ميلاد العراق الجديد!

[@ برجركنـج @]

.. «من قتل محمد باقر الحكيم» ؟! لا تكفي علامة استفهام واحدة، بل ربما اكثر من مائة الف علامة، فالراحل الكبير كانت له رؤية جميلة لعراق جديد يولد من تحت الرماد، والذين يقتلون رجلا من هذا النوع هم عكسه تماما، يعشقون الظلام ويحبون الخفافيش ولا ينامون الا داخل.. المقابر! ايران بريئة من دمه، فهو الزعيم الذي عاش على ارضها اكثر من عشرين عاما وشرب من مبادىء ثورتها، والاكراد لاناقة لهم ولا جمل في قتله، حتى اسرائيل لا مصلحة لها في اختفائه الى الابد وبهذه الطريقة، صحيح انه عدو لها لكنه «عدو عاقل» كان يرى ان الوقت ليس وقت فتح الصراع مع تل ابيب، بل بداية الصراع مع «عدم الاستقرار» في بلاده والفوضى التي تضرب اطنابها على ترابه و.. الافاعي البعثية - وعلى رأسها - صدام حسين المختبىء في الخرائب.. والاطلال! الامريكيون ليسوا اغبياء حتى يقتلوا رجلا بوزن «الحكيم» انهم لم يفعلوها مع طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي كانت تنقل زعيم الثورة الايرانية من ملاذه الاخير في «نوفيل لو شانو» الباريسي الى مطار« مهرباد» الدولي في طهران ليقتحم بعدها رجاله سفارتهم هناك ويحتجزوا الرهائن بداخلها طيلة 444 يوما لتبدأ عندها حرب.. «الملاك الكبير» ضد «الشيطان الاكبر» !! من بقي .. اذن؟! «اسامة بن لادن» ، «وصدام حسين» و ..«مقتدى الصدر» ! الاول لأنه يريد ساحة قتال جديدة للامريكيين عقب فقدانه لافغانستان ثم .. إن له «سوابق» في هذا المضمار حين اغتال الزعيم الافغاني «احمد شاه مسعود» .. والثاني مصلحته مؤكدة في ان تأجيج الصراعات في العراق حتى يتلهى عنه الامريكيون وينشغلوا عن مطاردته، اما الثالث فهو يذكرنا بابن «الحجاج بن يوسف» حين مات وأوصى ولده بأن يسير موكب جنازته في طريق مستقيم فيهدم كل دار تقف امامه وكل مسجد يعترضه وكل زرع لم يحن وقت.. حصاده! سيظل العراق ينزف الدماء، لكنها دماء المشيمة التي اوشكت على ان تعلن موعد ميلاد العراق الجديد، وسيظل الرجال الشرفاء - امثال «محمد باقر الحكيم» . يدفعون هذا الثمن من دماء.. شرايينهم!


العملاق/ فؤاد الهاشم