مقدمة :

لقد بدأت تباشير ضعف الدولة العثمانية ، تظهر في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ، بعد سلسلة هزائم متتالية ، نجم عنها عدة اتفاقيات مهينة ، منها : معاهدة (كارلوفتز) سنة 1699 والتي تنازلت بها الدولة العثمانية عن المجر للنمسا ، ومعاهدة (بساروفتز) سنة 1717 التي فقدت بها جزءا مهما من البلقان ، ومعاهدة (كوجك كينارجي) سنة 1774 والتي وقعت بعد هزيمتها أمام روسيا ، و معاهدة ( ياسي) سنة 1791 والتي كانت إمعانا في الإذلال لها من قبل روسيا .

كانت الدولة العثمانية والتي بدأت عام 1299 م ، قد أظهرت عجزها الواضح عندما كانت أطراف ولاياتها تتعرض للإحتلال دون أن تذود عنها ، كما حدث بغزو فرنسا لمصر وبلاد الشام ومن وراءها دول شمال إفريقيا .

وقد جعلت تلك الأمور ، أن تظهر علامات الانحطاط من تدهور للنظام الاقتصادي ، وفساد إدارة مؤسسات الدولة وتدخل النساء في أمور الدولة ، واستمرار الانتفاضات في معظم ولايات الدولة .

لقد قامت منذ منتصف القرن الثامن عشر محاولات هامة لإصلاح نظام الدولة وجعلها دولة تتماشى مع العصر ، وقد بدأها رجل الدولة المعروف (مصطفى رشيد باشا ) والذي حاول نقل النموذج الأوروبي ، حيث كان سفيرا لبلاده في فرنسا . واستمرت المحاولات ، حتى ان البعض يجعل من محاولة مصطفى كمال أتاتورك ، امتدادا لتلك المحاولات الاصلاحية .

لكن هناك عوامل كانت تحول دون أن تثمر تلك المحاولات و أهمها :

1 ـ ضعف الجهاز الإداري وعدم استيعابه لتلك المحاولات .

2 ـ عدم رغبة الكثير من الجهاز الإداري ، خصوصا في الولايات ان يطبقوا الاصلاحات التي تسلبهم امتيازاتهم التي كانت تزدهر من خلال الفساد المنتشر .

3 ـ تدخل الجهات الأجنبية ، وبالذات بريطانيا و فرنسا ، اللتان وقفتا الى جانب الدولة العثمانية ، في حرب القرم ضد روسيا عام 1856 ، مما أطلق يديهما في التدخل في شؤون الدولة العثمانية ، وقد سميت الفترة بين عام 1839 و1876 بعهد السفراء ، وخصوصا السفير البريطاني (سترانفورد كاننك) الذي لقب بالسلطان العثماني غير المتوج .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-12-2005, 03:44 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

محاولات إصلاح حزبية و صحفية فاشلة :


لقد كان الشكل العام في القرن التاسع عشر للحكم يتلخص ، في السلطان العثماني الذي يفترض ان يكون مسئولا مباشرا عن الولاة في الولايات ، وقادة الجيوش والحاميات المرابطة في عموم الدولة العثمانية . وشيخ الاسلام الذي كان يمثل الجانب الديني والفقهي ، فأحيانا يستعين به السلطان (الخليفة) على إثارة الهمم في حالات التعبئة ، فينتقل أحيانا من ولاية لأخرى من أجل ذلك ، هذا إضافة لوظيفته كمفتي أعلى للولايات الاسلامية . كما كان هناك منصب (الصدر الأعظم ) وهو يعني رئيس الوزراء .


لقد وصل العجز في الميزانية عندما انتقل الحكم من السلطان (عبد العزيز 1861 ـ 1876م) الى السلطان (عبد الحميد 1876 ـ1909م) ، الى خمسة ملايين ليرة ذهبية ، ودينها الخارجي الى 14 مليون ليرة ذهبية ، مما جعلها تخضع لرؤى المقرضين واقتراحاتهم ، وأثر على مستوى استعداد القوات المسلحة ، وعموم الوضع الاقتصادي في البلاد .

