مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2004, 12:39 AM
بالعقل...بهدوء بالعقل...بهدوء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: قرطبة
المشاركات: 131
إفتراضي ما ومَن وراء تفجير الكنائس في العراق؟ -جريدة السفير

عبد الهادي البكار -جريدة السفير


http://www.assafir.com/iso/today/opinion/1.html



على الرغم من اقتناعي الذاتي العميق بأن ما تعرضت له بضع كنائس للعبادة المسيحية في العراق في مطلع شهر اغسطس (آب) 2004 من تدمير اجرامي باغت العراقيين والعرب الآخرين بكل فصائلهم، ذو صلة حتمية افتراضية بالمخابرات الاسرائيلية المتحالفة مع اتباع مذهب المسيحية الصهيونية في المخابرات الاميركية وبعض المؤسسات الرسمية الاميركية الاخرى في المرحلة الراهنة، فإن الحدث الفاجع هذا، لجدير باهتمام عربي قومي استثنائي اشد، باعتباره حلقة من سلسلة حلقات السعي الصهيوني المخضرم المبرمج للايقاع بين ورثة الحضارتين الاسلامية والمسيحية، على النحو الذي طرحه المفكر الصهيوني الاميركي (هنتنغتون) منذ ما بعيد غروب شمس الاتحاد السوفياتي ومنظومة دول اوروبا الاشتراكية الاوروبية، الذي تزامن مع غروب شمس العقيدة الماركسية التي ارتكزت على مفهوم (الاشتراكية العلمية)، في كتابه الشهير: (صراع الحضارات) الذي تنبأ فيه (والنبوءة سلاح من اسلحة الفكر الصهيوني التوراتي)، بنشوب الصراع اللاهب بين ورثة الحضارتين الاسلامية والمسيحية بعد موت الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية في اوروبا الشرقية، بالسكتة القلبية. وقد كان المؤرخ الصهيوني المتأمرك الدكتور برنارد لويس قد رسم معالم الطريق هذه التي سلكها من بعده كل من المفكر الصهيوني الاميركي (هنتنغتون) في كتابه (صراع الحضارات)، والمفكر الاميركي المتصهين التوراتي (فوكوياما) في كتابه الشهير (نهاية التاريخ). وقد تزامن هذا الطرح الفكري العقيدي التوراتي الصهيوني المستجد الذي اطلقه هؤلاء المفكرون الصهيونيون الثلاثة، لا مع افول شمس الاتحاد السوفياتي كدولة وكعقيدة اشتراكية علمية وحسب، بل مع هذا الاعتلال الذي منيت به عقيدة القومية العربية ذات النبض الوحدوي في الوطن العربي الزاخر بالثروة النفطية ذات التأثير الحيوي بمسار الحياة اليومية في القارتين الاميركية والاوروبية في القرن العشرين، وبدايات القرن الواحد والعشرين، نتيجة لفشل التجربة الناصرية وحزب البعث في كل من مصر وسوريا والعراق، وكذلك فشل بقية الحركات العربية القومية الاخرى، بإنشاء الدولة العربية القومية الواحدة من ناحية، وبمواجهة التطلعات الاسرائيلية الصهيونية التوسعية الممنهجة، مواجهة ناجعة صارمة حاسمة، من ناحية اخرى، في وقت شهد تطورا بالغ الاهمية والتأثير في دولة اسرائيل، تمثل بانحسار العقيدة العلمانية داخل غالبية مؤسسات الدولة السيا عسكرية الرسمية، ونهوض انتعاش العقيدة الدينية التوراتية الصهيونية الصرف، وهو تطور قابله انتعاش حيوية الفكر الديني الاسلامي في غالبية المجتمعات العربية (على صعيد الشارع الشعبي السياسي العربي لا على صعيد مؤسسات الدولة القطرية) الذي نهض بنتيجة لاعتلال العقيدة العربية القومية التي لم يسعفها حظها العاثر بطبيب يعالج ويداوي، ويكون مؤهلا لاجراء العملية الجراحية الاستئصالية التي يحتاج اليها هذا الاعتلال الذي ظل يعمل، حتى امسى مزمنا، وبذلك كله كادت هوية الصراع حول مصير عروبة او لاعروبة ارض فلسطين وبقية الاراضي العربية التي احتوتها خارطة (اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات) كما رسم حدودها (تيودور هيرتزل) في العام 1904، وكما جددها الحاخام (فيشمان) في العام 1947، ان تتحول من هوية صراع عربي قومي من ناحية، اسرائيلي من ناحية اخرى، الى هوية صراع اسلامي ديني من ناحية، ديني صهيوني توراتي من ناحية اخرى، وهو تغير في هوية الصراع، المستجدة، ليس في صالح الدعوة الصهيونية الى احياء اسرائيل الكبرى فوق مساحات من الاراضي كلها عربية، وهي الحقيقة التي ما تزال غائبة عن العقل العربي، لكنها لم تكن غائبة ابدا يوما عن العقل الصهيوني الشهير بحسن التدبير لصالح تطلعات الصهيونية التوراتية التاريخية التوسعية.
