مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-03-2007, 01:09 PM
محى الدين محى الدين غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: كنانة الله فى أرضه
المشاركات: 428
إفتراضي ماذا عن الجزء الغاطس فى المؤامرة؟


ماذا عن الجزء الغاطس فى المؤامرة؟


التاريخ: 10/03/2007





بقلم: فهمى هويدى
ما قاله سيمور هيرش عن الجزء المعلن من المخططات الامريكية بالمنطقة كاشف وخطير، الأمر الذى يثير ما لا حصر له من الاسئلة حول الجزء الغاطس منها.

(1)
شهادة الصحفى الأمريكى الاشهر ليست قابلة للنقض. لذلك فان كلامه ينبغى ان يؤخذ على محمل الجد. صحيح ان فضيحة السياسة الامريكية فى المنطقة العربية اصبحت سيرتها على كل لسان، الا ان قراءة رجل مثله لكتاب الفضيحة لها وضع خاص. ليس فقط لانه مطلع على ما يجرى وراء الكواليس الامريكية، وليس فقط لان لديه قدرة فذة على تقصى الحقائق وسبر اغوارها، وانما ايضاً لانه نموذج لضمير الصحفى الذى اختار منذ 40 عاما ان يحارب بقلمه الظلم والفساد حيثما وجدا.

لقد كانت دعوة مؤسسة محمد حسنين هيكل الصحفية له، لكى يدشن ميلادها ويفتتح نشاطها، افضل واذكى اعلان عن دور المؤسسة وطموحها. فالرمز مهم والمحاضرات الثلاث التى ألقاها فى القاهرة لا تقل اهمية، على الاقل من حيث ان هيرش ذكرنا بالصحافة المحترمة التى كدنا ننساها، وبجيل الصحفيين الشرفاء المقاتلين دفاعاً عن الحقيقة، الذين لم نعد نراهم الا فى الصور، وبقوة القلم النزيه الذى يهتدى بالضمير الحى ويكتسب شرعيته من الولاء للقارئ وحده. وهو الرصيد الذى يعتمد عليه فى تحدى جبروت اعتى قوة فى العالم المعاصر.

بسبب من ذلك، فلعلى لا ابالغ اذا قلت ان المشهد فى جملته بدا وكأنه لحظة خارج الزمن الذى نعيشه، حيث بدا النموذج وكأنه قادم الينا من كوكب آخر، وبدا الكلام تغريداً خارج السرب، بل بدت العملية وكأنها محاولة يائسة لزراعة قلب فى جسد واهن صعدت منه الروح، وعز على بعض اهله ان يسلموا بوفاته، فاصروا على استنقاذه بأى ثمن، حتى وان كان ذلك تعلقاً بوهم أو خرافة، ورغم ان نعيه بات يتداوله الناس كل صباح!

(2)
ما الذى قاله سيمور هيرش؟
لقد عرض الرجل خلاصة لبعض خبراته واستطلاعاته، بتركيز خاص على احدث مخططات السياسة الامريكية فى منطقة الشرق الأوسط، وهى التى سلط عليها اضواء قوية فى تقريره الأخير، الذى نشرته له اسبوعية "نيويوركز" يوم 5 مارس الحالى. وحسب المعلومات التى اوردها فان الولايات المتحدة وضعت استراتيجية جديدة للمنطقة، انطلقت من اعادة تقييمها للتطورات التى شهدتها، واستخلص منها المحللون الامريكيون انهم يواجهون خطرين احدهما يهدد استمرار الهيمنة الأمريكية على النفط فى العراق كما يؤثر على نفوذها فى العالم العربى. والثانى يهدد الحسابات الاسرائيلية ويخل بتوازن القوة فى المنطقة. واعتبر اولئك المحللون ان ايران هى المصدر الاساسى للخطرين، وبالتالى فان هدف السياسة الجديدة هو توجيه ضربة لها تستهدف اضعافها او تركيعها، من خلال الاستراتيجية التى اطلق عليها وصف "اعادة التوجه" أو اعادة النظر فى الاهداف، وتم الانتهاء منها فى اواخر العام الماضى (2006)، وقال عنها مستشار حكومى امريكى أنها تمثل تحولاً رئيسياً فى السياسة الامريكية، معتبراً انها تضمنت "بحراً من التعديلات".

حسب هيرش فان السياسة الجديدة نوقشت على الملأ، اذ قالت السيدة كوندوليزا رايس فى شهادة لها امام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ خلال ديسمبر الماضى ان هناك "اصطفافاً استراتيجياً جديداً فى الشرق الاوسط" يفصل بين "الاصلاحيين" و"المتطرفين"، مشيرة الى ان الدول السنية تمثل مراكز الاعتدال، فى حين تقع ايران وسوريا و"حزب الله" "فى الجهة الأخرى من هذا التقسيم".

اضاف الرجل ان بعض التكتيكات الجوهرية لاعادة التوجيه ليست علنية، ففى بعض الحالات، ابقيت العمليات السرية مستترة، من خلال ترك التنفيذ أو التمويل لإحدى الدول النفطية العربية، أو من خلال ايجاد طرق اخرى للالتفاف حول آلية صرف المخصصات فى الكونجرس.