لقد اضطر السلطان عبد العزيز الى قبول اقتراحات الدول الدائنة ، في إعادة تشكيل المجلس العالي للتنظيمات ، بحيث أصبح يضم هيئتين : الأولى ديوان الأحكام العدلية ، والثانية مجلس شورى الدولة والذي ضم 13 من اليهود والمسيحيين فيه من أصل 50 عضوا ، وذلك تحت ضغط الدول الدائنة .

وقد ظهر نشاط الصحفيين الذين سمحت لهم التحسينات التشريعية ، بازدياد نشاطهم وشكلوا ما سمي بالصحافة الحرة التي برز فيها شخصيات مثل ابراهيم شيناسي و نامق كمال و ضياء باشا .. ولم يستمر ازدهار حرية الصحافة طويلا . فتم تقييد الحريات من جديد ، والتي استعاض عنها المعارضون بالنشاط الحزبي .

وقد ظهر تنظيم (جمعية العثمانيين الجدد) والذي كان ابرز المؤثرين به نامق كمال ، وتعاطف مع تلك الحركة اثنان من الأمراء هما مراد الخامس وعبد الحميد الثاني . وكان هذا التنظيم يطالب بملكية دستورية .

لقد استهان السلطان عبد العزيز بكل تلك النشاطات والتململ بين مثقفي الدولة ، ولكن بعد خسارة الحرب مع روسيا .. فتم الضغط حتى تم إقالة ( الصدر الأعظم) محمود نديم باشا .. وبعدها وعلى إثر فتوى من شيخ الاسلام (حسن خير الله أفندي ) تم محاصرة القصر من قبل الجيش وعزل السلطان عبد العزيز في 30 أيار /مايو من عام 1876م .

بعد موافقة عبد الحميد على شروط الوزراء الأحرار ، تم تنصيبه سلطانا ، وصدر الدستور في 23كانون الأول /ديسمبر من عام 1876م . وتضمن 119 مادة مقسمة في 12 فصلا ، ويدعو الى اللامركزية وتحديد واجبات الحكومة ، وإباحة حرية التعليم ، واستقلال المحاكم ، وتأسيس مجلس (عمومي) أي برلمان يتألف من مجلسين : مبعوثان (النواب) والأعيان (الشيوخ ) .

استشعر عبد الحميد الخطر الذي يحيق بالدولة ، فاتخذ فكرة إنشاء جامعة إسلامية لحشد صفوف المسلمين في وجه الأعداء .. واستغل فرصة العدوان الروسي لتعطيل كل الاصلاحات وطرد مدحت باشا (الصدر الأعظم ) وهو الذي كان مهندس الانقلاب على السلطان عبد العزيز ..وهذه الإجراءات هي ما أبقت السلطان عبد الحميد الثاني تلك المدة الطويلة (زهاء 32 عاما) .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 08-01-2006, 03:48 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الانقلاب العثماني لسنة 1908

عندما استشعرت جماعات المصلحين وتركيا الفتاة خطورة اجراءات عبد الحميد الثاني .. استجمعوا قوتهم وشكلوا الجمعيات و التنظيمات التي ستواجه تلك التهديدات ، فبرزت تنظيمات داخل الجيش مثل الجمعية العثمانية للاتحاد والترقي .. التي قوي فرعها في سالونيك .

فقامت تلك الجمعية بالعمل على انقلاب 23 تموز (يوليو) 1908 ، الذي أجبر السلطان عبد الحميد على إعلان العمل بدستور عام 1876 . وقد اجتمع مجلس (المبعوثان) على الاجتماع من جديد بعد الانقلاب المضاد الذي تم ترتيبه من قبل عناصر السلطان عام 1909 في 13 نيسان والتي تعرف بتاريخ تركيا (الفتنة الارتجاعية ) . فاجتمع مجلس (المبعوثان) في 27/4/1909 وعزل السلطان عبد الحميد ، ونصب أخاه (محمد رشاد) الخامس (1909ـ1918) .

