اسمعني يا أخي الهلالي ..
أنا سأناقشك من منطلقات شرعية بحتة بعيدة كل البعد عن حظوظ النفس واتباع الهوى ..
طبعاً يا أخي العزيز أنا وأنت لسنا من أهل العلم الشرعي .. ومن هم على شاكلتنا لا يجوز لهم الإجتهاد في المسائل الشرعية أبداً وخصوصاً في المسائل التي تتعلق بقضايا الأمة ..
هنا نحن متفقين على هذا الثابت الأول ..
إذن يبقى لمن هم على شاكلتنا الأخذ بأقوال أهل العلم الشرعي ولا سبيل آخر ... إلا بثني الركب سنيناً عديدة على مجالس العلماء ..
وهنا نحن متفقين على هذا الثابت الثاني ..
يبقى إذن الطريقة التي تجب على من أراد الأخذ بالفتيا الصواب ... لقد رتب العلماء رحمهم الله الطريقة التي يجب على العامة اتباعها وخصوصاً في حال اختلاف العلماء ..
1- أن يسأل من يراه أكثر علماً وفقهاً .. ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا بالمعرفة الجيدة لهذا العالم ..
فإذا كانوا سواء
يأخذ بمن يراه أكثر زهداً وورعاً ... ولا سبيل لذلك أيضاً إلا بالمعرفة التامة لهذا العالم .. فلا مجال للظنون والتوقعات ..
فإذا كانوا سواء
يأخذ بقول أكبرهم سناً ... وهذا أمر بديهي لأن عامل الخبرة مطلوب ..
فإذا كانوا في السن سواء ( طبعاً لا يعني ذلك أن يتساوو في نفس يوم الميلاد
)
هنا يجب عليه أن يأخذ بأيسر القولين .. واتشهدوا رحمهم الله بالحديث الصحيح ( ما خيّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا واختار أيسرهما )
هذه هي القواعد الشرعية التي استنبطها علماء السلف الصالح رضوان الله عليهم ... فلا مجال للمزايدة عليهم أو أن نرى أنفسنا أعلم منهم ..