ولكنه ضحك كالبكا

[المشرقي الإسلامي]

قامت قائمة الدنيا ها هنا عندنا في مصر ولم تقعد لبعض التفجيرات التي مات فيها بالأمس ما يقارب الثلاثين وفقاً للتقديرات غير الرسمية ... وذلك في منتجع "ذهب" نكتبها في مصر وننطقها بالدال "دهب " .. ذهب ولم يعد
لن أتحدث عن الإدانات الدولية ولا حكم الشرع الواضح في تحريم وإدانة هذه العمليات ولكن أتكلم عن نقاط تبكي كل من كان له إحساس بالوطن :
1- في الوقت الذي لم يزد فيه عدد القتلى في مدينة سياحية عن أربعين أو خمسين قتيلاً في أسوأ الحالات وجدنا مصر قامت ولم تقعد .. لماذا ؟ خوفا وحرصاً على الإنسان ؟ لا وإنما لأن القتلى الذين فارقوا هذه الأرض كانوا من أصحاب الأموال ..سياحة ..هذه السياحة وكأنها هي مصدر مصر الوحيد فلا صناعة ولا زراعة وإنما سياحة و ترف ... بينما لما مات في العبارة المصرية ما يربو عن 500 فرد لم تأخذ الأزمة هذا البعد (ناهيك عن قطار الصعيد بمصر سنة 2002 والذي راح ضحيته .ما يربو عن ال300 قتيل وفق الإحصاءات الرسمية وناهيك عن الطائرة المصرية قبالة السواحل الأميريكية بتاريخ 31 أكتوبر 1999 والتي راح ضحيتها 217 قتيلاً وكان التعويض عن الفرد بمبلغ 3000 جنيه وهو سعر العجل من المواشي!!)..لا لشيء إلا لأن الضحايا مصريون لا يعودون على مصر بربح وفير ... وبالتالي وفقاً لرؤية مصر العبقرية في الإسكان موتهم يكون خيراً لمعالجة القضايا السكانية ... كل ذلك ولا ننسى ما ألهت الحكومة به الشعب من انتصارات أبناء مصر على ساحل العاج في الأمم الأفريقية وكأنها حررت القدس !!!
2- علوج الشرطة لم يكونوا كما يفترض في هذه الأماكن متأهبين لمثل هذه الظروف الحرجة ،وإنما هم متفرغون لملاحقة المعارضين السياسيين والمسلمين الذين يصلون في المساجد والملتحين كأن بين اللحى القنابل وتحت النقاب الصواريخ ... أين هؤلاء الشرطة الذين فرغوا وقتهم لتعذيب الطلاب الجامعيين ولضرب أساتذة الجامعة والقضاة والنزهاء من مصر ...أين الشرطة التي هي في خدمة الشعب .... ربما في خبر كان وربما في الليالي الحمراء ... ما دام الحادث كان على مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر ..
3-لا أعرف هل - من أجل التعاطف مع المنتجع السياحي - سوف يتحول مكان الأزهر فيما بعد ليكون في هذا المكان ؟ أم يسمي كل رجل ابنته شرم الشيخ و "ذهب " هل تتغير وتصير عاصمة مصر شرم الشيخ بدلاً من القاهرة ؟ هل التعاطف مع السياحة هو الذي سوف يحل المشكلة ؟ وبكل سذاجة كأن الناس سيربتون على أكتفانا ليقولوا لنا "فلتفجروا كما شئتم لكننا سنزوركم ونعطيكم الأموال جئناكم إعجاباً بسواد عيونكم" ليس الحادث الأول من نوعه ولم يعرف العلوج أنه للمرة الثالثة يحدث تفجير يتوافق مع موعد احتفالية وطنية أو غيرها وقبله أكتوبر 2004 في نويبع وفي سنة 2005 بتاريخ 23يوليو ذكرى الثورة ثورة 1952.....ترى هل تستوعب الشرطة ذلك ؟ أم تصاب بالحول (وضع فوق الحاء نقطة ) وتقبض على باعة الخس والبقدونس والبرسيم والفجل وكل من لا له صلة بهذه القضية ؟
4- في الوقت الذي نعاني نحن فيه من غلاء الأسعار ...انظر كيف ستنخفض الأسعار لجذب السياح المغفلين ....فنحن لا نخفض الأسعار للخبز والقمح والمكرونة والغذاء واللحوم وإنما نخفضها للمترفين والمستثمرين الذين يهضمون أموال الدولة.
5- عموماً رُب ضارة نافعة فمع غضبنا من ذلك لكل المعايير فذلك يفضح الوجه القبيح للقيادة المصرية سياسية وأمنية ويبين أن التسويق الذي يتم لمصر عاصمة السلام والكلام ليس إلا هراء ً.. كما ليعلم المستثمرون أو المستحمرون حجم معاناة الشعب من غلاء المعيشة وضيق ذات اليد لما يجربوا هم معنى الإفلاس .... "وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون"
إليكم هذه الإعلانات ...
تمتع بزيارة مصر ...وأحسن المصائف شرم الشيخ - ذهب - سيناء .... وتمتع بأجمل الأوقات
خصم 90% على أكفان السائحين .... دفن مجاني للموتى .. جمع بنصف الثمن للرفات ... طائرات مخصوصة لنقل القتلى إلى دولهم للعلاج !
[color="Orange"]تمتع بزيارة للأهرامات وادفع 100 دولار فقط واحجز قبراً إلى جوار مقابر الفراعنة !!!
أرض السلام والهدوء والاستقرار ....مصر ...تمتع بالهدوء والاستقرار تحت سطح الأرض ....[/COLOR]تخفيض في أسعار تذاكر مصر للطيران المتجهة لأعماق المحيط الهندي 93%
تمتع بجمال الإقامة وأمتع حفلات العزاء وأفخرها نرجوها لكمملحوظة : أسعار الورود التي ستوضع على المقابر تذكاراً على حساب الميت ... بعد دفع الضريبة المقررة .. ضريبة الدفن .
كل شيء يا مصر فيك يغلو ..إلا الإنسان
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكا!!

[أحمد ياسين]

شكرا اخي المشرقي على هذا الموضوع
بالفعل هذه المقاييس يصنعها الاعلام
وحسب توجهات السلطة
ويذهب ضحيتها المغفلون
كما قال المثل
قتل ذبابة جريمة لاتغتفر وقتل شعب كامل مسالة فيها نظر
لله امركم ياخوتنا في مصر
رحم الله المسلمين هناك