فى هذا الصدد قال ان اللاعبين الاساسيين وراء إعادة التوجيه هم نائب الرئيس ديك تشينى، ونائب مستشار الأمن القومى اليوت ابرامز، والسفير الامريكى فى العراق (المرشح لمنصب سفير الامم المتحدة) زلماى خليل زاد، ومستشار الأمن القومى فى احدى الدول العربية، وفيما بقيت رايس مسئولة عن رسم السياسة العلنية، فان الجانب السرى يتولاه تشينى. (رفض مكتب تشينى والبيت الأبيض التعليق على هذه القصة).

(3)
نقطة الانطلاق فى الاستراتيجية الامريكية الجديدة كما عرضها سيمور هيرش تتمثل فى استثمار اقتناع عبرت عنه بعض الدول العربية فى حوار ممثليها مع واشنطون، خلاصته ان ايران اصبحت اشد خطراً على المنطقة من اسرائيل، وان التهديد الايرانى بما قد يستصحبه من انبعاث شيعى يفوق ما يمثله المتطرفون من أهل السنة الذين هم "الاعداء الاقل شأناً". ولمواجهة ذلك التهديد فان الاطراف التى بحثت الموضوع بإمعان توصلت الى ان تهدئة الأوضاع فى اسرائيل وفلسطين يعد منعطفا مساعداً من شأنه ان يضعف من نفوذ ايران فى المنطقة.

المفاجأة فى هذا الكلام - اذا صح - تتمثل فى امرين، الأول ان الطرف العربى الذى شارك فى توفير خلفية الاستراتيجية الجديدة يتمثل فى دولة عربية ليست محسوبة على خط التطبيع او التصالح مع اسرائيل. وقد اعتبر هيرش انها من الدول التى تعتبر أن ايران تمثل تهديداً وجودياً لها، وهو نفس الشعور الذى عبرت عنه اسرائيل. هذا التلاقى فى وجهات النظر افرز "عناقاً استراتيجياً" بين البلدين، على حد تعبيره، تطور خلال التفاهمات التى تمت بحيث جعل الدولة العربية المذكورة وممثليها الذين ذكرت اسماؤهم، اكثر تدخلاً فى المفاوضات العربية الاسرائيلية، بل اصبحوا قناة رئيسية فى الاتصالات الجارية لترتيب الأوضاع بين العرب واسرائيل.

النتيجة الثانية التى لا تقل اهمية ان هذا التفاهم ادى الى تراجع أولوية الحرب ضد الارهاب فى الاستراتيجية الامريكية، وتقديم الخطر الايرانى عليها، وهو ما يستدل عليه من الاشارة الى اعتبار المتطرفين السنة (تنظيم القاعدة مثلاً) الأعداء الاقل شأناً. الأمر الذى يعنى التحول النسبى وربما المؤقت فى الاستراتيجية الجديدة الحرب ضد الارهاب الى الحرب ضد ايران، على الاقل فيما يخص الشرق الأوسط.

هذا التحليل التقى ضمناً على ان ايران صارت "مصدر الشر"، لأنها فى نظر اسرائيل دولة تنافسها زعامتها النووية، وفى نظر الطرف العربى الآخر دولة شيعية. من ثم فان الخلاص منها بات هدفاً حيوياً للطرفين، وان اختلفت دوافع كل منهما، وهذا الخلاص المنشود يتحقق بوسائل عدة تتراوح بين اشعال نار الحرب الباردة بين السنة والشيعة - الوصف ورد على لسان مارتن انديك السفير الامريكى السابق لدى اسرائيل - وبين توجيه ضربة عسكرية لايران، وقد بدا الاعداد بهمة ونشاط على هاتين الجبهتين. وكانت التعبئة المضادة تمهيداً ضرورياً لكل منهما، وهو ما قام به الاعلام بدور رئيسى. فمن ناحية جرى تكثيف الالحاح على فكرة الخطر "الشيعى"، الذى تمثل تارة فيما سمى باقامة "هلال شيعى" يضم العراق وسوريا وحزب الله فى لبنان، وتارة بالتخويف من التوسع الشيعى فى بلاد السنة، وتارة ثالثة بابراز اساءات متعصبى الشيعة لصحابة الرسول وللسيدة عائشة زوجة النبى عليه الصلاة والسلام. وجرى بث هذه المخاوف وتعميمها من خلال الكتب العتيقة التى اعيد طبعها والحملات الصحفية التى حفلت بها صحف معينة، والبرامج التليفزيونية التى استدعت الملفات القديمة واعادت فتحها من جديد. كما ظهر دعاه اعادوا انتاج مرارات الماضى. وانتعشت تجمعات تعيشت تاريخياً من التحريض على الشيعة واخراجهم من الملة. وانضمت الى حملة التعبئة قنوات فضائية جديدة ظهرت فجأة، ومواقع بلا حصر وسعت من نطاق الاشتباك على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت).

