ردا على ما جاء على عمرو خالد

[ارهابي]

السلام عليكم

فمن يكنس الأرض لا يغبّر على السماء

عَجِيبٌ ما وصَلْنا إليه, والأعجب منه أننا لم نَعُد نميِّز بين الخير
والشر, والصواب والخطأ. كما أن من العجيب أن يُتْقن البعض مهارات
إنكار الحق, والدعوة إلى الباطل, ومحاسبة الآخرين من منظور شخصي أو
مأجور, والانشغال عن عيوبنا بعيوب غيرنا.

عمرو خالد شابٌّ عرفناه مخْلصاً معطاءً, أَحَبَّ الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم - نَحْسبه كذلك ولا نُزكِّي على الله أَحداً - شَعر بعِظم
المسؤولية. قدَّر الله له أن يعيش في زمنٍ حَرِج, نَظَر حوله فإذا
بكثير من أصحاب الشأن وأهل الاختصاص قد هجروا مواقعهم الرِّيادية
وانشغلوا بسفاسف الأمور, وصاروا بين معتكِفٍ في بيته ومُصَلاه, وحارسٍ
للسلطان ومَن والاه, يُصدر رأيه وفتواه, وثالثٍ لم يتقن فَنّ الإلقاء
ولا أدب الإصغاء يخاطِب أهل القرن الحادي والعشرين بخطاب لا يناسب ولا
يُسْتسَاغ.

ومما آلَمَ عمرو خالد أنّ أبناءَ أُمّته؛ شباباً وفتياتٍ كباراً
وصغاراً محتاجين وأثرياء؛ كلَّهم يحب العودة إلى الله ويذوب شوقاً
لاتِّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكلهم لا يجد من يأخذ بيده أو
ينظر إليه نظرة المحبة والرحمة.

كما آلَمَ عمرو خالد فِرَقٌ وجماعات يكفِّر بعضُها الآخرَ, وأصحابُها
يتقنون قانون: "ما أُرِيْكُم إلا ما أَرَى"، وجماعات وجهت خطابها
لشريحة معينة وأغمضت عينيها عن الباقين... كل هذا آلَمَ عمرو خالد.

فانبرى الداعية الشاب على الله متوكلاً، والبساطةَ والسهولة في أسلوبه
معتمداً. إقبالُ الناس عليه, وبكاء المستمعين في مجالسه, وتوبة
الكثيرين والتزامهم على يديه لعله علامةُ صِدْقِ الرجل وإخلاصه.

الشاب من أبناء الأمة, يحمل همها ويسعى جاهداً للتغيير. وهو بَشَر
يصيب ويخطئ، وعلى الجميع نصحُه ومناصرتُه بدَلَ انتقاده في الصحف
ووسائل الإعلام أو على طريقة أجهل الناس بتوزيع إعلانات كان على
أصحابها ادّخارُ ما أنفقوا عليها, للدعوة إلى الله بدل التشهير بدعاة
الإسلام والنَّيل منهم.

وبما أن عمرو خالد لن يكون إن شاء الله آخر الدعاة من هذه المدرسة
وبهذه الطريقة فيَحْسن تَذَكُّر ما يأتي:

o حَصْر الدعوة في خريجي المعاهد والجامعات الشرعية ليس ركناً من
أركان الدين ولا يقتضيه الواقع والحاجات، إذ الواجب على كل مسلم
الدعوة إلى الله عزَّ وجل بقدر معرفته وإمكاناته.

o ارتداء زي محدد لا يجعل الإنسان داعية ناجحاً أو غير ناجح.

o الاستدلال بكلام قد لا يكون مناسباً للبعض لا ينفي الشرعية عن
الكلام ولا عن صاحبه.

o أما الأزهر فله مكانة عريقة في قلوب المسلمين... ولكن ليس كل ما
يصدر عن أحد مشايخه أو المدرسين في كليّاته المتنوّعة ملزماً للمسلمين
(إباحة ربا المصارف...) إلا إذا كان له مستند من المصادر الملزمة
(الكتاب والسنّة)، فكل منه يؤخذ منه ويرد إلا الأنبياء المعصومين
عليهم الصلاة والسلام.

o عمرو خالد لا يأتي - على ما نَعْلم - بشيء من بنات أفكاره فكتب
العلم زاخرة بأقواله وعلى من ينتقده في أحدها أن يراجع في مستندها.

o ما يُنشر في الصحف - مع احترامنا لكثير من كُتّابها وأقلامها -،
لم يَعُدْ بَعْدَما قَلَّ الموثوقون ممن يكتبون بها أمراً ذا بال،
فلقد أَلِفْنَا كتاباتِهم المأجورة التي تُضْحِكنا وتُبْكِينا
لِرَكاكتها وغياب المصداقية عنها.

o على المحبِّين للدعوة والدعاة نصْحُهم فالدينُ النصيحةُ ولِعمرو
خالد مَوقِعٌ وبريدٌ ولَم نَعْهدْه إلا متواضعاً عائداً إلى الحق
متراجعاً عن الخطأأ.

ختاماً: جزاك اللهُ خيراً عمرُو خالد: أيقظت في نفوس الدعاة حبَّ
الدعوة، وعلى يَدَيْك عاد كثيرون إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
ولعلَّك يا أخي تُفتَن ويَتَطاولُ عليك السفهاء ومن في قلوبهم حقد
وضغينة، فاتَّقِ اللهَ واحذَرْ الفتنةَ؛ خيراً كان أو شرّاً، ولا
تَأْسَ ولا تَحْزَنْ يا صاحبي, فالرسول صلى الله عليه وسلم قُدْوتُك
وفي الله أُوذي, فاصبر وتابِع المسيرة وجدد العهد لله ورسوله صلى الله
عليه وسلم، وامتَطِ صَهوةَ التعريف بالإسلام والاعتزاز به, وموعدنا
الجنة إن شاء الله يا حبيبنا!

محبّو عمرو خالد

لا تنسى بتمرير هذه الرسالة إلى قائمتك البريدية



ارهابي

[اليمامة]

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع .. ولكن أستغرب من شئ ما .. وسأرسل لك رسالة خاصة .. فقد يكون سهى عليك ذلك