وفي زمن ارهاصات تحول هوية الصراع على حاضر ومستقبل ومصير ارض فلسطين (المنطلق الذي لا غنى عنه) للصهيونية لاحياء اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات) من هوية صراع عربي قومي/ اسرائيلي، الى هوية صراع اسلامي/ توراتي صهيوني ضمن اطار مفهوم الدولة الدينية، وضع الدكتور (برنارد لويس) مشروعه الخاص بتفكيك الدول العربية والاسلامية في منطقة الشرق الاوسط، اضافة الى آسيا الوسطى (افغانستان وباكستان وايران) وجنوب اوروبا (تركيا) الاسلامية، بحيث يخترق هذا التفكيك من الشمال الافريقي ايضا على امتدادها من شواطئ الخليج الى اغادير المغربية على شاطئ المحيط الاطلسي، وقد وافق الكونغرس الاميركي على هذا المشروع، والخرائط الملحقة به في العام 1983. ثم جاء دور كل من (فوكوياما) عبر كتابه (نهاية التاريخ)، و(هنتنغتون) عبر كتابه (صراع الحضارات)، تمهيدا لتحويل هوية الصراع من كونها هوية صراع اسلامي صهيوني ديني محتملة، الى صراع اسلامي/ مسيحي تريد له الصهيونية العالمية ان يكون، وبذلك تصبح العقيدة الصهيونية التوراتية الاسرائيلية الدينية، ظاهرا، خارج حدود المعارك المحتملة المقبلة، على الرغم من كونها قابعة حتما وراء كواليس المسرح العالمي وبين اصابعها هي اولا جميع الخيوط التي تحرك ممثلي (الماريونيت) الذين سيواجهون العدو الاسلامي الذي حاول جاهدا في الوطن العربي ملء الفراغ العقيدي الذي احدثه اعتلال البطل العربي القومي السابق العليل المخذول (وقد كان كالخنساء أنثى تُسمى بالقومية العربية). وإن نحن بعد هذا التفصيل كله تنبهنا الى ان حدث 11 سبتمبر (ايلول) الاميركي كان البداية التنفيذية لتجسيد اطروحة (هنتنغتون) عن (صراع الحضارات)، سهل علينا فهم الهدف الاساسي المحتمل من تفعيل ذلك الحدث الذي كان وقع في كل من واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001، وهو دفع ورثة الحضارتين الاسلامية والمسيحية الى ان يواجه كل منهما الآخر مواجهة عاتية طويلة الامد، بحيث يكون الطرف الصهيوني التوراتي وكاتب القصة والسيناريو والمخرج الحقيقي الخفي لهذه المسرحية التراجيدية الكونية المصيرية بعيدا عن الانظار، شبه بعيد عن خشبة المسرح الزاخر بالاضواء الباهرة، وبكاميرات التصوير التلفزيوني عبر الاقمار الفضائية المصنوعة بأيد غير عربية، ولا اسلامية، وهي الكاميرات المساهمة بتشكيل الرأي العام الدولي.
من خلال النافذة البانورامية هذه يحسن بنا ان ننظر الى حدث تفجير عدد من الكنائس المسيحية في العراق في بداية شهر اغسطس (آب) الحالي 2004، فثمة الكثير مما يدل الى احتمال ان اسرائيل الصهيونية كانت هناك في بغداد والموصل ساعة حدثت افعال التفجير تلك، يعاضدها اتباع مذهب المسيحية الصهيونية التي انفردت او هيمنت على عمليات صنع القرار الاستراتيجي الاميركي، وعلى تحديد جوهر السياسات الخارجية الاميركية، وعلى الحزب الجمهوري الحاكم، وعلى البيت الابيض، وعلى الكونغرس، ووزارة الدفاع، والمخابرات المركزية بكل فروعها، والاعلام الاميركي، والادارات الثقافية والتعليمية الاميركية... الخ. فكل هذه المؤسسات، رسمية وغير رسمية اميركية، تأتمر بتوجيهات اللوبي المسيحي اليميني الصهيوني الاميركي الذي أسس في الولايات المتحدة الاميركية قبل تأسيس اللوبي اليهودي الاميركي بعدة عقود. وما هو مطلوب اليوم بإلحاح يفرض ذاته، من العرب المسلمين بكل أطيافهم، كما نرى، ان يدركوا هذه الحقيقة الغائبة، جيدا قبل فوات الاوان، وان يعلموا ان مسيحيي الكنائس الشرقية التي ينتسب اليها جميع المسيحيين في الوطن العربي، من اقباط، وانجيليين، وارثوذوكس، وكاثوليك... الخ... الخ، هم اقرب الى المسلم العربي من حبل الوريد، فقد قتل من جدود هؤلاء المسيحيين العرب خلال الحروب الصليبية دفاعا عن الارض العربية وفلسطين وبخاصة القدس، مثلما قتل من المسلمين... فتاريخنا مسلمين ومسيحيين عربا فوق هذه الارض التي هي ارضنا التاريخية من النيل الى الفرات، تاريخ مشترك واحد، وحاضرنا واحد، ومستقبلنا واحد، ومصيرنا مشترك واحد، ومصالحنا مشتركة واحدة، امس واليوم، وغدا، والى الابد. وهنا فوق اراضينا العربية التاريخية هذه، سيظل الصليب في حضن الهلال... والهلال يحتضن الصليب، ما دام الزمان، وما دامت اراضينا العربية تشكل جزءا يستحيل فصله عن الكون الارضي الآبد...
() صحافي عربي
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م