لقد سرت معالم الفرح في كل تركيا ، و أخذ كل طيف يمني نفسه بالعهد الجديد وفق هواه .. لكن طفت نكهة فعل الاتحاديين على الكل والتي كان شعارها (الحرية والعدالة والمساواة) .. والتي سرعان ما انحرفت حتى أصبحت تنزع نحو الطورانية والتتريك ، وتحقيق ذلك بإرهاب الغير . وبالمقابل ونتيجة ذلك تشكلت تنظيمات معارضة لدرء خطر الانحراف ومنها حزب الحرية والائتلاف الذي تأسس في 8/11/1911 والذي طالب بحكم لا مركزي للولايات و حصر صلاحية الدفاع والخارجية بالمركز .

بعد احتلال ليبيا من قبل الطليان ، وعجز الحكومة العثمانية عن التصرف ، ازدادت حمى التنظيمات والتغييرات ، وازداد الصراع بين (الاتحاد والترقي ) الحاكم وبين التنظيمات المتصاعدة ، خصوصا عندما دخل تمرد الضباط وتشكيلهم لتنظيم ضباط الانقاذ ( خلاص كار ضابطان ) . فتشكلت حكومة ائتلافية برئاسة (أحمد مختار باشا) ، ثم بعدها حكومة (كامل باشا) وتلك الحكومتان حاولتا تطبيق اللامركزية .

لكن انقلابا جديدا أطاح بتلك الحكومة في 23/1/1913 بقيادة انور باشا وهو من قبل جماعة الاتحاد والترقي ، التي تدعو الى المركزية والطورانية والتتريك ومن أبرز فلاسفتها (يوسف آق جورة أوغلي) . وقد بقيت تلك الحكومة لنهاية الحرب العالمية الأولى .
وقد تشكلت إزاء هذا التصعيد الذي يتقرب من تشكيل تركيا الكبرى (الطورانية تعني دمج الأصول التركية بأبناء عمومتهم في آسيا الوسطى) ، حركات قومية في الولايات مما جعل تلك الحكومة ان تمعن في قمع هؤلاء حتى انها أعدمت زهاء أربعمائة في بلاد الشام وحدها و أغلبهم من طرابلس و حلب و دمشق .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 08-01-2006, 06:57 PM
بنت بلدها بنت بلدها غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 3
إفتراضي

عفـــيـــة
أستاذي الفاضل \ ابن حوران , كان الله بعونك
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 14-01-2006, 06:02 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تركيا والحرب العالمية الأولى :

كان دخول تركيا للحرب العالمية الأولى ، هو المفصل الذي فرز بين الدولة العثمانية و دولة تركيا الحديثة .. أما ما الذي جعل تركيا تدخل تلك الحرب ومتى تم قرارها بهذا الشأن ، وهل كان بإمكانها عدم دخول الحرب ؟

لم يكن قرار دخول الحرب الا قبل الحرب بأربعة شهور فقط ، حيث اتفق قادة الاتحاد والترقي وفي مقدمتهم أنور باشا (وزير الحربية ) مع ألمانيا على الاشتراك في الحرب وكان ذلك في 3/8/1914 ، وكانت الدوافع من وراء دخول الحرب من وجهة نظر أصحاب القرار آنذاك هي :

1 ـ ممارسة التتريك في جميع أنحاء الدولة العثمانية .
2 ـ تحرير المناطق التي يقطنها الأتراك في (تركستان و القفقاس ) وتوحيدها .
3 ـ استعادة الولايات التي خرجت من يد العثمانيين ، مثل قبرص والجزائر وتونس وليبيا .
4 ـ إعادة ترسيخ سلطة الخلافة على جميع العالم الاسلامي .
5 ـ التحلل من المديونية الكبيرة على الدولة تجاه الدول التي وقفت تركيا ضدها في تلك الحرب .

ولما كانت ألمانيا الطامعة في طرد البريطانيين من مناطق ايران والشرق الأوسط ، فقد بادرت لقبول التحالف معها ، و هي تعلم ضآلة إمكانياتها في ذلك مما حدا بها إفراد بعض القيادات العسكرية لتولي شؤون قيادة بعض القطعات العثمانية ، إضافة للتبعات المالية الأخرى .

