مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-08-2001, 06:01 PM
mojahid mojahid غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 522
Post قصة موثرة الى أهل القلوب الحية فقط

رام الله/7 اغسطس/ الجريدة-نائل نخلة/قال يا أمي بدهم يبعتوني على معتقل السبع قلتله السبع للسبع "بهذه الكلمات بدأت الحاجة فرحه البرغوثي من رام الله كلماتها الشيقة وهي تروي رحلة 24 عام قضتها ما بين السجون لتزور أبنائها الاثنان وزوجها في سجون الاحتلال وأخيها في السجون السورية .
ليس من الغريب وأنت تصغي لهذه المرأة التي تجاوزت السبعين عاما من عمرها أن تركز كافة حواسك لكي تستمع لاغرب الحكايات عن المعتقلات واولئك الأبطال الذين غيبوا في قلاع الحقد الصهيوني فقط لانهم قرروا أن يسيروا في طريق الحرية .

الحاجة فرحة البرغوثي أم عمر لا يبالغ المرء أن اسماها أم المعتقلين فقد ابتليت في العام 1978 باعتقال أبنائها الاثنان عمر ونائل وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة لقتلهم ملاح جو إسرائيلي أما عمر وهو الأكبر فقد أمضى في الاعتقال سبع سنوات وافرج عنه في العام 1985 إلا أن نائل الأصغر رفضت المخابرات الإسرائيلية إدراج اسمه في قائمة المفرج ولا زال هذه اللحظة يقبع في سجون الغدر الإسرائيلية
تقول الحاجة فرحة في العام 1978 اعتقلوا نائل لاول مرة عشرين يوما لانه سرق عصا لاحد الجنود وعندما خرج من المعتقل قال لي يا أمي رأيت نفسي بين المعتقلين مثل الدجاجة الصغيرة عرفت أن نائل يسعى إلى عمل اكبر
بعد ذلك بشهر تقريبا جاء الجنود وطرقوا الباب بشدة قام زوجي وفتح لهم فقالوا نريد نائل وقاموا باعتقال وبالطبع كسروا الاثاث والبيت بعد أيام جاءوا مرة أخرى واعتقلوا عمر كان يقودهم ضابط مخابرات اسمه أبو طارق قلت له (زي ما أخذت أولادي من الفراش الله يبعث لك أولاد حلال يأخذوك من أبناءك )
وتضيف الحاجة فرحة بعد سنوات وعندما دخل الاحتلال إلى جنوب لبنان قتل أبو طارق في عملية تفجيرية حدثت في منطقة صور بعد اعتقال نائل وعمر لم اعرف ما هي تهمتهم إلا من التلفزيون الذي بث محاكمتهم وتفاجانا أن تهمتهم قتل مهندس طيران إسرائيلي
وعند أول زيارة لنائل قال يا أمي يريدون أن ينقلوني إلى سجن السبع فقلت له سجن السبع للسبع ونقلوه إلى هناك "بعد ذلك توالت المحن على الحاجة فرحة فقد قدر لها أن تكون هناك في حافلات الصليب الأحمر مع كل فجر يوم لتزور أبنائها الاثنان وزوجها فمن سجن السبع إلى عسقلان إلى مجدو والظاهرية إلى جنيد ونفحة والنقب كل هذه الأسماء كانت محل لزيارات الحاجة فرحة فعمر كان في جنيد ونائل في عسقلان وزوجها يتنقل من معتقل إلى آخر وكان لا بد لها أن توفي إلى أبنائها وزوجها الذين تخيروا فاختاروا طريق النضال "
