ما أوجع أن يهدر الشعر و الوقت و المال ..

[issam]

أقترح افتتاح مدرسة للرقص في الخليج .. و لتشمل الكويت و السعودية و الامارات و قطر .. و لكم أن تفتحوا شعبا للاجانب ايضا ليأتوا اليكم من كل فج عميق ..
نعم ، فانشاء مدرسة للرقص الحديث أحسن بكثير من العيش في هذه الغباوة ، عفوا أقصد البداوة .. و لتكن المدرسة تتوفر على مناهج من أعلى المستويات الفنية تتضمن مواد علمية في هز البطن و تحريك الجسد على وحدة و نص .. و سيكلف بالتدريس فيها أساتذة و فنانون متخصصون في الرقص الشرقي و الكلاسيكي و الحديث .. الاستاذه فيفي عبده و شريهان و شاكيرا و غيرهن موجود في الساحة العربية و العالمية ..

و أنا أعرف أن كثيرين من الشباب و الشابات الخليجيات ، و الحمد لله ، سيقبلن على التسجيل في هذه المدرسة ، لكني أتوقع كذلك أنها ستثير زوبعة في "فنجان" من النقد عند بعض المتدينين المتخلفين الأغبياء ، و ربما كذلك إعتراض بعض أعضاء مجلس الشورى الشيطاني في كل هذه البلدان .. الذين سيعللون رفضهم طبعا لهذه المدرسةبأنها أولا تتناقض مع قيم الاسلام .. و ثانيا لأنهم سيعتبرونها إهدارا للمال العام الذي كان أولىأن ينفق على الجامعات العلمية ..

لا يهمني كثيرا كلامهم عن القيم الدينية أو الاسلام مادام هؤلاء هم أكبر أعداء الدين المتخفين ، المتحالفين مع الشياطين لضرب بلاد المسلمين و تسليمها للمغضوب عليهم و الضالين .. فكيف ننتظر من هؤلاء الدجالين كلمة حق إذا ما تعلق الأمر بالجسد .. إن لجسدك عليك حقـا ..

إن كل الاستغراب أن تحشر هذه المدرسة الحالمة في تهمة أهدار المال العام ، تهمة كان أولى أن تلصق بمدارس اللسان و الكلام التي تخرجت منها جحافل من الصامتين ، و الانبطاحيين ، تخرجوا بالصمت المحكم لا الحكيم .. أليس هذا إهدارا تثبته النتائج ؟
فكيف تلصق هذه التهمة بمدرسة ما زالت في بدايتها مجرد اقتراح تقدم به الدكتور عصام ؟
و أعتقد جازما بأن أمية الجسد أفضع و بكثير من أمية الفكر و اللسان ..
و اسألوا أجسادا فقدت توازنها لأنها امتنعت عن الركوع للحكام .. و اسألوا جباها التصقت برخام قصور الحاكمين ظانة أنه تراب الخلاص .. و كفروا كل من غرد خارج سربهم ، قطيعهم بالاحرى .
و اسألوا أجساد ابطال يوغا التزلف و الانبطاح .. أقوام الكيفية الواحدة و الشكل الرتيب .. وضع جعل غلاة المستبدين و سيدة الشر و شيطان العالمين تمل من عرب لا يبدعون اشكال جديدة في الانبطاح .. فصارت تغزوهم في عقر دارهم .. و ظل الانبطاح على حاله العربي .. و اغرورقت عيون التاريخ بدموع العتاب ..

اسمعوا ..
أليس إفلاس مدارس الكلام يحتم تجريب مدارس الجسد التي نكاد نتيمن بها خيرا في محاولة لتحدي هذا الخمول العام ؟!!..

ثم ، أليس أولى بالغيرة و الغضب هذا الاهدار الكبير للاموال التي تصرف على الاكاديميات العسكرية في طول البلاد العربية و عرضها ؟
ألا تعتبر إهدارا لأموال دول لا تملك مشروع توسع و لا حتى مشروع تحرير ؟

نعم ، من باب التأهيل السياسي الحكيم أن نفتح مدارس للرقص و فنون الجسد العاري المهتز على ايقاع السيكة و الوحدة و نص .. فقط علينا أن لا نكتفي بهذا بل لنعلم الجسد بعض الثورة كما أسلفت ..

و مادام الحيث يدور حول اهدار المال العام ، لنا أن نعلم أن أمريكا الملعونة دائما و أبدا ، حددت مصاريف تنحية الرئيس صدام حسين بما لا يقل عن 200 مليار دولار ستخرجها من خزائن الأرض لا من خزينتها ، فمن سيحاسب أمريكا على إهدار المال الكوني ؟
و لصدام حسين أن يعتبر نفسه من أغلى الحكام العرب مادام بقيتهم لا يساوون عند أمريكا جناح بعوضة .. أما عندي فهم أقل درجة من ريح فسا !...

و تلطيفا .. و محاولة مني إخراجكم من حزني .. أذكر أنني كنت في لحظة من لحظات اهدار الوقت و المال ، و في ليلة باردة الكؤوس تافهة المعيات ، انقذني من القرف صديقة أحدهم ، فاتنة الرقص خفيفة الجمال ، إذ لا يمكن أن نجمع بين الحسنيين .. أذكر أنني أهديتها ورقة كتبت فيها :

أرقصي فالرقص لغات
لا تفهمها الأغبياء
أرقصي فأنت الملاك الآت
من فرحي و ما عبد الأنبياء
أرقصي
فالرقص لون السماء .

قرأت راقصتنا هذه الورقة بعجالة و بلا اكثرات ، و ارجعتها لي بابتسامة فاترة ، فطنت آنذاك بأنها كانت تود أن أعطيها ورقات يعاقب القانون على تزويرها ..
أخفيت ورقتي في جيبي القريب من الفراغ ، و أحسست بهمس من فاتنة الجمال هذه المرة تقول : ما أوجع أن يهدر الشعر و الوقت و المال ..
استدرت نحوها و قلت مبتسما : جـميلتي فقط يبقى أن ننتظر من الجسد أن لا يتعب من الرقص في هذا الزمن الرث ..


تحياتي