بادر العثمانيون بقصف الموانئ الروسية في البحر الأسود في 29/10/1914 مما دفع بروسيا و فرنسا و بريطانيا إعلان الحرب على الدولة العثمانية في 4/11/1914 ..

لم يكن سير الحرب يتوافق مع رغبات تركيا ، اذ سرعان ما أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر وتوغلت في العراق ، كما أن الجبهة الداخلية التركية لم تكن متماسكة ، فبعد إعلان تركيا حربها استقال مجموعة من الوزراء منهم محمود باشا و سليم افندي البستاني ، و شوروك سولو ، كما أن الرأي العام ، والذي تأثر بخسارات حرب البلقان التي كانت في عام 1913 ، لم يكن راغبا في تلك الحرب ..

الا ان بعض مظاهر البطولة المحدودة قد بانت في بعض الجبهات خصوصا تلك التي كانت على مضيق ( الدردنيل ) تحت إمرة قائد برز نجمه من خلالها وفيما بعد علا شأنه هو مصطفى كمال الذي كان قائدا لقاطع (أنافارطة) . مما دفع القيادة الى ترقيته لرتبة أمير لواء ( باشا) .. كما أن دخول بلغاريا الى جانب ألمانبا وتركيا قد ساعد في اجتياح الأراضي الصربية من قبل الألمان والأتراك .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 15-01-2006, 07:29 AM
بنت بلدها بنت بلدها غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 3
إفتراضي

مـــادة كنت ولا زلـــت احتاج فهمها

تحياتي لك أستاذي العظيم \ ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 15-01-2006, 08:05 AM
الحوفزان الحوفزان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 30
إفتراضي

رحم الله دولة الخلافة كــــانت جنةً للمسلمين و سيف على الكافرين
ولو كره المنافقون
ولكل زمان دولة ورجال وزماننا خلا من الإثنين معـــــــــاً!!!
وجزاك الله خيرا أخي ابن حوران على مقالاتك الرائعة
ونرجو الإفادة في تاريخ الأندلس خاصة الحقبة الأخيرة
مع خالص الشكر
أخوك الحوفزان
__________________
أبت لي عفتي و أبى بلائي
و أخذي الحمد بالثمن الربيحِ

وإجشامي على المكروه نفسي
وضربي هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشأت و جاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 06-02-2006, 05:37 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استحقاقات ما بعد الحرب العالمية الأولى :


في الوقت الذي كانت القطعات العسكرية المعادية للدولة العثمانية تضرب بكل ما أوتيت من قوة ، كانت الخطط والمعاهدات تحاك لاقتسام ممتلكات تلك الدولة الآخذة بالانهيار ، و سنذكر من تلك الاتفاقيات


اتفاقية استانبول في 18/3/1915 :

وقع تلك الاتفاقية كل من بريطانيا وفرنسا و روسيا .. وهي تقضي بأن تأخذ روسيا البوغازين واستانبول ، فضلا عن الشاطئ الغربي للبوسفور و بحر مرمرة والأراضي الواقعة شمال غربي الأناضول على امتداد الساحل من نهر سقاريا الى خليج أزمير ، والجزر الواقعة في بحر مرمرة ، وجزيرتي تنيدوس و أمبروز في بحر ايجة .

كما نصت الاتفاقية على اقتسام ايران بين روسيا وبريطانيا وفق معاهدة 1907 التي أشرنا لها في الجزء الأول من (جيران العرب ) .. كما نصت الاتفاقية فصل الاراضي العربية وجعلها بدولة عربية مستقلة .. وجعل استانبول ميناء دولي حر للحلفاء ..

معاهدة لندن 26/4/1915

دخلت في هذه المعاهدة ، ايطاليا و حصلت بها بدل وقوفها الى جانب الحلفاء على ليبيا و جزر الدوديكانيز

اتفاقية سايكس بيكو 1917

تعتبر تلك الاتفاقية من أبشع الاتفاقيات التي الحقت الاذى بالعرب ، ووقعت بين بريطانيا وفرنسا ، وانضمت اليهما روسيا فيما بعد .. وتقضي بحصول بريطانيا على العراق وفلسطين و فرنسا على سوريا وروسيا على ارضروم وطرابزون وتبليس وجزء كبير من كردستان لمحاذاة اراضي فارس ..