تقول الحاجة فرحة لم يبقى معتقل من المعتقلات إلا زرته وكان لي حكاية فيه سواء مع الشبان أو مع الجنود الذين كانوا يحاولون أن يضيقوا علينا وعلى المعتقلين فكنت دائما على عراك دائم معهم ودائما يقول لي نائل يا أمي كل الشبان هنا واهلهم يعرفونني ويعرفونك فاقول له يا بني أنا لست أمك وحدك أنا أمهم جميعا وكثيرا ما كنت ازور معتقلي الدوريات (معتقلو الدول العربية )فكثير منهم ليس لهم أهل ويعتبرونني أما لهم وكلهم عزيزون على قلبي ولا افرق بينهم وبين نائل أو عمر "
ويبدو أن الحاجة فرحة لم يكتب عليها فقط أن تزور المعتقلات الإسرائيلية بل أيضا معتقلات الأشقاء العرب ففي بداية الثمانين تبادرت أخبار إلى الحاجة فرحة بان شقيقها رباح معتقل لدى السوريين لم يكن من الحاجة فرحة التي اعتادت على المشاق إلا وان اتجهت إلى سوريا وبدأت تبحث عن شقيقها إلى أن وجدته في إحدى المعتقلات السياسية هناك وقامت بمجموعة من المحاولات إلى أن استطاعت أن تحصل على إذن بالزيارة
وتقول الحاجة فرحة "ذهبت إلى المعتقل في سوريا لقد كان مظلم أنزلوني ثلاث وثلاثون درجة تحت الأرض وقال لي الضابط السوري يا حاجة يجب أن نقوم بتفتيشك فأجبته لا مشكلة ففي إسرائيل يقومون بتفتيشنا فقال يا حاجة أتشبهيننا بإسرائيل فقلت في إسرائيل لا يسجنون اخوتهم تحت الأرض أما انتم فتسجنون إخوانكم تحت الأرض سمحوا لي بزيارة رباح عشرة دقائق ثم قالوا لي انتهت الزيارة "
وتضيف الحاجة فرحة"كلها سجون في سوريا أو في الأردن أو في أي دولة عربية يعاملون الفلسطيني كأنه مشبوه ودائما يعتقلون الفلسطينيين واخبرني أخي عندما زرته أن هناك شبان فلسطينين لهم عشر سنوات واكثر يعيشون تحت الأرض ولم يروا أحد من أهلهم منذ سنوات إضافة إلى شبان سوريون من يدخل سجونهم في سوريا لا يخرج أبدا"
الحاجة فرحة بعد هذا العمر تعيش اليوم على أمل واحد فقط وهو أن يأتي اليوم الذي تضم بين ذراعيها ابنها نائل الذي دخل السجن في الثامنة عشر من عمره وهو اليوم في الأربعين واكبر أمنياتها أن تفرح به قبل أن تموت تقول الحاجة فرحة "
قال لي نائل أن أسجل شريط فيديو حتى يبقى يراني إذا لم يخرج من السجن وأنا على قيد الحياة مع أن الأمل انتهى لدي إلا انه عاد بعد أن قام حزب الله بأسر الجنود الاسرائيلين ولذلك أملنا اليوم بالله ثم بنصر الله أن لا يخلف وعده لابناء المعتقلين وأمهاتهم وزوجاتهم وان يسعى بكل جد لكي يفرج عن كل المعتقلين من كل الدول العربية سوريين أو لبنانيين أو أردنيين فكلهم ناضلوا واعتقلوا من اجل فلسطين ويجب أن لا ينسى أيا منهم فكافة الدول العربية تعدنا منذ سنين ولم تفعل شيئا وتبخرت وعودهم في الهواء
كلمات الحاجة فرحة نابعة من القلب المحطم القلب الذي عانى وتعب وهو ينتظر أن يعود الغائب وان تراه أن تتمتع بطلته البهية إن الاشتياق في قلب الحاجة فرحة وصل إلى الذروة فهي اليوم تعد أيامها كما كانت تعد بالأمس السنين التي قضاها نائل في المعتقل هي اليوم لا تتمسك بالحياة إلا لشيء واحد لترى قرة عينها إلى جانبها.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م