فى هذا الصدد، لا مفر من الاقرار بان حملات التعبئة فى جانب منها استثمرت اخطاء وقعت فيها ايران الدولة والمرجعية. كما استعادت كثيراً من اقوال وممارسات غلاة الشيعة الذين قدموا الطائفة على الامة، واحياناً على الوطن ذاته. صحيح ان كل الكلام الذى جرى استدعاؤه وكل التاريخ الذى اعيد انتاجه لم يكن هناك جديد فى مضمونه ووقائعه، لكن الجديد ان الاشتباكات التى حدثت بين غلاة السنة والشيعة على مدار التاريخ كانت من قبيل الحماقات التى مورست باسم تصفية مرارات التاريخ والتنافس المذهبى أو الطائفى الذى تداخل فيه الغباء مع الجهل وقصر النظر، الا ان الأمر اختلف هذه المرة، حيث وظف الاشتباك لصالح المخططات الامريكية والاسرائيلية، التى تستهدف تركيع السنة والشيعة معاً، وهو ما يعزز استمرار دور الغباء والجهل وقصر النظر، مضافاً اليه جرعة معتبرة من المكر والخبث.

الى جوار التعبئة المضادة فان الولايات المتحدة نشطت على صعيد آخر، تمثل فى اقامة تحالف مضاد لإيران مع ما اسمته الدول السنية المعتدلة، فيما سمي بالاصطفاف الجديد في المنطقة، الذي، يميز بين الاصلاحيين والمتطرفين. وهو ما تجلى فى المشاورات والاجتماعات التى عقدت بين ممثلى تلك الدول المذكورة فى بعض العواصم العربية، او بينهم وبين نظرائهم - السنة ايضاً - خارج المحيط العربى، فى اسلام اباد مثلاً.

(4)
فى الوقت ذاته فان التحضير للعمليات العسكرية مستمر على قدم وساق. وهو تحضير اتخذ مسارات عدة، بعضها تعلق بالترويج لتورط ايران فى حرب العراق ضد الامريكيين (الناطق باسم القوات الامريكية اكد العثور على اسلحة ايرانية مهربة الى العراق ورئيس الاركان الجنرال بيس نفى الخبر وقال انه ليس دليلاً على تورط ايران فى الحرب). من تلك المسارات ايضاً قيام الجيش الامريكى بالقاء القبض على مئات الايرانيين فى العراق (منهم 500 دفعة واحدة) اضافة الى احتجاز بعض الدبلوماسيين الايرانيين، واقتحام القنصلية الايرانية فى اربيل واحتجاز دبلوماسييها. منها كذلك الزج بعناصر القوات الخاصة وعملاء الاستخبارات الامريكية لجمع المعلومات والقيام بعمليات تخريب داخل الحدود الايرانية. ذلك بخلاف غرف العمليات الموجودة فى اسرائيل وفي مقر القيادة الامريكية التى تتلقى المعلومات المختلفة وتحدد الاهداف العسكرية والمنشآت النووية المراد تدميرها.


طبقاً للمعلومات المنشورة فان خطة ضرب ايران بدا اعدادها تحت اشراف الرئيس بوش فى العام الماضى. وفى الاشهر الأخيرة تم تشكيل فريق خاص من كبار القادة العسكريين لوضع خطة لقصف ايران يمكن تطبيقها خلال 24 ساعة بناء على امر يصدره الرئيس. علماً بأنه تكمن فى بحر العرب فى الوقت الراهن اثنتان من حاملات الطائرات الامريكية (ايزنهاور وستينيس) جاهزتين لتنفيذ اية اوامر تصدر اليهما.

هذا الاحتشاد لا ينتظر قرار الرئيس الامريكى فقط، لكنه ينتظر ايضاً حملة التشكيك فى حيازة ايران لاسلحة الدمار الشامل واتجاهها لامتلاك السلاح النووى، الأمر الذى يوفر مناخاً مواتياً لتوجيه الضربة العسكرية، (كما حدث فى الحالة العراقية!). وقد نقل هيرش عن مسئول كبير فى الاستخبارات قوله ان خطط الطوارئ الحالية تسمح بتنفيذ هجوم بحلول الربيع، لكن كبار الضباط فى رئاسة الاركان يراهنون على ان البيت الابيض ليس على هذه الدرجة من الحماقة للقيام بتلك المغامرة، وسط ما يجرى فى العراق، وما ستثيره من مشاكل فى وجه الجمهوريين فى انتخابات عام 2008.

ان اكثر ما اخافنى فى كلام هيرش ان الرجل الذى ملأ تقريره بالاسرار والمعلومات الخاصة بالمخططات الامريكية والدور العربى فيها، ذكر ان الجزء السرى من الاستراتيجية الجديدة يتولاه ويباشره ديك تشينى نائب الرئيس، الأمر الذى دفعنى الى التساؤل.. اذا كان ذلك هو ما امكن اعلانه من الخطة، فكيف يكون حال الجزء السرى والغاطس منها؟!.
عن الشرق القطرية
__________________


قال تعالى ""
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ المائدة الآية 45
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م