اتفاقية سان جان دي موريين 17/4/1917

بين فرنسا وبريطانيا وايطاليا ، لتصفية الخلافات فيما بينهم ، واعطاء ايطاليا ما تبقى من جنوب الاناضول اضافة لولاية أزمير ، على ان يبقى الميناء حرا .

كما وعدت بريطانيا الشريف حسين بن علي بدولة مستقلة في الشرق العربي اذا ساندها في الحرب .. كما وعدت اليهود بوطن قومي لهم في فلسطين (وعد بلفور ) ..

يتضح من تلك الاتفاقيات ، كم كان حجم ما يضمر الغرب للدولة العثمانية ، وللعرب وللمسلمين .. وقد فتح شهيتهم لتلك الأطماع ، ما لقوا من سهولة اجتياح ممتلكات الدولة العثمانية .. لكن ما أعاق تحقيق تلك الطموحات هو :

1 ـ الاهانة التي تعرض لها الأتراك ، عندما دخلت القوات اليونانية ، موضحة رغبتها في اقامة دولة الإغريق وبعثها من جديد ..

2 ـ الاستقبال الذي كان يستقبل به القادة الفرنسيون ، من قبل الأرمن والأقليات حيث كان يقدم للقائد جوادا أبيضا ، يركبه على طريقة محمد الفاتح ..

3 ـ حدوث الثورة الشيوعية في عام 1917 مما عقد الأمور أكثر ..

كل هذا أوجد مقاومة سريعة ، حيث تم إخفاء الكثير من الأسلحة في الأناضول وحدوث تعبئة عامة للمقاومة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 08-03-2006, 05:45 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مصطفى كمال و حرب الاستقلال 1918 ـ 1923

بدءا لا بد من التنويه ، بأن تنظيمات الماسونية قد اخترقت صفوف القوات العثمانية ، من أكثر من عدة عقود .. ويستطيع من يريد أن يتأكد من ذلك زيارة المقبرة الواقعة بمواجهة جامعة استنابول ورؤية إشارات الماسونية على قبور رتب عالية من الجيش العثماني ( وقد شاهدتها عام 1998) ..

وقع السلطان محمد وحيد الدين ( محمد السادس) في 13/7/1918 ، تحت تأثير الحلفاء المنتصرين ، على أوامر بتسريح أعداد كبيرة من الجيش ، كما منع قواته من التصدي للقوات اليونانية .. و أرسل مصطفى كمال الى الأناضول ، كقائد عام للجيش الثالث المرابط في ( أرضروم و سيواس ) لحفظ الأمن والنظام ..

وما أن وصل الى هناك ، حتى أعلن أن حكومة استانبول غير قادرة على حماية الدولة و الوطن .. وانه لا يقبل أن يكون الوطن مهددا و معرضا للزوال ، فدعا الى تشكيل تنظيم قومي للأتراك ، مطالبا أهل المناطق بإرسال 30 مندوبا الى سيواس ، عن كل منطقة سرا ..

في 11 تموز 1919 أصدرت حكومة استانبول برئاسة (الداماد فريد باشا) قرارا اعتبرت فيه مصطفى كمال متمردا و خارجا عن القانون .. في حين التف حوله مؤيدوه ، في اجتماع موسع بجامع مدينة ( صامسون ) ..فدعوا منتسبي القوات المسلحة المتبقية من الجيش التركي للالتحاق بهم ..

تتابعت اللقاءات الموسعة حتى صدر اعلان في 19/3/1920 أن الأمة التركية قد شكلت برلمانها ( المجلس الوطني الكبير) والذي ضم 350 عضوا ، منهم 270 من سكان الأناضول ، و68 من النواب العثمانيين السابقين ، و 12 من المعارضين الذين كانوا منفيين في مالطا ..

تصاعدت اللهجة من قبل مصطفى كمال الذي انتخب كرئيس للمجلس الوطني والذي اتخذ من أنقرة قاعدة ثابتة له ، تصاعدت ضد الدولة المركزية في استانبول ، و أخذت تلك التصريحات تأخذ شكلا في رسم السياسة المستقبلية ، وعلاقة الأتراك بالأعراق التي كانت تعيش تحت حكمهم و بالذات العرب منهم ، وقد جاءت تلك المنهجية في بنود الميثاق الستة التي صدرت عن المجلس الوطني ..

في 11/5/1920 أصدرت الحكومة المركزية في استانبول حكما بالإعدام على مصطفى كمال ، مصدقا من شيخ الإسلام .. مما دفع بجماعة مصطفى كمال بإصدار فتوى من مفتي أنقرة تعتبر فيها فتوة شيخ الإسلام باطلة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 30-03-2006, 04:33 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تركيا ومعاهدتي سيفر و لوزان

تعتبر معاهدة سيفر التي تم توقيعها في 10/8/1920 من أقسى المعاهدات في التاريخ ، بين دول منتصرة ودولة مهزومة .. فقد شملت المعاهدة 13 فصلا و433 بندا .. و أهم فصولها الثاني والثالث اللذان يحددان في بنودهما حدود تركيا ووضعها السياسي ..

وقد أريد من تلك المعاهدة التي أوضحت مطامع الإمبريالية منها بشكل كامل ، خصوصا اذا عرفنا أنها جاءت بعد اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت معظم ولايات الدولة العثمانية فيما بين فرنسا وبريطانيا .. بل وفوق ذلك أرادت تمزيق تركيا نفسها ، وأبقت استانبول العاصمة تحت إدارة دولية مع قبول كل شروط الحلفاء ، وتدويل كل الأراضي المجاورة لاستانبول ..

وقد ذكرت المعاهدة بثلاث بنود هي ( 62، 63، 64) المسألة الكردية بخبث شديد ، فبعد أن نالت بريطانيا السيطرة على كردستان العراق ، من ضمن الاتفاقية ، اذ جاء بالبند (64) أنه اذا مر عام على هذه الاتفاقية و أراد الأكراد من خلال استفتاء أن يستقلوا فلهم ذلك ، على أن يكونوا تحت وصاية دولية !

أما فيما يخص إدارة اليونانيين لأزمير ، فقد تقرر عمل استفتاء لتقرير مصيرها بعد خمس سنوات . وتضمنت المعاهدة تنازل تركيا عن بعض الأراضي والجزر لليونان وايطاليا .. وعلى اعلان أرمينيا دولة مستقلة ، و إقرار تركيا بالانتدابات على سوريا وفلسطين والعراق ، وقبولها باستقلال العراق ومصر والحجاز .. وتنازلها عن حقوقها في قبرص ومراكش وتونس وليبيا ..

هذا وان كانت تلك المعاهدة قد وافقت عليها الدولة العثمانية .. فقد رفضتها جبهة عريضة من الأتراك (عاصمتها أنقرة) .. وبادروا للاتصال بالاتحاد السوفييتي ووقعوا معه اتفاق عسكري في 12/3/1921 ، ضمنت حكومة أنقرة الاطمئنان من الجبهة الشمالية ، كما تدفقت الأسلحة السوفييتية لها .. وهذا جعل الفرنسيين يسارعوا لعقد اتفاق مع أنقرة تنازلت فيه فرنسا عن المنطقة الشرقية ، ديار بكر وكليكية وماردين وطرسوس والاسكندرونة ومساحات لا بأس بها .

لقد كانت قضية التسابق للتنازلات لصالح تركيا ، وعقد الاتفاقيات معها ، ينبع من منافسات شديدة بين الدول الاستعمارية ، حتى لا يقوى طرف ضد آخر .. وقد استغلت حكومة أنقرة تلك التناقضات استغلالا جيدا مما جعلها تخوض حربا ضد اليونان منفردا ، كسبتها في النهاية تركيا .. و أفضت كل تلك التطورات الى معاهدة لوزان الشهيرة التي تم الاعتراف فيها بتركيا دولة جمهورية مستقلة وذلك في 24/3/1923 في لوزان بسويسرا .. مقابل اعتراف تركيا بعدم مطالبتها بكل ولاياتها السابقة .. والتنازل عن العراق وفلسطين وغيرهما ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م